السعودية: قِتال سرّي على العرش وفساد حكومي على أساس طائفي وقبلي

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة بريطانية عن وجود صراع وخلاف على السلطة في السعودية وأن هذا الصراع أدى إلى اختفاء عضو الأسرة المالكة والسفير السعودي السابق لدى واشنطن الأمير بندر بن سلطان، اعلنت من جهة ثانية (منظمة العفو الدولية) ان السعودية تستغل جهود مكافحة الارهاب لانتهاك حقوق الانسان حيث تم اعتقال آلاف الاشخاص لدواع امنية منذ عام 2001 وأن عددا غير معروف من الاشخاص المعتقلين يجري احتجازهم سرّاً دون ان يُسمح لمحاميهم أو زوارهم برؤيتهم لعدة اشهر أو سنوات بينما يواجه الذين يقدَّمون للمحاكمة غالباً اجراءات مجحفة تعتمد تمييزا قبليا او طائفيا او عرقيّاً...

وفي اطار موجة الاستياء المتعاظِمة من قضايا فساد حكومي وتمييز قبلي وطائفي، فرَّقتْ السلطات الأمنية السعودية احتجاجا ضم ثلاثة آلاف طالبة بجامعة الطائف غرب المملكة اُقيم اعتراضا على ما وصف بـ التلاعب في القبول الجامعي.

الصراع على السلطة واختفاء بندر يثير قلق أمريكا

وكشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن وجود صراع وخلاف على السلطة في المملكة السعودية. وأضافت الصحيفة أن هذا الصراع أدى إلى اختفاء عضو الأسرة المالكة والسفير السعودي السابق لدى واشنطن الأمير بندر بن سلطان الذي يشغل منذ عام 2005 منصب الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي.

وقالت إن ثمة قلقاً خطيراً أصاب كلاً من واشنطن ولندن نتيجة أجواء عدم الاستقرار في السعودية بعد اختفاء ما أسمته بالحليف الأساسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وتابعت الصحيفة أن الأمير بندر مختفى عن الحياة العامة منذ أسابيع في خطوة تأتي في وقت حساس نظراً للأوضاع الصحية الحرجة التي يعانيها والده ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، وقيام الملك عبد الله بتعيين أخيه غير الشقيق ووزير الداخلية الأمير نايف، نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.

وأشارت إلى عدد من الشائعات المتداولة في الرياض عن أسباب اختفاء بندر وتتحدث إحداها عن محاولته إقصاء الملك عبد الله عن العرش، ليحل مكانه والده الأمير سلطان قبل وفاته.

وتقول شائعة أخرى إن الأمير بندر مريض، أما الثالثة فتتحدث عن أنه أغضب الملك عبد الله بسبب تدخله في الحياة السياسية السورية دون إذنه.

جهود مكافحة الارهاب السعودية تخفي انتهاكات كبيرة

من جهتها قالت منظمة العفو الدولية ان السعودية تستغل جهود مكافحة الارهاب لانتهاك حقوق الانسان حيث تم اعتقال الاف الاشخاص لدواع امنية منذ عام 2001 .

وفي تقرير يقع في 65 صفحة قالت منظمة حقوق الانسان ان عددا غير معروف من الاشخاص المعتقلين يجري احتجازهم سرا دون ان يسمح لمحاميهم أو زوارهم برؤيتهم لعدة اشهر أو سنوات بينما يواجه الذين يقدمون للمحاكمة غالبا اجراءات مجحفة بدرجة كبيرة. بحسب رويترز.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير مفصل ان "حجم انتهاكات حقوق الانسان مروع. الاف الاشخاص انقلبت حياتهم رأسا على عقب أو دمرت نتيجة لانتهاك حقوقهم تحت مسمى مكافحة الارهاب."

وقالت المنظمة ان عددا غير معروف من المدافعين عن حقوق الانسان ودعاة الاصلاح السياسي واعضاء الاقليات الدينية الذين لم يرتكبوا جرائم معترف بها في القانون الدولي وجدوا انفسهم في وسط حملة "قمع ذات علاقة بالامن".

ولم يتوفر لدى متحدث باسم وزارة الداخلية في الرياض تعقيب فوري على التقرير الذي سلط الضوء على العديد من الحالات لاشخاص قالت منظمة العفو الدولية انهم اعتقلوا في ظروف مريبة.

يأتي التقرير بعد ان اصدرت السعودية في وقت سابق من الشهر الحالي احكاما في اول محاكمات يتم تغطيتها بطريقة علنية منذ ان بدأ متشددون لهم صلة بتنظيم القاعدة حملة في عام 2003 لزعزعة استقرار أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.

