الشعر تاج اسود يحلم به الصلعان

هشام البيضاني

 

شبكة النبأ: عاملا بنصيحة صديق له قام (عمار جبر) بفرك فروة الرأس يقطع من الثوم ساعيا للتخلص من(كابوس الصلع) حالما بأيام البحث عن المشط والفرشاة متحسرا للجل والحمام الزيتي وشامبو الطين خاوة.

إلا إن السحر انقلب على الساحر فرائحة الثوم المنبعثة من رأس ابنهم الحالم بعودة شعره أفسدت على العائلة (نومة السطح) مما حدا به الى النزول الى أسفل والنوم تحت رحمة الكهرباء الوطنية آملا ان تكون ضريبة عودة (التاج الأسود)، إلا إن (الوصفة السحرية) فشلت كسابقاتها وجعلت من (عمار) موضع تندر في المنزل.

يقول عدي: "الشعر تاج على رأس صاحبه لا يراه إلا الأصلع، ونعمة منحها له الخالق جل وعلا لا يعرف قيمتها إلا من فقدها".

ويضيف: "تعايشت مع صلعتي من يوم كان عمري 20 سنة، في البداية حاولت تجنبها قدر المكان من خلال العقاقير وطب الأعشاب الى ان عجز المعالجين عن ذلك، فقال لي احدهم دربك مسدود يا ولدي، فاستسلمت للأمر الواقع رافعا شعار الرضا بالمقسوم عبادة.

قد تنطبق مشاعر عمار تجاه رفيقته (الصلعة) على الكثيرين إن لم تكن على الجميع من رفاقه الصلعان.

رأي علمي

تساقط الشعر مشكلة صحية ونفسية لدى كل من الإناث والذكور، ومع تقدم العمر تزداد المشكلة إن لم تعالج.

يقول الدكتور محمود حسون جار الله  استشاري الأمراض الجلدية: "إما أن يكون موضعياً كما هو الحال في «مرض الثعلبة» أو شاملاً لفروة الرأس وشعر الجسم معاً".

ويضيف جار الله: "إن شعر الرأس هو أكثر تأثراً من غيره بالمؤثرات العصبية والهرمونية والوراثية وأمراض الحميات وغيرهما، دون الأجزاء الأخرى من شعر الجسم كما أن بعض المناطق من فروة الرأس أكثر تأثراً من غيرها. وذلك إما لزيادة استجابتها لتأثير الهرمونات المذكرة على بصيلات الشعر، أو لأسباب غير معروفة بالضبط".

ويختم جار الله حديثه مستشهدا: "فمثلاً مقدمة فروة الرأس عند الذكور غالباً ما تخلو من الشعر بعد البلوغ لذا يسمى هذا النوع من التساقط صلع الذكور".

أسباب تساقطه عند الذكور

هناك أسباب كثيرة لتساقط الشعر في الذكور، ومن هذه الأسباب ما قد يكون معروفاً ويمكن تحديده ومنها ما لا يمكن معرفته إلا بالفحوصات والتحاليل المخبرية ونوع آخر من التساقط لا يمكن تحديد المسبب له.

وذكرت فيما سبق بعض الأسباب التي تؤدي إلى تساقط الشعر بوجه عام، وتسبب هذه العوامل نفس النتيجة في الذكور كذلك. سأبين هنا بعض أسباب التساقط الخاصة بالذكور وأنواع الصلع. 

للصلع أنواع

يبدأ هذا النوع بتساقط الشعر من على جانبي مقدمة الرأس ويستمر ذلك زاحفاً إلى الخلف تاركاً مناطق خالية من الشعر تأخذ شكل (4)، وقد يستمر التساقط، إذ تقل المساحة المغطاة بالشعر، وفي بعض الأحيان يُفقد معظم الشعر عند سن الخامسة والعشرين. ورغم ذلك قد لا يؤمن من خطر تساقط البقية من الشعر إلا أن الوضع غالباً ما يستقر ويتأخر التساقط إلى ما بعد الأربعين.  

