ارتفاع نسبة حالات الطلاق بين المتزوجين الجدد

محكمة الأحوال الشخصية في العمارة: 60 الى70 حالة طلاق يوميا

حيدر الحسني

 

شبكة النبأ: خطواتها خجولة ويداها ترتجفان ولا يظهر شيء منها سوى عينيها الدامعتين هذا هو حال (حنين) ذات الأربعة عشر ربيعا والتي اصطحبها والدها لمحكمة الأحوال الشخصية في مدينة العمارة لطلب الطلاق من زوجها ( باسم) بعد زواج دام شهرين فقط بعد ان عجزت كافة السبل في الإصلاح بين الطرفين.

هذه القصة وغيرها تتكرر يوميا في أروقة محكمة الأحوال الشخصية التي تشهد العديد من حالات الطلاق والتي تراوحت بين ( 60 / 70 ) حالة يوميا والتي تنتشر بين حديثي الزواج والشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ 30 عاما.

هروب أبي وغياب أمي جعلني أتحمل المسؤولية واقع في مطب زواج غير متكافئ

وذكرت ( ع، ك ) إحدى المطلقات: تزوجت في السادسة عشرة من عمري هرباً من الفقر والجوع الذي حاصرنا أنا و إخواتى بعد وفاة أمي بعد رحلة طويلة مع المرض و الحسرة التي أصابت أمي بعد أن هرب أبى من تحمل مسئولية الصغار بحجة أنه سيسافر للعمل و اختفى دون أن نعلم عنه شيئاً فقررت الارتباط بأول شخص يتقدم لي بعدما سبقتني أختي الكبرى في الزواج، و تم الزواج الذي أسفر عن طفلين في عمر الزهور و بدأت الحياة في الانحدار بعدما عرف زوجي طريقه لتناول الحبوب المخدرة و بدأ يعاملني بقسوة و امتنع عن الإنفاق على وعلى أبنائه الصغار، و في جلسة معاتبة له محاولة منى لإصلاحه لم يكلف نفسه خاطراً سوى أن يرمى يمين الطلاق و أصبحت مطلقة في الواحد و العشرين.

ومن جانبها قالت ليلى جعفر (الباحثة الاجتماعية): تتكرر العديد من حالات الطلاق في المحكمة والتي تنحسر أسبابها الى قسمين أولهما(الفقر) فهو آفة كبيرة تفتك بالمجتمع وتجعل من حالات الطلاق تتزايد يوما بعد فأخلب المتزوجين الجدد لا يملكون سكنا مستقلا ولهذا تتراكم المشاكل وتبدأ مع اول مشكلة بين الزوجة وأهل الزوج.

وتضيف جعفر : هناك آفة أخرى وهي ( الجهل) او قلة المعرفة والأمية التي أفشلت حالات كثيرة من الزواج وترك فجوة في المجتمع فالجاهل او غير المتعلم لا يعرف كيف يعاشر الزوجة او التحدث معها.

الفقر، الجهل و التدليل أو الرفاهية قد تكون عوامل مساعدة على حدوث الطلاق

وأكد الدكتور حامد عزيز (استشاري الطب النفسي) : ان الفقر والجهل والتدليل أو الرفاهية قد تكون عوامل مساعدة على حدوث الطلاق و ليست أسباباً رئيسية.

حيث يقول إن الطلاق المبكر ناتج عن زواج مبكر و هو يعنى أن الزوج و الزوجة قد يكونان في سن صغيرة و هو ما يعنى انعدام الخبرة الحياتية و خاصة إن كان سن الزواج صغيراً، أما إذا كانت الزوجة صغيرة و الزوج يكبرها بسنوات كثيرة فليست هناك مشكلة فقد تمر سفينة الحياة بسلام فيستطيع بخبرته وفطنته تجاوز بعض المشكلات والخلافات التي قد تطرأ على الحياة الزوجية.

و أشار د. عزيز إلى أن الضغط النفسي على الفتاه لقبول الزواج يتسبب في حدوث القلق والتوتر لها فيغلق عليها دائرة الاختيار بين البدائل فتندفع في الزواج وتفشل وإن كان ذلك الأسلوب يرجع إلى المستوى الطبقي والثقافي للأسرة.

أما (هـ، م) فتروى بعيون شاردة حزينة تجربتها المأساوية فقد تم طلاقها بعد شهرين فقط من زواجها لتصبح مطلقة والتي تقول: تخرجت من المعهد لأشق طريقي في الحياة العملية التي كانت بالنسبة لي نافذة للعالم الذي طالما حلمت به لأكون كياناً قوياً فعالاً وسط المجتمع هرباً من الجهل الذي يسود جو عائلتي التي ترى أن البنت مصيرها لبيتها و زوجها و أن العمل لن يضيف إليها جديداً بل سوف يعطلها عن تكوين أسرة. وتضيف: بالفعل تمت خطبتي على الشخص الذي وجدوا انه مناسب، وتم الزواج بالفعل لاصطدم بالواقع و يصدق حدسي فالرجل الذي تزوجته لا يصلح للزواج أصلاً واضطررت تحت ضغوط المعيشة معه إلى طلب الطلاق، وهو لم يتردد في التفكير لأصبح مطلقة بعد شهرين من الزواج.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 29/آب/2009 - 8/رمضان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م