السعودية: أدوات الإرهاب تنقلب على أهلها

هجوم السعودية يكسب نايف ورجال الدين المتشددين مزيداً من النفوذ

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: من الممكن أن تعضد محاولة فاشلة لاغتيال مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الامنية موقف والده وزير الداخلية المحافظ الامير نايف في سباق داخل الاسرة الحاكمة بشأن من سيصبح عاهل البلاد تاليا.

الهجوم الذي شنه انتحاري تظاهر بأنه متشدد تائب ركز الاهتمام من جديد على جهود مكافحة الحكومة للتشدد الاسلامي التي يقودها الامير محمد بن نايف منذ عام 2003 وهو ما دفع المسؤولين الامريكيين الى الاشادة به.

وقال دبلوماسي غربي في الرياض "جهاز الامن مجسدا في الامير نايف وحتى ابنه سيضفي مزيدا من النفوذ على جدول الاعمال الخاص بسياسة المملكة."

والسعودية وهي اكبر دولة منتجة للنفط في العالم ملكية مطلقة ليس لديها برلمان منتخب او حق تشكيل أحزاب سياسية حيث يسيطر رجال الدين على المساجد والتعليم والمحاكم فضلا عن هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ويعتبر الملك عبد الله داعما للاصلاحات التي يريدها الغرب وتهدف الى الحد من سيطرة المؤسسة الدينية على الدولة التي ينتمي اليها اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.

لكن دبلوماسيين يقولون ان الامراء المحافظين مثل نايف وضعوه في موقف حرج حيث ان الامير المحافظ تربطه علاقات وثيقة برجال الدين ولا يريد افساد ميزان القوى بين المؤسسة الدينية والاسرة السعودية الحاكمة. بحسب رويترز.

ويقول دبلوماسيون ان الليبراليين يخشون على مصير الاصلاحات اذا أصبح الامير نايف عاهلا للبلاد.

وعين الامير نايف الذي يعتقد أنه في السادسة والسبعين من عمره في منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء في وقت سابق هذا العام مما يجعله مسؤولا عن ادارة شؤون البلاد حين يكون الملك عبد الله والامير سلطان خليفته المعين وولي العهد وكلاهما في الثمانينات من العمر في الخارج.

والامير سلطان خارج البلاد منذ نوفمبر تشرين الثاني بسبب مرض وجراحة لم يتم تحديدهما مما سبب شعورا بعدم الارتياح بشأن الخلافة.

وأنشأ الملك عبد الله "هيئة البيعة" التي تتكون من الامراء البارزين للاقتراع على الملوك المستقبليين ونوابهم لكن محللين يقولون ان المنافسة والتسابق للظفر بهذا الموقع مقدما على اشدها.

وزخرت الصحف في الايام الاخيرة بمقالات المديح للامير محمد الى جانب اعلانات الشكر التي نشرت معها صور للملك وولي العهد ونايف وابنه.

وقال خالد الدخيل استاذ السياسة السعودي ان هذا الهجوم يضاف الى رصيد وزارة الداخلية. ويؤكد أن الامير محمد بن نايف أصبح العدو الذي يريد تنظيم القاعدة انزال الهزيمة به.

وأضاف أن هذا سيعطي كثيرا من الثقة في والده الامير نايف بين الاعضاء البارزين بالاسرة الحاكمة.

وحقق نايف نجاحا متفاوتا في اقناع رجال الدين بعدم تشجيع العقائد المتشددة التي تتبنى العنف ضد المسلمين والحكومات المسلمة التي ينظر اليها على أنها غير اسلامية.

وألقي القبض على مئات من المشتبه بهم منذ عام 2006 لسعيهم لتشكيل خلايا وقد لام الامير نايف مئات من رجال الدين عام 2007 لدعمهم المستتر او الصريح لتوجه سعوديين الى العراق. وقال انهم يستغلون لتغذية الهجمات الانتحارية.

وقال دبلوماسي عربي بارز "مستوى الثقة بين الامير نايف ورجال الدين لا يضاهى في اي مكان اخر... لقد انتقدهم مرارا لعدم تخفيف حدة نبرة الخطاب الذي يغذي التطرف غير أن العلاقة بينهم كانت دوما على خير ما يرام."

وتساءل كريستوفر بوتشيك زميل برنامج الشرق الاوسط بمعهد كارنيجي للسلام "هل ستؤدي محاولة اغتيال ابنه الى أن يصبح اكثر مباشرة في التعامل مع رجال الدين.. ستكون رؤية ما سينتهي اليه هذا الامر مثيرة جدا."

ومن شأن اكتساب الامير نايف مزيدا من القوة ان يزيد من جرأة رجال الدين في معارضتهم للاصلاحات حيث ان كثيرين منهم يقولون ان الخطوات نحو "التغريب" - مثل تخفيف القيود التي يفرضها نظام المملكة على الفصل بين الرجال والنساء الذين لا تربطهم صلة قرابة في الاماكن العامة - تشجع على رد فعل متزمت.

نايف يدافع عن سياسته بشأن المتشددين

وفي نفس السياق دافع نايف بن عبد العزيز عن سياسة اغراء المتشددين "التائبين" بعدما حاول احدهم اغتيال ابنه لكنه حذر من احتمال شن هجمات اكثر واشد خطورة في المستقبل.

