ولادات أنوار الإمامة في عيون زوار كربلاء المقدسة

تحقيق: صباح جاسم- حسين السلامي

 

- نُحيي مناسبات ولادات ائمتنا الاطهار بكل ايمان واخلاص واشتياق ونستغل هذه المناسبات من اجل ترسيخ العلاقات الاجتماعية ونسعى لزيارة الارحام والاصدقاء ونحاول إرضاء المتخاصمين

- يجب أن نبتعد عن أي عمل يتشابه مع مجالس الفسوق والعصيان بإسم إحياء أفراح أهل البيت عليهم السلام

 

شبكة النبأ: يتميز شهر شعبان المعظّم بالشرف والرفعة وهو منسوب الى رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد كان رسول الله يصوم هذا الشّهر ويوصل صيامه بشهر رمضان، وكان لهذا الشهر فيما بعدْ شرف احتواء ولادات العديد من أئمة أهل البيت عليهم السلام، حيث يصادف في اليوم الثالث منه ولادة سيد الشهداء السبط الامام الحسين عليه السلام، وفي اليوم الذي يليه يصادف ولادة الامام ابي الفضل العباس ابن امير المؤمنين عليه السلام، اما اليوم الخامس فيصادف ولادة الامام علي بن الحسين السجاد عليه السلام.

وتستمر الأفراح وبركات الإمامة التي يتضمنها شهر شعبان حيث يشهد اليوم الحادي عشر منه ولادة علي الأكبر عليه السلام، ومن ثم ولادة الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف في منتصف شعبان حيث يحيي محبّو وأتباع اهل البيت ليلة ولادة الحجّة مبتهلين الى الله عز وجل يرتلون القرآن ويطلبون المغفرة والرضوان من رب العالمين...

ولأجل إلقاء الضوء على المراسيم والشعائر التي يحيي بها محبو وأتباع اهل البيت عليهم السلام هذه المناسبات العطرة كان الاستطلاع التالي مع زائري كربلاء الوافدين من مختلف المناطق في داخل العراق وخارجه:

بهاء عبد المحسن، زائر من أهالي الديوانية، قال عند سؤاله عن مراسيم إحياء ولادات الائمة والعِبر المستخلصة منها، اننا نحيي مناسبات ولادات ائمتنا الاطهار بكل إيمان وإخلاص واشتياق، ونحن دائما نستغل هذه المناسبات من اجل ترسيخ العلاقة الاجتماعية حيث نسعى لزيارة الارحام والاصدقاء ونحاول إرضاء المتخاصمين.

واضاف بهاء، في اغلب الاحيان نحيي ولادات ائمتنا في مناطقنا ولكن بالنسبة لولادة الامام الحجة سلام الله عليه فإننا نحييها في النصف من شعبان في كربلاء المقدسة بمنطقة مابين الحرمين حيث نؤدي الزيارة ونقرأ القران والادعية طلبا للثواب والمغفرة من الله تعالى.

عباس سلمان حسين من قضاء الهندية، قال، لقد دأبنا منذ صغرنا على أن نحيي ولادات ائمتنا الاطهار وخاصة الولادات في شهر شعبان، وفي اغلب الاحيان نحيي هذه المناسبات العزيزة بمجيئنا الى كربلاء وخاصة في الزيارة الشعبانية حيث ولادة الامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف وفي بعض المناسبات الاخرى نفسح المجال لأخواننا الآتين من المحافظات البعيدة حيث نظلّ في منطقتنا ونحيي مواليد الائمة بتجمعات بسيطة تتخللها المجالس الحسينية والاهازيج الدينية...

محمد كاظم داود، زائر من الكاظمية ببغداد، قال مستذكرا بحسرة كبيرة، في ايام النظام البائد لم تكن السلطات تسمح لنا بإحياء ذكرى مواليد ائمتنا الاطهار ولا حتى اقامة مجالس الذكر او المجالس الحسينية بل كانت الاجهزة القمعية تطاردنا وتزجّنا في السجون لمجرد ذهابنا لأداء الزيارة الى كربلاء المقدسة.

