فيروس أنفلونزا الخنازير يتحول الى شكل جديد أكثر خطورة

توقعات بانتشار الوباء بصورة انفجارية حول العالم  

 

شبكة النبأ: لا يزال وباء أنفلونزا الخنازير يشكل تحديا كبيرا أمام علماء الصحة والطب رغم محاولات الحد من تفاقمه الذي بات يهدد جميع مناطق الأرض.

حيث كشفت التقارير الأخيرة عن منظمة الصحة العالمية خطر جدي بات يهدد الحياة البشرية بعد التوقعات بانتشار الوباء بشكل كبير في مختلف الدول.

فيما تشير بعض الدراسات المتواضعة عن اكتشاف بعض الأمصال المضادة التي قد تتمكن من وضع حدا للوباء.

شكل خطير

قالت منظمة الصحة العالمية إن أطباء ابلغوا عن شكل خطير لانفلونزا الخنازير يتجه مباشرة الى الرئتين ويسبب مرضا شديدا لدى الشبان الاصحاء ويتطلب علاجا باهظ الثمن في المستشفيات.

وقالت المنظمة "ربما الامر الاكثر اهمية هو ان اطباء من انحاء العالم يبلغون عن شكل خطير جدا للمرض ايضا لدى الشبان والاصحاء .. والذي نادرا ما يشاهد خلال عدوى الانفلونزا الموسمية. "

وأضافت "بالنسبة لهؤلاء المرضى .. يصيب الفيروس الرئة مباشرة ويسبب فشلا حادا في الجهاز التنفسي.

ويعتمد انقاذ حياة هؤلاء على متخصصين على درجة عالية من التخصص ويتطلب الرعاية في وحدات العناية المركزة ..وعادة يتطلب البقاء فيها لفترات طويلة ومكلفة."

وقالت المنظمة في تحديث للمعومات بشأن الوباء ان بعض الدول تبلغ عن ان ما يصل الى 15 في المئة من المرضى المصابين بفيروس (اتش1 ان1) الوبائي الجديد يحتاجون الى رعاية صحية في المستشفيات مما يزيد من الضغط على نظم الرعاية الصحية المثقلة بالفعل.

ونصحت منظمة الصحة العالمية دول نصف الكرة الارضية الشمالي بالتأهب لموجة ثانية من انتشار الوباء.

انفجار عالمي

في السياق ذاته حذر مسوؤل رفيع بمنظمة الصحة العالمية ، من أن العالم سيشهد "انفجارا" في عدد حالات الإصابة بفيروس H1N1، المسبب لأنفلونزا الخنازير، وذلك مع الانتشار المتسارع لحالات الإصابة بالداء الذي عصف بالعالم، منذ ربيع العام الجاري.

وقال شين يونغ سو، المدير الإقليمي للمنظمة في منطقة غرب المحيط الهادئ، إن انتشار الفيروس دخل في "مرحلة متسارعة"، بحيث بات من المؤكد أنه ستكون هناك إصابات جديدة ووفيات أخرى، مبيناً أن معظم الدول قد تشهد مضاعفة في عدد أرقام المصابين بالمرض كل ثلاثة إلى أربعة أيام، حتى الوصول إلى ذروة انتشار المرض.

وأضاف شين، في ندوة عقدت في العاصمة الصينية بكين، أنه في "نقطة معينة سيحدث هناك انفجار في عدد الإصابات، ومن المحتمل جدا أن يتفشى الداء على مستوى المجتمع ككل مع نهاية العام." بحسب (CNN ).

وذكر أنه حتى الآن توفي 1490 شخصاً حول العالم جراء المرض، مبيناً أن أنفلونزا الخنازير هو أول وباء أنفلونزا يظهر منذ 40 عاماً، وحتى الآن لم يسبب إلا بأعراض خفيفة، محذراً في الوقت نفسه بأن "للفيروس أضراراً جدية لأنه شديد العدوى، ويمكن أن يؤدي إلى حالات شديدة وخطيرة."

وبين شين أن الفيروس بدا حتى الآن غير متوقعاً، لذلك فعلى الناس أن يكونوا يقظين له، مطالباً بوضع إعلانات وحملات توعية واضحة في الوقت الملائم حول الداء الخطير، إذ ناشد أن تتم علاج الحالات المستعصية مبكراً.

وأكد شين على ضرورة أن يستجيب الناس للمعلومات والرسائل الصحية، بحيث يتمكنوا من معرفة الأعراض المبكرة للمرض، والحصول على العناية الصحية في الوقت الملائم.

2185 وفاة

كما اعلنت منظمة الصحة العالمية بحسب اخر معلومات نشرتها على موقعها الالكتروني ان فيروس اتش1 ان1 ادى الى وفاة "2185 شخصا على الاقل" في العالم.

وبحسب الحصيلة المؤرخة في 23 اب/اغسطس، سجل العدد الاكبر من الوفيات في القارة الاميركية وبلغ 1876 وفاة من اصل 110 الاف و113 اصابة تم احصاؤها.

وحلت منطقة جنوب شرق اسيا والمحيط الهادىء في المرتبة الثانية مع 203 وفيات من اصل 49 الفا و797 اصابة. وفي اوروبا، تحدثت منظمة الصحة عن "85 وفاة على الاقل" من اصل اكثر من 42 الفا و557 اصابة.

ولا تزال افريقيا حتى الان الاقل تأثرا بالفيروس مع 11 وفاة من اصل 3 الاف و843 اصابة. بحسب فرانس برس.

