الشيعة في السعودية: اعتقالات تعسّفية وتصاعد وتيرة اغلاق المساجد

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: فيما بيّنَ تقرير اصدرته لجنة حقوق الانسان في شبه الجزيرة العربية إن الأحداث المتوالية التي مرت بها المنطقة الشرقية وبالخصوص محافظة الأحساء والتي استهدف بها نظام الحكم السعودي المتشدد المواطنون الشيعة تشير إلى حملة منظمة ومدروسة ومخطط لها من قبل الكيان، الهدف منها تقييد شيعة أهل البيت عليهم السلام ووضعهم في زاوية حرجة وشل نشاطاتهم وسلب حرياتهم.

وقال تقرير اصدرته لجنة حقوق الانسان في شبه الجزيرة العربية: إن الأحداث المتوالية التي مرت بها المنطقة الشرقية وبالخصوص محافظة الأحساء والتي استهدف بها الكيان السعودي المواطنون الشيعة تشير إلى حملة منظمة ومدروسة ومخطط لها من قبل الكيان الهدف منها تقييد شيعة أهل البيت عليهم السلام ووضعهم في زاوية حرجة وشل نشاطاتهم وسلب حرياتهم.

إن سياسة الكيان السعودي هذه والتي عرفت بسياسة التمييز الطائفي والتي أصبحت صفة مميزة له أخذت تنحى منحى خطيراً هذه الأيام وذلك لكثرة الأحداث وتسارعها.

 فبعد حملة إغلاق المساجد الشيعية في الأحساء واعتقال القائمين عليها , اتجه الكيان السعودي إلى شن حملة اعتقال طالت العديد من شباب الشيعة والتي ادعى فيها الكيان السعودي بان المعتقلين قد مارسوا أنشطة دينية تخالف أحكام الشريعة الإسلامية تثير النزعة الطائفية حسب اعتقاده وتخالف النسق الديني المتعارف عليه في شبه الجزيرة العربية والذي تفرضه المدرسة الوهابية المتمثلة في مؤسسة آل سعود الدينية التي يتربع على عرشها الكبار من موظفي البلاط السعودي أمثال عبد العزيز آل الشيخ وصالح اللحيدان وعبد الرحمن البراك والذين تخرجوا من المدرسة الوهابية التي تقف بالضد من مذهب أهل البيت عليهم السلام والذي يسبب حالة خوف وهلع لديها.  

ففي يوم الاثنين 20 يوليو/تموز 2009 قام الكيان السعودي باعتقال خمسة مواطنين شيعة من محافظة الأحساء من بلدة الرميلة وهم ( بدر حسين الحربي , 19 عاما , السيد مصطفى الحسن , 26 عاما , نظمي بو جبارة , حيدر عبد الله السماعيل , سعود الحداد ).

 وفي 25 يوليو 2009 قامت السلطات الأمنية باعتقال المواطنين السيد مرتضى إبراهيم الهاشم , 19 عاما , والسيد أمين طاهر الهاشم , 38 عاما , من بلدة الرميلة ونقلتهم إلى سجن الأحساء العام وذلك بسبب مشاركتهما في الشعائر الحسينية في شهر محرم من العام الماضي وأفرج عنهم بعد خمسة أيام من السجن.

 وفي 27 يوليو 2009 تم اعتقال المواطنين السيد أنور سلمان عبد الله العلي ,17عام , و السيد عبد الله حسين السلمان , 22 عام , ووائل عبد الجليل الشقاق , 21 عام , من بلدة الرميلة بتهمة المشاركة في أنشطة دينية.

 وفي 29 يوليو 2009 قامت السلطات الأمنية باعتقال المواطن الحاج حجي حسين الحمد ,51 سنة , من قرية الطريبيل في الأحساء وعلى نفس التهمة.

 وفي يوم الجمعة 31 يوليو 2009 قامت مجموعات من المباحث العامة بمداهمة بعض المنازل في بلدة الرميلة واعتقلت خمسة من المواطنين الشيعة وهم : (السيد حسين السيد ناصر العلي , 25 عام  , السيد جعفر السيد ناصر العلي 27 عام ,  يوسف محمد الشلاع , 28عام , السيد عبد الله السيد ناصر العلي , 29عام , صادق حسين الحماد , 36عام ) وعلى نفس التهمة.

