الامام الشيرازي... تراث زاخر بالفكر والاعتدال والتجديد

كربلاء تحتضن مراسيم الذكرى السنوية الثامنة لرحيل الإمام الشيرازي

عدسة وتقرير: إبراهيم العامري

 

شبكة النبأ: احتضنت مدينة كربلاء مراسيم إحياء الذكرى السنوية الثامنة لرحيل المرجع الديني المجدد الثاني الإمام محمد الحسيني الشيرازي قدس سره بمشاركة حضور رسمي وشعبي كبير.

حيث توافدت العديد من الوفود والشخصيات على مكتب آية الله العظمى السيد المرجع صادق الحسني الشيرازي دام ظله لتقديم العزاء بهذه المناسبة، ابتدءا من السيد آمال الهر محافظ كربلاء والسيد محمد الحبوبي عضو مجلس محافظة والسادة مدراء وممثلين مكتب حزب الدعوة مكتب السيد المدرسي، ممثل الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين، ومؤسسة سيد الشهداء، وممثل المجلس الأعلى الإسلامي ، ومنظمة العمل الإسلامي وجمع غفير من محبي المرجعية الشيرازية.

بدأ الحفل بتلاوة آية من الذكر الحكيم ، تلتها كلمة الشيخ ناصر الاسدي عضو مكتب المرجع الديني السيد صادق الشيرازي والتي جاء فيها :

((بسم الله الرحمن الرحيم ... يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله ولرسوله أذا دعاكم لما يحييكم وأعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وأنه اليه تحشرون )).

ان هذا المهرجان وهذا الاحياء لشخصية سلطان المؤلفين المرجع الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي لمعرفة عظمة هذه الشخصية والذي يلزم ان يقال في مثل هذا الحفل المبارك.

ويضيف: لقد راجعت في كتاب قادة الفكر الإسلامي للأستاذ محمد حسين الصغير الأستاذ الاول في جامعة الكوفة الذي عاش مع الراحل مرحلة مهمة من تاريخ العراق قال في كتابه المشار اليه نصاً عن العقيدة وهي شهادة من كبير علماء الطائفة (( في هذا الصدد فأنني أسجل للتاريخ تقرير سيدنا الخوئي بالحرف الواحد .. لو كان عندنا ثلاثة من السيد الراحل لغزونا العالم ، فالخوئي شخصية لا يشق  لها غبار فهو حين يقول هذه الكلمة يعرف ما يقول والشهادة الثانية فقالها سماحة السيد محمد رضا الشيرازي حيث يقول في إشارة إلى غرفة والده حين زارها المرجع المرعشي وجلس مع الراحل وبعد ساعة قام ليودعه ومعه احد العلماء حيث قال له انه احد العلماء الخالدين لم يعرف العالم وسيعرفه بعد 100 عام.

بعد ذلك تلتها كلمة ممثل مؤسسة الرسالة وجاء فيها نقيم حفلنا هذا في بقعة مقدسة من العالم لشخصية سلطان المؤلفين الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي بعد رحيله قبل 8 اعوام، فما زالت الأقلام تكتب ولم يزل الصوت ينساب بين حنايا كتبه وينابيع العلم التي قدمها في حوالي 1000 كتاب في مختلف المجالات، لقد كان خير ورب المعرفة وكانت حياته بكل مراحلها ينبوع لم ينضب بالرغم من قساوة الغربة حيث بقي متواصلاً مع الفكر والعطاء.

من جانب آخر عبرت بعض الشخصيات عن اعتزازها واحترامها لمنزلة الإمام الراحل، حيث يقول الباحث الاجتماعي الأستاذ عبد الكريم العامري: لقد ولعت بقراءة كتب الراحل الشيرازي منذ زمن بعيد حيث وجدت فيها اهتماما كبيرا بالجانب التربوي والاجتماعي الهادف لبناء الإنسان وقد استفدت منها ضمن اختصاصي حيث وجدت الآراء المعتدلة والهادفة، هذا الرجل الرسالي الذي ترك لمسة فكرية كبيرة جدا في جانب المرجعية كما لا أنسى المعاناة والظلم والاضطهاد الذي تعرضت له مرجعيتهم من سجن وإعدام، تلك النقطة المضيئة في طريق الحرية لبناء مستقبل عراقي ناهض وحر لكي يستذكر من يستلهم من تراث الراحل الكبير طرق المعرفة والفكر ومناصرة قضايا الإنسان في مختلف بقاع العالم كذلك دوره في بناء المؤسسات الثقافية الشاملة التي تهتم بكافة العلوم والاختصاصات وتبينها والنهوض بها في سبل رفد الواقع الإسلامي والإنساني ودعمه في رفد كافة فروع الحياة.

