بعد التصعيد الاعلامي بين العراق وسوريا على خلفية المجزرة المروعة
في العاصمة العراقية بغداد دعت الولايات المتحدة الامريكية كلا البلدين
الى التهدئة والحوار وتلتها تحركا دبلوماسيا على مستوى وزيري خارجية
ايران وتركيا لزيارة بغداد ودمشق للاستماع اولا الى أصل المشكلة ومن ثم
ايجاد حل توافقي لها بين البلدين.
هذا هو العنوان الرئيسي لتداعيات جريمة الاربعاء الاسود والذي اودى
بحياة عشرات المدنيين العراقيين وهي ليست المرة الاولى التي تحدث ولن
تكون الاخيرة ضمن المسلسل الاجرامي بحق الشعب العراقي .
في هذا المجال اوجه ندائي الى كافة الاخوة الاعلاميين الصادقين في
كتاباتهم الوطنية ونواياهم الطيبة في الكتابة عن موضوعة العملية
السياسية وتداعياتها الخطيرة في وطننا الام لبلورة الاراء والمقترحات
بالشكل المنسجم وتطلعات جميع مكونات الشعب العراقي وحفظ كرامة وحرمة
الدم العراقي.
نحن كعراقيين لاجئين ومهاجرين أصبحنا جزءا من نسيج المجتمعات
الاوربية والامريكية وبامكاننا فعل الكثير لتفعيل حق الشعب العراقي في
العيش الآمن والكريم أسوة بباقي شعوب العالم الحرة. لدينا حرية الحركة
في القول والفعل مع جميع وسائل الاعلام والمؤسسات الحكومية وغير
الحكومية والهيئات الدولية في مجال حقوق الانسان ومنظمات المجتمع
المدني والامم المتحدة ذات الشرعية الدولية للقيام بواجبنا وحملهم
للقيام بواجبهم تجاه الشعب العراقي الذي هو جزء من المنظومة الدولية.
لاأعتقد ان الامر صعب ومعقد فلدينا رجال قانون لابد من التنسيق معهم
ليكون تحركنا مثمرا في مسألة جمع الادلة وتقديمها الى المعنيين
بالامر لتثبيت أدلة الادانة ضد مرتكبي جرائم الابادة والقتل العشوائي
والذين يخطط لهم في دول الجوار وفق الادلة والاعترافات المثبتة ، وتنفذ
بايادي قذرة سواء من الارهابين من ايتام البعث والتكفيريين أو بصمات
دولية اخرى لها أهداف خطيرة ذات أبعاد مرعبة تمس أمن المنطقة برمتها
وعلينا عدم الالتفات الى ماتقوم به الحكومة العراقية من اجراءات هنا
وهناك لانها تخضع في كثير من حساباتها الى عوامل المصالح والمحاصصات
الطائفية والحزبية والمعادلات الاقليمية السيئة وهذا ليس تحريضا او
انتقاصا من التحرك الدبلوماسي لها لكنها اولا اليوم تقف على مفترق
طريقين لاثالث لهما اما انها تمثل ارادة الشعب العراقي في الحياة الحرة
والكريمة او انها مع مصالحها الحزبية والذاتية.
التحرك الدبلوماسي لايران وتركيا لاأعتقد أنه يصب في مصلحة الشعب
العراقي فايران لديها مصالح ستراتيجية تتناغم والتدخل السوري في الشأن
العراقي رغم اعلانهم انهم مع انجاح العملية السياسية وتركيا التي رعت
كثيرا اقامة مؤتمرات طائفية تحريضية في بياناتها الختامية كما جرى قبل
أكثر من عام في اسطنبول واليوم ترعى اجتماعات بين أطراف مسلحة تمارس
العمل الارهابي في العراق وبين الولايات المتحدة التي تضع في سلم
اولياتها المصالح الحيوية لها وعلى حساب مصالح الشعوب في الشرق الاوسط.
ولاننسى ملف الجفاف الذي يتعرض له وطننا الام نتيجة حسابات سياسية
من قبل الدول الثلاث التي تزود العراق بالمياه وهي تركيا وسوريا
وايران.
نعم حين يشتد الامر على أهلنا في العراق فاننا يفترض ان نمد يد
العون وعلى أقل تقدير بالمشورة الى أصحاب القرار هناك لاقامة الحجة
عليهم وهو أضعف الايمان لذلك اجد من الانسب التحرك على صعيد الجاليات
العراقية في الخارج لتبيان حقيقة وفضح التدخل الاقليمي السيء في
العراق. بالاضافة الى الازداواجية في المواقف الدولية خصوصا الولايات
المتحدة. أن أفضل دعم يمكن ان نقدمه لاهلنا في العراق هو هذا التوجه
وفق الطرق القانونية المشروعة وليست تحركات ارتجالية غير مدروسة وفردية
لها حسابات شخصية ضيقة فلن يكتب لها النجاح ان كانت لغايات واهداف
بعيدة عن العرف الاخلاقي لمفهوم العمل الجماعي المنظم. |