خفايا تنظيم القاعدة واتفاقاته المشبوهة مع بعض الدول الخليجية

طالبان تمول بأموال النفط وتبتدع أساليب جديدة في عملياتها الانتحارية

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: في الوقت التي تسعى من خلاله الإدارة الأميركية الى تحسين صورتها لدى الدول والمجتمعات العربية، لا يدخر زعماء البيت الأبيض جهدا في حث تلك الدول على التعاون بشكل أكثر فاعلية في مواجهة إرهاب شبكة القاعدة والتنظيمات الإسلامية المتطرفة، سيما فيما يتعلق بالحد من مصادر الدعم والتمويل المستمر.

حيث كشفت بعض التقارير الاستخبارية إلى اعتماد حركة طالبان ومن خلفها القاعدة على الدعم المادي من بعض دول الخليج تحديدا.

السعودية والإرهاب

قال تقرير لمكتب المحاسبة الحكومي الأمريكي ان جهود المملكة العربية السعودية لمكافحة الشبكات التي تمول تنظيم القاعدة ينبغي أن تنفذ بشكل أكثر صرامة وان اليمن يبرز الان كقاعدة جديدة لجماعات ارهابية تتآمر ضد المصالح الامريكية والسعودية.

وقال المكتب ان السعودية حققت تقدما في الحرب ضد الإرهاب بالقاء القبض على مشتبه بهم وتقديمهم للمحاكمة واتخاذ خطوات لتقليص حصول جماعات متطرفة داخل البلاد على التمويل.

لكنه قال انه لا تزال هناك ثغرات بما في ذلك تدفق التبرعات من أفراد وجماعات خيرية في السعودية لدعم منظمات متطرفة خارج البلاد بالإضافة الى قدرة البلاد المحدودة في منع حاملي النقد الذين يقومون بنقل التمويلات بأنفسهم. بحسب رويترز.

وشدد التقرير على عدم وجود أي مؤشر الى أن الحكومة السعودية تمول الارهاب. لكنه قال انه ينبغي لواشنطن أن تضع أهدافا محددة للاداء بشأن منع تمويل الارهاب للمساعدة في قياس الجهود المبذولة لمنع الاشخاص من تمويل تنظيم القاعدة والتنظيمات المتطرفة الاخرى.

وقالت ايليانا روس ليثنين العضوة الجمهورية بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الامريكي ان التقرير أبرز الحاجة الي المزيد من الاجراءات.

وقالت في بيان "من المهم أن تطلب الولايات المتحدة المزيد من الحكومة السعودية فيما يخص وقف تدفق الاموال الى الشبكة الاسلامية المتطرفة."

ورسم التقرير صورة لتحسن تدريجي في سياسات السعودية لمحاربة الارهاب عقب هجمات 11 سبتمبر أيلول على نيويورك وواشنطن وما تلاها من هجمات على مواطنين أمريكيين وسعوديين في المملكة.

وتشمل الجهود السعودية ما تديره الحكومة من برامج اعادة تأهيل وبرامج رعاية ما بعد التأهيل للتعامل مع من يلقى القبض عليهم لدعمهم الارهاب والتطرف بالاضافة الى العائدين من معتقل جوانتانامو الامريكي.

وقال مسؤولون سعوديون ان العدد الاجمالي لمن شملتهم تلك البرامج بلغ 4300 شخص لكن انتكاس بعضهم والذي قدر نسبته في أحد مراكز رعاية ما بعد التأهيل بحوالي 20 بالمئة يمثل مشكلة.

وقال التقرير ان السجناء السابقين في معتقل جوانتانامو يشكلون غالبية الافراد الذين استأنفوا نشاطهم المتطرف بمجرد تركهم مركز رعاية ما بعد التأهيل.

وأضاف "يقر المسؤولون السعوديون بأن مثل تلك الحالات توضح الصعوبات المرتبطة بتقييم أي المشاركين يمكن اخلاء سبيله."

وركز التقرير أيضا قلقه على الموقف في اليمن المجاور حيث يعتبر عدم الاستقرار السياسي تحديا محتملا لجهود مكافحة الارهاب.

وقال التقرير "رغم بعض النجاحات ضد تنظيم القاعدة فان استجابة الحكومة اليمنية للتهديد الارهابي كانت متقطعة بسبب تركيزها على مخاوف الامن الداخلي."

وعرضت الولايات المتحدة هذا الشهر مساعدة اليمن أفقر الدول العربية الذي يقاتل تمردا شيعيا في الشمال وقلاقل انفصالية في الجنوب وتشددا متزايدا مرتبطا بتنظيم القاعدة.

