المقدمة العامة
عادة ماتتبنى الشعوب في مناهجها التعليمية والتربوية أهدافا إنسانية
لاجل بناء جيل متحضر يحب السلم ويؤمن بالعدل ويدعو الى المحبة والتسامح
وكل ماهو جميل ويقرب بين الناس فإن ذلك مما يستحسنه الناس لكن مانراه
في مناهج الكتب التي تصدر عن وزارة كوزارة التربية في دول عربية
وإسلامية كالسعودية والكويت يخالف منهج الاسلام ومناهج الامم المتحضرة
التي تعيش في هذا العصر أجواء حوار الحضارات ولقاء الاديان والتقريب
بين المذاهب ولاندري كيف تسمح الحكومات بانخراط شخصيات تدعو الى منهج
التكفير والى سفك الدماء وإباحة أموال الناس لمجرد اختلاف عقائدهم وهو
مانود أن نستعرضه في مناقشته في هذا المقال.
تقديم
لانستغرب من إرتكاب مؤلف عادي الخطأ في المنهج والعروض لافكاره،
ولكن الصعب في نظرنا عندما يتصدى رجلا يحمل لقب عالم أو دكتور أوغيرهما
من الالقاب كالمشرف التربوي والأستاذ وتكون طروحاته منافية للاعراف
الانسانية ومخالفة لمبادئ الاسلام ومنهاجه العريض وسنته الطاهرة
الشريفة فهو أمر يثير الغرابة ويدعو الى الدهشة، فكيف يكون الانسان
أكاديميا ويدعو الى التكفير، والى تسفيه عقائد الآخرين من أبناء دينه
الحنيف، وكيف يتسنى له ان يتبنى أفكارا لمجموعة من الجهلة الذين يدعون
الاسلام ويلبسون لباس رجل الدين ويحبون أن يقول عنهم الاتباع بأنهم
علماء الامة!
والأعجب من ذلك تبني دول كبيرة وقائدة للعالم الاسلامي لهذه العقول
بحيث تسمح لها بالتاليف والنشر والترويج لهذه الافكار وتمنحهم المال
وتسخر لهم المطابع لتنشئة أجيال من أبناء الشعب حاقدين على أخوتهم داخل
دولهم ومع شعوب دول الجوار وقد أطلقت لهم حرية نشر هذه الافكار في
اوساط الطلبة الذي سيكونون ضحية لهذه المناهج التي تدعو الى التكفير
والعداء والحقد.
ومن المؤسف جدا إختيار هؤلاء المؤلفين بتبني مذهب معين على حساب
بقية المذاهب السائدة وفي ذلك خطر على مستقبل العلاقات الاجتماعية بين
ابناء الوطن الواحد مما يهيئ للمنظمات الارهابية أن تحتضنهم وتهيئ لهم
أسباب إرتكاب الاعمال الاجرامية والوقوع في المحذور الشرعي.
مناقشة
إن جهود الانبياء والرسل عادة ماتتركز على الدعوة الى الله والى
توحيده في الاطار العام، لذلك فإن ماورد عن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم من إكتفائه بقبول شهادة أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول
الله من المسلم وبذلك يحقن دمه وماله وعرضه لكن مانجده في دعوات محمد
بن عبد الوهاب والمتأخرين ممن أبتدعوا مذهبا جديدا يخالف جميع مذاهب
المسلمين حين أتهموا المسلمين الشيعة في عقيدتهم ونسبوا اليهم كل
مايجعلهم مشركين كفار ضالين في نفوس اتباعهم من السنة، وشككوا في كل
تفاصيل مذهبهم سواء في ذبائحهم أو زيارات قبور أئمتهم، ونذوراتهم،
وفي طلب الشفاعة، وأخرجوهم من ملة الاسلام وأصدروا أحكامهم ببطلان
أعمالهم، وأباحوا دمائهم وأموالهم، فما الذي بقي أن يصدر منهم غير
حقد أسود ملأ قلوب أولئك الذين يدعون العلم من رجال الدين، والدين
لاعلاقة له بهذا المنهج، والقرآن برئ، والسنة بريئة مما يصفون.
فالشيعة قوم يشهدون أن لاإله إلاّ الله، وأن محمدا رسول الله،
ويصلون الصلوات الخمس، ويتجهون الى القبلة، ويصومون شهر رمضان،
ويحجون لبيت الله الحرام، ويدفعون زكاة أموالهم، ويأمرون بالمعروف
وينهون عن المنكر، فماذا بعد؟!
