التنوير في الإنسان.. شهادة جان جاك روسو

روسو الأكثر والأقد بصيرة في تحقيق هدف التنوير

 

شبكة النبأ: بجهد دءوب للباحث الكويتي عقيل عيدان صدر مؤخرا كتاب يحمل عنوان (التنوير في الانسان.. شهادة جان جاك روسو)، وقد قدم الباحث في كتابه هذا وجهة نظر تنطوي على رؤية جديدة ومغايرة لما طرحه الكتاب والباحثون حول رؤيتهم للمنجز الفكري الذي قدمه الفيلسوف التنويري الفرنسي روسو.

وقال عيدان ان الكتاب يشير الى انه ينبغي ان ندرك حقيقة التنوير وصلته بالانسان فقد اراد من خلال التنوير تحقيق هدف كبير كان روسو الاقدر والاكثر بصيرة لتلقفه وهذا الهدف هو ان هناك انسانية جديدة نابعة من العقل والقلب على حد سواء تتجاوز العصبيات والقوميات والمذهبيات في العلاقة مع الآخر انسانية تعتمد على الانسان في زمن خال من اي ما ورائيات.

ويرى انه في منتصف القرن الـ 18 وضع روسو وكان الأول في ذلك تصورا جديدا للانسان بصفته كائنا يحتاج الى الآخرين ويذهب عيدان الى ان ما ميز روسو هو ادراكه لنموذج آخر للعلاقات الاجتماعية واستشف تأثيراته على الهوية الإنسانية. بحسب وكالة الأنباء الكويتية.

ويقع الكتاب في اربعة فصول ويبحث اولها (الشرط الأول للخلاص) في كل ما يتعلق بالفيلسوف روسو نفسه معتمدا على كتابه الشهير (اعترافات جان جاك روسو) ليلقي اضواء على فرادة شخصيته الاستثنائية وافكاره وصراعاته وصداقاته والمتناقضات التي واجهها واشتبك معها.

في الفصل الثاني يبرز المؤلف أهمية روسو بصفته المؤسس الحقيقي لعلم الانثروبولوجيا الحديث وهو "علم الانسان" الذي ادرك الفيلسوف اهميته ودوره فتنبأ به وضعه في مصاف كل العلوم الطبيعية والانسانية التي كانت سائدة في عصره.

وتطرق العيدان في الفصل الثالث بعنوان (حدود الكل..آفاق الجزء) يتطرق المؤلف الى جانب هام ومهمل في التاريخ الشخصي لروسو وهو ما سمي بـ "الاحلام التأملية" أو "احلام اليقظة" والذي يكشف عمق معاناة الفيلسوف النفسية من المجتمع ونظرة الآخرين له هذه المعاناة التي اضطرته لاختيار حياة العزلة والتوحد مع الذات والوصول الى حالة فكرية وفلسفية شديدة الخصوصية.

اما في الفصل الرابع وهو بعنوان (ضد التفاوت واللامساواة) فهو يركز على رؤية روسو المتقدمة في مسألة المساواة والذي يشير الى تحرر روسو وفي وقت مبكر جدا من دعاوى العرق والطبقة والتعصب والعنصرية والعقائدية وسلطة القوة ودافع عن التسامح والتعددية والتنوع الثقافي الانساني.

يذكر ان عيدان هو باحث في مجال الفلسفة والفكر الثقافي وصدرت له مؤلفات منها (العقل في حريم الشريعة العقلانية عند الشيخ محمد عبده) و(أوجه المكعب الستة ألعاب اللغة عند فتغنشتاين) و(الليبرالية) و(الجميل والمقدس.. دراسات غير تقليدية في الحضارة الاسلامية) و(غاليليو.. الاسئلة المبصرة والأجوبة العمياء) و(في الحرية والديموقراطية).

ويعد هذا الكتاب إضافة نوعية لما طرحته المؤلفات الاخرى حول فكر روسو كونه يناقش هذه الافكار من وجهة نظر لا تلتقي مع وجهات النظر الاخرى على وجه العموم.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 17/تشرين الثاني/2009 - 27/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م