نوبل اوباما للسلام: استحقاق سابق لأوانه

تَولّى الرئاسة في يناير وانتهاء الترشيح لنوبل في فبراير!

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: مُنح الرئيس الامريكي باراك اوباما جائزة نوبل للسلام "لجهوده الاستثنائية من اجل تعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب"، على ما اعلنت لجنة نوبل النروجية.

وقال رئيس لجنة نوبل النروجية ثوربيورين ياغلاند ان اللجنة علقت اهمية خاصة على رؤية اوباما وجهوده من اجل عالم خال من الاسلحة النووية.

وثارت دهشة الصحفيين في أوسلو لدى اعلان قرار منح الجائزة - وهي من أرفع الجوائز في العالم - الى رئيس لم تمض تسعة أشهر على توليه الحكم ولم يحقق بعد انجازا كبيرا في مجال السياسة الخارجية.

وتسلّمَ اوباما، اول رئيس اسود للولايات المتحدة، مقاليد الحكم قبل اقل من تسعة اشهر وقد دعا الشهر الفائت في الامم المتحدة الى عالم خال من الاسلحة النووية. واضاف ياغلاند "بصفته رئيسا، اوجد اوباما مناخا جديدا في السياسة الدولية. لقد استعادت الدبلوماسية المتعددة الاطراف موقعا محوريا، مع تركيز على الدور الذي يمكن للامم المتحدة وباقي الهيئات الدولية ان تقوم به".

وتابع رئيس لجنة نوبل "نادرا ما نجح شخص في استقطاب انتباه العالم برمته اعطاء سكانه الامل بمستقبل افضل، مثلما فعل اوباما".

وكان اوباما (48 عاما) الذي يعتبر الرجل الاقوى في العالم، القى في يونيو في القاهرة خطابا تاريخيا هدف من خلاله الى مد جسور التواصل بين بلاده والعالم الاسلامي بعد سنوات من التوتر بين الطرفين بسبب تداعيات اعتداءات سبتمبر 2001 والحرب على الارهاب التي تلتها.

ومن بين "الاعمال اللافتة" للرئيس الامريكي ذكر ياغلاند ايضا التزام اوباما بمكافحة التغير المناخي.

غير ان الرئيس الامريكي يواجه حربين مفتوحتين في العراق وفي افغانستان حيث يسعى لاقرار استراتيجية جديدة. بحسب فرانس برس.

وسيتم تسليم الجائزة في اوسلو في10 ديسمبر الذي يصادف ذكرى وفاة مؤسس الجائزة الصناعي ورجل الخير السويدي الفرد نوبل، وهي تتضمن ميدالية وشهادة وشيكا بقيمة 10 ملايين كورون سويدي (حوالى مليون يورو).

واوباما هو ثالث مسؤول ديموقراطي امريكي كبير يفوز بجائزة نوبل للسلام في غضون اعوام قليلة بعد جيمي كارتر (2002) وآل غور (2007).

ردود فعل متباينة

وثارت دهشة الصحفيين في أوسلو لدى اعلان قرار منح الجائزة - وهي من أرفع الجوائز في العالم - الى رئيس لم تمض تسعة أشهر على توليه الحكم ولم يحقق بعد انجازا كبيرا في مجال السياسة الخارجية.

وقال مسؤول بارز بالادارة الامريكية ان روبرت جيبز المتحدث الصحفي باسم البيت الابيض اتصل بأوباما قبيل الفجر وأيقظه من النوم ليبلغه بفوزه بالجائزة الرفيعة مضيفا أن أوباما شعر بالامتنان لدى سماعه النبأ. بحسب رويترز.

وعندما أبلغ عبر رسالة بالبريد الالكتروني من رويترز بأن العديد من الناس في شتى أنحاء العالم فوجئوا بهذا الاعلان قال ديفيد اكسلرود كبير مستشاري أوباما "وكذلك نحن."

وكان أوباما (48 عاما) وهو أول أمريكي من أصل افريقي يصبح رئيسا للولايات المتحدة دعا لنزع السلاح كما عمل على استئناف عملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط منذ توليه منصبه في يناير كانون الثاني.

وفي الوقت الذي أشاد فيه رؤساء حازوا على الجائزة مثل الجنوب افريقي نلسون مانديلا والروسي ميخائيل جورباتشوف بالقرار وصف البعض في العالمين العربي والاسلامي منح أوباما الجائزة بأنه متسرع وقالوا انه لا يستحقها.

