انفلونزا الخنازير: الوباء يتحدى (تاميفلو) وتوقّعات بإصابة مليارَي شخص

 

شبكة النبأ: فيما أبقت منظمة الصحة العالمية على تقديراتها لاحتمالات اصابة نحو ملياري شخص بفيروس الانفلونزا (اتش 1 ان 1) مع انتهاء وباء الانفلونزا، أعلنت المنظمة من جهة اخرى، أن عدد ضحايا أنفلونزا الخنازير وصل إلى 1154 حالة وفاة، منذ اكتشاف أول حالة في المكسيك في نيسان الماضي، وذلك وفق آخر إحصائية للمنظمة العالمية في 31 تموز الماضي، بزيادة قدرها 338 عن آخر إحصائية للمنظمة في 27 من الشهر نفسه.

لكن هذه التقديرات تأتي مع تحذير طبي كبير.. لا أحد يعرف عدد الذين اصيبوا حتى الان بالسلالة الجديدة المعروفة باسم انفلونزا الخنازير وان العدد النهائي لن يعرف على الاطلاق لان الكثير من حالات الاصابة تكون خفيفة وتشفى دون ملاحظة.

وقالت افاللوك بهاتياسيفي المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في بيان "مع انتهاء الوباء سيكون ما بين 15 الى 45 في المئة من السكان قد اصيبوا بالفيروس الوبائي الجديد."واضافت قائلة "ثلاثون بالمئة هو متوسط التقدير و30 في المئة من سكان العالم يعني ملياري نسمة."

وقالت بهاتياسيفي "لكن يجب ان نتذكر ان محاولات تقدير معدلات الاصابة يمكن فقط ان تكون تقريبية."وفي وقت سابق من تفشي الفيروس والذي رصد للمرة الاولى في ابريل نيسان تعرض الدكتور كيجي فوكودا القائم باعمال مساعد مديرة منظمة الصحة العالمية التابعة للامم المتحدة لاتهامات بان المنظمة تثير فزعا بشأن المرض عندما استخدم رقم ملياري شخص.

لكن منظمة الصحة العالمية التي رفعت مستوى التحذير العالمي من الانفلونزا الى أعلى مستوى في 11 يونيو حزيران معلنة وباء عالميا قالت منذ ذلك الحين ان السلالة تنتشر بالفعل بشكل اسرع بكثير من اوبئة الانفلونزا السابقة.

وفي الوقت نفسه فانه بسبب ان اغلب المصابين يعانون فقط اعراضا بسيطة أبلغت المنظمة الدول انها لم تعد مضطرة للابلاغ عن كل حالة جديدة تكتشف لكن عليها التركيز على مراقبة التمركز المثير للشك للمرض ومتابعة حالات الوفاة.

وذكر اخر تحديث لمنظمة الصحة العالمية في 27 يوليو تموز ان اجمالي عدد الوفيات جراء الاصابة بفيروس (اتش 1 ان 1) بلغ 816 شخصا بينما بلغ عدد حالات الاصابة التي اكدتها المعامل بما فيها الوفيات 134503 وهو رقم يقل كثيرا من عدد الحالات المصابة فعليا والتي قد تكون بالملايين بحسب تقديرات خبراء الصحة.

وفيات أنفلونزا الخنازير تقفز إلى 1154 حالة بـ168 دولة

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد ضحايا أنفلونزا الخنازير وصل إلى 1154 حالة وفاة، منذ اكتشاف أول حالة في المكسيك في أبريل/ نيسان الماضي، وذلك وفق آخر إحصائية لمنظمة الصحة العالمية في 31 يوليو/ تموز الماضي، بزيادة قدرها 338 عن آخر إحصائية للمنظمة في 27 من الشهر نفسه. 

