قضايا علمية: مئة عام على النسبيّة وخلايا جذعيّة من الشحوم البشرية

 

شبكة النبأ: قبل مئة عام في 1909 في سازلبورغ شمال النسما عرضَ الشاب البرت اينشتاين علناً نظرية النسبيّة، التي سبقَ ان نشرها في 1905، وقد قوبلت هذه الاعمال التي احدثَت ثورة في عالم الفيزياء بفتور من قبل نظرائه الذين لم يدركوا اهميتها في حينه.

وبعد مرور 122 عاماً على ظهور آخر فرضية تُكتشف في الرياضيات، برز اسم الشاب التونسي كريم الغرياني، بنظريته الجديدة التي أطلق عليها اسم "الكريمية" أو Karimation، والتي عمّت المواقع العلمية المتخصصة في مجال الرياضيات.

من جانب علمي آخر اكتشفَ علماء أمريكيون إمكانية تحويل شحوم الجسم المُزالة عبر عمليات الشفط، إلى خلايا جذعية متعددة الاستخدامات قد تُستخدم لعلاج الأمراض مستقبلاً.

وفي غضون ذلك استطاعَ علماء بريطانيون تمديد حياة فئران من الإناث عشرين في المئة، بعد منع عمل احد البروتينات من خلال تعديل جيني، على ما جاء في ابحاث نشرت في الولايات المتحدة.

مئة عام على نسبيّة ايشنتاين

في قاعة رياضة في مدرسة اندرا حيث كان يُعقد اجتماع جمعية الباحثين في العلوم الطبيعية والاطباء الالمان لم تُثر معادلة اينشتاين الشهيرة (الطاقة تساوي حاصل ضرب الكتلة مع مربع سرعة الضوء) اهتماما كبيرا. فمعاصروه لم يفقهوا اهميتها.

وبعد عرض النظرية، اطلق احد اشهر الفيزيائيين في تلك الفترة الالماني ماكس بلانك الذي كان مطلعا على اعمال ايشتاين منذ صدورها في برلين، نقاشا محتدما وسط مجموعة من العلماء الذين فازوا لاحقا بجوائز نوبل وبينهم ايشتاين الذي نال هذا الشرف العام 1921.

ورغم النقاش كان البرت اينشتاين في سن الثلاثين في تلك الفترة ويشارك في اول مؤتمر له على اعتاب شهرة عالمية. بحسب فرانس برس.

الطب يطبّق اكتشافات داروين لفهم سبب انتشار الربو

يمكن ربط وباء الربو العالمي بحملات القضاء على الديدان الطفيلية البشرية. هذه احدى الاستنتاجات المدهشة في الطب التطوري، وهو فرع حديث من الطب سلطت عليه الاضواء هذا الاسبوع في برلين.

وتبلور الطب التطوري قبل حوالى 20 عاما في مسعى لتطبيق نظريات داروين في البحث الطبي، علما انها عرضت قبل 150 عاما في "اصل الانواع" ويسترشد بها مذاك علماء الاحياء. ويسعى هذا النوع من الطب الى فهم "لماذا صنعت ظاهرة الاصطفاء الطبيعي اجساما لها نقاط ضعف"، على ما اوضح البروفسور راندولف نيسي، احد رواد هذا الفرع في القمة العالمية الاولى للصحة التي عقدت في برلين. بحسب فرانس برس.

وتابع الباحث في جامعة ميشيغن الاميركية ان "المساهمة الاولى (لهذا النوع من الطب) هي مساعدة الاطباء والباحثين على ادراك ان الجسم ليس آلة صممها مهندسون، بل انه جهاز تبلور بحسب الاصطفاء الطبيعي، وبعض اجزائه تشوبها علل". بالتالي فان قصر البصر الذي يرتبط بشدة بعناصر وراثية ليس ميزة خاصة بالبشر بل احد غرائب الطبيعة.