وأضاف محمد، أما الان فرغم موجات التكفير والعنف والارهاب فإننا نحيي مراسيمنا الدينية والشعائرية تجاه ديننا الحنيف وائمتنا الابرار بكل حرية ونشاط وهمّة...

وعن جوانب الخدمات المقدَّمة من قِبل العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية قال المنتسب ابراهيم نعمة، تحرص إدارة العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية وبتوجيه من أمينيها الشيخ عبد المهدي الكربلائي والسيد احمد الصافي على توفير افضل سبل الراحة للزائرين طيلة ايام السنة، ولكن شهر شعبان تكون له أهمية خاصة بفضل ولادات الائمة الاطهار التي تصادف فيه، وايضا تنطلق فعاليات مهرجان (ربيع الشهادة) العالمي خلال هذا الشهر الفضيل، فلذا ترانا نكون قمة بالسعادة والغبطة لما نقدمه للزائرين وهذا العمل ياتي بتضافر جهود كل الاخوة العاملين بالعتبتين ومنهم الاستاذ حسن هلال رئيس قسم بين الحرمين والسيد حيدر، ولايفوتني بهذه المناسبة أن اقدم ازكى آيات التهاني والولاء لمولانا صاحب العصر الامام المهدي المنتظر (عج) ومرجعيتنا الدينية العليا المتمثلة بسماحة اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله.

ماجد حميد نعمة البيضاوي، مسؤول مؤسسة الحوراء الثقافية في مدينة الصدر ببغداد، تحدث عن تفاصيل إحياء مناسبات مواليد الائمة الاطهار قائلا، نحيي هذه المناسبات بقراءة القرآن والدعاء والزيارة واقامة المجالس الحسينية، ونساعد بعض الهيئات الدينية بتوفير تقنيات الصوت لاحتفالاتهم وايضا تشهد هذه المناسبات العزيزة مشاريع صلح بين المتخاصمين من الناس.

الشيخ صادق آل شنيشل، شيخ عشيرة الشرنابه في البصرة، قال، نحتفل بمناسبات مواليد ائمتنا الاطهار كل عام ونواظب على اقامة الولائم ومجالس الذكر، ونجهد في اصلاح ذات البين.

واضاف شنيشل، ونحن على مشارف الزيارة الشعبانية بودّي الالتفات الى نقطة مهمة وهي ضرورة استعداد اجهزة الدولة الخدمية والامنية لهذه الزيارة العظيمة القدر، من ناحية توفير وسائط النقل المناسِبة وإعداد الخطط الكفيلة بانسيبابية اعداد الزائرين الهائلة تلافياً للحوادث والاختناقات المرورية التي من الممكن أن تعكّر أجواء الزيارة.

الزائر السيد كامل يعقوب البطاط، طالبَ من خلال حديثه أصحاب الفنادق في ان يكونوا مُتسامحين ومُراعين للزوار من ناحية عدم استغلال الزحام الذي تحدثه الزيارة ومطالبة الزوار بأجور عالية قد تصل الى عشرة أضعاف الاجور في الايام العادية.

وأضاف البطاط، كما أطالب الاخوة المسؤولين عن السياحة والفنادق في المحافظة بمنع حالات استغلال الزوار ومراقبة مستوى النظافة والخدمة المطلوبة التي يجب على الفنادق تهيأتها.

الشيخ عماد الاسدي، قال فيما يخص التصرفات التي قد تبدُر من بعض الذين يحيون ولادات الائمة الاطهار ولاسيما في الزيارة الشعبانية، الامور في هذا الميزان يجب ان تكون بالمعقول، فأي عمل يسود فيه العقل فإنه مقبول من الله، وعلينا ان نلتزم بتعاليم ديننا وارشادات مراجعنا، ولا ننجر وراء الصيحات التي تريد لنا السوء بحجة الانفتاح والتواصل مع الديمقراطية العالمية، يجب ان تكون الاحتفالات وسطية فلا إفراط ولا تفريط...