وبلغت سرعة انتشار المرض في ستة أسابيع، بنفس مقدار انتشار الأنفلونزا العادية في ستة أشهر، وفقاً للمنظمة، كما بلغت حالات الإصابات المسجلة حول العالم 162380 حالة، لكن المنظمة تعتقد أن الرقم أكثر من ذلك، على اعتبار أنه يوجد حالات غير مسجلة.

ومع انتشار المرض في 168 دولة حول العالم، أبدت السلطات الأمريكية قلقها من انتشار المرض، خصوصاً مع اقتراب موسم الأنفلونزا الموسمية، وتؤكد السلطات الصحية الأمريكية أن هناك حاجة لإعطاء لقاحات المرض لحوالي 160 مليون أمريكي.

لكن السلطات تعلم أن الأمر ليس سهلاً، خصوصاً أن اللقاحات ليست جاهزة بعد، وإنما في طور التجربة، كما إنه يجب على كل شخص تناول اللقاح مرة ثانية بعد ثلاثة أسابيع من الأولى، ليتمكن جهاز المناعة من مقاومة فيروس المرض. بحسب سي ان ان.

وهذا يعني أن من يتلقى جرعة من اللقاح حال اكتمال صناعة اللقاح، والمتوقع في أواخر شهر أكتوبر/ تشرين الأول، فإنه لن يملك المناعة الكافية لمواجهة المرض حتى نهاية فصل الخريف.

وأعلنت شركة "غلاكسو سميث كلاين" العملاقة في مجال صناعة الأدوية في بريطانيا، أنها وقعت حتى الآن عقوداً مع تسع حكومات لتزويدها بـ 96 مليون جرعة من لقاح المرض، كما أنها مستمرة في المفاوضات مع حكومات أخرى لتزويدها باللقاحات.

وكانت الشركة قد أعلنت من قبل أنها وقعت اتفاقيات بقيمة 250 مليون دولار، كما أعلنت نيتها التبرع بحوالي 50 مليون لقاحاً لمنظمة الصحة العالمية لتزويد بعض الدول الفقيرة بها.

وكانت اللجنة الاستشارية الاتحادية لممارسات التحصين قد أصدرت دليلاً توجيهياً لاتباعه في حملة التطعيم ضد المرض، وحددت اللجنة نصف سكان العالم تقريباً هدفاً في الجولة الأولى للمطاعيم.

كما أعطيت الأولوية للحوامل، والأطفال، والطواقم الطبية العاملة في المرض، والشباب دون سن 24 عاماً، والمسنين، وبعض الحالات الخاصة.

لبس الأقنعة الواقية يمنع انتشار الأنفلونزا الموسمية

وفي سياق متصل أظهرت دراسة جديدة فاعلية الأقنعة الواقية المستخدمة في تغطية الأنف والفم، في الحماية من الإصابة بالأنفلونزا، وذلك إذا ما تم الالتزام بها خلال الساعات الـ 36 الأولى من الإصابة بالمرض.

ففي حال إصابة أحد أفراد العائلة بالأنفلونزا الموسمية، وقام أعضاء العائلة جميعاً بارتداء الأقنعة، مع التزام المريض بغسل يديه باستمرار، فإن ذلك يحمي الأسرة من الإصابة بالعدوى كما يعجل من شفاء المريض.

ورغم استعمال هذه الأقنعة منذ فترات طويلة، إلا أن الخبراء لم يكونوا يؤكدون على أنه بالفعل يمكن ان يقوم بدور إيجابي، إلى أن ظهرت دراسات حديثة تؤكد فعاليته، كما يعتقد الدارسون أن يمكن أن تكون فعالة أيضاً في الحماية من أنفلونزا الخنازير التي أصابت حوالي 95 ألفاً حول العالم حتى الآن، كما تسببت بوفاة 429 في 122 بلداً. بحسب سي ان ان.

ويقول الدكتور بينيامين كولينغ من كلية الصحة العامة في جامعة هونغ كونغ ورئيس الفريق الذي أجرى الدراسة :"الكثير من الناس يعتقدون أن السعال ونزلات البرد أمراض لا يمكن إيقافها مهما حاولنا، لكن نتائج دراستنا أظهرت أن انتشار المرض يمكن إيقافه ببعض الاحتياطات البسيطة."