 وفي يوم الأربعاء 5 أغسطس 2009 داهمت السلطات الأمنية في الأحساء خمسة أماكن تم تحضيرها لإحياء مهرجانات شعبية بمناسبة ميلاد الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) وقامت بتدميرها وتفكيك ونزع جميع مظاهر الزينة المنتشرة في المدينة.

 واضاف التقرير، في نفس اليوم قامت فرقة تابعة للشرطة وإدارة البحث الجنائي بمداهمة قرية ( بني معن) ومنعت المواطنين من إقامة مهرجانات احتفالية لنفس المناسبة وهددت القائمين على إقامة المهرجانات بالاعتقال وتم سحب بطاقات هوياتهم وطالبتهم بمراجعة الشرطة.

 وفي 1 أغسطس 2009 وعلى أثر ورود رسائل عبر البريد الداخلي لجامعة (الملك فهد) للبترول والمعادن بالظهران تلقاها نحو 8000 من الطلاب حملت بطاقات تهنئة بميلاد الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) برزت في النقاش الالكتروني عبارات تحريضية قام بإرسالها طلاب وهابيون ضد الطلاب الشيعة تطالب بقطع رؤوس الرافضة على حد تعبيرهم.

 والجدير بالذكر أن المواطنين الشيعة في شبه الجزيرة العربية وبالخصوص في القطيف والأحساء يحتفلون كل عام وفي منتصف شهر شعبان بميلاد الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) حيث يشارك الآلاف منهم في هذه المناسبة سواء في المساجد والحسينيات أو الشوارع والساحات العامة.

 إن ما يعانيه شعب القطيف والأحساء من الشيعة من اضطهاد بسبب عدم انضوائهم تحت مدرسة بني سعود الدينية جعل منهم أمة تعيش تحت غيمة كبيرة من السلوك الديني المنحرف الذي يمارس ضدهم والذي لا يمطر إلا ظلماً وطغياناً يفتح سجلاً مأساوياً ذا صفحات سوداء يضيفها لسجل آل سعود الأسود والمحمل بجميع أشكال انتهاكات حقوق الإنسان.

نظام الحكم السعودي وعودة للحرب الطائفية

واضاف تقرير للّجنة، بأن نظام الحكم السعودي يحاول في المرحلة الحالية لملمة جراحه بعد الإخفاقات التي تعرضت له سياسته الخارجية بالتأثير على مجريات الأمور في المنطقة الإقليمية مثل العراق ولبنان وإعلان حرب خفية ضد الشيعة في المنطقة من خلال تحالفه مع بعض الأنظمة العربية التي ترى بان بروز الشيعة يشكل عنصر تهديد على أنظمتها الغير شرعية , وتجسيداً لهذه الحرب على أرض الواقع فانه وبالتأكيد يبدأ بالمواطنين الشيعة في شبه الجزيرة العربية لما يمثلوه من صخرة صلدة تسد عليه جميع منافذ التفرد بزعامة النظام الإقليمي في المنطقة.

وتابع التقرير، لقد كانت القطيف والاحساء نقطة انطلاق وتطبيق للسياسات الطائفية لهذا الكيان المهزوز والذي بدأها في الوقت الخطأ وفي الأرض الخطأ معتمدا على حسابات وهمية رسمتها له دوائر فاشلة داخلية وخارجية.

واضاف التقرير، لقد انتدب بني سعود في الأحساء عائلة موغلة في الظلم والقسوة منذ أن بدؤوا بتأسيس كيانهم المحتل على أرض الجزيرة العربية وهي عائلة جلوي الذي كان على رأسها ( عبد الله بن جلوي بن تركي آل سعود ) الذي تولى إمارة المنطقة الشرقية عام 1913 واستمر فيها حتى هلاكه بالأحساء عام 1935 وتعاقب أبناؤه من بعده على حكم الأحساء حتى هذا اليوم. حيث لازال بنو سعود يفتخرون بالقسوة والشدة التي أبداها المقبور (عبد الله بن جلوي) الذي شارك مع عبد العزيز آل سعود عام 1902 في التسلل إلى قصر (المصمك) في الرياض والذي كان يسكنه (عجلان بن محمد العجلان) عامل محمد ابن رشيد على الرياض وقيامه بذبح عجلان وبدم بارد.

