اللوبي اليهودي يكافئ النظام المصري ويسقط فاروق حسني

الوزير المصري يتهم منظمات يهودية بعرقلة وصوله الى قمة اليونسكو

 

شبكة النبأ: حصل مسؤولو الحكومة المصرية على جزاء سنمار بعد ان اسقط اللوبي اليهودي مندوبهم المرشح لرئاسة اليونسكو بعد كل ماقدموه للكيان الاسرائيلي من تنازلات واستسلام تام للتطبيع مع هذا الكيان.

فقد فشل وزير الثقافة المصري فاروق حسني الذي قال العام الماضي انه سيحرق الكتب الإسرائيلية في مسعاه أن يتبوأ منصب مدير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة وفازت بالمنصب المرشحة البلغارية.

وستصبح بوكوفا التي لم يكن لديها فرصة تذكر للفوز قبل التصويت اول امرأة ترأس المنظمة اذا أيدت الدول الأعضاء بالمنظمة وعددها 193 دولة النتيجة كما هو متوقع.

وقالت الدبلوماسية التي تبلغ من العمر 57 عاما بعد الاقتراع "سأستخدم جميع الافكار الجيدة وسنعمل معا.".

غير ان مصادر داخل اليونسكو قالت ان المنافسة الطاحنة قد تترك بصمتها مع اثارة اتهامات بممارسة ضغوط شديدة ومخالفات.

وقال هوميرو اريدجيس وهو مندوب من المكسيك "اصبح الامر مثار صراع بدرجة كبيرة. بالنسبة لنا كمندوبين كنا قلقين للغاية بشأن سمعة اليونسكو."

وقوبلت محاولة حسني كي يصبح أول عربي يتولى منصب المدير العام لليونسكو بغضب من المنظمات اليهودية ومن بعض المثقفين ودعاة حرية الإعلام الذين اتهموه بغض البصر عن الرقابة في مصر. بحسب رويترز.

لكن مؤيديه قالوا ان الوقت قد حان لارسال اشارة ايجابية الى العالم الاسلامي ووصفته وسائل الاعلام العربية بأنه المرشح المثالي للنهوض بالحوار بين الحضارات.

وقال ناصر حسام الذي قاد حملة حسني الانتخابية ان ما يراه مخيبا للامال هو ليس كفاءة الفائز بل حقيقة ان الطريق كان مسدودا امام صوت ثقافي مختلف.

واضاف انه لا احد من العالمين العربي والاسلامي رأس اليونسكو من قبل بينما نالت اوروبا المنصب عدة مرات.

واثار حسني جدلا شديدا العام الماضي خلال مشادة في البرلمان عندما قال انه سيحرق الكتب الاسرائيلية اذا عثر عليها في المكتبات المصرية نسب اليه وصفه الثقافة الاسرائيلية بأنها "غير انسانية".

وقال حسني وهو فنان تشكيلي يشغل منصب وزير الثقافة منذ أكثر من 20 عاما في موقعه على الانترنت انه يأسف للتصريح الخاص بحرق الكتب.

ولم تعارض إسرائيل صراحة ترشيحه وساندته بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا اعتقادا منها بان مصر تستحق ذلك المنصب الدولي رفيع المستوى.

لكن مصادر مطلعة داخل اليونسكو قالت ان الولايات المتحدة وبعض دول شمال اوروبا مثل المانيا ايدت المرشحة البلغارية. وقال بعض المسئولين المصريين ان التصويت ليس موجها ضد مصر.

وقال وزير الخارجية المصري السابق احمد ماهر انه لا يعتقد انه يجب تفسير ذلك على انه موجه ضد مصر بل ان القضية تتعلق بالمرشح.

وقال "اني متأكد ان العلاقات بين مصر والدول مهما كان تصويتها ستبقى كما كانت ولا أظن أنها ستتأثر بما حدث."

لكن في نظر اخرين عكس فشل حسني فرصة ضائعة لتحسين الحوار مع العالم الاسلامي.

واعرب المحلل المصري ضياء رشوان عن اعتقاده بان فوز حسني بالمنصب كان فرصة حقيقية لتأكيد الحوار بين الشرق والغرب وانه قد حان الوقت ليرأس مسلم حتى وان كان شديد العلمانية مثل حسني اليونسكو.