واصدرت السعودية قائمة تضم 85 مطلوبا من المشتبه بهم في فبراير شباط وقال محللون ان كثيرا منهم في اليمن بمن فيهم بعض ممن اعيدوا الى السعودية ممن كانوا محتجزين في السجن العسكري الامريكي في خليج جوانتانامو وبعض ممن مروا ببرنامج " اصلاح" المتشددين السعوديين الذي روج له كثيرا. بحسب رويترز.

وقال الامير نايف لرجال اعمال خلال تجمع في جدة مدافعا عن برنامج الاصلاح وجهود اقناع المتشددين بالعدول عن مسارهم "الجهد الامني والاسلوب الذي تتبعه الدولة في الاصلاح فهو لن يتغير بأي حدث... حدوث هذا الامر لن يغير من هذا الاتجاه شيئا بل سيبقى مستمرا في فتح الباب للتائبين أن يعودوا وأن يقولوا بما لديهم للمسؤولين."

وقال تنظيم القاعدة ان المتشدد الذي حاول اغتيال مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الامنية يوم الخميس هو عبد الله عسيري أحد المطلوب القبض عليهم ودخل السعودية من اليمن واعطت تفاصيل عن كيفية اقترابه لهذه الدرجة من الامير.

وذكر بيان نشر على مواقع اسلامية على الانترنت ونسب الى تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ان عسيري سافر جوا الى جدة من نجران قرب الحدود اليمنية بعدما دخل من اليمن ليسلم نفسه لوزارة الداخلية.

وجاء في البيان "تمكن الاخ المجاهد البطل الاستشهادي المطلوب على قائمة 85 (أبو الخير) عبد الله حسن طالع عسيري بفضل الله وقوته من الدخول الى قصر المذكور وبين حراسه وفجر العبوة التى لا ولن يعلم كنهها ولا طريقة تفجيرها."

واضاف البيان الذي كان مصحوبا بصورة عسيري "تخطى كل حواجز التفتيش في مطار نجران وجدة ونقل على متن طائرة المذكور (الامير) الخاصة."

ولم يتسن التحقق من البيان الذي ذكر ان الحكومة السعودية لديها شبكة جواسيس في اليمن لا تعلم عنها الحكومية اليمنية شيئا.

واندمج جناحا تنظيم القاعدة في السعودية واليمن في وقت سابق من العام الحالي ليشكلا تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. وأعادا تنظيم صفوفهما في اليمن بعد حملة نشطة لمكافحة الارهاب قادها الامير محمد اثرت الى حد كبير على المتشددين في السعودية.

وذكرت قناة العربية التلفزيونية الفضائية ان عسيري سعودي يبلغ من العمر 23 عاما وان شقيقه ابراهيم على قائمة المطلوبين ايضا.

وتوقع الامير نايف وقوع المزيد من الهجمات. وقال "نحن في هذه البلاد مستهدفون. ويجب أن لا نقول انتهينا من هؤلاء. الامور قد تتغير وقد تزيد أكثر لا أقصد من حيث الكم ولكن من حيث النوع وهو الاخطر."

تنظيم القاعدة يعلن اسم الرجل الذي حاول اغتيال مساعد نايف

من جهته قال تنظيم القاعدة الارهابي ان المتشدد الذي حاول اغتيال مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الامنية هو عبد الله عسيري أحد المطلوب القبض عليهم ودخل السعودية من اليمن.

وفجر انتحاري تظاهر بانه متشدد تائب نفسه في مكتب الامير محمد بن نايف في جدة في أول هجوم على عضو في الاسرة الحاكمة منذ بدأ تنظيم القاعدة موجة من أعمال العنف في المملكة العربية السعودية عام 2003 .

وجاء في بيان على الانترنت نسب الى تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب "تمكن الاخ المجاهد البطل الاستشهادي المطلوب على قائمة 85 (أبو الخير) عبد الله حسن طالع عسيري بفضل الله وقوته من الدخول الى قصر المذكور وبين حراسه وفجر العبوة التى لا ولن يُعلم كنهها ولا طريقة تفجيرها."

واشار البيان الى ان عسيري سافر جوا الى جدة من نجران قرب الحدود اليمنية بعدما دخل من اليمن ليسلم نفسه لوزارة الداخلية. واضاف البيان "تخطى كل حواجز التفتيش في مطار نجران وجدة ونقل على متن طائرة المذكور (الامير) الخاصة. "ولم يتسن التحقق من البيان الذي ذكر ان الحكومة السعودية لديها شبكة جواسيس في اليمن لا تعلم عنها الحكومية اليمنية شيئا.

واندمج فرعا القاعدة في السعودية واليمن في وقت سابق من العام ليكونا تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. واعادت القاعدة تنظيم صفوفها في اليمن بعد حملة قوية لمكافحة الارهاب قادها الامير محمد والتي اثرت بشدة على المتشددين في السعودية.

وذكرت قناة العربية التلفزيونية الفضائية ان عسيري سعودي يبلغ من العمر 23 عاما وان شقيقه ابراهيم على قائمة المطلوبين ايضا.

واصدرت السعودية قائمة تضم 85 مطلوبا من المشتبه بهم في فبراير شباط وقال محللون ان كثيرا منهم في اليمن بمن فيهم بعض ممن اعيدوا الى السعودية ممن كانوا محتجزين في السجن العسكري الامريكي في خليج جوانتانامو وبعض ممن مروا ببرنامج " اصلاح" المتشددين السعوديين الذي روج له كثيرا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 8/أيلول/2009 - 18/رمضان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م