زجاجة من الشوق ما إن رُجّ قلبها
ترقرق شذاها بعشق البياض و طهر التسبيح
لتسكرنا به مهدوي الهوى
لوقتك سر الشوق بالعشق أقسما = فأبقى بروحيْ رشفة والماء والظما
يبعثرني نبضا من السكر كأسها =تشهاك بالآمال قلبا و مبسما
وهذا رحيق العمر مذ ضاع بالهوى= تشرّبَ عطر الروح فجرا منمنما
حكاياتك الأشهى زجاجة عشقه =تصبّ لك الأنخاب صلى وسلما
وتسكب ثغر الشعر تسبيح أسطر =تذوق كؤوس الله نخبا مكرما
يلذ بها شوق المحاريب رنة= فتورقه بوحا وتصهره فما
تقدسُ بالألحان أنغامَ نايّنا =بكل لغات الشوق غنى ترنمى
حكايتك الأشهى غناء معذب =على وتر الآمال لم يبق مرهما
لنطوي مسافات يطول احتمالها =لنعلم ما يخفي الضمير ونفهما
فما عابني حب فداك محبة= وما سرني إلا نداك تجسما
تذوّبني في الحب ذاتٌ تقاطرت= بأشهى سلال الحب شهدا وبلسما
لتشربه الأيام وقتا مرقرقا عليه= سمات الطهر مذ راقص السما
أعرني كؤوس العشق قدسا مفوها= لعلي بذاك العشق أحياك ملهما
بنافحة التقديس ألقاك في دمي= تجليت بالأنفاس وحيا مترجما
فما الحب إلا نبض قلب تكاثرت= إشاراته بالسكر نبضا ميمما
لتبرق روحينا على ضوء منية = تعبئ فينا ومضة الشوق مقدما
فأروع ما في الحب سكر مذوّب =يوحدنا في رعشة الأنس مطعما
وأجمل ما في العشق أنخاب قبلة =تصاهرنا بالروح ثغرا متمتما
وما نحن إلا في هواك مشاعر =تملكها طين من العشق فانتمى
نفخت بفيه نبضك الحر عزة =فهزّ لباب القهر لما تجهما
وخاض بحار الهم عشقا وقربة =إذا لم يكن ينجي الفرار به ارتمى
وما جانب الأخطار يوما بعزمه= وما بدّل النفس الكريمة مرغما
ولكنه في الحب ألفاك خاطرا= يمد له كف الكرامات سلما
فوجهك مندوب وأمرك نافذ= وقلبك مقهور وقلبي تقسما
رقيق على الأحلام للروح بلسم= جريء على الأهوال لما تكلما
فقل لي بأي الشوق ألقاك زاعما= وقلبي من الأشواق تورقه الدمى
تصلي عليه سورة الحب والهوى= فتستافه همسا إذا الشوق هوّما
وقد صغتُ قلبي نهر كل فضيلة =رأتك سماء رائعا يلهم الفما
زجاجاتك الأشهى فتحنا عبيرها =رجاء فأي الشوق بالروح أقسما
يذوّقنا وقتا من الوثب كأسه =ورائحة الآمال صُبت على الظما
بماذا نشدّ الليل في روح خلوة= تكحلنا بالفجر توقا محكما
وهبني سكبت الحب فوق دفاتري= فكيف ستروي قطرة الحبر مغرما
وكيف ستحكي رقصة الضوء فجرها= إذا غام وجه الشمس كونا واظلما
أبا صالح هل لي إذا الليل مطبق= نواظري, هل ألقاك صبحا تقحما
وهل أنت مذ آثرت وجه ستائر =وأطبقت جفنيها على الغيب واحتمى
تدير لهذا الكون كفا صروفه =وتمسك بالأخرى الصحائف مفعما
أبا صالح عفوا فقد هدّ لوننا= عتابا يرينا رائع الصبح أدهما
ولونك مستور وثغرك مثقل= ففك خطانا إن دربنا ألجما
نروم بك الأقدار كشفا تسوقها= عبورا إلى لقياك أين وأينما
فلا فرق عند القلب جمر يعبه= أكان بنار العشق أو كان أعظما
إذا ازدحمت سود الليالي ببابنا= فإنك يا غوثاه إشراقة السما
دعوناك هل كان استتارك في الملا= حريا لأن يبقى على الحب مأتما
وتلك شفاه الحب صُمّتْ و مُزّقت= تريك به ثغرا من العشق أبكما
وها هو حصن الدين ضاعت شموسه= أترضى بأن نسقى الهوان ونهزما
وعذرا فلم ندرك لصبرك حجة= تجاوز لون الصبر كي يتحطما
إذا كنت للحق النفوس مفجرا= فدع من يريدون الظلام مقدما
وأقدم فدك النفس غصنا من الهدى= تقاسمها بالسيف نصرا معظما
فمن لم يذق طعم الكرامة لن يذق= نصيبا لوقت النصر مهما توهما
وكيف ستحيى بقعة الظلم عزة =وقد شربت من ذلة التيه معجما
أحار ولا أدري أقطر قلوبنا =يبوح فلم يترك لقلبك بلسما
أم الوله المنساب بين جوانحي= تراوده الأفكار لما تألما
فيا صاحب الأمر الذي في ملكوته =نداء الهيٌ به الحق أبرما
لذيذ الهوى حتى نراك بأفقنا =سماء تعيد الحق وجها ومعلما
تعيد إلى الإنصاف أحكام عدله =وركن من الإيمان قد كان هُدّما
فعجل فان الكأس فيه بقية= تزف لثغر كان فينا محرما
وشدّ خوافيها من الغيب ينتشي = بأحلامنا اللاتي رسمناك مبسما
متى لم نصب منك الليالي بغيبة= وفي كل حين يأخذ الشوق مقدما
لنا في جفون الصبر أسر معذّرٌ= ففك وثاق الصبر مهما تجسما
وما لك لا تأتي وسيفك فاتح ="إذا جاء نصر الله والفتح" أحكما
على حين يلقي الآخرون قيادهم= إليك وصوت العدل إياك صمما
وصاروا كما شئت الحقيقة مفصلا= يزفون رايات الولاية أنجما
فإن جنحوا للحق والحق إنه =فلا شرف أعلى من الحق إن سما
وان مرقوا فالسيف حكم قيادهم= يوثقه صرف الردي كيف نظما
فكم جلّ هذا الأمر والأمر عنده= وان عظم المطلوب شوقا ويتما
متى ينتهي الأمر فذاك محمدٌ= إليك لواء النصر قد كان سلما
فمذ خيبر حتى الطفوف بكفه= تجددها يا صاحب الأمر منهما
فلا تلد الأبطال إلا بطولة =ولا تنجب الأكرام إلا المكرما
فيا فالق الإصباح أقدم فصبحنا =عليها دماء الطف والليل خيّما |