وليست هذه هي المرة الاولى التي يثور فيها الجدل بشأن اليونسكو. ففي عام 1999 شاب انتخاب المدير العام الحالي الياباني كويتشيرو ماتسورا مزاعم بالفساد وتزوير اصوات.

وردا على سؤال رفض السفير المصري في فرنسا ناصر كامل اعطاء تفسير لاسباب فشل فاروق حسني. وقال "المهم هو مبدا حوار الحضارات واقامة روابط بين تيارنا الثقافي وتيار الذين رفضوا ان يكون حسني مديرا عاما". بحسب فرانس برس.

وكانت المرشحة النمسوية بينيتا فيريرو فالدنر اعلنت بعيد انسحابها انها لا تؤيد المرشح المصري وقالت ان "القيم الاخلاقية ومثل اليونسكو هي على المحك خلال هذه الانتخابات".

كما هاجم العديد من المنظمات اليهودية الوزير المصري لادلائه عام 2008 بتصريحات اعتبرت معادية لليهود، خصوصا عندما اعلن امام مجلس الشعب انه مستعد لان "يحرق بنفسه" اي كتب يهودية قد توجد في المكتبات المصرية.

الا ان حسني اعلن لاحقا بانه "يأسف" لهذه التصريحات التي اخرجت حسب قوله من سياقها ونفى ان تكون لديه اي ميول معادية للسامية.

وهنأت وزارة الخارجية الاسرائيلية بوكوفا على انتخابها. وقالت الوزارة في بيان ان "اسرائيل ترحب بهذا الانتخاب وهي على يقين بان تعاونها المثمر مع اليونسكو سيستمر بل وسيتعزز".

وسارعت وزارة الخارجية الفرنسية الى الترحيب بانتخاب بوكوفا على راس اليونسكو. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "للمرة الاولى تتسلم امراة مقاليد هذه المنظمة الدولية المهمة، للمرة الاولى ايضا يتم اختيار مرشحة من بلد في اوروبا الوسطى هو بلغاريا لتولي هذا المنصب الاساسي".

ومنذ مطلع ايلول/سبتمبر الماضي اعلن مسؤولون فرنسيون ان باريس ليست ضد ترشيح فاروق حسني وهو الترشيح الذي انقسمت بشانه الدول الاوروبية بين مؤيد ومعارض.

كما ان اسرائيل سحبت معارضتها لانتخاب حسني في ايار/مايو الماضي اثر لقاء بين الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو.

وقال رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف لوكالة فرانس برس تعليقا على فوز بوكوفا "هذا اعتراف كبير ببلغاريا".واضاف "لقد دعمنا ترشيح ايرينا بوكوفا بشكل هائل. ولكن في البداية بدت فرصها في الفوز ضئيلة للغاية".واضاف ان انتخابها "لم يكن متوقعا، وهو نصر كبير لدولة صغيرة مثل بلغاريا".

وكانت بوكوفا اول نائبة لوزير الخارجية والمنسقة الرئيسية لعلاقات بلغاريا مع الاتحاد الاوروبي بين 1995 و1997 قبل ان تصبح لفترة وجيزة وزيرة للخارجية البلغارية من تشرين الثاني/نوفمبر 1996 الى شباط/فبراير 1997.

وهي عضو في المجلس التنفيذي لليونيسكو منذ 2007 كما تشغل منصب نائب رئيسة المجموعة الفرنكفونية للسفراء لدى هذه المؤسسة التابعة للامم المتحدة المكلفة التربية والعلوم والثقافة والتراث.

وبوكوفا تتحدث بطلاقة الانكليزية والاسبانية والفرنسية والروسية وهي متزوجة ولها ابنان.

وزير الثقافة المصري يتهم اليهود

من جانبه اتهم وزير الثقافة المصري فاروق حسني يهودا ودولا كبرى بإسقاطه في انتخابات منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).

وقال للصحفيين في مطار القاهرة لدى عودته من باريس مقر المنظمة " هناك مجموعات من يهود العالم كان لهم تأثير كبير جدا في الانتخابات ومارسوا تهديدات رهيبة بكل ما هو متاح وباستخدام كل الاسلحة لمنع تولي مصري منصب مدير اليونسكو." بحسب رويترز.

ووصف مناهضة انتخابه لمنصب المدير العام للمنظمة بأنها "لعبة اليهود في أمريكا والدول الكبرى التي تتشدق دائما بالديمقراطية والشفافية والتسامح وأشياء كثيرة جدا في هذا الاطار."