ومن مجالات البحث التي يمارس فيها الطب الدارويني تبرز الامراض المعاصرة على غرار الربو او السمنة "الناجمة عن تغيرات في البيئة يعجز الجسم عن التأقلم معها بالسرعة اللازمة". واعتبر نيسي ان "وباء الربو العالمي يمكن ربطه مباشرة بجهود الطب الفعالة جدا للقضاء على الديدان الطفيلية".

واوضحت كاثلين بارنز ملخصة نشاطات مجموعة عمل من حوالى 15 باحثا من العالم اجمع ان "نظرية النظافة الصحية" تفسر على ما يبدو ارتفاع قابلية المجتمعات الحديثة للربو، والحساسيات وامراض المناعة الذاتية. وهذه المجتمعات اكثر عرضة من غيرها الاقل تطورا التي تعيش وسط ظروف صحية سيئة فتكون "اكثر عرضة للطفيليات والالتهابات الجرثومية".

جرذان مشلولة تجري مجدداً

استطاع علماء جعل جرذان مشلولة قطع نخاعها الشوكي عن دماغها، تجري مجددا باستخدام تقنية يعتقد العلماء انها صالحة للبشر، وفق دراسة طبية نشرت مؤخرا.

وبفضل التحفيز الكهربائي المستمر واستخدام الادوية، تمكنت الجرذان من السير مجددا على جهاز مشي معتمدة على قوائمها الخلفية التي اسند اليها ثقل الجسم بالكامل، وذلك بعد اسبوع واحد فقط على شلها.

واثر اخضاعها لعلاج فيزيائي ايضا استطاعت القوارض وبعد اسابيع عدة ان تسير وتجري من دون التعثر لما يزيد على ثلاثين دقيقة، على ما ورد في الدراسة التي نشرت في "جورنال ناتشر نوروساينس".

واللافت ان الجرذان استطاعت ان تكيف حركتها بالاستجابة للتحفيز، على الرغم من ضعف الاشارات من الدماغ واليه. على هذا النحو وعندما تم عكس وجهة جهاز المشي، قامت الجرذان بالسير في الاتجاه المعاكس.

واوضح غريغوار كورتين الاستاذ في جامعة زوريخ ان "ذلك يبرهن على ان الشبكة الشوكية قادر الى حد ما على اداء عملية معرفية". وقال لوكالة فرانس برس عبر الهاتف ان "هذه الشبكة قادرة على فهم ان العالم الخارجي يتغير وعلى تفسير هذه المعلومات بطريقة تشغل العضلات".

وكانت دراسات سابقة اظهرت ان في وسع الشبكات العصبية في النخاع الشوكي ان تنتج حركة محدودة في العضلات، بشكل منفصل عن الدماغ او الاعضاء الحسية. غير انها المرة الاولى التي يستطيع فيها الباحثون ترميم الوظائف الطبيعية او شبه الطبيعية. اما الخطوة اللاحقة فهي تطوير اجهزة يمكن زرعها في الجسم.

نجاح عملية زرع بَذرة سِن في فَك فأر مختبر

نجح باحثون يابانيون في اجراء عملية زرع لنسيج معد بيولوجيا في فك فئران مختبر بهدف تنمية اسنان جديدة لها.

وتظهر الدراسة التي نشرت في مجلة "بروسيدينغز اوف ذي ناشونال اكاديمي اوف ساينس" امكانية استخدام هذه التقنية من اجل استبدال اعضاء مفقودة او متضررة ببذور معدة مخبريا وقادرة على النمو للحلول محل تلك الاعضاء.

وكان العلماء حتى الان نجحوا في استنبات نسيج محدود في المختبر وزراعته لدى حيوانات.

لكن فريق البحث الذين قاده اتسوكو ايكيدا من جامعة طوكيو للعلوم "اكتشف طرقا لتنمية عضو ثلاثي الابعاد في موقعه الطبيعي في الجسم، بدءا بالاسنان"، على ما ذكر التقرير المنشور. بحسب سي ان ان.

