طاقة الرياح والصراع مع معطيات البيئة

 

شبكة النبأ: أصبح الجزء الجنوبي الغني بالرياح من ولاية وايومنج ساحة ساخنة في الجدل الدائر بشأن ما يأمل الكثير من الناس أن يكون مصدرا للطاقة النظيفة في المستقبل وهي طاقة الرياح. حيث يدور النزاع حول خطط لبناء شبكة من مزارع الرياح في الغرب الأمريكي يخشى حماة البيئة أن تفسد المواطن المهددة مثل موطن أشجار المريمية وهي نوع من النباتات العطرية التي تمثل جزءا آخذا في التضاؤل بالنظام البيئي الهش بالمنطقة.

وجعل هذا من طائر الطيهوج الذي يعتمد اعتمادا كليا على أشجار المريمية رمزا للمعارك البيئية تماما مثلما حدث في الثمانينات عندما أصبحت البومة رمزا للمعارك مع صناعة الأِخشاب.

وتضم وايومنج 54 في المئة من أعداد طائر الطيهوج في أمريكا الشمالية. ويجري تقييم وضع الطائر لمعرفة ما اذا كان سيدرج في قائمة الانواع المهددة بالانقراض مما سيكفل له حماية أكبر.

والمشكلة هي أن هذا الطائر وهو في حجم الدجاجة يعيش في أجزاء شاسعة من المناطق المفتوحة التي تهب بها رياح شديدة مما يجعل وايومنج مصدر جذب كبيرا لهذا القطاع.

وقرب بلدة كاربون يتركز الاهتمام على مزرعة الرياح التي ستضم 198 محركا بتكلفة 600 مليون دولار والتي اقترحتها مؤسسة هورايزون لطاقة الرياح.

قالت اليسون هولوران من جمعية اودوبون الوطنية في وايومنج وهي تشير الى مجموعة من أشجار المريمية "انهم يريدون بناءها (مزرعة الرياح) في المنطقة هنا ولكننا يجب أن نفكر في البيئة بحق. الأمر لا يتعلق فقط بالبصمة الكربونية" في إشارة الى اجمالي كمية انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. بحسب تقرير لرويترز.

وستلعب طاقة الرياح دورا هائلا في أي خطوة تتخذها الولايات المتحدة للحد من انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي يعتقد أغلب العلماء أنها السبب الرئيسي في التغير المناخي السريع. ويمثل احراق الفحم واستخدام أنواع أخرى من الوقود الاحفوري مثل النفط أكبر مصدر لانبعاثات الكربون لذلك فان السباق يتركز على بدائل "الطاقة النظيفة".

ومن وجهة النظر العامة فان الرياح تمثل مصدرا للطاقة النظيفة كما يجب أن تكون. ولكن بعض حماة البيئة لهم وجهة نظر أخرى.

فهم يقولون ان محركات الرياح والتطوير المصاحب لها بما في ذلك الطرق وخطوط نقل الطاقة ستلحق مزيدا من الضرر بموطن أشجار المريمية الحيوي وستكون مصدر ازعاج لطائر الطيهوج وغيره من كائنات الحياة البرية.وتقول مؤسسة هورايزون ان مسألة طائر الطيهوج تتطلب المزيد من الدراسة.

وقال ارلو كوروين مدير التنمية في هورايزون للمنطقة الغربية "لا تتوافر أبحاث عن كيفية تأثر طائر الطهيوج بالمحركات... نعتقد أن اجراء مثل هذا البحث ضروري لمعرفة ما اذا كان الطهيوج سيتمكن من التعايش مع محركات الرياح."

وشهدت الولايات المتحدة عددا من المعارك بسبب طاقة الرياح. وقبالة رأس كود في ماساتشوستس تدور معركة حول خطط لاقامة مزرعة بحرية للرياح يقول معارضون انها ستضر بالملاحة والشحن. كما أن هناك مخاوف من اصطدام الطيور بالمحركات في بعض الأماكن.

وتمثل طاقة الرياح حاليا مصدر نحو 1.25 في المئة من امدادات الكهرباء بالولايات المتحدة ولكن هذا القطاع ينمو سريعا كما تقول الرابطة الامريكية لطاقة الرياح. وهي تقول ان توليد طاقة الرياح حاليا يمنع انبعاث نحو 54 مليون طن من الكربون سنويا.

وفي وايومنج تقول الرابطة ان هناك نحو 20 مزرعة رياح وأربعة مشاريع اضافية تحت الانشاء. وهي تقول ان الولاية تحتل المركز الثاني عشر بين الولايات الامريكية في انتاج الرياح ولكنها السابعة من حيث امكانيات التوليد مما يعني أن هناك الكثير من الطاقة التي لم يجر الاستفادة منها.

وهناك بالفعل محركات رياح تدور في مقاطعة كاربون في مكان ليس بعيد عن منطقة التطوير التي تقترحها هورايزون حيث تبدو المنطقة الريفية مقفرة بلا أي أشجار. وأصبحت بلدة كاربون مهجورة قبل قرن ولا يبقى بها سوى عدد محدود من الاسس لمبان من الطوب.

وفي هذه المنطقة ذات الطبيعة القاسية تمثل أشجار المريمية مصدر حياة اذ يعتمد طائر الطيهوج ونحو 20 نوعا اخر من الطيور على هذه الاشجار للبقاء كما أن هذا النوع من النباتات شديدة التحمل يساعد على بقاء أنواع من الحيوانات مثل الايائل خلال شتاء وايومنج البارد.

وتقيم هورايزون الوقت الملائم للتقدم بطلب لاستصدار تصريح لتطوير الموقع. وفي العام الماضي قالت وايومنج انها سوف تحد من التطوير في مواطن الطيهوج التي اعتبرها "مواطن رئيسية". ونحو 20 في المئة من الولاية تعتبر "موطنا رئيسيا" للطائر.

وقال برايان كيلي وهو مشرف ميداني للجهاز الامريكي للمصايد والحياة البرية في وايومنج "اذا حافظنا على نسبة العشرين في المئة هذه فاننا بذلك نحافظ على 40 في المئة من أعداد الطيور في أمريكا الشمالية. لذا فان الامر مهم."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 18/آب/2009 - 26/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م