اما الاعلامي امجد سعيد الذي حدثنا عن تلك المناسبة بقوله ان الاحتفال بذكرى رحيل السيد محمد الحسيني الشيرازي دليل على اهتمام من خلفه من هذا الجيل بتراث المفكرين الرواد لا سيما الامام الراحل الذي يعبتر مؤلفاً فكرياً من الطراز الاول حيث تطرق من مؤلفاته للجوانب الدينية والتربوية والاجتماعية الهادفة فهو رجل مبادىء وفكر فمن الحق الافتخار والاشادة به والسير على طريقه وان المرجعية الشيرازية بصورة عامة استطاعت ان تكسب معظم شرائح المجتمع كونها تخاطبهم بلغتهم بعيداً عن الخيال والمقالات وتمثل مرجعيتهم روح الاعتدال والتسامح والمحبة .

من جهته المواطن جعفر هادي المولع(حسب قوله) بالمرجعية الشيرازية منذ نشأته، قال: ان المرجعية الشيرازية لها تاريخ طويل في ميدان العلم والادب والسياسة منذ اكثر من 100 عام، كذلك اشتراكها في الفتاوي الحوزوية التي سهلت فيها المجتمعات وتميزت فيها الكثير من نمط حياتها، ومنها المجتمع العراقي ودورها في قيادة المجتمع في ثورة العشرين خير دليل على قيادتها الرشيدة، كذلك مناصرتها لقضية الانسان اينما كان وبدونه تعصب، ولا ننسى قوافل الشهداء الشيرازية التي وقفت بوجه الظالمين ونذكر منهم الراحل السيد حسن الشيرازي الذي اغتيل في لبنان .

في حين قال الباحث الإسلامي الأستاذ عدنان الصالحي: لعل أهم ما تمثله ذكرى رحيل المرجع الإمام هي الإصرار على مواصلة العمل بمبدأ نشر ثقافة السلام م والإسلام المحمدي الأصيل ومحاول إصلاح ما فسد من أنفسنا ومجتمعنا لان سيرة المصلحين هي رسالة لنا في حياتهم ووفاتهم بالسير على نهجهم وفاء منا لهم والتمثل بالبركة التي ساروا عليها.

الرسالة الواضحة التي أراد السيد الشيرازي إثباتها وتوضيحها هي أن الإسلام دين السلام وأنه جاء لإصلاح وصلاح البشرية جمعاء وأن لا نفرق بين بني البشر إلا بالتقوى وقربه من الله وتنظيم أمره وهذا الشيء امتد ليؤسس طاقة من البناء النفسي والنظامي الذي انعكس على حالة العمل الميداني.

وأضاف الصالحي: تقاس ذكرى الأشخاص بعد رحيلهم بمقدار وجودهم على ارض الواقع ولعل ذكرنا هذا بحد ذاته للإمام الراحل يعتبر مقياسا ومؤشرا مهم على حيوية ذلك الفكر النابض بالحياة.

طرحت عدة مشاريع على ارض الواقع وعانت الكثير من المشاكل واعتقد بان الوقت مناسب لنظرية الإمام الراحل خصوصا ما أطلق على (شورى الفقهاء) ورأي الأمة الجمعي.

أما الأستاذ محمد عبد الرسول المدير العام لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام: ان مرجعية الإمام الشيرازي الراحل تعد من أهم المرجعيات الدينية الكبيرة التي خلفت أثرا كبيرا على التاريخ السياسي والثقافي والاجتماعي للأمة الإسلامية في القرن العشرين، ويعد المرجع الديني الكبير اية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله مصداقا حقيقيا وترجمة واقعية لما تحمله مرجعية أسرة آل الشيرازي من علمية واسعة واجتهاد عميق ونزاهة صادقة وارتباط عميق بالناس جعلتهم في قلوبهم دائما.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 8/تشرين الثاني/2009 - 18/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م