بعد عشرات السنين من السياسة الطائفية التي مارسها الكيان السعودي في حكم شبه الجزيرة العربية فأنه لا زال مستمراً على نفس النهج متوهماً بأنه يتمكن من إسكات أصوات شعب القطيف والأحساء وإنهاء وجود المذهب الشيعي النابض في المنطقة الشرقية.

ووفقاً لهذا التصور الخاطئ , قامت سلطات الكيان السعودي يوم الاثنين 20 يوليو/تموز 2009 بعد سلسلة إغلاق المساجد والحسينيات في الأحساء وأخرها منع المصلين من أداء صلاة الجمعة في مصلى حي الثقبة وللأسبوع الرابع , ووفقاً لأوامر من محافظ الأحساء ( بدر بن محمد بن جلوي ) , قامت باعتقال خمسة من الشباب الشيعة من محافظة الأحساء وهم:

1- بدر حسين الحربي , 19 عاما , من قرية الرميلة

2- السيد مصطفى الحسن , 26 عاما , من قرية الرميلة

3- نظمي بو جبارة

4- حيدر عبد الله السماعيل

5- سعود الحداد

واضاف التقرير، ان سياسة كهذه لا تثني شعب عرف بالعزة والكرامة وهي محاولة بائسة من كيان يحاول أن ينفخ الهواء في قربة مثقوبة , وعلى الكيان السعودي أن ينظر بواقعية تتناسب مع هذا الزمن الذي بدأت تتهاوى فيه هرم الأنظمة والكيانات الفاسدة التي أشبعت شعوبها ظلماً وطغياناً متناسيةً بان للباطل جولة وللحق دولة.

على الكيان السعودي أن لا يتمادى في غيه وطغيانه في زيادة مشاعر الكراهية والحقد لدى شعب القطيف والأحساء , وعليه مراجعة حساباته الخاطئة في التعرض للشباب المؤمن من الشيعة وإطلاق سراح المعتقلين وبدون قيد أو شرط تفادياً لردود أفعال لا تحمد عقباها يكون هو المسؤول عنها.

تذكر لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية شعبنا الحر في القطيف والأحساء بان ساعة الخلاص قريبة وان ما يقوم به الكيان السعودي ما هي إلا محاولات هزيلة الهدف منها ثني مواطنينا الأحرار من أداء دورهم الرسالي في خضم الدعوات المستكينة والمتخاذلة في التذلل لآل سعود وطلب الرحمة والمغفرة والتي لم تنتج سوى مزيداً من الاعتقالات وإغلاق المساجد , ويبقى صوت الأحرار أمثال الشيخ المجاهد العلامة نمر باقر النمر زلزالاً يهز عرش بني سعود لم يألفوه من قبل.

الشرطة تداهم أكبر المهرجانات الشعبية في الأحساء

وفي سياق متصل بحملات قمع الشيعة في السعودية، داهمت السلطات الأمنية السعودية خمسة مواقع معدة لانطلاق أحد أكبر المهرجانات الشعبية في الأحساء بمناسبة ميلاد الامام المهدي وأمرت بتفكيك ونزع جميع مظاهر الزينة المقامة.

وذكر الأهالي لشبكة راصد الاخبارية، أن فرقا تابعة للشرطة وادارة البحث الجنائي داهمت قرية "بني معن" وهددت القائمين على مهرجان الامام المهدي بالقائهم في السجن ما لم يشرعوا في تفكيك جميع التجهيزات المعدة للمهرجان.

وسحب عناصر الأمن بطاقات الهوية من العديد من منظمي المهرجان وطالبتهم بمراجعة الشرطة. وذكر شهود عيان أن عناصر الأمن أمروا بإزالة خمسة مواقع معدة لانطلاق المهرجان الذي يعد الأكبر في الأحساء والمزمع انطلاقه مساء اليوم الأربعاء.

