شبكة النبأ: مواكبة مع الفعاليات التي
اقيمت في عدد من الدول لإحياء الذكرى الثامنة لوفاة الامام الشيرازي
(قده) أقامت ديوانية الإمام الشيرازي بدولة الكويت احتفالاً تأبينياً
حضره حشد كبير من العلماء والشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية في
دولة الكويت في الذكرى الثامنة لرحيل المرجع الديني السيد محمد
الحسيني الشيرازي قدس سره.
وفي غضون ذلك أقامت مؤسسة الرضوان الشبابية ندوتها السنوية الاولى
تحت شعار «للمرجعية رسالة» بمناسبة ذكرى رحيل الامام المجدد الثاني
الشيرازي قدس سره بمشاركة محاضرين عاصروا الامام الراحل قدموا توجهاته
ودوره في اصلاح هذه الامة بمشاركة عريف الندوة المذيع علي دشتي.
الصالحي: الشيرازي موسوعة فقهية.. ولا بد من
جمع تراثه
وأقامت ديوانية الإمام الشيرازي بدولة الكويت احتفالاً تأبينياً
حضره حشد كبير من العلماء والشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية في
دولة الكويت في الذكرى الثامنة لرحيل المرجع الديني السيد محمد
الحسيني الشيرازي قدس سره.
بدأ الحفل بتلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ
عبدالرزاق الدغاغلة ثم كانت كلمة مدير مكتب المرجع الديني الكبير آية
الله العظمى السيد صادق الشيرازي في كربلاء المقدسة سماحة العلامة
الشيخ طالب الصالحي متحدثاً بدوره عن شخصية الإمام الراحل وانه المصداق
الأبرز للكلمة الطيبة التي تحدّث عنها القرآن الكريم مبيّنا الدور
الريادي للراحل الشيرازي ومعاناته في نصرة الحق وما تحمله من المصائب
والمحن في مواجهة الحكام الظلمة وذكر الصالحي جوانب متعددة من حياة
الإمام الشيرازي المفعمة بالعطاء والفكر المتجدد وقال بحق انه المجدد
الثاني في الفكر الحضاري مؤكّدا على ضرورة جمع تراث الإمام الشيرازي
الراحل والذي اثرى المكتبة الاسلامية بصورة متكاملة معتبراً الموسوعة
الفقهية من اكبر الموسوعات الفقهية في العالم الاسلامي والمحتوية على
ابواب فقهية عصرية لم يتم التطرق اليها من قبل. بحسب تقرير صحيفة الدار
الكويتية.
بدوره تحدث الخطيب الحسيني سماحة الشيخ عبدالرضا معاش عن دور التقوى
والورع في حياة العلماء وخصوصا بعد الغيبة الكبرى للإمام المهدي
المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف حيث كان اول العلماء هو العالم
الجليل الحسن بن علي العماني من سلطنة عمان ثم تلاه بعدة سنوات الشيخ
المفيد والذي قام بتأسيس الحوزة العلمية الشيعية الأولى في بغداد حيث
كانت الانطلاقة الأولى للحوزات الشيعية في عصر الغيبة الكبرى واشاد
الشيخ معاش بدور العلماء في تأسيس الحوزات العلمية في بغداد وسامراء
وكربلاء المقدسة والنجف الاشرف وقم المقدسة وغيرها من المراكز العلمية
المباركة لنشر فكر ال محمد صلوات الله وسلامه عليهم مشيدا بالدور
الريادي لحوزة كربلاء المقدّسة حيث كانت مركزاً علمياً في الفكر الشيعي
وكان الإمام الشيرازي الراحل مشروعاً فكريا متكاملا نحو نهضة الامة،
فقد واجه التحديات الكبيرة من قبل الاستعمار والفتاوى التي حاربته
ولكنه صمد في كل تلك الوسائل مقتدياً باهل البيت عليهم السلام وقد عدد
الشيخ عبدالرضا معاش مجموعة من افكار الإمام الشيرازي الراحل النهضوية
كالسلم واللا عنف حيث كان يعتقد بها عمليا قبل بثها الى الناس وان
الشيرازي الراحل اسس للاعلام الاسلامي المعاصر وذلك في مواجهة الهجمة
الشرسة ضد المسلمين فكانت القنوات الشيعية مشروع انقاذ للواقع الشيعي
وكان يؤكد على تأسيس القنوات الفضائية وما قناة الانوار الفضائية الا
ضمن مشروع اعلامي متكامل ضمن المنظمومة الفكرية الشيرازية وما نراه
اليوم - والحديث للشيخ معاش - من تطور في الاعلام الفضائي الشيعي الا
نموذج من الرؤى الحيوية لفكر الإمام الشيرازي رضوان الله عليه.