وقالت وسائل اعلام الاسبوع الماضي انه بصفة اجمالية صدرت احكام ضد 289 سعوديا و41 أجنبيا تصل الى السجن لمدة 30 عاما دون ان تكشف عن جنسيات الاشخاص. وقال مسؤول بالحكومة لرويترز ان شخصا لم يفصح عن اسمه حكم عليه بالاعدام.

وبدأت جماعة يطلق عليها "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" حملة لزعزعة استقرار الحكومة في عام 2003 لكن قوات الامن انهت اعمال العنف بالتعاون مع خبراء اجانب. ووقع اخر هجوم كبير في عام 2006 .

ويتهم ناشطو حقوق محليون منذ فترة طويلة السعودية باستخدام جهود مكافحة الارهاب لاعتقال ناشطي المعارضة الذين يطالبون باصلاحات ديمقراطية أو يرفضون تقديم احصاءات عن عدد المعتقلين والمحتجزين.

ونادرا ما تنتقد الولايات المتحدة أو الدول الغربية السعودية التي تسيطر على أكثر من خمس احتياطيات النفط العالمية والتي تمتلك أصولا ضخمة بالدولار بالاضافة الى أنها شريك تجاري رئيسي.

السلطات السعودية تفرّق احتجاجا ضم ثلاثة آلاف طالبة

وفي اطار موجة الاستياء من قضايا فساد حكومية وتمييز قبلي وطائفي، فرَّقتْ السلطات الأمنية السعودية احتجاجا ضم ثلاثة آلاف طالبة بجامعة الطائف غرب المملكة اقيم اعتراضا على ما وصف بـ "التلاعب" في القبول الجامعي.

واحتجت الطالبات على قرار إغلاق أبواب القبول في وجوههن "رغم أننا حضرنا بناء على مواعيد قررتها الجامعة سابقا وأعلنت فيها توافر النسب حسب الجداول والمواعيد" كما أكدت محتجات.

وأدى قرار الجامعة إلي قيام احتجاج حاشد إغلقت خلاله الشوارع المؤدية للجامعة وحدوث اشتباكات مع حارسات الأمن نتج عنها اصابات وحالات إغماء بين الطالبات والأمهات. بحسب رويترز.

ووفقا لشهود اقتحمت الطالبات برفقة أمهاتهن بوابة الكلية رغم محاولة حارسات الأمن منعهن مما تسبب في حدوث الاشتباكات. كما أغلق المئات من آباء وذوي الطالبات الشوارع المؤدية لمقر الجامعة في حي قروى.

وتدخلت قوات الشرطة وقوات الأمن الوقائي لتفريق الاحتجاج الذي قدر المشاركون فيه بنحو ثلاثة آلاف مشارك ومشاركة.

ووفقا لصحيفة عكاظ اتهم آباء الطالبات جامعة الطائف بالتلاعب "إذ فتحت باب القبول للنسب قبل اليوم المحدد ما تسبب في حرمان الكثير من طالبات الانتظام فرصة القبول والتسجيل".

وأكد منير العتيبي وعبد العزيز العتيبي وعبد الله الثمالي وهم من ذوي الطالبات وجود تلاعب في القبول حيث سجلت مجموعة من الطالبات خلال الأسبوع الماضي بعد صلاة العشاء وبنسب أقل من المطلوب.

وأرجع مدير جامعة الطائف الدكتور عبد الإله باناجه تدخل رجال الأمن لفض الاحتجاج "كأخر الحلول التي ارتأتها الجامعة".

وكانت أروقة الكلية شهدت ليلة أمس الأول اعتصام 70 طالبة من خريجات الثانوية العامة في مقر الكلية احتجاجا على رفض استلام ملفاتهن بعد تأكيد قبولهن عبر الموقع الالكتروني للجامعة.

وقبلت الطالبات مبدئيا عبر الموقع الالكتروني بناء على نسب الثانوية العامة واختبار القدرات وتحديد الموعد لاستلام ملفاتهن إلا أنها لم تستلم.

وتطال مسئولي القبول في الجامعات السعودية اتهامات بالتلاعب في قبول الطلاب وخضوعهم لاعتبارات قبلية ومناطقية وطائفية إلى جانب تلقي رشاوى لتمرير قبول من لا تنطبق عليهم شروط القبول وسط عجز الجامعات عن استيعاب أغلب خريجي الثانوية.

قبضة المتشددين تفرض خطاً احمر أمام السينما والفنون

ويحب سعوديون كُثر السينما والفنون إلا ان إلغاء مهرجان جدة السينمائي ذكّر هؤلاء بالرفض القاطع لهذا النوع من الترفيه الثقافي من قبل رجال الدين المتشددين الذين يتمتعون بنفوذ قوي في المملكة.

ولا يبدو ان رجال الدين هؤلاء مستعدون للتراجع. وهذا ما اكده الغاء المهرجان في اللحظة الاخيرة بالرغم من حصوله على الترخيص اللازم في وقت سابق.

