المُستبصِر مروان خليفات: علمائنا أخذوا مفهوم السِلم من ائمة اهل البيت(ع)

 

شبكة النبأ: ساهمَ التطور في الاتصالات وسهولة تناول الأفكار عند طرحها وتداولها في توسيع مدى انتقال تعاليم الاسلام السمحاء ومناهج الائمة الطاهرين المعصومين حتى اصبحت علوم اهل البيت عليهم السلام نورا يتدفق في جميع الانحاء ليشمل ببركته الساعين لاكتشاف طريق الحق والعدالة الألهية.

ومن بين مَن شملتهم رحمة الله الواسعة ودلّتهُم الى جادّة الصواب، المستبصر الأردني مروان خليفات، الذي انتقلَ من المذهب الشافعي ليعتنق المذهب الجعفري مذهب اهل البيت المنبثق من نبع النبوة والرسالة المحمدية التي جائت رحمة للعالمين.

ولأجل القاء الضوء على الأسباب والعوامل والظروف التي قادت مروان خليفات للاستبصار، كان هذا اللقاء معه:

* بعد أن تُعرِّفنا بنبذة شخصية عنك، كيف تقيِّم دعوات علماء مذهب أهل البيت لحقن الدماء بعكس دعوات الفكر الوهابي الذي يدعو لهدر دماء المسلمين وغيرهم؟

- انا مروان خليفات، مسلم اردني من مواليد 1973 وقد كنت على المذهب الشافعي ثم اهتديت الى المذهب الجعفري مؤخرا بعد ان شملتني رحمة الله وهدايته.

وبالنسبة للسؤال فإنه، لا شك أن علماء الشيعة قد أخذوا مفهوم (السلم) عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وهم الذين لا يفترقون عن القرآن والإسلام، والإسلام تعني السلام، فكثير من المفاهيم الإسلامية تدعوا إلى السلم، تنبع من هذه الكلمة العظيمة، حتى أننا نلقي التحية على بعضنا بقولنا السلام عليكم، ولأن ديننا دين المنطق والحجة والبرهان، لم نكن بحاجة إلى إستخدام السلاح إلا للدفاع عن أنفسنا وما سمة العنف التي طغت على الاسلام مؤخرا إلا حدث عرضي جاء نتيجة تطرف وتشدد البعض الذي لايحترم الانسانية ولا يقيم لمبادئ الاسلام السمحاء اي وزن او اعتبار.

* لماذا لا يُدرَّس فكر اهل البيت عليهم السلام في الجامعات بالدول العربية والاسلامية

- السبب أنه لو درس المذهب كما يريد الشيعة، أو سمح بقدر معين من تدريس العقائد الإمامية، لسحبَ البساط من تحت المنهج المقابل ولرأيت العديد من الناس يدخلون هذا المنهج، لما يتمتع به من أدلة وقوة منطق.

هذه مسألة، وهم عندما يقولون أنهم يدرسون المذهب الجعفري فهم يعنون الجانب الفقهي، ويعروضنها كدراسة مقارنة مع فتاوى المذاهب الأخرى، أما لو درس المذهب كعقائد وقُورن مع المذاهب الأخرى أو أعطي حقه من المقارنة، فهذا سيشكل تهديداً وخطراً على الآخرين، وأنتم تعلمون وترون أنه رغم الضيق والحصار على أتباع أهل البيت (عليهم السلام) ومنهجهم إلا انهم يمارسون شعائرهم ويصرون على التمسّك بأهل بيت النبوة والرحمة..

* التحرر الذي حصل عليه اتباع اهل البيت في العراق هل أثّرَ برايكم على المنطقة ككل؟

- لقد بدأ التحرر الذي حصل عليه اتباع اهل البيت يؤثر في مناطق مختلفة من العالم، وأحد أسباب ونتائج هذا التأثير هي الصيحات التي تطلق بين حين واخر من دعاة التطرف والتشدد والانانية خوفا منهم على مصالحهم الضيقة الأفق، وسنلمس بإذن الله تعالى الشيء الكثير من التاثير الايجابي الذي سيحدثه مذهب اهل البيت عليهم السلام في المستقبل القريب.