وتشير الإحصائيات إلى أن 25% من الذكور يعانون حالة من حالات الصلع بحلول سن الخامسة والعشرين. كما أن 50% يعانون من ذلك بعد سن الخمسين. ونسبة 60% من الذكور يعانون من مراحل متقدمة من الصلع بعد سن الخمسين. ورغم أن الصلع غالباً ما يكون على مقدمة فروة الرأس إلا أن البعض يعاني من ذلك على منتصف الفروة بالإضافة إلى فقدان الشعر من المقدمة.

تتخذ المنطقة الصلعاء أشكالاً مختلفة منها ما يكون دائرياً أو بيضاوياً أو على شكل حدوه الحصان.

هذا النوع من الصلع «صلع الذكور» لا يحدث في الإناث إلا في حالات نادرة جداً وذلك في حالات اضطرابات بوظائف الغدد الصماء، والتي يتبعها زيادة في إفرازات الهرمونات المذكرة، كما هو الحال في أمراض الغدد الفوق كلوية.

صلع الذكور لا يتم في يوم وليلة بل يحدث بالتدريج ويبدأ التساقط من على المقدمة، ثم يزحف إلى الخلف، وقد تستمر هذه العملية سنوات طويلة.

في هذه الأثناء يحل شعر خفيف باهت اللون على المنطقة الخالية من الشعر ولكنه لا يستمر هذا النوع من الشعر لمدة طويلة، إذ لا يلبث وأن يتساقط كذلك تاركاً منطقة ملساء خالية من الشعر تماماً ويرجع ذلك إلى ضمور بصيلات الشعر التي لم تعد باستطاعتها تكوين شعر طبيعي.

الصلعه والمشاهير في التاريخ

ويقال إن الطبيب اليوناني هيبوقراطس وصل به الهوس بصلعته إن استعمل أغرب الوصفات ضدها بما في ذلك استعمال فضلات الدجاج ملطخا بها صلعته، أملا في أن يستعيد شعره، ربما على اعتبار إن الديكة غزيرة بالريش.

وهي وصفة عاد الأوروبيون لاستعمالها في القرن التاسع عشر، ولكن الصلعات الشهيرة لداروين ومارك وبسمارك بالمرستون وغلادستون وتشرشل، توضح لنا بأنها كانت وصفة فاشلة كليا.

الجديد بالذكر إن معظم العاملين في شبكة النبأ من الصلعان ابتدءا من رئيس المؤسسة مرورا بكادر التحرير والقسم الفني وانتهاءاً بالمركز الوثائقي والأرشيف، حسب قول الأستاذ محمد حميد الصواف مدير إدارة المؤسسة النبأ للثقافة والإعلام الشخص الوحيد الناجي من هذا الداء.

جمعيات ومنتدبات

دشن أستاذ مصري في علم الاجتماع جمعية للصلع تسمي جمعية "الرأس الأملس" لتصبح بمثابة أول تجمع للصلع بغرض التصدي لمشكلات الصلع في مصر وإبراز مزاياهم وتبديد مخاوف من بدأ يشعر بالصلع يقتحم رأسه، مع تحديد أسباب الصلع وأنواعه وكيفية مواجهته.

والجمعية تضم في عضويتها حاليا عددا كبيرا من أصحاب الرءوس الملساء، وهدفهم هو تدعيم الرضا عن النفس والدعوة لتغيير نظرة المجتمع إليهم، وتأكيد أن أصحاب الرءوس الملساء" أبرز علما وأطيب قلبا ومنهم معظم الشخصيات البارزة".

أما خليجيا فقد دشن عدد من الشباب الصلع جمعية جديدة للصلع العرب، مدعومة بمنتدى علي الإنترنت سميت "صلعيات"، فيا ترى هل يشهد مجتمعنا المليء بمنظمات المجتمع المدني مثل هكذا ظاهرة0

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 22/آب/2009 - 30/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م