واوضح التقرير ان "الباحثين طوروا بذرة سن معدة بيولوجيا وهو نسيج شبيه بالبذور يحتوي على الخلايا والتعليمات الضرورية لتشكيل سن، وزرعوها في عظام فك فأر". واضاف ان "معدي الدراسة سجلوا نموا منتظما للبذور المزروعة في اماكن الاسنان المستبدلة".

وتمكن الباحثون اولا من تنمية اسنان في لثة كانت تحتوي سابقا على اسنان راضعة واسنان بالغة. وكرروا هذا الاجراء بنجاح من اجل التوصل الى تنمية اسنان قوية بما يكفي لمضغ الطعام.

إنتاج خلايا جذعيّة من الشحوم البشرية

اكتشف علماء أمريكيون إمكانية تحويل شحوم الجسم المزالة عبر عمليات الشفط، إلى خلايا جذعية متعددة الاستخدامات قد تستخدم لعلاج الأمراض مستقبلاً.

ووجد علماء من جامعة "ستانفورد" الأمريكية أن إنتاج "الخلايا الجذعية ذات القدرات المتعددة المستحثة" induced pluripotent stem cells، أو iPS، من ملايين خلايا الدهون المزالة من الجسم عبر عمليات الشفط، أسهل وأسرع من التقنية التقليدية المتبعة منذ 2007 باستخدام أنسجة الجلد.

وكانت أبحاث علمية مؤخراً قد اكتشفت طريقة للتلاعب الجيني بالخلايا الجذعية البالغة، بحيث صار بإمكانها أن تبدو مثل الخلايا الجذعية الجنينية وتتصرف بمثل تصرفاتها. وهذه الخلايا التي أعيدت برمجتها، هي "الخلايا الجذعية ذات القدرات المتعددة المستحثة"، وقدمت للباحثين مصدرا آخر للخلايا الجذعية إلى جانب الأجنة. بحسب سي ان ان.

وأثارت أبحاث الخلايا الأولية الجنينية embryonic stem cells جدلاً قانونياً وأخلاقياً في مطلع العقد  الماضي، والخلية الأولية هي الخلية التي لها القابلية على الإنقسام غير المحدود - الأبدي -  والتي تستطيع أن تُـولد خلايا متخصصة وأعضاء، وتوجد في الإنسان في كل مراحل نشوئه من الجنين حتى البلوغ.

وتظهر دراسة جامعة ستانفورد أن خلايا الشحوم يمكن ، تلعب دوراً كبيراً في أبحاث "الخلايا الجذعية ذات القدرات المتعددة المستحثة" induced pluripotent stem cells، أو iPS.

وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد وقع في مارس/آذار الماضي أمرا بإلغاء قرار كان اتخذه الرئيس السابق جورج بوش، بتقييد تمويل أبحاث الخلايا الجذعية الخاصة بالأجنة البشرية.

وقف انتاج احدى البروتينات يطيل عمر الفئران بنسبة 20%

استطاع علماء بريطانيون تمديد حياة فئران من الاناث عشرين في المئة بعد منع عمل احد البروتينات من خلال تعديل جيني، على ما جاء في ابحاث نشرت الخميس في الولايات المتحدة.

وتمهد هذه الابحاث الطريق مبدئيا امام انتاج عقاقير تحمي البشر من امراض تنتج عن التقدم في السن، بحسب الابحاث. بحسب بي بي سي.

ويؤدي عجز هذه القوارض عن انتاج بروتينة "اس 6 كيناز 1" او "اس 6 كاي 1"الموجودة في جسم الانسان ايضا الى اثار مشابهة لخفض عدد السعرات الحرارية المستهلكة.

وبينت دراسات عدة اجريت على الفئران وعلى القردة اخيرا، ان غياب انتاج هذه البروتينة يطيل العمر ويحد من اثار التقدم في السن.

ويقول البرفسور دومينيك ويزيرز من "يونيفرستي كولدج" في لندن، وهو الواضع الاساسي لهذا البحث الذي نشر في مجلة "ساينس" الاميركية بتاريخ الثاني من تشرين الاول/اكتوبر "ان وقف عمل بروتينة "اس 6 كاي 1" ساهم في منع حصول مشكلات صحية عدة ترافق شيخوخة هذه الفئران من الاناث".

