شبكة النبأ: فيما قال تقرير بشأن
التغير المناخي ان تكاليف التكيّف مع الآثار المترتبة على تغيرات
المناخ كالفيضانات والجفاف ستزيد على الأرجح عن تقديرات الأمم المتحدة
بمرات كثيرة. حذرت دراسة أمريكية مستفيضة من أن المناطق الجليدية حول
العالم تذوب بمعدل مثير للقلق ووتيرة تفوق كافة التوقعات السابقة، في
دلالة واضحة للعيان على تسارع التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة
على كوكب الأرض.
وفي غضون ذلك قال برنامج الامم المتحدة للبيئة انه يجب على العالم
توسيع مكافحة ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الارض من خلال الحد من سلسلة من
الملوثات غير ثاني اكسيد الكربون وهو الغاز الرئيسي المسبّب لارتفاع
درجة حرارة الارض.
تكلفة التكيّف مع تغيّر المناخ أعلى من
التقديرات
وتقدِّر أمانة تغيّر المناخ في الأمم المتحدة التكاليف العالمية
للتكيّف من خلال إجراءات مثل زراعة محاصيل مقاومة للجفاف والحد من
انتشار الأمراض بما يتراوح بين 40 مليار و170 مليار دولار سنويا حتى
عام 2030. ونطاق التقدير متسع نظرا لدرجة الغموض الكبيرة بشأن بعض
التكاليف.
وقال كتاب الدراسة ان هذا التقدير استخدم في اجتماعات للامم المتحدة
بشأن المناخ عقدت هذا العام في إطار التحضير لقمة المناخ التي ستعقد في
كوبنهاجن في ديسمبر كانون الاول القادم بهدف التوصل الى اتفاقية دولية
جديدة بشأن كيفية التعامل مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الارض.
وحذرت كاميلا تولمين مديرة المعهد الدولي للبيئة والتنمية من أنه "اذا
عملت الحكومات على أساس أرقام خاطئة فقد ينتهي بنا الأمر الى اتفاق
زائف لا يستطيع تغطية تكاليف التكيف مع التغير المناخي."
وشارك المعهد في نشر المراجعة لتقديرات الامم المتحدة مع معهد
جرانتام للتغير المناخي التابع لمركز امبريال كوليدج بلندن.
وقال التقرير ان أمانة تغير المناخ في الامم المتحدة توصلت الى
أرقامها بشكل أسرع من اللازم - "في غضون أسابيع" حسبما أشار مارتن باري
كبير كتاب التقرير - وقامت بتغطية القطاعات التي شملها التقرير بشكل
جزئي فقط.
وقال التقرير الجديد ان الامم المتحدة تجاهلت تكاليف التكيف
والحماية بالنسبة لقطاعات مثل الطاقة والسياحة والنظم البيئية
والصناعات التحويلية وتجارة التجزئة والتعدين.
دعوات للحد من ملوّثات أخرى الى جانب CO2
وفي نفس السياق قال برنامج الامم المتحدة للبيئة /يونيب/ انه يجب
على العالم توسيع مكافحة ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الارض من خلال الحد
من سلسلة من الملوثات غير ثاني اكسيد الكربون وهو الغاز الرئيسي المسبب
لارتفاع درجة حرارة الارض.
وقال يونيب ان الميثان الذي يحتجز الحرارة وعناصر النتروجين
والاوزون المنخفض المستوى والسناج مسؤولون عن نحو نصف الانبعاثات التي
من صنع الانسان والتي اججت التغير المناخي في القرن 21.
واضاف ان توسيع الهجوم على الملوثات بالاضافة الى القيام بتخفيضات
في ثاني اكسيد الكربون سيساعدان في التوصل لاتفاقية مناخ جديدة بالامم
المتحدة من المقرر الاتفاق عليها في ديسمبر كانون الاول كما ان لهما
فوائد اخرى مثل تحسين صحة الانسان وزيادة عائدات الحاصلات الزراعية
وحماية الغابات.
وقال اتشيم ستينر المدير التنفيذي ليونيب لرويترز على هامش مؤتمر
عالمي للمناخ في جنيف ان"العلم يظهر لنا ان ارتفاع درجة حرارة الارض
يحدث بشكل اسرع وعلى نطاق اكبر مما كان متوقعا.
"هناك مجالات اخرى نستطيع من خلالها التحرك الى الامام " اكثر من
خفض ثاني اكسيد الكربون وهو التركيز الاساسي لاتفاقية جديدة مزمعة
للامم المتحدة بشأن المناخ يتم الاتفاق عليها في كوبنهاجن في ديسمبر
كانون الاول . وقال "وتوجد فوائد متعددة."
وعلى سبيل المثال فان السناج او"الكربون الاسود" من بين ملوثات
الهواء الذي ينحى باللائمة عليه في قتل ما بين 1.6 و1.8 مليون شخص
سنويا كثيرون منهم بسبب امراض تنفسية يسببها الدخان المتصاعد من
المواقد التي تستخدم الخشب في الدول النامية.