وقالت حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة وتعارض ابرام اتفاق سلام مع اسرائيل ان قرار منح أوباما الجائزة سابق لاوانه.

وقال سامي أبو زهري المسؤول في حماس ان أوباما لا يزال أمامه طريق طويل والكثير من العمل قبل أن يستحق نيل جائزة. وأضاف أن الرئيس الامريكي لم يقدم الا وعودا ولم يساهم بأي شيء في السلام العالمي كما لم يفعل شيئا لتحقيق العدل في قضايا العرب والمسلمين.

وقال عصام الخزرجي وهو عامل عراقي "لا يستحق هذه الجائزة. فكل هذه المشاكل - في العراق وأفغانستان - لم تحل بعد... الرجل الذي ينادي بالتغيير لم يغير شيئا بعد."

وقال لياقة بلوخ وهو عضو بارز في حزب الجماعة الاسلامية الديني المحافظ في باكستان ان الامر "مزحة" محرجة.

لكن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين رحب بمنح أوباما الجائزة وعبر عن أمله في أن يتمكن من تحقيق السلام في الشرق الاوسط.

ورفض ثوربيورين ياجلاند رئيس لجنة نوبل ما قاله صحفيون من ان فوز أوباما بالجائزة جاء مبكرا وأضاف أنها تعبير عما حققه بالفعل على مدى العام المنصرم. وأضاف "نتمنى أن يساهم هذا بقدر ضئيل في ما يحاول فعله."

أوباما ونوبل للسلام والعرب.. هل يستحق الجائزة فعلاً؟

عندما زار الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، القاهرة في يونيو/حزيران الماضي، وألقى منها كلمته الموجهة إلى العالمين العربي والإسلامي، لقي ذلك قبولاً إيجابياً في مصر، غير أن الأمر تغير مع حصوله على جائزة نوبل للسلام.

في يونيو/حزيران الماضي، وقع كثير من المصريين في حب الرئيس الأمريكي الشاب وأعجبوا به كثيراً، وخصوصاً وأن اسمه الثاني، أي اسم والده "حسين"، عربي، بل وذهب البعض إلى حمل الشعارات التي أطلقها أثناء حملته الانتخابية وهي "نعم يمكننا ذلك"، ويقصد التغيير، الذي كان من مرتكزات حمله أوباما الانتخابية. بحسب سي ان ان.

وهذا الإعجاب بأوباما جاء مخالفاً تماماً للكراهية الكبيرة التي كان يتمتع بها سلفه جورج بوش، الذي غالباً ما كان ينظر إليه باعتباره أصولياً مسيحياً يقود حرباً صليبية ضد الإسلام.

هذا الأمر كان سابقاً، أما الآن، فقد تغير الوضع كما هو حال أمور كثير تحدث في الشرق الأوسط، وأوباما بالتأكيد ليس استثناء، كما يرى الزميل بن ويدمان.

لمعرفة ردود فعل المثقفين المصريين، اتصل ويدمان بهشام قاسم، وهو أحد النشطاء في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وقال قاسم: "إن إوباما لم يحقق أياً من وعوده المتعلقة بالشرق الأوسط، بل ويبدو أن الصراع العربي الإسرائيلي يسوء أكثر." وأضاف قاسم "باختصار.. لا شيء يحدث."

على أن قاسم مازال معجباً بالرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، الذي حصل على جائزة نوبل للسلام عام 2002. وكان كارتر قد نجح في كسر الجمود في منطقة الشرق الأوسط، محققاً أول اتفاق سلام بين إسرائيل ودولة عربية، وذلك إثر توقيع مصر على اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978، الذي أنهى الاحتلال الإسرائيلي لشبه جزيرة سيناء.

ويعتبر المصريون أن أوباما وجه طعنة لعملية السلام عندما طالب إسرائيل في البداية بوقف التوسع في بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ثم عادت إداراته لتخفف من موقفها إزاء التوسع الاستيطاني بعد أن اصطدمت معارضته لذلك بمواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المتشددة.

صحيفة الفاتيكان تبدي تحفظاً

من جانب اخر أبدت اوسرفاتوري رومانو الصحيفة الناطقة باسم الفاتيكان تحفظا ازاء منح جائزة نوبل للسلام للرئيس الاميركي باراك اوباما رغم ان الفاتيكان رحب بذلك.

وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها على الصفحة الاولى "على اساس القرارات المتخذة حتى الان سيكون من الصعب وصف الرئيس الاميركي على انه داعية سلام بشكل كامل" معتبرة ان السياسات المتبعة في العراق وافغانستان "تقع كما يبدو في منتصف الطريق بين الولاء لمبادىء السلام التي اعلنت خلال حملته الانتخابية وسياسة اكثر واقعية يصفها البعض بانها تشكل استمرارية لسياسة بوش الحربية".

واضافت ان تلك السياسة "المتقلبة تشبه الى حد كبير تلك التي اعتمدها الرئيس الاميركي حول مواضيع الاخلاقيات البيولوجية لا سيما الاجهاض التي اثارت جدلا كبيرا لدى الكاثوليك الاميركيين".

واكدت الصحيفة ان الام تيريزا وعند تلقيها هذه الجائزة تحلت "بالشجاعة للقول ان الحرب الاقسى هي ممارسة الاجهاض الذي تشرعه وحتى تسهله المنظمات الدولية".لكن الصحيفة عكست في الوقت نفسه موقف الفاتيكان حين قال في بيان "لا يسعنا الا الترحيب بمنح الجائزة للرئيس اوباما عن جهوده في مجال نزع الاسلحة النووية والميل لاعتماد سياسة تهدف الى تحقيق السلام اكثر مما تهدف الى تاكيد القوة الاميركية في العالم".

تشافيز: اوباما لم يفعل ما يستحق عليه جائزة نوبل

وفي اطار ردود الافعال قال الزعيم الاشتراكي الفنزويلي هوجو تشافيز ان الرئيس الامريكي باراك اوباما لم يفعل ما يستحق عليه الفوز بجائزة نوبل للسلام سوى ترديد الأماني.

وقال تشافيز الذي يمزج بين الإشادة بشخصية أوباما وانتقاد سياسات حكومته "الامبريالية" انه اعتقد ان المسألة فيها خطأ عندما قرأ ان الرئيس الامريكي فاز بالجائزة.

وكتب تشافيز في مقال "ما الذي فعله اوباما كي يستحق الجائزة.. أعطى المحلفون أهمية كبيرة لأمله في إيجاد عالم خال من الاسلحة النووية ونسوا دوره في الابقاء على كتائبه في العراق وافغانستان وقراره إنشاء قواعد عسكرية جديدة في كولومبيا. بحسب رويترز.

"وللمرة الاولى نشهد منح جائزة لم يفعل المرشح لها شيئا كي يستحقها.. مكافأة شخص على أمنية أبعد ما تكون عن التحقق."

حقائق عن جائزة نوبل للسلام

وفيما يلي بعض الحقائق عن جائزة نوبل للسلام، بحسب رويترز:

- المرشحون لنيل الجائزة لعام 2009 بلغ عددهم 205 مرشحين وهو رقم قياسي.

- فاز الرئيس الامريكي باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام لعام 2009 لجهوده في "ترسيخ الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب."

- رفضت الام تيريزا حضور مأدبة تقام للفائزين بالجائزة في أوسلو عندما حضرت لتسلم جائزتها في عام 1979 قائلة ان الفقراء سينتفعون بشكل أكبر من النقود. وألغيت المأدبة نتيجة لذلك.

- اللجنة الدولية للصليب الاحمر هي أكثر من فاز بالجائزة حيث فازت بها في أعوام 1917 و1944 و1963. وتقاسم مؤسس اللجنة هنري دونانت من سويسرا الجائزة الاولى في عام 1901.

- ألقى محتجون كرات من الثلج على السفير الامريكي في أوسلو عندما حضر لتسلم الجائزة نيابة عن وزير الخارجية هنري كسينجر في عام 1973 للعبه دور الوسيط في اتفاقية سلام فاشلة لانهاء الحرب في فيتنام. ورفض زعيم فيتنام الشمالية لي دوك تو الجائزة المشتركة وهو الامر الذي اعتبر الاكثر اثارة للجدل في تاريخ الجائزة.

- من بين المرشحين السابقين لنيل الجائزة الزعيم الالماني أدولف هتلر والزعيم السوفيتي جوزيف ستالين.

- حظر أدولف هتلر على الالمان قبول جوائز نوبل تعبيرا عن استيائه بعد أن ذهبت جائزة عام 1935 للكاتب الالماني المناهض للنازية كال فون أوسيتزكي. وأثر هذا القرار على ثلاثة علماء ألمان فازوا بالجائزة في الكيمياء والطب في أواخر الثلاثينيات.

