مصر: الحاجة لنظام سياسي يتيح التعددية ويفتح أفق التنمية

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: أكد تقرير أمريكي أنه بعد انقضاء ما يقرب من ثلاثون عاما على حكم الرئيس حسني مبارك فإن الرئيس القادم الذي سيخلفه سوف يصارع بشكل لا مفرّ منه ليفرض سلطته والولاء له حتى وإن كان هذا الرئيس هو ابنه جمال. وفي ظل ذلك، تنشط المعارضة المصرية بحثاً عن شخصية ذات ثقل لمواجهتهما، وتأمل في اقناع محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية، بخوض المعركة الرئاسية في العام 2011 .

وفي غضون ذلك فتحت قيادات شيعية مصرية جبهة سياسية جديدة، فبعد اتهام أحد قادتها للسعودية بالتخطيط ضد الشيعة في المنطقة، قامَ قيادي آخر بانتقاد الجماعة الإسلامية المصرية وعلى رأسها القيادي البارز ناجح إبراهيم، زاعماً تبنيها لأفكار تعادي جميع "المكونات الوطنية" مثل الأقباط والإخوان والليبراليين.

مَن يخلف مبارك سيواجه صعوبات كبيرة

أكد تقرير أمريكي أنه بعد انقضاء ما يقرب من ثلاثون عاما على حكم الرئيس حسني مبارك، فإن الرئيس القادم الذي سيخلفه "سوف يصارع بشكل لا مفر منه ليفرض سلطته والولاء له".

وقال التقرير أن هذا سينطبق على جمال مبارك نجل الرئيس، الأمين العام المساعد وأمين لجنة السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الذي "يعاني بعض نقاط ضعف بارزة" على حد قوله.

وأوضح التقرير المنشور في موقع "مصراوي" الصادر عن دورية "ذي ورلد بوليسي جورنال" الفصلية الأمريكية، وحمل العنوان "الابن يصعد أيضا: صراع تداول السلطة في مصر الذي يلوح في الأفق"، أوضح أنه على العكس من والده، قائد سلاح الجو المصري أثناء حرب أكتوبرعام 1973 ضد إسرائيل، فإن جمال يفتقر إلى الخلفية العسكرية، وهو ما يمثل ثغرة كامنة في سيرته الذاتية".وأضاف التقرير أن السيد جمال "أرستقراطي ينتمي لأحد أشهر العائلات في مصر، إلى جانب تفاعله المحدود مع مواطنيه الأقل حظا من الثراء، كما أنه نتاج تعليم للصفوة".

وتابع تقرير الدورية الأمريكية التي تصدر عن معهد السياسة العالمية ومقره بنيويورك، أنه "لهذا فمن غير الممكن بالنسبة له(جمال) أن يعود إلى الأصول المتواضعة التي اعتمد عليها ناصر والسادات ووالده ليؤسس أوراق اعتماده كـ’ابن بلد‘".

وأردف التقرير أن الأكثر من هذا هو "علاقاته الوثيقة برجال أعمال لا يحظون بشعبية مثل أحمد عز، قطب صناعة الحديد المثير للجدل، الذي يراه كثيرون تجسيدا للفساد العام والرأسمالية الملازمة له، هذه العلاقة أساءت إلى سمعته بين العديد من قطاعات المجتمع المصري". بحسب اربيان بزنس.

ومن ناحية أخرى وفيما نبه التقرير الصادر في عدد خريف 2009،إلى أنه من الصعب قياس مستويات التأييد لجمال بدقة، فإنه قال إن جمال "يحظى بتأييد محدود وسط نخبة قطاع الأعمال والأقلية القبطية المسيحية التي تعبتره الخيار الأفضل وسط مخاوف من أن جماعة الإخوان المسلمين تكتسب شعبية".

ترشيح البرادعي للانتخابات الرئاسية المقبلة

من جهتها تنشط المعارضة المصرية بحثا عن شخصية ذات ثقل وتأمل في اقناع محمد البرادعي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية، بخوض المعركة الرئاسية في العام 2011 سواء كان المرشح المقبل الرئيس الحالي حسني مبارك او نجله جما.

ومن شأن مثل هذا الترشيح ان يفتح افاقا كبيرة امام المعارضة المصرية في مواجهة الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم الذي يهيمن على السلطة في البلاد. لكن هذه الامال تصطدم بعقبات عدة اهمها تحفظ رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية نفسه.

واكتسب البرادعي الحاصل على جائزة نوبل للسلام في 2005، شهرة دولية بسبب تصديه للحجج الاميركية بشأن وجود برنامج نووي عراقي لتبرير الحرب على بغداد في 2003، وهي حجج تبين في ما بعد ان لا اساس لها.

ويعتبرالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي سيترك منصبه في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل طرفا رئيسيا في ملف البرنامج النووي الايراني المثير للجدل. بحسب فرانس برس.

ويسعى اعضاء من الجيل الجديد في حزب الوفد الليبرالي على ضم البرادعي الى الهيئة العليا للحزب ليصبح ترشيحه لرئاسة الجمهورية بعد عامين ممكنا.

فموجب تعديل دستوري ادخل في 2005، يتعين على اي شخص يرغب في ترشيح نفسه للرئاسة ان يكون عضوا لمدة عام على الاقل في هيئة قيادية لاحد الاحزاب الرسمية التي مضى على تأسيسها خمس سنوات على الاقل.

اما اذا كان المرشح للرئاسة مستقلا فيتعين عليه الحصول على تأييد 250 عضوا منتخبا في المجالس التمثيلية من بينهم 65 عضوا على الاقل في مجلس الشعب و25 عضوا على الاقل في مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان) و14 عضوا في مجالس المحافظات. ويعد الطريق الثاني للترشيح مستحيلا بالنظر الى سيطرة الحزب الحاكم شبه الكاملة على هذه المجالس.

ويقول محمد صلاح الشيخ احد ممثلي جيل الشباب في حزب الوفد لوكالة فرانس برس "شكلنا لجنة شعبية لتأييد البرادعي وسنعمل داخل الحزب من اجل حشد الدعم لانتخابه عضوا في الهيئة العليا للحزب".

ويضيف الشيخ وهو منسق هذه اللجنة "نعتقد ان بامكاننا حشد المصريين وتأمين التفافهم حول البرادعي فهو شخصية دولية وهو مقبول من الاسلاميين واليساريين والليبراليين".

ويضيف الناشط البالغ من العمر 39 عاما والذي يعتبر نفسه احد ممثلي الجيل الجديد من الحركة الليبرالية في مصر "لسنا دعاة تغيير غير مأمون ومصر تمر بلحظة تاريخية هامة".

ويتابع "نريد قائدا لفترة رئاسية وحيدة يتولي خلالها مهمة واحدة وهي أن يؤسس لدستور جديد يضع حدا اقصى لمدة الرئاسة في مصر ويكفل فصلا حقيقيا للسلطات واستقلالا حقيقيا للسلطة القضائية". ويقول "نريد رئسا يرسي دولة قانون وينهي الفساد والاستبداد ولكننا نريد ان نتسامح مع الماضي وان نطوي صفحته ولا نريد تعليق المشانق لاحد".

قيادي شيعي يتهم الجماعة الإسلامية بالتطرف والتشدد

وفي غضون ذلك فتحت قيادات شيعية مصرية جبهة سياسية جديدة، فبعد اتهام أحد قادتها للسعودية بالتخطيط ضد الشيعة في المنطقة، قام قيادي آخر بانتقاد الجماعة الإسلامية المصرية، وعلى رأسها القيادي البارز، ناجح إبراهيم، زاعماً تبنيها لأفكار تعادي جميع "المكونات الوطنية" مثل الأقباط والإخوان والليبراليين.

واتهم محمد الدريني، رئيس ما يعرف بـ"المجلس الأعلى لآل البيت في مصر" المخصص للشيعة في البلاد، الجماعة الإسلامية بالتعاون مع أجهزة المخابرات لضرب الشيعة والأقباط، وسأل إبراهيم عن هوية مرتكبي هجوم الأقصر ضد السياح في مصر عام 1997، الذي راح ضحيته 58 سائحاً أجنبياً.

وجاء الخلاف بين الرجلين بعد الآراء التي أدلى بها إبراهيم للصحف المصرية حول كتاب "شيعة مصر والقرية التي في حاضرة البحر" الذي كتبه الدريني، حيث قال القيادي بالجماعة الإسلامية إن الكتاب "تهريج" منتقداً "شتم الشيعة للصحابة."بحسب سي ان ان.

ورد الدريني عبر موقع "المجلس الأعلى لآل البيت" بالقول إن الجماعة الإسلامية تمضي قدماً في: "العداء مع مجمل المكونات الوطنية في مصر بدأ بالأقباط والإخوان على حد سواء مرورا بكل درجات اليسار والليبراليين وصولا إلى الشيعة والجهاديين (!!) ولم يستبقوا إلا على قوى غاشمة تضطهد كل فئات المجتمع."