وكانت الاستعدادات للمهرجان الذي يقام بمناسبة ميلاد الامام الثاني عشر المهدي المنتظر بدأت منذ نحو الشهر وفقا لمشاركين.

ويقيم السعوديون الشيعة أكبر مهرجاناتهم الشعبية المعروفة بـ"الناصفة" أو "الكريكشون" والتي يشارك فيها الآلاف في احياء المولد في المساجد والحسينيات والشوارع والساحات العامة.

ودرجت السلطات الأمنية في السنوات الماضية على مداهمة وتخريب مظاهر الزينة المقامة بالمناسبة في القرى والبلدات الأحسائية.

وعادة ما يعقب هذه الاحتفالات حملة اعتقالات للمشاركين والمنظمين للمهرجانات الشعبية والتراثية المقامة في الساحات العامة.

وتتعرض الأحساء منذ سنوات إلى حملة مضايقات طائفية يشرف عليها محافظ الأحساء بدر بن جلوي اعتقل خلالها مئات المواطنين الشيعة واغلقت عشرات المساجد والحسينيات والمدارس الدينية.

يشار فيها في هذا السياق إلى أن العاهل السعودي الملك عبدالله أصدر امرا ملكيا بتمديد خدمة "بن جلوي" محافظا للأحساء لمدة أربع سنوات قادمة.

السعوديون الشيعة يحيون ذكرى ميلاد الامام المهدي المنتظر

وأقام السعوديون الشيعة احتفالات واسعة النطاق لمناسبة ليلة النصف من شعبان ذكرى ميلاد الامام الثاني عشر المهدي المنتظر. حيث توجه الآلاف في الأحساء والدمام والقطيف والمدينة المنورة منذ ساعات المساء الأولى إلى المساجد والحسينيات لاحياء البرامج العبادية والاحتفالات الدينية وقراءة المولد الشريف للإمام المهدي.

ويطلق على هذه الليلة عدة تسميات شعبية منها "الناصفة" و"كريكشون" و "حل وعاد" بحسب اختلاف المناطق الشيعية في المملكة.

وتشهد مداخل البلدات والاحياء الشيعية مظاهر فلوكلورية مع اقامة البوابات المزينة بلافتات التبريك وأنوار الزينة والاناشيد الدينية لتوزيع الحلوى والمكسرات والتي تشهد عادة ازدحاما لافتا نتيجة تكدس السيارات والمارة.

كما تكتظ الشوارع بآلاف الأطفال والفتيات والنساء الذين يخرجون بعد صلاة المغرب للشوارع والأزقة والبيوت يتلقون الحلوى والمكسرات من جيرانهم.

وبرزت دعوات في السنوات الأخيرة من رجال الدين لإحياء مناسبة المولد عبر البرامج العبادية عوضا عن التركيز على الجوانب التراثية والترفيهية فيها.

وجاءت هذه الدعوات ردا على تصاعد المظاهر السلبية كتجمعات "التفحيط" والاستعراض بالسيارات والدراجات النارية.

وتحرص العائلات الشيعية المقيمة خارج التجمعات البعيدة عن مناطق الكثافة الشيعية على احياء المناسبة ضمن تجمعات محدودة في المنازل والاستراحات.

الناصر: سنقيم الصلاة في الشوارع اذا استمر اغلاق المساجد الشيعية

ورفض أبرز رجال الدين الشيعة في مدينة الخبر السيد محمد باقر الناصر الانصياع لأوامر السلطات السعودية بالامتناع عن اقامة صلاة الجماعة مهددا باقامة الصلاة في الشوارع العامة ان استمر اغلاق المساجد الشيعية.

وقال الناصر في خطاب القاه الجمعة ان من يفكر في إغلاق ملف المساجد الشيعية في مدينة الخبر عبر التضييق على الشيعة في حرياتهم الدينية فهو مخطئ تماما. مضيفا القول "نحن مواطنون ولنا الحق في عبادة الله عزوجل حسب فقهنا ومعتقدنا وقانون الدولة لا يمنع من ذلك". بحسب  شبكة راصد الإخبارية.

