الانسحاب الامريكي من العراق: الخلاف الانتخابي وتأثيراته السياسية والأمنيّة

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: قالت مسؤولة كبيرة بوزارة الدفاع الامريكية ان جدول الرئيس باراك أوباما الزمني لتقليص عدد القوات الأمريكية في العراق قد يتغيّر اذا أُجلت الانتخابات العامة في البلد، لكن السفير الأمريكي في العراق، كريس هيل، قال أن أي تأجيل مُحتمل للانتخابات العراقية، لن يؤثر على خطط انسحاب القوات الأمريكية بحلول نهاية 2011، أو خفض حجمها إلى 50 ألف جندي بحلول أغسطس/ آب من العام القادم، وإن كانت الولايات المتحدة تفضّل إجراء الانتخابات في وقتها.

وفي غضون ذلك قال الجنرال راي اوديرنو قائد القوات الامريكية في العراق ان انسحاب القوات هناك يمكن الاسراع به حسب الاحوال على الارض وهو ما يمكن ان يسهِّل حشد قوات امريكية مطلوبة للمساندة في افغانستان.

ومن شأن أي تأخير في سحب القوات الأمريكية من العراق ان يزيد على الجيش الأمريكي صعوبة إرسال 40 الف جندي إضافي الى أفغانستان لمحاربة طالبان كما يقترح قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي هناك الجنرال ستانلي مكريستال. ولم يتخذ أوباما قرارا بعد بشأن طلب مكريستال.

وفشل البرلمان العراقي حتى الآن في الاتفاق على القانون الذي سيحدد طريقة إجراء الانتخابات القادمة الأمر الذي أثار مخاوف بخصوص احتمال تأجيلها.

وضغط أوباما شخصيا على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في البيت الأبيض لاستكمال قانون الانتخابات حتى تجرى الانتخابات كما هو مقرر في 16 يناير كانون الثاني.

ومن شأن الانتخابات أن تمثل اختبارا لا للديمقراطية الوليدة في البلاد بعد أعوام من الحروب فحسب ولكن أيضا لجدول الولايات المتحدة الزمني لإنهاء مهمتها القتالية في 31 اغسطس اب 2010. بحسب رويترز.

هيل: سنواصل الانسحاب من العراق حتى لو تأجلت الانتخابات

وفي نفس السياق اعتبر السفير الأمريكي في العراق، كريس هيل، أن أي "تأجيل محتمل" للانتخابات العراقية، لن يؤثر على خطط انسحاب القوات الأمريكية بحلول نهاية 2011، أو خفض حجمها إلى 50 ألف جندي بحلول أغسطس/ آب من العام القادم، وإن كانت الولايات المتحدة تفضل إجراء الانتخابات في وقتها.

وجاءت تعليقات هيل، التي أدلى بها في مقابلة مع CNN، في وقت تزداد فيه الشكوك حول قدرة بغداد على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر بـ16 يناير/ كانون الثاني المقبل، بسبب عدم التوصل إلى إقرار قانون للانتخابات.

وتوقع هيل أن تكون هناك "متاعب" إن لم يصدر قانون جديد، لكنه أشار إلى أن ذلك لن يؤثر على خطط واشنطن العسكرية، قائلاً: "لقد تحدثنا بوضوح تام حول الموعد الذي نراه لسحب الجنود، وسنقوم بذلك وفق ما جرى تحديده."

ولم يخف السفير الأمريكي تفاؤله بإمكانية إقرار القانون في الفترة المتبقية قائلاً: "بالطبع نريد منهم أن يقوموا بذلك في وقت مبكر، ولكن هناك ميل في هذا البلد أحياناً لفعل الأشياء في اللحظة الأخيرة، لذلك علينا أن نرى مسار الأمور."

ورفض هيل الرد على سؤال حول إمكانية تأجيل الانسحاب خوفاً من تدهور الوضع الأمني إذا ما تأخرت الانتخابات، قائلاً إنه لن يرد على "سيناريوهات" افتراضية.

اوديرنو: أمريكا قد تعجّل الانسحاب

من جهته قال الجنرال راي اوديرنو قائد القوات الامريكية في العراق ان انسحاب القوات هناك يمكن الاسراع به حسب الاحوال على الارض وهو ما يمكن ان يسهل حشد قوات امريكية في افغانستان.

وأشار الجنرال اوديرنو الى خطط لسحب حوالي 4000 جندي من العراق بحلول نهاية اكتوبر تشرين الاول كدليل على المرونة في التوقيت قائلا "هذا أسرع مما خططنا له في الاصل."

وأبلغ اوديرنو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب "انني اعمل بحرص بالغ ... لتحديد أي قدرات لدينا لم نعد في حاجة اليها ويمكننا استخدامها في افغانستان."

وقال "في اطار خطتنا لدي مرونة للاسراع (بالانسحاب) اذا اعتقدت ان الموقف على الارض يسمح بذلك."

ويوجد حوالي 124 ألف جندي امريكي في العراق مقارنة مع نحو 66 ألفا في افغانستان حيث يريد قائد القوات الامريكية هناك من الرئيس الامريكي باراك اوباما نشر مزيد من القوات لتغيير مسار الحرب الدائرة هناك منذ ثماني سنوات.

ويجري أوباما مراجعة للاستراتيجية في افغانستان في مواجهة خسائر متصاعدة وتراجع تأييد الرأي العام للصراع ويزمع انهاء المهمة القتالية الامريكية في العراق في 31 اغسطس اب عام 2010 .

وستبقى قوة يتراوح قوامها بين 30 الف و50 الف جندي لتدريب وتجهيز القوات العراقية وحماية فرق التشييد الاقليمية والمشروعات الدولية والعاملين في السلك الدبلوماسي.

دعم ايران للمسلحين بالعراق أضيق نطاقا

وقال قائد القوات الامريكية في العراق ان ايران ما زالت تقدم دعما "كبيرا" لمسلحين في العراق لكن لعدد من الجماعات أقل ممن كانت تدعمهم من قبل.

وأضاف الجنرال راي اوديرنو أن قوات الامن العراقية ضبطت في الاسابيع القليلة الماضية مخزونات "كبيرة للغاية" من صواريخ ايرانية الصنع وذخيرة قادرة على اختراق المدرعات الامريكية.

وقال ان المساعدات الايرانية تتواصل الي عدد قليل من الجماعات لكن الجهود كانت في نطاق أضيق مما كانت عليه في 2007 و2008 عندما كانت هجمات المسلحين أكبر.

ومضى قائلا "اذا كنت تدرب اناسا ... في ايران ليعودوا الى العراق وتزودهم بالصواريخ وبأشياء أخرى.. فأنا أصف ذلك بأنه (دعم) كبير لانه لا يزال يمكن أشخاصا من شن هجمات ليس على القوات الامريكية فحسب بل ايضا على المدنيين العراقيين."

وتابع اوديرنو، ان اعلان النصر ما زال بعيدا. واضاف قائلا "لست متأكدا مما اذا كنتم سترون أحدا يعلن النصر في العراق.. لانني في المقام الاول لست متأكدا أننا سنعلم ذلك خلال عشر أو خمس سنوات."وأقر اوديرنو - الذي وصف التوترات بين الاكراد والعرب في شمال العراق بأنها أكبر تهديد للاستقرار- بصعوبة جمع الطرفين معا ربما للقيام بدوريات مشتركة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 26/تشرين الثاني/2009 - 6/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م