وقال الدريني أنه لا يبحث عن "فرقعة إعلامية" لأنه بحسب تعبيره "طافح إعلام" بعد أن وصفته الصحافة بأنه "زعيم شيعة مصر" ملمحاً إلى أن إبراهيم، الذي سبق له أن قام بـ"مراجعات فكرية" لمواقفه الدينية السابقة ساعد على رمي عناصر من الجماعة في المعتقلات بدعوى "عدم موافقتهم على المبادرة والمراجعات."

كما انتقد تباين فتاوى الجماعة التي بدأت مع "تكفير" الرئيس المصري السابق، أنور السادات، ومن ثم اغتياله، وصولاً إلى مراجعة تلك الأفكار والتراجع عن التكفير.

وختم الدريني بالقول: "أتمنى الآن من الشيخ (إبراهيم) طالما فتح باب أمل للالتقاء المشروع بين السنة والشيعة بعدم سب الصحابة فأنا هنا أتمنى عليه ان يشاركني البحث عن إجابة لأسئلة منها نتائج تحقيقات حادث الأقصر البشع الذي راح ضحيته رعايا أجانب في عام 1997 حتى الآن والجزئية التي أطلبها هو هوية الجناة فقط من حيث بعض المعلومات."

وكان إبراهيم قد أجرى مقابلة مع صحيفة "اليوم السابع" المصرية قبل أيام، وصف فيه هجوم الدرينى على الجماعة الإسلامية وادعاءه بفضحها في كتابه "شيعة مصر والقرية التي في حاضرة البحر" بـ"التهريج."

وذكر إبراهيم أن مؤكداً أن ما سماه الدرينى بـ"العلاقات الاستخباراتية للجماعة الإسلامية لمواجهة الشيعة والأقباط" أمر غير منطقي وليس له أي سند حقيقي، وأشار إلى أن خلاف الجماعة مع الشيعة "ديني، ولا يتعلق بأي خلافات سياسية، وإنما يأتي كرد فعل لسبهم لوزيرى الرسول أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب،" على حد تعبيره.

يشار إلى أن هجوم الأقصر الذي وقع بمصر عام 1997 جرى في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، وقد تبنت مسؤوليته جهات من الجماعة الإسلامية، في حين أدانته جهات أخرى، وهو ما فتح الباب أمام ظهور فكرة "المراجعة" التي سمجت بخروج آلاف من معتقلي الجماعة من السجون.

تصدير 400 ألف طن من الارز في الموسم الجديد

من جانب اخر قال وزير التجارة المصري في تصريحات لصحيفة الجمهورية المصرية ان مصر تتوقع تصدير 400 ألف طن من الارز في الموسم الجديد.

وفرضت مصر حظرا على تصدير الارز في مارس اذار العام الماضي ومن المتوقع أن يستمر هذا الحظر حتى أكتوبر تشرين الاول على الاقل. إلا أن الوزارة خففت بعض القيود المفروضة على التصدير في فبراير شباط الماضي.

وقال رشيد للصحيفة "سنصدر الموسم القادم 400 ألف طن." وعادة ما يبدأ موسم حصاد الارز في مصر في نهاية سبتمبر أيلول. بحسب رويترز.

وقالت الوزارة في فبراير انها ستسمح لعدد من المصدرين ببيع الارز بالخارج فقط في حال تسليم كمية معادلة من الارز المحلي للدولة في مناقصة من أجل توزيعه ضمن برنامج دعم الغذاء.

وتمخض هذا عن سوق لشراء رخص التصدير من التجار الذين يمدون الهيئة العامة للسلع التموينية - المستورد الرئيسي للحبوب في مصر - بالارز لكنهم لا يقومون بأي عمليات تصدير بأنفسهم.

ونتيجة لذلك تراجعت أسعار الارز المقدم للهيئة العامة للسلع التموينية اذ وفر بعض التجار المصريين الارز للهيئة بأسعار وصلت الى مستويات متدنية قاربت جنيها واحدا للطن في محاولة للحصول على رخص للتصدير.ولم يوضح رشيد ما اذا كانت صادرات الموسم الجديد ستجري بموجب النظام ذاته أم سيجري رفع الحظر كليا.

وقال "طلبنا من كل العاملين أن يحضروا لنا ورق عمل خاصا بالعاملين القادمين لان نظامنا دائما هو التفاوض مع الناس."

كانت مصر قالت يوم الثلاثاء انها ستشتري 100 ألف طن من الارز بسعر التكلفة مباشرة من المطاحن لمساعدتها على بيع المخزونات المرتفعة الثمن بعد تراجع الاسعار نتيجة حظر التصدير.