كما ينحى باللائمة على الاوزون وهو احد مكونات الضبخانة والمرتبط
غالبا بانبعاثات الوقود الاحفوري في اهدار اكثر من ستة مليارات يورو/8.56
مليار دولار/ قيمة محصولات في الاتحاد الاوروبي في عام 2000 . وتشير
دراسات امريكية الى انه قلص انتاج الحبوب في الولايات المتحدة بواقع
خمسة في المئة.
ومكونات النتروجين التي تأتي من مصادر مثل مياه المجاري والاستخدام
غير الكفء للاسمدة تؤجج ارتفاع درجة حرارة الارض ويمكن ان تسبب في "مناطق
ميتة" في المحيطات تخفض مخزونات الاسماك.
ويسهم الميثان الذي يأتي من مصادر مثل ازالة الغابات والماشية الحية
بما يصل الى 20 في المئة من كل انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع درجة
حرارة الارض.
ارتفاع درجة حرارة الأرض حقيقة لا ريب فيها
من جانب آخر حذرت دراسة أمريكية مستفيضة من أن المناطق الجليدية حول
العالم تذوب بمعدل مثير للقلق ووتيرة تفوق كافة التوقعات السابقة، في
دلالة واضحة للعيان على تسارع التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة
على كوكب الأرض.
وخلصت وكالة "المسح الجيولوجي" الأمريكية، في دراسة لها استغرقت 50
عاماً، بأن الجبال الجليدية الكبيرة الثلاثة في "ألاسكا" و"واشنطن"
ذابت وانكمشت بشكل كبير، وهي إشارات واضحة على ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وتعتبر الجبال الجليدية الثلاثة: "جولكانا" و"ولفراين" في ألاسكا
وساوث كاسكيد في ولاية واشنطن، كـ"مؤشرات" لأوضاع الآلاف من الجبال
الجليدية نظراً لتفاوت مناطقها البيئية وارتفاعاتها، وقد خضعت لمراقبة
علمية منذ 1957.
وأوضح إدوارد جوزبيرغ، الذي قاد البحث مضمون الخلاصة بالقول: "هذه
التغييرات حدثت في واشنطن وألاسكا في مناطق ذات اختلافات بيئية.. وقطعاً
نشعر بأن هناك شيئا ما يحدث، ربما على صعيد دولي بالطبع.. إذا وضعنا
هذه المعايير قيد الاعتبار في مناطق أخرى حول العالم، نعم الجبال
الجليدية تتضاءل وتذوي سريعاً."بحسب سي ان ان.
وسجلت الدراسة، على مدى نصف قرن، كم الجليد المتساقط عن تلك الجبال
الجليدية كل شتاء، بالإضافة إلى كم الجليد الذائب خلال فترة الصيف.
وذكر جوبيرغ أن تلك البيانات كشفت للعلماء ما إذا كانت تلك الجبال
الجليدية تزداد "صحة" أم "تفقد كتلتها"، ما يعد بمثابة مؤشر للتغيرات
التي تعتري المناطق الجليدية الأخرى بالعالم.
وجزم قائلاً: "نشعر، ودون أدنى شك بأنه التأكيد الفاصل على تغير
عالمي وارتفاع في حرارة الأرض"، وحذر العالم الأمريكي من أن استمرار
ذوبان تلك الكتل الجليدية سيرفع مستويات البحار.
وفقد "ساوث كاسكيد" نصف كتله منذ عام 1969 حتى اللحظة، ويتوقع
ذوبانه إلى نصف حجمه الراهن بعد قرن، وهو ما قد ينطبق على معظم المناطق
الجليدية حول العالم.
ويهدد الارتفاع المتواصل لمستويات مياه البحار سكان المناطق
الساحلية المنخفضة مما سيجبرهم على النزوح.
ويذكر أن علماء الأمم المتحدة قد أشاروا، في وقت سابق، إلى أن
الارتفاع المذهل في درجات الحرارة، والذي يؤدي إلى انهيارات جليدية
كبيرة ويسبب فيضانات وانقراضات للحيوانات، ناجم عن زيادة بث الغازات
المسببة للاحتباس الحراري مثل غاز ثاني أكسيد الكربون وحرق الوقود
المستخرج من البترول.
افريقيا تريد 67 مليار دولار لتخفيف الاحتباس
الحراري
وجاء في مسودة قرار اطلعت عليها رويترز، أن زعماء افريقيا سيطلبون
من الدول الغنية 67 مليار دولار سنويا لتخفيف اثار ظاهرة الاحتباس
الحراري على أفقر قارات العالم.
ويعقد عشرة زعماء محادثات في مقر الاتحاد الافريقي في العاصمة
الاثيوبية أديس أبابا لمحاولة الاتفاق على موقف مشترك قبل قمة الامم
المتحدة بشأن التغير المناخي التي ستعقد في كوبنهاجن في ديسمبر كانون
الاول.
ويقول خبراء ان افريقيا تساهم بنصيب ضئيل في التلوث الذي يعزى اليه
ارتفاع حرارة الارض لكنها من المرجح أن تكون الاكثر تضررا من موجات
الجفاف والفيضانات والموجات الحارة وارتفاع مناسيب المياه في البحار
المتوقعة اذا لم تنجح محاولات السيطرة على التغير المناخي.