وأجرى كولينغ وزملاؤه الدراسة على 407 أشخاص ممن أصيبوا بالأنفلونزا الموسمية، وقسموهم إلى ثلاث مجموعات، كانت المجموعات الأولى هي المرجع، ونصح أعضاؤها بتناول غذاء صحي سليم، واتباع عادة سليمة لمنع إصابتهم بالمرض، فيما طلب من أعضاء المجموعة الثانية القيام بغسل أيديهم بالماء والصابون باستمرار، خصوصاً عندما يسعلون، كما طلب منهم استخدام معقم للأيدي عندا لمسهم لأسطح غير نظيفة.

أما المجموعة الثالثة فقد طلب من أعضائها استخدام الأقنعة الواقية باستمرار وعدم إزالتها إلى وقت الطعام والنوم، وغسل الأيدي باستمرار.

السعودية تأمل في تطويق انتشار الانفلونزا في موسم الحج

من جهتها قالت المملكة السعودية انها ستستخدم كاميرات حرارية وستضع مزيدا من المسعفين الطبيين على أهبة الاستعداد في اطار التدابير الرامية لمحاصرة مرض انفلونزا (اتش1ان1) خلال موسم الحج ولكنها لا تتوقع وقف انتشار الفيروس تماما.

ويؤدي الحج كل عام نحو ثلاثة ملايين حاج من أكثر من 160 دولة. ومنهم مليونا حاج من خارج المملكة. ويصل أغلب هؤلاء جوا الى مدينة جدة.

وأعلنت السعودية مؤخرا أول حالة وفاة بعد الاصابة بفيروس ( اتش1ان1). والحالة لسعودي عمره 30 عاما من مدينة الدمام الواقعة في الجانب الشرقي من المملكة. وأعلنت السعودية تسجيل نحو 300 حالة اصابة بالفيروس.

وقال زياد ميمش مساعد نائب وزير الصحة لشؤون الطب الوقائي ومكافحة العدوى ان منظمة الصحة العالمية قالت بوضوح ان وقت منع المرض من الدخول الى البلاد قد فات.

وأضاف أنه استنادا على ذلك يتعين تركيز الجهود على تطويق المرض ومنعه من الانتشار داخل البلاد من خلال الممارسات الاجتماعية الصحية وارتداء الاقنعة.

وفي الاسبوع الماضي اتفق وزراء الصحة العرب على منع من تزيد أعمارهم على 65 عاما وتقل عن 12 عاما من التوجه للسعودية لاداء الحج. ولم تقل السعودية ما اذا كانت ستتقيد بذلك القرار.

وقال ميمش ان الامر حاليا بيد السلطات الاعلى كي تصدر موافقتها عليه في اشارة للعاهل السعودي الملك عبد الله.

وقال محمد الحارثي مدير الشؤون الصحية بمطار جدة ان مبنى المطار المخصص للحجاج سيكون مزودا بعشرين مجسا حراريا لفحص الحجيج وسيزيد عدد الاخصائيين الطبيين بنسبة 20 في المئة عن عددهم في العام الماضي. وسيشمل الفريق الطبي 550 فردا ما بين أطباء وممرضين وفنيي مختبرات وصيادلة.

البنتاغون يضع خططاً عسكرية لمواجهة أنفلونزا الخنازير

ومن جهته يخطط البنتاغون، وزارة الدفاع الأمريكية، لتشكيل فرق إقليمية من قوات الجيش لمساعدة السلطات المدنية حال تفشي واسع لفيروس H1N1، المعروف بأنفلونزا الخنازير، هذا الخريف، وفق ما كشفت مصادر عسكرية.

