قبيل الاحتفال باليوم العالمي للغذاء... مليار جائع حول العالم

جوع مقلق في آسيا وأفريقيا وتحذيرات من تزايد في الأعداد

أعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: أعلنت مؤخرا إحدى منظمات الأمم المتحدة المعنية بالأمن الغذائي عن أرقام خطيرة في أعداد الجياع حول العالم، مبدية في الوقت ذاته تخوفها من انتشار اكبر في حالات الجوع.

وتشير التقارير المختصة الى تفشي بين أكثر الحلقات الإنسانية ضعفا، وفي المجتمعات النامية تحديدا، حيث نالت شريحة الأطفال والنساء حصة الأسد من حالات الجوع، ويأتي هذا الإعلان قبيل اليوم العالمي للغذاء.

مليار جائع في العالم

قالت منظمة الأمم المتحدة للاغذية والزراعة، الفاو، ان ازمة الغذاء في الدول الفقيرة والازمة الاقتصادية العالمية تسببتا في تفاقم ازمة الجوع العالمية ليصل عدد الاشخاص الذين يفتقرون للتغذية الاساسية في العالم الى مليار انسان.

وقال رئيس الفاو جاك ضيوف ورئيس برنامج الغذاء العالمي جوسيتي شيرين في التقرير السنوي حول امن الغذاء العالمي "ليس هناك شعب في مأمن، ولكن كالعادة، فان الامم الفقيرة، والناس الفقراء، يعانون اكثر".

واضاف التقرير "حتى قبل ازمة الغذاء الاخيرة وقبل الازمة الاقتصادية فان عدد الجياع في العام كان يرتفع بشكل بطئ ومستمر".

واشارت المنظمة التي تتخذ من العاصمة الايطالية مقرا لها ان الازمة الحالية جعلت اعداد الجياع يزداد بشكل اسرع.

وتستهدف قمة الغذاء تخفيض عدد جياع العالم بواقع النصف الى حدود 420 مليون شخص بحلول العام 2015.

وحذرت المنظمة من ان تحقيق اي خفض في عدد الجياع لن يتحقق بدون تعاون دولي اكبر.

وعملت المنظمة الدولية على تشجيع الاستثمارات في القطاع الزراعي وفي انظمة الضمان الاقتصادي التي تتوجه للدول الفقيرة. وياتي اطلاق التقرير الدولي قبل ايام من الاحتفال العالمي بيوم الغذاء المقرر.

الجوع المقلق في اسيا وافريقيا

واضاف التقرير ان العالم لم يحقق تقدما يذكر في الحد من الجوع منذ عام 1990 مشيرا الى ان 29 دولة لديها مستويات مقلقة من سوء التغذية ولاسيما في افريقيا وجنوب اسيا.

وتعد هذه الدول ايضا اكثر عرضة لاثر الاسعار القياسية للغذاء والطاقة علاوة على الركود الاقتصادي وهي العوامل التي قال عنها معهد بحوث السياسة الغذائية الدولية انها لم تدرج بعد في البيانات المستخدمة في اعداد مؤشره السنوي للجوع.

وقال التقرير الذي نشره المعهد ووكالة الاغاثة الالمانية ( فيلتونجرلف ) ووكالة الاغاثة الايرلندية (كونسيرن ورلدوايد) " بعد عقود من التقدم البطيء في مكافحة الجوع العالمي يرتفع الان عدد الاشخاص الذين يعانون من سوء التغذية نتيجة للاحداث الاخيرة."

وقال التقرير "الوضع الحالي لازمة الغذاء والازمة المالية والركود العالمي قوض اكثر الامن الغذائي وسبل عيش الفقراء. "

وباستخدام بيانات حتى عام 2007 سجل المؤشر ثلاثة مؤشرات رئيسية للجوع وهي نسبة الاشخاص الذين يعانون من سوء التغذية وانتشار سوء التغذية لدى الاطفال ومعدل وفيات الاطفال.

ومنذ عام 1990 تحسن المؤشر العالمي الى 15.2 من 20. وينظر للنتيجة اقل من خمسة على انها منخفضة بينما 20 "مقلقة" واكثر من 30 تسمى "مقلقة للغاية".

وقال التقرير ان الدول الافريقية الواقعة جنوب الصحراء لديها مؤشر اقليمي يبلغ 22.1 بينما سجلت جنوب اسيا 23 في الاساس بسبب انتشار سوء التغذية لدى الاطفال.

وقال معهد بحوث السياسة الغذائية الدولية ان اكثر من 40 بالمئة من الاطفال يعانون من نقص الوزن في بنجلادش والهند.

ومنذ عام 1990 حسنت بعض الدول نتائجها بشكل كبير بما في ذلك فيتنام والبرازيل والسعودية والمكسيك.

ولكن التقرير يقول ان 13 دولة شهدت ارتفاعا في مستويات الجوع مشيرا الى ان جمهورية الكونجو الديمقراطية سجلت اسوأ مؤشر عند مستوى 39.1 تلتها بوروندي واريتريا وسيراليون وتشاد واثيوبيا وكلها سجلت مؤشرات فوق 30.

الولايات المتحدة والمساعدات الغذائية

من جهتها قالت السفيرة ارثارين كوزين المبعوثة الامريكية الجديدة الى وكالات الامم المتحدة في روما ان التركيز الجديد على الزراعة لمساعدة البلدان الفقيرة على مكافحة الجوع لا ينطوي على تغيير في سياسة الولايات المتحدة بشأن المساعدات الغذائية.

وقالت كوزين لرويترز ان واشنطن قد تدرس رفع مساهمتها في برنامج الغذاء العالمي للامم المتحدة في حالة وجود نداء عاجل للمساعدات الانسانية لكن يجب على البلدان الاخرى أيضا المشاركة. بحسب رويترز.

وعادة ما تأتي أغلب المساعدات الغذائية من الولايات المتحدة أكبر الجهات المانحة في العالم على هيئة مواد غذائية اشتريت من المزارعين الامريكيين وشحنت على سفن أمريكية.

وقالت كوزين ان تعهدا لمجموعة الدول الثماني الكبرى تحت رعاية الولايات المتحدة لانفاق 20 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات من اجل مساعدة المزارعين في افريقيا وأجزاء من آسيا لن يغير تلك السياسة.

وقالت خلال مقابلة "تعهد الرئيس (الامريكي) بتطوير الزراعة لن يؤثر على التزامنا بتوفير المساعدات الغذائية كما أنه لن يغير سياساتنا بشأن المساعدات الغذائية."

وأضافت "لقد خرجت الى الميادين. الاطفال لا يسألون عن مصدر الطعام بل يرغبون في التأكد من أننا نوفر الطعام لهم وأننا سنواصل القيام بذلك وقد حققنا نجاحا كبيرا في توفير السلع فيما مضى."

وفي اطار مبادرة مجموعة الدول الثماني تعهد الرئيس الامريكي باراك أوباما بتوفير 3.5 مليار دولار الا أن كوزين قالت انه لم تتقرر بعد الصورة المحددة لدفع هذا المبلغ.

كان الرئيس الامريكي اوباما قال ان مبادرة تعزيز المساعدات الزراعية لن تؤثر على موارد المساعدات الغذائية الطارئة لكنه حذر من أنه ليس بمقدور الولايات المتحدة مكافحة مشكلة الجوع العالمي وحدها.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 17/تشرين الثاني/2009 - 27/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م