الثقافة العراقية.. معوّقات متجددة؟

علي حسين عبيد

 

شبكة النبأ: تشكل الثقافة الشاملة أحد النشاطات الحياتية المهمة للشعوب كافة بيد أنها (الثقافة) ستتأثر حتما بالنشاطات الإنسانية المتنوعة من حيث الصفات النظرية أو التطبيقية التي تميزها عن غيرها من النشاطات، وما تعتور حياتنا الآن من متغيرات ومعطيات متضارية ومفاجآت غير محسوبة القت ولا تزال تلقي بمساوئها على راهن الثقافة العراقية حتي تكاد تعطل جوهرها.

أن آفاق الثقافة العراقية واسعة وفريدة وذات نكهة تكاد تتصف بالألق الذاتي الأصيل الذي يجعلها محط أنظار الثقافات الآخرى .. نعم فكل من يسوح في بطون وجنبات الثقافة العراقية سينظر لها بعين التقدير وربما (الحسد) لحيوية هذه الثقافة وقدرتها على التجدد ولأصالتها قبل كل شيء ذلك أن المفكرين والأدباء العراقيين كانوا ولا يزالون يقفون في الصف الأول بين صفوة المثقفين العالميين والعرب وهذا الموقع ليس وليد الراهن بالطبع إذ أن جذور الثقافة العراقية وتفردها وانتمائها للنزوع الإنساني يجعلها تمتد عميقا في تربة الثقافة الإنسانية وتتواشج معها على وجه العموم، غير أن هذه الامتيازات لن تلغي أبدا انتكاسات الثقافة العراقية المتأثرة بالتراجعات التي المت بالنشاطات الحياتية الآخرى ويقف في المقدمة منها الجانب الأمني الذي تراجع ثم تحسن بصورة لافتة ثم اخذ بالتذبذب مؤخرا وهذا ما أسهم بنوع من الفوضي التي لا تليق بالثقافة العراقية ولا بتأريخها الانساني الجاد .

أن ثقافة العراق تلقت كما غيرها من المجالات ضربات متتالية علي يد الفوضى الإدارية للمؤسسات الأهلية أو ذات الطابع الرسمي على حد سواء.. وتدخلت في رسمها تجاذبات عديدة اساءت لها وسلبت منها فرصا كثيرة للتغيير المرتقب لا سيما بعد ان عانت عقودا من التجيير للصالح الرسمي، فليس هناك من التزم بوعده من المثقفين الذين تبوأوا المراكز القيادية للثقافة العراقية لا سيما (وزارة الثقافة) بل ثمة البحث الدائم عن المنافع الفردية والثللية في آن.

وإذا كنا نعيب علي من صادروا المثقف العراقي أبان الحكم السابق فأننا لن نجافي الحقيقة إذا قلنا أن اللهاث وراء الامتيازات الشخصية لقادة المثقفين الجدد يقرب المؤسسات الثقافية الجديدة من حافة المؤسسة السابقة، وعلى سبي المثال ذلك الحؤول غير المبرر من لدن وزارة المالية على حجب المنحة الضئيلة للمبدعين تحت حجج اقل ما يقال عنها انها واهية او مبيتة سلفا.

أما مستقبل الثقافة العراقية فهو مرهون بنا نحن وليس بمن يقود المثقفين من اجل مصالحه نحن فقط من سيشكل مستقبل الثقافة العراقية (وأقصد المثقفين والأدباء العراقيين بلا استثناء) وآمل أن يعي المثقف العراقي دوره الجديد وفرصته الجديدة كي لا نقع مرة أخرى تحت مطرقة التهميش والحسرات التي لا طائل من ورائها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 6/أيلول/2009 - 16/رمضان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م