وذكر تقرير مكتب المحاسبة الحكومي ان مسؤولين سعوديين قالوا انهم يزودون اليمن بالفعل بالمساعدة في عدد من المجالات منها مكافحة الارهاب والتعليم والصحة.

وقال "صرح مسؤولون سعوديون أيضا بأن السعودية تبني سياجا الكترونيا على حدودها مع اليمن."

نفط الخليج يغذي طالبان

قال المبعوث الأمريكي الخاص لباكستان وأفغانستان، ريتشارد هولبروك، إن تمرد طالبان في البلدين يعتمد بشكل رئيسي على التمويل الذي تحصل عليه من دول الخليج النفطية، مشيراً إلى أن هذه الأموال تفوق في حجمها تلك التي تحصل عليها الحركة من تصدير المخدرات.

وقال هولبروك إن الأموال التي تحصل عليها حركة طالبان في أفغانستان وباكستان أكثر بكثير من الأموال التي تحصل عليها الحركة من تجارتها في الأفيون والهيروين، والتي تقدر بعدة مليارات من الدولارات. بحسب(CNN).

وأوضح قائلاً: "يبدو أنها (الأموال) تأتي من أفراد ينقلون الأموال بواسطة حقائب.. ففي بعض الأحيان يستفيدون من موسم الحج وفي أحيان أخرى بواسطة الحولات المالية، وفي أحايين، يستفيدون من الجمعيات الخيرية."

وقال في المقابلة التي أجريت على هامش اجتماع "مجموعة الدول الصديقة لباكستان الديمقراطية" الذي عقد في مدينة اسطنبول التركية: "إن هذا يشكل جزءاً مهماً من الحرب.. فحركة طالبان ليست منظمة على ذلك المستوى من التقدم التكنولوجي."

يشار إلى أن اجتماع وزراء مجموعة صداقة باكستان الديمقراطية تم بمشاركة 20 دولة، من بينها تركيا وكندا والسويد ودولة الإمارات العربية المتحدة وإيران و6 مؤسسات دولية، وبدأ اجتماعاته في قصر جراغان المطل على مضيق البوسفور.

هذا وتكونت مجموعة صداقة باكستان الديمقراطية بهدف دعم رؤية باكستان لتصبح دولة ديمقراطية وتحقق التقدم والرخاء وتعمل بموجب حكم القانون.

وتأتي تصريحات هولبروك هذه في وقت تعاني فيه قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في أفغانستان من خسائر كبيرة في مواجهاتها الأخيرة مع عناصر حركة طالبان.

من الجدير بالذكر أن خبيراً أمنياً دولياً سابقاً كان قد صرح في التاسع من يناير/كانون الثاني عام 2008 بأن ثمة ثقة متبادلة، أو ما يشبه الاتفاق غير المكتوب، بين تنظيم القاعدة ودول خليجية، ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة، لتغض من خلاله الأخيرة الطرف عن استخدام أراضيها كملاذ ومأوى للاستراحة وإعادة التنظيم، مقابل عدم شن أي هجمات ضدها.

وقال الخبير الأمني، كليف كنوكي إن "غض طرف" الإمارات يساعد البلاد على حفظ أمنها.

وأضاف: "من المعروف أن عناصر القاعدة يمكنهم دائماً أخذ استراحة في دبي وأبوظبي، وبوجود هذه الثقة المتبادلة لن يتم تنفيذ هجمات في الإمارات لأن ذلك سيسترعي انتباه السلطات."

أنماط جديدة من التفجيرات

من جهة اخرى بدى أن خبراء الأمن والاستخبارات في العالم قلقون للغاية بشأن تطور جديد يتعلق بانتشار أنماط جديدة لم تكن معروفة من قبل من التفجيرات والقنابل الانتحارية.

فاحد عناصر القاعدة الانتحاري الذي قضى الشهر الماضي بينما كان يحاول تفجير أحد الأمراء السعوديين في مدينة جدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر كان قد أخفى كمية من المتفجرات داخل جسمه.

ورغم أنه لم يُقتل أحد سوى الانتحاري نفسه في الانفجار المذكور، إلا أنه يُخشى أن أشخاصا آخرين قد يسعون إلى تقليد الأسلوب الجديد من أساليب التفجيرات الانتحارية.

يقول الخبراء إن من شأن انتشار مثل هذه الأنماط الجديدة من التفجيرات الانتحارية أن يكون لها مضاعفات على أمن المطارات، إذ قد تصبح معها أجهزة الكشف عن المعادن عديمة الجدوى والفائدة. بحسب .bbc

فقد ترك تفجير الشهر الماضي الكثير من الناس يتساءلون كيف أن رجلا مدرجا على قائمة أكثر الأشخاص المطلوبين للعدالة من بين عناصر تنظيم القاعدة التنفيذيين قد تمكن من الاقتراب إلى مثل هذه المسافة القريبة للغاية من مكان تواجد الأمير محمد بن نايف، الذي يتولى مسؤولية مكافحة الإرهاب في المملكة، وكيف أن الانتحاري استطاع تفجير نفسه في ذات القاعة التي كان يتواجد فيها الأمير.