وتدعو مسودة القرار التي يتعين أن يقرها الزعماء العشرة الدول
الغنية لدفع ما لا يقل عن 67 مليار دولار أمريكي سنويا لمواجهة اثار
الاحتباس الحراري على افريقيا.
وذكرت مصادر في الاتحاد الافريقي أن مسودة القرار اذا أقرت ستطالب
بدفع المبلغ المالي بصفة سنوية بدءا من عام 2020. ولم تتضمن المسودة
موعدا للتوقف عن الدفع.
ويقول مسؤولون في الاتحاد الافريقي ان قدرة افريقيا على التفاوض في
الماضي كانت محدودة بصورة خطيرة لعدم اتخاد حكومات القارة موقفا واضحا
من قضية الاحتباس الحراري.
وجاء في مسودة القرار أن "فريق التفاوض يحتاج الى مساندة من الثقل
السياسي على أعلى مستوى في القارة لضمان الاستماع الى صوت افريقيا في
مفاوضات التغير المناخي بالجدية التي يستحقها."
وفي وقت سابق هذا العام دعا رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي الدول
الغنية الى تعويض افريقيا عن الاحتباس الحراري بحجة ان التلوث في نصف
الكرة الارضية الشمالي ربما كان سببا في المجاعات المدمرة التي اصابت
بلاده في ثمانينات القرن الماضي.
وجاء في دراسة طلب اعدادها المنتدى الانساني العالمي في جنيف ونشرت
في مايو ايار أن الدول الفقيرة تتحمل أكثر من تسعة أعشار العبء
الانساني والاقتصادي للتغير المناخي.
وأضافت الدراسة أن الدول الخمسين الاكثر فقرا تساهم رغم ذلك بأقل من
واحد في المئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يقول العلماء انها
تعرض كوكب الارض للخطر.
وقالت الدراسة أن افريقيا هي أكثر مناطق العالم عرضة للتأثر بالتغير
المناخي وأن القارة تضم 15 من الدول العشرين الاكثر عرضة للخطر. ومن
المناطق الاخرى التي تواجه أعلى مستويات الخطر جنوب اسيا والدول
النامية الواقعة في جزر صغيرة.
الهندسة أفضل من الضرائب لعلاج التغير
المناخي
من جهة اخرى قالت مجموعة من علماء الاقتصاد ان مشاريع "الهندسة
المناخية" التي تتضمن رش مياة البحار على شكل رذاذ باتجاه السماء
لإعتام ضوء الشمس قد تكون وسيلة كبح أكثر فاعلية في مكافحة الاحتباس
الحراري العالمي من زيادة الضرائب على قطاع الطاقة.
وصنفت المجموعة التى تزعمها بيورن لومبورج عالم الإحصاء الدنمركي
ومؤلف كتاب "البيئي المتشكك" الذي شكك في وجهات نظر بيئية متشددة خيار
"تبييض السحاب" على أنه الخيار الأمثل في مكافحة التغير المناخي.
وقال علماء الاقتصاد "الهندسة المناخية بوسعها توفير رد فعل رخيص
وسريع وفعال لمكافحة التغير المناخي".
ومن بين 21 فكرة استعرضتها مجموعة لومبورج أعطت المجموعة المركز
الاول لبحث عن "التكنولوجيا البحرية لتبييض السحب" والتي تعتمد على
قوارب تقوم برش قطرات مياه البحار على شكل رذاذ نحو السماء من أجل
تشكيل سحب.
ووضع علماء المجموعة بحثا عن الطاقة النظيفة كطاقة الشمس والرياح في
المرتبة الثانية قبل بحث آخر حول اطلاق جسيمات متناهية الصغر شبيهة
بالغبار في الغلاف الجوي لحجب ضوء الشمس وبحث آخر حول دفن الغازات
المسببة للاحتباس الحراري.
وقالت المجموعة ان "فرض ضرائب على انبعاثات الكربون قد يكون طريقة
مكلفة وغير فعالة للحد من المعاناة بسبب الاحتباس الحراري." واعتبرت
المجموعة هذا الحل ضمن أقل الحلول ذات الامكانات الواعدة في مكافحة
التغير المناخي.
ويفضل الكثير من الحكومات المشاريع التي تضع سعرا للانبعاثات
الكربونية مما يعني زيادة ضرائب الطاقة.
وقال لومبورج لرويترز عن النتائج التي ينظر اليها كمشورة بديلة
للحكومات التى تعمل على صياغة معاهدة مناخية دولية جديدة اثناء محادثات
في كوبنهاجن في ديسمبر كانون الاول "يجب أن ننظر الى الهندسة المناخية
كعلاج خلال الخمسين الى المئة عام المقبلة."وأضاف "ان الابحاث بشأن
الطاقة الخضراء هو ما سيعالج المناخ على المدى البعيد."
ومن بين الاقتصاديين الآخرين في المجموعة الامريكيان توماس شيلنج
وفرنون سميث الفائزان بجائزة نوبل وكذلك النرويجي فين كيدلاند الفائز
بنوبل في الاقتصاد ايضا. |