النواقص المهنية في مهام نقابة الصحفيين وفروعها

علي حسين عبيد/شبكة النبأ

 

شبكة النبأ: يتردد كثير من الكتاب والمراقبين الصادقين عن تأشير سلبيات بعض المؤسسات التي تنتسب الى الاعلام او الى الأنشطة الحكومية المختلفة لسبب او آخر، وقد يكون السبب الرئيس الذي يقف وراء هذا التردد هو مخافة ان تنسب المؤسسة المنتقَدة هذا التأشير الى اسباب شخصية ذات طابع منفعي، او قد يفكر البعض بأن هذا الكاتب او ذاك ينتقد هذه الجهة او تلك لاسباب غير واقعية الهدف منها الكيد لتلك المؤسسة والتقليل من جهودها التي تُبذل في المجال الذي تختص به.

وإذا كانت ثمة نسبة من الصحة لهذا التوقع، فإنها لايجوز أن تعمم بحيث يحجم الكتاب عن تأشير هذا الخلل او ذاك حتى لو كان يخص الذات، بل الاصح هو اصلاح الذات اولا ثم نبدأ بإصلاح الآخرين وتنبيههم على عيوبهم..

 وطالما اننا ننتسب الى الاعلام ونعتقد بأننا جزء من النشاط الصحفي الذي يُفترض أن يكون برعاية نقابة الصحفيين والمؤسسات الاعلامية ذات الصلة، فعلينا تأشير بعض الجوانب التي تشكل عجزا مهنيا واضحا في هذه المؤسسة ذات المكانة الهامة من بين جميع المؤسسات المدنية والحكومية وغيرها، ويأتي هذا من باب أسبقية إصلاح الذات ثم الانتقال الى تأشير الخلل لدى الآخرين مهما كان نوعه او شكله، وهنا أبدأ بالتساؤل التالي:

هل تعتقد نقابة الصحفيين بأنها تؤدي دورها الاعلامي المهني على الوجه الأمثل؟ واذا كان ذلك يتعذر عليها في ظل ظروف كالتي مر ويمر بها العراق، فهل تؤدي هذا النقابة دورها بحدود القدرات المتوافرة لها في هذا الجانب؟ ولعل الاجابة عن هذا التساؤل ستختلف من اعلامي الى آخر وحسب درجة قربه واحتكاكه بالهيئة التي تدير هذه المنظمة، فمنهم من يرى ان النقابة تقوم بدورها كما يجب وحسب القدرات المتوافرة ومنهم من يرى خللا في الاداء ومنهم سيقف بين بين، لكن الوقائع على الارض ستبقى هي المقياس الأفضل للجواب عن ذلك!!.

فهل يا تُرى ان ما يحدث على الارض من انشطة النقابة وفروعها يمثل دورا مهنيا جيدا لها، الجواب يمكن ان نحصل عليه من نوافذ متعددة تتوزع على عموم محافظات العراق وفي بغداد ايضا، وهنا نقول اننا لاحظنا بعض التلكؤ في أنشطة فروع النقابة بعدد من المحافظات وفي المركز ايضا، ومنها على سبيل المثال، إهمال المقر العام لبعض فروعه او اغلبها (مع اننا نفضل عدم الانسياق وراء هذه العناوين كونها ترسخ التهميش وتعمق صلاحيات وامتيازات المركز).

ولعل الاهمال يُعزى الى اسباب مقبولة واخرى مصطنعة، ومن الاسباب المقبولة لاهمال المركز والتغاضي عن فروعه هو شحة الايرادات المالية وما شابه، وعدم تلبية احتياجات هذه النقابة الهامة في توحيد وترصين الجهد الصحفي بصورة عامة..

 غير ان الامر لا يتوقف عند هذا الحد الذي قد نجد له عذرا او مبررا مقبولا، فالاهمال الذي نتحدث عنه يصل الى حد موت بعض الفروع واضمحلال انشطتها لدرجة الصفر احيانا، والسبب كما هو واضح يرتبط بغياب فاعلية المقر العام وعدم توثيق الوشائج العملية والبرامجية مع فروعه، كما ان الهيئات الادارية تشترك في ترسيخ اسباب الضعف كون ان كادرها اصلا غير مهيّأ لقيادة الصحفيين في هذا المجال او ذاك، ولا نريد ان نتحدث عن نزعة التفضيل والاستحواذ والشللية التي سادت في النقابة مقرا وفروعا، بيد ان الفروع اقل حجما في هذا المجال.

ومع اننا نتفق مع من يقول بأن النقابة تعاني من عقبات كثيرة وان هنالك من يرغب ويعمل على تعويق ادائها وهي جهات معروفة ومؤشرة، غير ان هذا لا يعني اعفاء ادارة هذه النقابة من اسباب الضعف التي تقع على عاتقها، ما يقود الى ضعف متواصل لدى الفروع وحين يتساء ل الآن احدهم عن نوع النشاط الذي قامت به نقابة الصحفيين لفروعها فإن الجواب سيكون مؤسفا وينم عن ضعف كبير في الاداء ناهيك عن ضعف بعض ادرات الفروع اصلا.

لذلك مع دعوتنا لبقاء النقابة عنصرا اعلاميا فاعلا ومستقلا، ومع دعواتنا المتواصلة بأن تكون الهيأة الادارية على دراية تامة بخطورة موقع النقابة في ظل الظروف الراهنة على المستويين الوطني والمهني، فإننا نبقى نطالب بتفعيل دور الفروع وتوثيق صلة المركز بها، وتوفير ما يمكن توفيره من اجل تحقيق فاعلية صحفية وطنية مسؤولة تعم العراق ومدنه بلا استثناء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 7/أيلول/2009 - 17/رمضان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م