- منحت جائزة نوبل للسلام عن العام 2008 للرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري لجهوده في العديد من القارات وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود من الزمن لحل الصراعات الدولية.

- منحت جائزة نوبل للسلام لعام 2007 لكل من ال جور نائب الرئيس الامريكي الاسبق والهيئة الحكومية الدولية بالامم المتحدة المعنية بتغير المناخ لجهودهما في اثارة الاهتمام بمخاطر ارتفاع درجة حرارة كوكب الارض والتغير المناخي.

- منحت جائزة نوبل للسلام لعام 2006 لكل من الاقتصادي البنغالي محمد يونس وبنك جرامين الذي أسسه لجهودهما في مساعدة الملايين على الخروج من الفقر بمنح قروض صغيرة للفقراء وريادتهما في في حركة عالمية عرفت باسم الاقراض المتناهي الصغر.

الفائزون بجائزة نوبل للسلام منذ عام 1980

وفيما يلي أسماء الفائزين بجائزة نوبل للسلام من عام 1980 بحسب رويترز:

2009 - الرئيس الامريكي باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام لعام 2009 لجهوده في "ترسيخ الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب."

2008 - الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري لجهوده من اجل السلام من ناميبيا الى كوسوفو.

2007 - ال جور نائب الرئيس الامريكي الاسبق والهيئة الحكومية الدولية بالامم المتحدة المعنية بتغير المناخ.

2006 - الاقتصادي البنغالي محمد يونس وبنك جرامين الذي أسسه لجهودهما في مكافحة الفقر.

2005 - الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام محمد البرادعي من مصر.

2004 - عالمة البيئة الكينية وانجاري ماتاي.

2003 - المحامية الايرانية النشطة في مجال حقوق الانسان شيرين عبادي.

2002 - الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر.

2001 - الامم المتحدة وأمينها العام كوفي عنان.

2000 - الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي-جونج.

1999 - منظمة أطباء بلا حدود الخيرية المعنية بالمساعدات الطبية.

1998 - السياسيان الايرلنديان جون هيوم وديفيد تريمبل.

1997 - الحملة الدولية لحظر الالغام ومنسقتها جودي وليامز.

1996 - الاسقفان الكاثوليكيان كارلوس بيلو وخوسيه راموس أورتا المدافعان عن حقوق الانسان في تيمور الشرقية.

1995 - العالم المخضرم المناهض للانشطة النووية جوزيف روتبلات ومنظمته بوجواش.

1994 - رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين ووزير الخارجية شمعون بيريس ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات.

1993 - زعيم المؤتمر الوطني الافريقي نلسون مانديلا ورئيس جنوب أفريقيا فريدريك دو كليرك.

1992 - المدافعة الجواتيمالية عن حقوق شعوب أمريكا الاصليين ريجوبرتا مينشو.

1991 - زعيمة المعارضة المحتجزة في ميانمار أونج سان سو كي.

1990 - الرئيس السوفيتي ميخائيل جورباتشوف.

1989 - الدلاي لاما الزعيم الروحي والسياسي للتبت.

1988 - قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة.

1987 - رئيس كوستاريكا أوسكار أرياس الذي أشرف على وضع خطة سلام لقارة أمريكا الوسطى.

1986 - الكاتب اليهودي والنشط في مجال حقوق الانسان ايلي فيزل.

1985 - مجموعة أطباء دوليون من أجل حظر الحرب النووية بقيادة يفجيني تشازوف من الاتحاد السوفيتي وبرنارد لون من الولايات المتحدة.

1984 - ديزموند توتو رئيس أساقفة الكنيسة الانجيلية في جنوب أفريقيا النشط في مجال مكافحة التمييز العنصري.

1983 - ليخ فاونسا زعيم اتحاد نقابات العمال المستقلة (تضامن) في بولندا.

1982 - اقتسمها كل من وزيرة نزع الاسلحة السويدية ألفا ميردال والدبلوماسي المكسيكي ووزير الخارجية السابق ألفونسو جارسيا روبليس.

1981 - مكتب مفوضية الامم المتحدة للاجئين.

1980 - النشط الارجنتيني في مجال حقوق الانسان أدولفو بيريز اسكيفيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 18/تشرين الثاني/2009 - 28/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م