واشتكت مطاحن الارز بمصر من شراء الارز الشعير بأسعار مرتفعة في وقت سابق من الموسم اذ لم تتوقع الانخفاض الحاد في الاسعار الذي كبدها خسائر فادحة وقلص من مستويات السيولة النقدية لديها.

وقال رشيد ان مصر لديها قدرة على تصدير مليون طن من الارز سنويا الا أن سياسة الحكومة هي تقييد تلك الصادرات عند 400 ألف طن فقط لتوفير المياه.

وأضاف أنه كانت هناك "تعليمات واضحة من رئيس الوزراء بناء على تنسيق من وزيري الزراعة والري. لا نرغب في تصدير أكثر من 400 ألف طن أرز لاننا مقيدون بسياسة مائية ولا نرغب أن تذهب المياه كلها للارز مع تنويع السياسة الزراعية."

آفاق تحوُّل مصر لمركز اتصالات أقليمي

في أحد المباني الأنيقة بـ"القرية الذكية" في مصر، يتواجد مئات الشبان الذين يرطنون بمختلف اللغات، مشكلين ما يشبه "برج بابل" بمركز شركة "أكسيد" التي تعتبر أول وأكبر مؤسسة لخدمات مراكز الاتصال، تهدف إلى تحويل مصر لمركز دولي يقدم هذه الخدمة بشكل ينافس مراكز دولية، مثل الهند وماليزيا.

وينسجم عمل الشركة مع طموحات الحكومة المصرية للوصول بحجم قطاع الخدمات التكنولوجية إلى مليار دولار العام المقبل، وهي توفر تسهيلات هاتفية بلغات عديدة، بما فيها ذلك العبرية، ويقول رئيسها، عادل دانش، في حديث لبرنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" إنه يخطط للتوسع عالمياً، عبر افتتاح مركز في الولايات المتحدة نفسها.

وتقدم الشركة خدمات باللغات الإنجليزي واليونانية والفرنسية والأسبانية والتشيكية والفرنسية والإيطالية، وصولاً إلى العبرية، ويقول دانش الهند هي الأولى في هذا المجال، لكن مصر قادرة على المنافسة بفضل وجود بنية تحتية قوية بمجال الاتصالات ووجود اليد العاملة الماهرة التي تجيد اللغات، إلى جانب موقع البلاد الجغرافي.

ويضيف دانش: "من المهم وجود اليد العاملة القادرة على التحدث بأكثر من لغة، والعديد من الشركات العالمية تفضل وجود مركز واحد يجيد كل اللغات."

والبارز أن شركات تكنولوجية كبيرة، مثل سيسكو ومايكروسوفت وأوراكل، هي من بين زبائن "أكسيد،" وقبل الأزمة المالية الراهنة، نمت أعمال الشركة بنسبة 50 في المائة منذ عام 2001، وهي تخطط لمواصلة التوسع عالمياً.

وبسبب الأزمة والتراجع في الاقتصاد الأمريكي، فإن هذه الشركة تدرس التوسع وافتتاح مركز اتصالات في الولايات المتحدة نفسها،

ويشير دانش إلى أنه لم يقم بتحديد المكان بعد، لكن الشركة متحمسة جداً للفكرة، وتعتقد بشكل جدي أنه يمكنها إعادة بعض الوظائف من الفلبين أو الهند أو حتى مصر إلى الولايات المتحدة نفسها.

ويعمل في الشركة أكثر من ألفي عامل، معظمهم من خريجي الجامعات الجدد، وهم مندهشون لأن أحداً لا يستطيع أن يعرف من لهجتهم المكان الذي يتصلون منه.

وفي هذا الإطار، تقول نيرمين بلال، مسؤولة الفريق الناطق بالأسبانية: "يمكن للعربي بسهولة تعلم اللهجات المختلفة وتقليدها، لذلك يصعب معرفة المكان الذي يتكلم منه."

أما المتحدثون بالعبرية، فهم يواجهون تحدي فصل العمل عن السياسة، ويظن البعض من لهجتهم أنهم يتحدثون من تل أبيب وليس القاهرة، ولذلك يقومون بتمويه أسمائهم على الهاتف لتجنب تطفل الآخرين عليهم.

ويقول منير، وهو رئيس الفريق الناطق بالعبرية، ويستخدم اسم (موني): "نعتقد أنه من غير الضروري أن نكون في موضع يتم فيه السؤال عن أسمائنا، سواء أكانت إسلامية أم مسيحية، لأن المهم هو الاتصال نفسه والخدمة التي نوفرها."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 11/تشرين الثاني/2009 - 21/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م