وتقتضي الخطة، التي تقدم بها قائد القيادة الشمالية، الجنرال فيكتور رينورت، بأن تباشر قوات مهام خاصة العمل إلى جانب "وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية"، وفق مصادر رفضت كشف هويتها، بدعوى أن الخطة مازالت قيد الموافقة.وينتظر المقترح العسكري التفويض النهائي من وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس.

ورجح أحد المصادر أن تتشكل تلك الفرق من كافة أفرع الجيش المختلفة، إلا أنه لم يتحدد بعد عدد القوات التي ستكلف بهذه المهام وإذا ما سيجري تكوينها من الجنود أو قوات الحرس الوطني والاحتياط.

وقال آخر إن "وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية"، هي التي ستقود أي جهود إغاثية حال تفشي الوباء، وأن الجيش، وكما هو متبع في حال الكوارث الطبيعية والحالات الطارئة الكبرى الأخرى، سيباشر في تقديم الدعم وسد ثغرات السلطات المدنية بالقيام بمهام النقل الجوي وإجراء فحصوات مخبرية لأعداد كبيرة من الأشخاص المتأثرين بالمرض. بحسب سي ان ان.

وكخطوة أولى، سيوقع غيتس على ما يسمى "أمر التنفيذ" الذي يخول الجيش الأمريكي بدء تفاصيل المخطط وكيفية تنفيذه، وستجرى مراجعة بعد النشر الفعلي للقوات في وقت لاحق بالمستقبل بالاستناد إلى التهديدات التي قد تمثلها أنفلونزا الخنازير في الخريف، على ما أوردت المصادر.

هذا ويواصل فيروس H1N1  انتشاره البطيء في مختلف دول العالم، حيث ارتفع عدد الدول التي سجلت حالات مؤكدة بالمرض الناجم عن الفيروس إلى نحو 160 دولة.

وتحتل الولايات المتحدة الأمريكية المركز الأول في عدد الإصابات بالفيروس، حيث سجلت ما يزيد على 33 ألف و902 حالة مؤكدة مخبرياً، بحسب الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.

كما تحتل بريطانيا المركز الثالث في عدد المصابين بفيروس أنفلونز الخنازير H1N1 بعد كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، وفقاً للبيانات الصادرة عن الحكومة البريطانية.

الفايروس يتحدى عقار تاميفلو لدى المصابين بانفلونزا الخنازير

وفي تطور لافت، رصدت حالات مقاومة للمضاد الفيروسي تاميفلو المستخدم في علاج مرض انفلونزا الخنازير لدى مصابين بهذا الوباء قرب الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، كما اعلنت الاثنين منظمة الصحة في الاميركيتين.

وقالت ماريا تيريزا تشيركيرا المسؤولة المحلية في مكتب المنظمة خلال مؤتمر صحافي عن فيروس "ايه (اتش1 ان1)" في لا خولا بولاية كاليفورينا غربي الولايات المتحدة "لقد وجدنا حالات مقاومة للتاميفلو عند الحدود، لقد رصدنا بعض الحالات، بينها قلة تأكدنا منها، في ايل باسو وقرب ماك آلن في تكساس (جنوب الولايات المتحدة)". بحسب فرانس برس.

واوضحت ان الاشخاص الذين رصدت لديهم حالات المقاومة لعقار تاميفلو الذي تنتجه مختبرات الادوية السويسرية "روش" يجتازون الحدود بين البلدين باستمرار وان العقار تناولوه من تلقاء ذاتهم ودون وصفة طبية.

وكانت كندا رصدت حالة مقاومة لعقار تاميفلو في تموز/يوليو، في اول حالة من نوعها في القارة الاميركية الشمالية، بحسب الدكتور غي بوافين من مركز لافال الاستشفائي الجامعي في كيبيك الذي اكتشف هذه السلالة المقاومة من الفيروس. كذلك سجلت حالات مقاومة للفيروس في كل من الدنمارك واليابان وهونغ كونغ.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 15/آب/2009 - 23/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م