ولاندري مادخل هؤلاء بعقائد الناس حتى لو كانوا كفارا أو مشركين،
فالاسلام لم يبح دماء الكفار والمشركين بسبب كفرهم وشركهم أبدا وإلاّ
لقتل أغلب من يعيش على الكرة الارضية، ولماذا إذن أرسل الله سبحانه
وتعالى أنبياءه ورسله، أليس عليهم التبليغ وعلى الله الحساب، أم انهم
رفعوا أنفسهم الى مرتبة الخالق وأصبحوا يحكمون على الناس قبل يوم
الحساب.
إن الاسلام أعطى حرية الاعتقاد، وطلب من أتباعه الدعوة الى الله
بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، وأعطى المسلمين حقهم
في الدفاع عن أنفسهم دون الاعتداء على أحد من الخلق، وأما الذي نراه من
فعل الوهابيين فهو غير مانفعمه عن الاسلام والقرآن وسنة رسول الله.
وإن مانراه من توصيف الوهابية بالشرك والكفر ومقارنتهم بعبدة العجل
والكواكب والاصنام إنما هو محض افراء ودعوى جاهلية ويدعو الى الاستنكار
والسخط .. كيف يسمحون لأنفسهم بإتهام موحدين مؤمنين مسلمين بهذه
الاوصاف؟!
وماأغرب تدخلهم بلبس الحلقة في الأصبع وغير ذلك مما تعارف عليه
المسلمين من وضع آيات كريمة وتعويذات قرآنية أو كانت من المأثور الذي
ليس فيه مخالفة للعقيدة، وما أعجب تدخلهم بكل هذه التفاصيل التي فسحت
المجال للتفرقة بين المسلمين وسببت مشاكل خطيرة في سلوك أجهزة أمن
الدول التي تحتضن الفكر الوهابي وسوء معاملتهم للشيعة على الحدود من
الداخلين الى تلك الدول أو المارين بها وهذا ماسمعناه من الكثيرين
الذين سافروا الى هذه البلدان، كما رأيناه بأعيننا وهو سلوك يدعو الى
الإستهجان.. فكيف يسمح هؤلاء لأنفسهم الاساءة لضيوف يحلون عليهم من
دول اخرى شقيقة ! وصديقة! وبهذه الطريقة؟!
إن كل الدعوات المتطرفة ضد الشيعة سببها سياسي وإقتصادي، وهو تدخل
في شؤون الناس وعقائدهم بلا حق، ولابد من أن تقف الشعوب والمجتمعات ضد
هذه الممارسات اللاإنسانية واللاإسلامية، وعلى حكومات تلك الدول
المعنية أن توقف هذه الدعوات والممارسات التي أصبحت تهدد أمن الدول
وحياة شعوبها وتدعو الى الارهاب والى القتل بحجج وذرائع غير مبررة وغير
مقبولة، وتدخل في أمور ليس من أختصاصهم كالحكم بإباحة دماء الناس (مسلمين
وموحدين) وباستباحة أموالهم مما لايرضاه خالق أو مخلوق سوي.
................................
المصدر
الكتاب من تأليف الدكتور احمد عبد الغني الجمل "
مشرفا ومؤلفا " وبمشاركة كل من الاساتذة بسام خضر الشطي واديبة خالد
الدايل وجاسم محمد المسباح وشكرية السعيدي.
الطبعة الثانية 1427هجرية 2006 – 2007م
وزارة التربية بدولة الكويت قطاع البحوث التربوية
والمناتهج – ادارة تطوير المناهج.
ورد في الدرس الخامس الصفحة 37 من الكتاب في باب
نواقض التوحيد
في تعريف الشرك الأكبر: وهو صرف شئ من انواع العبادة
لغير الله سبحانه وتعالى، كدعاء غير الله – عز وجل – أو التقرب
بالذبائح والنذور لغير الله عز وجل – وعبادة غير الله كالذين عبدو
العجل والكواكب والاصنام.
ومن انواع الشرك الاكبر مايلي:
1 الاستعانة بغير الله.
وفي الصفحة 42 ورد
4- لبس الحلقة والخيط ونحوهم لرفع البلاء او دفعه.
وفي نفس الصفحة
ومن الشرك المحرم مايفعله العامة من تقبيل اعتاب
القبور والاضرحة والاستعانة بها والطواف حولها وتعظيمها.
وفي الصفحة 44 ورد جدولا بالفرق بين الشرك الأكبر
والشرك الأصغر وأثره
جاء فيه ان الشرك الاكبر يخرج من ملة الاسلام ويحبط
جميع الاعمال وعقوبته ( يبيح دمه وماله ). |