وفي الجانب المؤسساتي تحدث معاش عن الدور الكبير للإمام الشيرازي
الراحل في تأسيس المؤسسات في سائر انحاء العالم ومنها الكويت حيث نرى
الكثير من المؤسسات الثقافية والخيرية والاجتماعية والتي تم تأسيسها في
فترة وجوده في الكويت وتأسيسه للمجالس الحسينية في الحسينيات والبيوت
طيلة ايام السنة، حيث لها الاثر البالغ في توعية المجتمع وتثقيفه.
واشاد الشيخ معاش بالمرجعية الشيرازية المعاصرة والتي تأتي بمثابة
الرؤية المتكاملة للفكر الحضاري المتجدد المتمثلة بالمرجع الديني
الكبير اية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي لما يحمله من فكر
وضّاء تقتدي بنوره وفكره الامة.
وفي ختام حديثه انتقد الشيخ معاش الاعلام العراقي في عدم ذكر وتناول
شخصية الإمام الشيرازي الراحل في الاعلام العراقي والذي كان له دور
ريادي في التاريخ السياسي العراقي حيث واجه المد الشيوعي في العراق ثم
حزب البعث وكان يحمل الهمّ العراقي اينما حل وارتحل وكما فعل أخوه
المفكر الإسلامي الكبير آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي مما ادى
الى استشهاده في بيروت بأيادي الغدر والخيانة البعثية.
خلال ندوة (للمرجعية رسالة): أئمة وخطباء يعددون مناقب الشيرازي
أقامت مؤسسة الرضوان الشبابية امس الاول ندوتها السنوية الاولى تحت
شعار «للمرجعية رسالة» بمناسبة ذكرى رحيل الامام المجدد الثاني
الشيرازي قدس سره بمشاركة محاضرين عاصروا الامام الراحل قدموا توجهاته
ودوره في اصلاح هذه الامة بمشاركة عريف الندوة المذيع علي دشتي.
في البداية تحدث الاستاذ حسين باقر الذي قال ان الامام الراحل جسد
كيفية السيطرة والوصول للعالم كله من خلال حديث الامام علي عليه السلام
«اتحسب انك جرم صغير وقد انطوى فيك العالم الاكبر» وتطرق باقر الى
الناحية الفكرية للامام وعلمه الغزير الذي استطاع ان يتدفق في جميع
جوانب حياتنا عبر تأليف اكثر من 1200 كتاب، وهو امر خارق للطبيعة حسب
وصف باقر، بالاضافة الى تطرقه للعديد من العلوم قبل ان يتحدث عنها
الغرب، فعلى سبيل المثال ذكر باقر قضية الاستنساخ وكيف تحدث الشيرازي
عنه في ستينات القرن الماضي.
وشرح رأي الاسلام في هذه القضية وهو ماورد في كتابه «ألف مسألة
متجددة» بينما طلع علينا الغرب في نهاية القرن العشرين.
وبدايات القرن الواحد والعشرين بقضية النعجة «دوللي» وقد سبق الامام
الغرب باربعين سنة بحديثه عن نظرية الاستنساخ. اما القضية الثانية فهي
قضية العولمة وقال باقر في هذا الشأن ان الامام الراحل كان يرى انه من
المطلوب تطبيق العولمة في حياتنا، ولكن حسب ما امر به الاسلام مصداقا
لقول الله تعالى: «انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند
الله اتقاكم»، منتقدا العولمة الغربية التي تدعو للانفتاح بعيدا عن
الاخلاق والآداب التي تنتج الفقر والجهل والحرمان والمرض لملايين
الافراد.
من جانبه رأى عضو مكتب السيد الشيرازي في قم المقدسة سماحة الشيخ
جلال معاش ان الحديث عن الشيرازي الراحل ليس حديثا عن فترة تاريخية
قصيرة انتهت يوم رحيله بل حديث عن تاريخ سيّال تترابط فيه عناصر الماضي
والحاضر لتمتد الى المستقبل، متحدثا عن دور المرجعية والرؤى المستقبلية
قائلا ان السيد المقدس احد اسباب نهوض الحركة الاسلامية عبر مساهمته
بجهده وجهاده في بعث وتطوير مشروع هذه النهضة وتحرير المسلمين من براثن
التخلف وشوائب الجمود وعوامل اليأس والهزيمة.