واضاف الشيخ الاسدي، مما جرت عليه العادة ان أتباع أهل البيت عليهم السلام يحيون ذكرى استشهاد وولادة ائمتهم المعصومين، ومن هنا يجب ان يركزوا على عدة امور حتى لا تكون ممارساتهم تهوينا للمذهب واستهانة بالمعصومين عليهم السلام، لأن هذه الشعائر هي شعائر الله ومصاديق لقوله تعالى "ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب".

وتابع الاسدي، لذا يجب أن نبتعد عن أي عمل يتشابه مع مجالس الفسوق والعصيان بإسم إحياء أفراح أهل البيت عليهم السلام، فهنالك بعض مراسيم الفرح تدخل في محور الشبهات، ومنها على سبيل المثال الاختلاط الموجِب للوقوع في المعصية، النساء يختلطن مع الرجال والأنفاس مع الأنفاس، والأبدان مع الأبدان، هذا كله يؤدي للوقوع بالعمل المحرَّم، باعتبار أن هذه مناسبة كبيرة، والحضور فيها يكون مليونياً.  

والمعالجة تأتي من خلال معرفة الرجل والمرأة بأن إحياء هذه الشعيرة في ذاته أمر مُستحَبْ بينما الاختلاط الموجِب للوقوع في الحرام هو أمر محرَّم، وهنا لا يجوز لنا أن نتوسل بالأمر المُستحَب ونحن نقع في الأمر المحرَّم، فلنحافظ على عدم الاختلاط ولنحافظ على الاجواء القدسية التي تصون حرمة هذه الشعائر من خلال منع هذا الاختلاط...

واضاف الاسدي بالقول، أيضاً هنالك بعض الأعمال تُمارَس من قِبل بعض الأفراد وتؤدي إلى هتك حرمة المذهب من خلال بعض المصاديق التي يريدون أن يعبّروا من خلالها عن فرحهم وشوقهم للقاء الإمام عليه السلام

وعند سؤاله عن كيفية نشر التعاليم الصحيحة سواء بالمناسبات او بدونها ودور القنوات الاعلامية في ذلك قال الاسدي، مثل هكذا أنشطة لا بد أن تكون خاضعة لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي من مصاديقه تعليم الجاهل وبث أمور الخير في المجتمع، فالدعوة إلى الخير من مصاديق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وإحياء المناسبات الخاصة بالأئمة المعصومين عليهم السلام من أوضح مصاديق الخير، والمسؤلية هنا ملقاة على عاتق كل إنسان مكلَّف او مُحب لهذه الشعائر، فالقنوات الفضائية مدعوة إلى هذا الأمر وخطباء الجمعة من خلال الفرصة التي تتاح لهم بين الصلاتين، بل على كل مؤمن أن يثقِّف نفسه حتى يعرف ماذا عليه أن يفعل.

وعن قضية الاستعانة بعلامات الدلالة التي توضِّح للزائر مفردات الشعيرة الهامة وكذلك الاماكن والطرق التي يسلكها لإتمام مراسيم الزيارة قال الاسدي، هناك الكثير ممّن لا يقرأون أو لا ينتبهون، وهذه اللافتات والعلامات التي فيها هكذا تعليمات لا تؤدي الغرض كاملا، ربما هي جزء من الحلول، لأننا نريد أن نعالج المسألة في يوم الزيارة، فلا نتوقع الالتزام والأثر الكبير الذي قد يظهر من علامات الدلالة في الشارع، لابد من حملة أيمانية تبتدأ مع قرب الزيارات المخصوصة، نحن نسير وفقا للحكمة القائلة.. الوقاية خير من العلاج...

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 19/آب/2009 - 27/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م