وفي المحصلة، تسببت انفلونزا الخنازير التي اعلنتها منظمة الصحة في 11 حزيران/يونيو الفائت كاول جائحة في القرن الحادي والعشرين، ب209 الاف و438 اصابة في 177 بلدا، علما انه لم يعد مطلوبا من الدول المعنية اجراء فحوصات واحصاءات في شكل منهجي.

واشار تحليل للوفيات المؤكدة بفيروس ايه(اتش1ان1) في العالم حتى منتصف تموز/يوليو الى ان اكثر من نصف تلك الحالات تعود الى افراد تراوح اعمارهم بين 20 و49 عاما، بمعدل اعمار يبلغ 37 عاما، في دراسة نشرها خبراء في مجلة يوروسورفيانس. ولم يرصد اي مرض ثانوي لدى نصف الوفيات، بغض النظر عن السن.

وذكرت الدراسة ان حالات الحمل، ومشاكل الايض على غرار السكري والبدانة تشكل "عوامل خطر مؤثرة"، وذلك في البحث الذي وضعه فيليب باربوزي وزملاؤه من المعهد الفرنسي للرقابة الصحية ونشر في مجلة المركز الاوروبي للوقاية من الامراض والسيطرة عليها الذي مقره في ستوكهولم.

وعانت 49% من الوفيات من علة اخرى غالبا ما كانت امراضا تؤدي الى الوفاة في حال الاصابة بانفلونزا موسمية، بحسب الباحثين الذين اجروا دراسة تفصيلية ل574 حالة من اصل 684 وفاة مؤكدة حتى 16 تموز/يوليو، اي في الاسابيع العشرة التالية لاول انذار دولي حول فيروس ايه(اتش1ان1).

وراوحت اعمار 51% من الوفيات بين 20 و49 عاما، وبلغ معدل الاعمار 37 عاما. واحصيت 16 وفاة لنساء حوامل، بينهن ثماني على الاقل كانت لديهن عوامل خطر اخرى (سمنة، مرض قلبي، او تنفسي على غرار الربو او السل).

واحصيت 12% من الوفيات لدى اطفال بين سن الولادة وتسع سنوات و10% لدى فتية بين 10 و19 عاما. واضاف الباحثون ان اكثر من ربع الاطفال المتوفين (27%) لم يرصد لديهم اي مرض ثانوي، ومثلهم 22% من البالغين بين 20 و29 عاما.

السعودية تتصدر القائمة

من جانب آخر أفاد تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية أن أكبر عدد من الإصابات المسجلة والمثبتة مخبريا بفيروس، H1N1، المعروف باسم أنفلونزا الخنازير، في الشرق الأوسط، كانت في المملكة العربية السعودية، إذ بلغ عدد الإصابات 595، بينما بلغ فيه عدد الوفيات حتى يوم الاثنين تسعة حالات.

وكانت وزارة الصحة السعودية أعلنت الاثنين تسجيل حالة وفاة لمريض سعودي، 33 عاما، أدخل مستشفى بالرياض الأسبوع الماضي وشخّص بأنه مصاب بالفيروس وأعطي العلاج النوعي ولكنه لم يستجب له، ليصل عدد إجمالي المتوفين بالسعودية إلى تسعة حالات حتى الآن. بحسب (CNN ).

وأوضحت الوزارة أنه "رغم أن هذا المرض ينتشر بصورة سريعة.. إلا انه لا يزال متوسط الحدة وغالبية الحالات قد شفيت بسرعة،" معتبرة أنه لا تزال نسبة الوفيات في المملكة من المرض "ضمن النسب العالمية لحالات الموتى بالداء،" بحسب ما أودرته وكالة الأنباء السعودية "واس."

ومع اقتراب موسم الحج، وازدياد الخوف من تفاقم المرض، قرر الوزراء العرب تقييد مشاركة بعض الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة في أداء هذه الشعيرة الدينية، التي تعد الركن الخامس من أركان الدين الإسلامي.

عقاران لعلاج هشاشة العظام يظهران فعالية ضد الانفلونزا

من جهة اخرى اكتشف باحثون في هونج كونج ان عقارين يستخدمان في علاج هشاشة العظام ربما تكون لهما فاعلية في القضاء على فيروسات الانفلونزا بما في ذلك فيروس انفلونزا الخنازير الجديد (اتش1 ان1) وفيروس انفلونزا الطيور (اتش5 ان1).

والعقاران هما باميدرونيت وزولدرونيت وتسوقهما شركة نوفارتيس تحت الاسمين التجاريين اريديا وريكلاست على التوالي.

وقام الباحثون بتعريض خلايا بشرية مصابة بفيروسات انفلونزا للعقارين. ولاحظوا ان العقارين تسببا في انتاج زائد لنوع من خلايا الدم البيضاء قضى على الخلايا البشرية المصابة بفيروسات الانفلونزا. بحسب رويترز.

وقال الباحثون ان فيروسات الانفلونزا تستطيع ان تتكاثر في الخلايا البشرية او الحيوانية الحية فقط ويؤدي قتل الخلايا المصابة الى وقف تكاثر الفيروسات.

ووصف البروفسور لاو يو-لونج بقسم طب الاطفال والمراهقين في جامعة هونج كونج الخلايا البشرية المصابة بانها "مصانع لانتاج الفيروسات."

وقال "هذان العقاران يهاجمان الفيروسات بالتحديد، وهذه الطريقة تقتل المصانع التي تنتج الفيروسات."

وقال مالك بيريس احد افراد الفريق البحثي ان العقارين يمكنهما تعزيز ردود جهاز المناعة في جسم الانسان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 8/أيلول/2009 - 18/رمضان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م