* كيف كانت مشاعرك لحظة اكتشافك طريق الصواب واتباع للحق؟

- القصة باختصار، كان عندي صديق وقريب من عائلة أعتنقت مذهب أهل البيت، وهذا حزّ في نفسي، فعزمت على تحويل هذه العائلة إلى طريقهم الأول، وإذا بالصورة تنعكس، وبينما كنت أحدّث صديقي هذا، أحتج عليّ بـ(رزيّة الخميس)، وهي قول أحد الصحابة (الخليفة الثاني) أن النبي غلبه الوجع أو يهجر، وهذه اصبحت صدمة لي وصاعقة، جرّتني للبحث حول قضايا تاريخية كثيرة جداً كانت مخبّأة، فوجدت هناك قدراً كبيراً من النصوص النبوية تؤكد حق أهل البيت في قيادة الأمة، ثم تبيّن أن هناك الكثير من الآيات القرآنية تؤدي لهذا الغرض وليس لها تفسير سوى تأكيد الدور القيادي لأئمة أهل البيت (عليهم السلام).

* ما هي نقاط الاختلاف التي ترونها بين مذهب أهل البيت والسلفية او المذاهب الأخرى؟

- إذا اردنا أن نرجع إلى الأساس فإن بقية المذاهب الإسلامية جعلت السلف أو الصحابة هم الواسطة التي تأخذ عن النبي صلى الله عليه واله، أما اتباع أهل البيت فإنهم قد أخذوا عن النبي وأهل بيته الائمة المعصومين، فكان هناك تباين، لأن أهل البيت يعكسون صورة الإسلام الإصيلة التي تاخذ التعاليم من النبي الاعظم مباشرة، اما الاخرون فقد حدث في طروحاتهم خلط وتشويه على خلفية اعتمادهم احاديث لبعض الرواة والصحابة الذين لم يكن لهم دور ايجابي إبان الدعوة الاسلامية، مما ادى الى انحراف كبير شهده الإسلام فيما بعد...

* بحسب نظرتك، كيف ترى الشعوب مدرسة أهل البيت صلوات الله عليهم؟
-  تشترك بعض دول شمال افريقيا مثل التونس والجزائر والمغرب وكذلك مصر، في أن لهم حب خاص لأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، على خلفية وجود الدولة الفاطمية في عصور معينة، وما زال ذلك الحب متجذراً فيهم رغم حقَب القمع التي مرّت على الشيعة في مصر وغيرها...

* ما هي نظرتكم لمهرجان ربيع الشهادة العالمي الذي أقامته العتبتين المقدستين في كربلاء؟

- في الواقع المهرجان كان فرصة حقيقية للقاء والزيارة، ولا يستطيع الإنسان أو الزائر أن يعبر عن فعلاً عن شعوره وهو يزور لأول مرة تلك المراقد المقدسة، حتى أنني كتبت في دفتر الملاحظات مقطعاً نثرياً: حين زرتُ هذه المراقد المقدسة سأل القلب أهذه الجنان التي وعدنا الله تعالى أياها، فردَّ العقل لا يا صاحبي أن الجنان التي وعدنا الله أياها قد صُنعت من هذه الانوار...

فالقلم واللسان يعجزان عن تصوير هذه الحالة الروحية التي يعيشها الإنسان في رحاب الائمة الطاهرين بكربلاء المقدسة...

وبالنسبة لسؤالكم، فأن من عادتي ومنهجي أن أذكر النقاط الأيجابية في شخص معين أو عند تقييم موضوع معين، دون السلبية؛ لأنه حينما أركز على النقاط الأيجابية فأن القائم عليه سيركز عليها بأعتبارها نقاط قوة، وبالتالي ستختفي نقاط الضعف أو تقل، لهذا أقول أن مستوى المهرجان كان عال جداً على مستوى التنظيم ومستوى الضيوف والأطروحات والقائمين والعاملين كذلك، وتنمى الخير والازدهار لكل من عمل على اقامة هذا المهرجان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 22/تشرين الثاني/2009 - 2/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م