ورفض الوزير الذي ساند مسعاه بقوة الرئيس المصري حسني مبارك الاجابة مباشرة عن سؤال عما اذا كان سيقدم استقالته من منصبه الوزاري وفاء بوعد سابق اذا لم ينجح في الوصول الى المنصب الدولي رفيع المستوى.

ولمح الى استمراره في المنصب بالقول "لدي عدة مشاريع" في مجال الاثار لتنفيذها.

وفشل حسني الذي قال العام الماضي انه سيحرق الكتب الاسرائيلية اذا وجدها في مكتبات وزارته في مسعاه لان يتبوأ منصب المدير العام لليونسكو وفازت به وزيرة الخارجية البلغارية السابقة ايرينا بوكوفا في جولة الاقتراع الخامسة والاخيرة بعد حصولها على 31 صوتا مقابل 27 صوتا.

وتقدم حسني في ثلاث جولات وتعادل مع بوكوفا في الجولة الرابعة مما دعا مصريين لاعتبار فشله مؤامرة.

وقوبلت محاولة حسني ليصبح أول عربي يتولى المنصب بغضب من المنظمات اليهودية ومن بعض المثقفين ودعاة حرية الاعلام الذين اتهموه بأنه يغض البصر عن الرقابة في مصر.

ولم تعارض اسرائيل صراحة ترشيحه وساندته بعض الدول الاوروبية مثل فرنسا اعتقادا منها بأن مصر تستحق المنصب الدولي.

لكن مصادر مطلعة في اليونسكو قالت لرويترز ان الولايات المتحدة وبعض دول شمال أوروبا مثل ألمانيا أيدت المرشحة البلغارية في جولة الاقتراع الحاسمة.

وقال حسني للصحفيين ان مبارك "أدرك مبكرا اللعبة التي تمت. ويجوز أن تكون اللعبة تم طبخها في نيويورك... حيث كان كل الرؤساء ووزراء الخارجية في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة."

واتخذت وزارة الثقافة المصرية خطوات في الشهور القليلة الماضية لتقليص فرص خسارة حسني معلنة أنها سترمم معبدا يهوديا يحمل اسم العالم ميمونيدس الذي عاش في القرن الثاني عشر الميلادي وذلك في اطار مشروع لترميم عشرة معابد يهودية في مصر.

ونتيجة لذلك طالبت جماعة الاخوان المسلمين وهي فصيل المعارضة الاكبر والاكثر نفوذا في مصر باستقالته.

الانتخابات خضعت لترتيبات خفية..

من جهتهم وصف أدباء مصريون خسارة وزير الثقافة المصري فاروق حسني في الانتخابات التي أجريت على منصب المدير العام لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) بأنها إضرار بفكرة الثقافة الانسانية وإقصاء لمبادئ الحياد والعدالة والحق.

وعبرت الامانة العامة لمؤتمر أدباء مصر في بيان عن "صدمتها الكبرى" من نتيجة الانتخابات التي فازت فيها وزيرة الخارجية البلغارية السابقة ايرينا جيورجييفا بوكوفا بالمنصب في الجولة الخامس والاخيرة من عملية التصويت. بحسب رويترز.

وقال البيان ان المنظمة خسرت "جهود" حسني الذي كان متقدما على جميع منافسيه خلال الجولات الثلاث الاولى للتصويت وتعادل في الجولة الرابعة مع منافسته البلغارية.

واعتبر البيان أن وراء "التحول المفاجئ في النتيجة ترتيبات تمت في الخفاء تدعمها قوى دولية وتحالفات سياسية" بهدف اقصاء المرشح المصري عن الفوز.

وأبدى البيان رفض "مثقفي وأدباء مصر... هذه الممارسات التي تضر بفكرة الثقافة الانسانية وتقصي مبادئ الحياد والعدالة والحق وتقف حائلا بين الضمير الانساني."

وواجه ترشح حسني للمنصب غضبا من بعض دعاة الحرية الذين اتهموه بغض النظر عن الرقابة في مصر كما ناهضت ترشحه أيضا المنظمات اليهودية على خلفية تصريحه في وقت سابق بأنه على استعداد "لحرق الكتب اليهودية" اذا صادفها في المكتبات المصرية رغم اعتذاره عن هذا التصريح الذي اعتبره زلة لسان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 28/أيلول/2009 - 8/شوال/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م