واضاف "عاشت الفئران التي لم تنتج بروتينة "اس 6 كاي 1" فترة اطول، وكانت ارفع قواما واكثر نشاطا وفي حال صحية افضل في الاجمال من صحة المجموعة التي لم تجر عليها التجربة".

شاب تونسي يبتكر نظرية جديدة في الرياضيات

بعد مرور 122 عاماً على ظهور آخر فرضية تكتشف في الرياضيات، برز اسم الشاب التونسي كريم الغرياني، بنظريته الجديدة التي أطلق عليها اسم "الكريمية" أو Karimation، والتي عمّت المواقع العلمية المتخصصة في مجال الرياضيات.

يقول كريم الغرياني، البالغ من العمر 19 عاماً، في مقابلة نشرتها صحيفة الشروق التونسية، إنه لم يكن يتصور أن ما فعله في فرضه الجامعي المنزلي سيكون نظرية جديدة في عالم الرياضيات في العالم.

ويوضح الرغياني كيفية وصوله إلى النظرية الجديدة بالقول إن أحد أساتذه كلف الطلبة بواجب منزلي في الرياضيات في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ويتابع قائلاً:"لكني تأخرت في إنجازه وذهب في اعتقادي أن العملية التي سأقوم بها ستكون طويلة نسبياً وقضيت فيها نحو 3 أسابيع وأنا أخطّ أسطرها فقرّرت أن أختزلها.. أنجزت فرضي وسلمته لأستاذي الذي تشكّك في تلك الفرضية وقدمها لأساتذة آخرين في الرياضيات تونسيين وأجانب."

ويضيف "لن أنسى ما فعله أستاذي لي.. إنه استثناء.. لقد ناداني وأعلمني بالقرار الذي توصل له وباقي الأساتذة، من كوني اكتشفت نظرية جديدة في عالم الرياضيات.. بعد مرور سنوات على اكتشاف النظريات السابقة التي نستعملها اليوم أي منذ سنة 1886، وأول ما فكّر فيه أستاذي هو أن يسجل هذه النظرية قبل أن يستحوذ عليها شخص ثان فأسميتها وأنا ألهو 'كريماتيك' نسبة إلى اسمي كريم."

التوسّع في انتاج الخلايا الجذعية بدون اجنّة

توصل الباحثون الامريكيون الى طريقة لجمع كميات كبيرة من الخلايا الجذعية من انسجة البالغين.

وتعد تلك خطوة عملية كبرى على طريق انتاج كميات كبيرة من الخلايا الجذعية دون استخدام الاجنة.

وذكرت مجلة نيتشر ميثودز جورنال ان فريق البحث تمكن، باستخدام ثلاثة مركبات كيماوية تشبه الادوية، من اتمام العملية بكفاءة اكبر 200 مرة وبسرعة مضاعفة.

والمأمول انه يمكن يوما ما استخدام الخلايا الجذعية لاصلاح الانسجة المتضررة من الامراض او بعد الاصابة بجروح.

وكان القدر الاكبر من البحث في انتاج الخلايا الجذعية قد ركز على الاجنة، بسبب قدرتها اللامتناهية على التحول الى اي من انواع الخلايا الـ220 للجسم البشري ـ لتمتعها بما تسمى حالة الفعالية المتعددة Pluripotent state.

الا ان تلك الطريقة اثارت الجدل واعترض البعض على استعمالها على اساس انه من غير الاخلاقي تدمير الاجنة باسم العلم. بحسب سي ان ان.

وكان التوصل الى انتاج الخلايا الجذعية من خلايا الجلد للبالغين اعلن للمرة الاولى عام 2007 على يد باحثين يابانيين وامريكيين، ما فتح بابا امام موارد جديدة للخلايا الجذعية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 22/تشرين الثاني/2009 - 2/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م