رؤية مستقبلية
ومن اسباب ذلك يكمل معاش قائلا: هو امتلاك السيد الراحل الرؤية
المستقبلية للحالة الاسلامية وواقع الحركة الرسالية، وتحدث معاش عن احد
جوانب شخصية الامام الراحل وهي امتلاكه الارادة الكبيرة والثقة العظيمة
بالنفس التي كانت تدهش البعض مشيرا الى اتساع الافق والرؤية التي يتمتع
بها الفقيد الراحل اذ كان يرى المستقبل من خلال منظاره الخاص وتنبئه
بالكثير من قضايا المستقبل التي ادهشت الجميع وفي احيان كان الامر
يتحول الى سخرية من قبل بعض اصحاب الافاق الضيقة كتنبئه في السبعينات
بحرب لبنان الاهلية وحرب الخليج «تحرير الكويت» وانهيار الشيوعية
وانهيار الاقتصاد العالمي.
كما تحدثت في الندوة الاستاذة سارة الحبيب وهي من اللاتي تتلمذن على
ايدي سماحة السيد الشيرازي الراحل واندرج حديثها في محورين المحور
الاول المرأة في فكر الامام الشيرازي اما المحور الثاني فهو دور الامام
في دعم العمل النسائي في الكويت مبينة البعد الفكري للسيد الراحل في
نظرته للمرأة واسهاماته الفقهية في هذا المجال والذي كان سباقا للعديد
من الفقهاء، اذ كان يرى الامام اهلية المرأة لتقلد اعلى مناصب في
الدولة والترشيح والانتخاب مرورا بتقلد الوزارة ورئاسة الدولة واصفة
هذا التوجه بالقفزة في التفكير الفقهي.
كما اشارت الى تخصيص الشيرازي اربعة اجزاء للحديث عن فقه المرأة
بصورة استدلالية عميقة من خلال سيرة السيدة فاطمة الزهراء «ع» وادخاله
موضوع المرأة الى دائرة البحث الفقهي العميق.
وتابعت الحبيب قائلة ان الامام كتب كثيرا عن الدور المطلوب للمرأة
اليوم على مستوى العمل الاسلامي والحضاري والتعليمي والاقتصادي فيما
رأت انه المرجع الوحيد الذي اعطى للمرأة وكالة شرعية للنيابة عن
المرجع. اما عن دوره في دعم العمل النسائي في الكويت فتحدثت الحبيب عن
مساهماته في دعم المرأة حيث كان مسجد الشيرازي أول مسجد جمع فيها
الرجال والنساء تحت سقف واحد لصلاة الجماعة رغم معارضة الكثيرين. كما
كان اول مرجع شجع النساء على الدعوة والتبليغ في الكويت وخارجها كما
كان دائم التشجيع على التأليف فكانت اول مجلة نسائية شيعية في الكويت
هي مجلة الهدى ومجلة الفتاة التقدمية وهو اول من شجع النساء على
الخطابة المنبرية كما كان يطلب من المرأة ان تؤم بالنساء اقتداء برسول
الله «ص» عندما امر ام ورقة ان تؤم بالنساء.
وتحدث اخيرا سماحة الشيخ يوسف ملا هادي احد تلامذة الامام الراحل
مبينا دور الرسل والائمة في اصلاح الامة وان دور المراجع هو تكملة هذا
النهج والذين حملوا هذا الهم الكبير وكان احدهم السيد الشيرازي الذي
قدم الكثير واعطى الامة انتاجا من المؤسسات الكثيرة في جميع انحاء
العالم قائلا انه ليس كل من يصل الى القيادة يكون قياديا ناجحا فهناك
قادة يعتمدون على السلام والقوة والمال ولكن القائد الناجح هو القائد
الذي يستطيع اصلاح هذه الامة ويكسب قلوب الكثير بدون ما ذكر سابقا.
وتحدث سماحته عن العطايا الكثيرة للإمام ومنها الحلم وكظم الغيظ
ومعاملته للجميع احسن معاملة مهما صغر سنه او كبر.
كما تحدث عن استفادة الخطباء من خطبه الدينية حيث كان المصدر
والمنبع الصافي لأولئك الخطباء قائلا ان الخطيب يستطيع ان يخرج بعدة
محاضرات من كلامه لان كلماته مضغوطة نابعة من القرآن واهل البيت «ع»،
كما تطرق ملا هادي الى تحدي الشيرازي وتصديه لمحاربة الفساد الفكري
ورده على الشبهات العقائدية والفكرية بالدليل والبرهان.
كما تحدث في نهاية كلمته عن تشجيعه لانتاج القنوات الفضائية وطباعة
الكتب واكد على الاهتمام بالشباب لتحصينه من الشبهات.
|