وتعليقا على الغاء المرجان، قال السينمائي محمود صباغ "كنا نتأمل ان تؤدي هذه التظاهرات الثقافية مثل مهرجان جدة (غرب) السينمائي ومهرجان السينما الخليجية في الخبر (شرق)، الى تغيير الا ان الرسالة التي وصلتنا هي ان الوقت لم يحن بعد".

ومرة جديدة تبدو السعودية مختلفة عن الدول العربية الاخرى. فالنجم السعودي الكبير محمد عبده يحيي الحفلات في دول عربية كثيرة وانما ليس في بلده السعودية.

وشكل الغاء مهرجان جدة صدمة للكثيرين لاسيما ان الامر بالالغاء صدر بعد يومين من حصول المهرجان على الترخيص اللازم من بلدية جدة في اطار مهرجان "جدة غير" الصيفي.

وقال المتحدث باسم بلدية جدة احمد الغامدي لصحيفة اراب نيوز الناطقة بالانكليزية ان المهرجان يعاني من "نقص في التنظيم" الا ان المنظمين يعتقدون ان امر الالغاء اتى من مسؤولين كبار بضغط من رجال الدين.

ويأتي ذلك بالرغم من الامال التي انتعشت مؤخرا في امكانية تحقيق مزيد من الانفتاح على المستوى الثقافي لاسيما السينمائي خصوصا بعد عرض فيلم "مناحي" السعودي الذي انتجته روتانا، في جدة والرياض.

وروتانا التي يملكها الامير الوليد بن طلال ابن اخ العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز هي الراعي الرئيسي لمهرجان جدة السينمائي الذي كان يفترض ان يمتد طوال اسبوع ويتضمن عرض مئات الافلام الطويلة والقصيرة.

وكان الامير الوليد توقع في شباط/فبراير الماضي ان تنتشر في نهاية الامر صالات السينما والمسارح في السعودية.

الا ان الفرق الموسيقية المحلية ما زالت ممنوعة من تقديم الموسيقى الا في الاطار الخاص والمبدعون عموما يواجهون شتى انواع الحظر والحواجز. وللمرة الاولى، لم يتضمن مهرجان عسير في جنوب البلاد لصيف 2009 اي حفل موسيقي.

بريطانيا تمنح اللجوء لأميرة سعودية حملت سفاحاً

منحت السلطات البريطانية حق اللجوء إلى أميرة سعودية وضعت طفلاً سفاحاً بعد أن أعربت للجنة اللجوء السياسي البريطانية عن خشيتها من العودة للوطن حيث قد تتعرض لعقوبة الموت رجماً، وفق تقرير. وأوردت صحيفة "التلغراف" البريطانية أن السلطات السعودية والبريطانية رفضتا التعقيب على القضية.

وكانت الأميرة، المتزوجة من عضو طاعن في السن من العائلة المالكة السعودية، قد التقت بصديقها الإنجليزي، غير المسلم، أثناء زيارة لندن.

وأجبرت زوجها على السماح لها بالعودة إلى المملكة المتحدة لوضع مولودها بالخفاء بعد أن أتضح حملها، وفق الصحيفة.

وقالت الأميرة أمام لجنة "الهجرة واللجوء" البريطانية إنها قد تقع فريسة جرائم الشرف أو الموت رجماً، تنفيذا لحد الشريعة، حال إعادتها للوطن حيث قاطعها أهلها وأسرة زوجها بعد فرارها.

ومنحت السلطات البريطانية حق اللجوء والسرية للأميرة السعودية، ورفض الناطق باسم الداخلية التعقيب على التقرير، بدعوى أن الوزارة لا تعلق على القضايا الفردية، بحسب الصحيفة التي أشارت كذلك إلى فشلها في الحصول على تعقيب من سفارة المملكة في لندن. بحسب سي ان ان.

وتنضم بذلك الأميرة إلى حفنة من السعوديين ممن تقدموا بطلبات لجوء للإقامة في المملكة المتحدة، علماً أن السلطات البريطانية تتكتم بشأن هذه القضاء تحسباً من تسليط الضوء على الاضطهاد الذي تتعرض له المرأة في السعودية مراعاة للعلاقات مع الحكومة السعودية.

وتقول منظمة العفو الدولية "أمنستي"، ومقرها لندن، إن السلطات السعودية نفذت عقوبة الإعدام بالرجم وقطع الرأس على 103 رجلاً وامرأة العام الماضي، ويقف 136 آخرون في الصف، على ما أوردت "التلغراف."

والأسبوع الماضي، حُملت الشرطة الدينية في السعودية مسؤولية مقتل شقيقتين على يد أخيهما في الرياض، فيما يعرف بجرائم الشرف.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 30/آب/2009 - 9/رمضان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م