ويعتقد المحققون الغربيون العاملون في ميدان الطب الشرعي بأن لديهم الإجابة الشافية على التساؤل السابق، وأن الأمر بات يقلقهم للغاية.

يقول بيتر نيومان من كلية كينجز كوليدج في لندن: سوف يتم دراسة القضية بشكل مكثف، وسوف يكون لها ثمة مضاعفات وانعكاسات هائلة على إجراءات الأمن في المطارات، مع احتمال أن يصبح أمر صعود الركاب إلى طائراتهم أكثر صعوبة وتعقيدا .

ويضيف نيومان بقوله: إنه لمن الصحيح حقا أن أجهزة الكشف عن المعادن لم تتمكن من اكتشاف المتفجرات التي كان الانتحاري قد أخفاها داخل جسده. كما أن الأمر سوف يعني أن أجهزة الكشف عن المعادن تلك هي الآن عديمة الجدوى للغاية، وذلك بالطريقة التي تتواجد من خلالها حاليا في المطارات.

يُشار إلى أن الانتحاري المذكور كان أحد عناصر القاعدة الفارين، والذي أراد تسليم نفسه إلى الأمير شخصيا. وقد صدقه الأمير بالفعل وأمَّن له ممرا آمنا للعبور إلى قصره.

ولكن حالما وصل الانتحاري إلى محاذاة هدفه، أي الأمير محمد بن نايف، قام بتفجير القنبلة التي كانت موضوعه داخل جسده.

وقد نجا الأمير محمد بأعجوبة من الحادث، حيث لم يصب سوى بجروح طفيفة. إلا أن اللقطات التلفزيونية التي أُميط عنها اللثام مؤخرا أظهرت كيف أن حفرة كبيرة تشكلت في أرضية الصالة الإسمنتية من جرَّاء الانفجار، والذي أدى أيضا إلى شطر جسد الانتحاري إلى نصفين.

ويُعتقد أيضا أن قوة الانفجار توجهت نحو الأسفل، ولهذا السبب فقد قضى الانتحاري نفسه في الهجوم.

تفجير قنابل في أمريكا

في سياق متصل قال وزير العدل الامريكي إريك هولدر ان مؤامرة لتفجير قنابل تم كشفها في الاونة الاخيرة تمثل واحدة من أخطر التهديدات للولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول.

وقال هولدر في بيان صحفي "يمكنني القول ان التحقيق قطع شوطا طويلا. لدينا فكرة جيدة من الذي كان مشاركا وماذا كانت النوايا."

وقال "هذه المؤامرة المزعومة كانت من أخطر التهديدات الارهابية لبلدنا منذ 11 سبتمبر 2001 ."

وأدانت هيئة محلفين كبرى اتحادية في نيويورك مهاجرا أفغانيا هو نجيب الله زازي في الشهر الماضي في اتهامات بالتآمر لتفجير قنابل في الولايات المتحدة. وأقر زازي المحتجز دون ان يكون له الحق في الافراج بكفالة بأنه غير مذنب.

وقال مدعون ان زازي حضر دورة لصنع القنابل في معسكر تدريب للقاعدة في باكستان ولديه مذكرات بشأن كيفية صنع المتفجرات على الكمبيوتر النقال الخاص به واستحوذ على مواد مماثلة للتي استخدمت في هجمات قنابل في لندن عام 2005 واشترى اسيتون ومواد اخرى من متاجر مستحضرات تجميل. بحسب رويترز.

وقال هولدر ان المؤامرة لو كانت نجحت لتسببت في مقتل "العشرات" من الأمريكيين استنادا الى المواد الكيماوية المستخدمة وتاريخ المؤامرات المماثلة وعدد الأشخاص الذين يشتبه في تورطهم.

واجتمع الرئيس باراك اوباما مع مسؤولين في المركز القومي لمكافحة التجسس في فرجينيا وهنأهم على عملهم لاحباط المؤامرة المزعومة.

ويراقب مكتب التحقيقات الاتحادي (اف.بي.اي) اشخاصا مشتبه بهم اخرين يعتقد انهم ربما ساعدوا زازي في امتلاك مواد كيماوية واستشاروه بشأن كيفية صنع متفجرات.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 10/تشرين الثاني/2009 - 20/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م