وفي أبرز تحد للسلطات التي دشنت منذ العام الماضي حملة لاغلاق اربعة من المساجد الشيعية في المدينة هدد الناصر باقامة الصلاة في الشوارع العامة ان استمر هذا الاغلاق.

ووصف الاجراءات الحكومية في هذا الصدد بالعبثية. معتبرافي الوقت نفسه تطويق قوات الشرطة للمساجد الشيعية اسبوعيا بالرغم من منع الصلاة فيها يهدف "لإيجاد جو أمني في مدينة الخبر وإرعاب المواطنين".

كما انتقد في هذا السياق هيئة حقوق الانسان السعودية الرسمية التي وصفها بالشكلية وأن هدفها تحسين صورة الحكومة عند هيئات حقوق الإنسان الدولية.

وطالب في ختام خطابه بتدخل الملك عبدالله "لرفع الحيف والجور" معلنا في الوقت نفسه عن نيته عدم التوقف عن أداء صلاة الجماعة او الاحجام عن "المطالبة بحقنا والجهر بمظلوميتنا مهما حصل ومهما بلغت التهديدات".

السلطات السعودية تستأنف حملة الاعتقالات الطائفية في الأحساء

وشنَّت السلطات الأمنية السعودية في الأيام الأخيرة حملة اعتقالات طائفية طالت خمسة من المواطنين الشيعة في الأحساء في استئناف لحملة القمع الطائفي التي خفت نسبيا في الآونة الأخيرة.

وذكر الأهالي لشبكة راصد الاخبارية أن الاعتقالات التي جائت على خلفية المشاركة في أنشطة دينية مختلفة طالت يوم الاثنين شابين من قرية الرميلة هما؛ بدر حسين الحربي (19 عاما) السيد مصطفى الحسن (26 عاما).

وكان الحسن الذي اعتقل بتهمة تعليق اللافتات السوداء في شوارع القرية في المناسبات الدينية لم يمض على زواجه سوى ثلاثة أيام واعتقل من مكتب سفريات وهو في طريقه للسفر لقضاء شهر العسل في المدينة المنورة.

كما طالت حملة الاعتقالات الشبان؛ نظمي بوجبارة، حيدر عبد الله السماعيل بدعوى ممارسة الشعائر الحسينية فيما اعتقل الشاب سعود الحداد بتهمة توزيع الحلوى في محله التجاري ضمن مناسبة ميلاد النبي الأكرم شهر مارس الماضي.

ونقل المعتقلون إلى السجن العام بالأحساء وابلغوا بأحكام بالسجن تصل إلى فترة شهر واحد صادرة عن محافظ الأحساء بدر بن جلوي.

وتستبق حملة الاعتقالات الأخيرة عددا من الاحتفالات الدينية والموالد المرتقبة التي تصاحبها مهرجانات شعبية واسعة. واعتبر أهالي أن السلطات تمارس حملة ترهيب للقائمين على تلك الاحتفالات.

وكانت الأحساء شهدت في السنوات الأخيرة سلسلة اعتقالات طالت المئات من المواطنين الشيعة واغلق خلالها العشرات من المساجد والحسينيات والمجالس الدينية بإشراف مباشر من محافظ المنطقة.

مداهمات تطال خمسة شبان مع تصاعد حملة الاعتقالات الطائفية

ولاحقاً اعتقلت السلطات الأمنية السعودية خمسة مواطنين شيعة في الأحساء على خلفية مشاركتهم في انشطة دينية مختلفة في مؤشر على اشتداد حدة الاعتقالات الطائفية التي استأنفتها السلطات مؤخرا.

وذكرت مصادر مطلعة لشبكة راصد الاخبارية أن السلطات اعتقلت الأشقاء السيد عبد الله السيد ناصر العلي (29عاماً)، السيد حسين السيد ناصر العلي (25عاماً) والسيد جعفر السيد ناصر العلي (27 عاماً).

واعتقل الأخير في باحة مستشفى الولادة بالأحساء أثناء استقباله لمولوده الأول الذي أبصر النور ظهر اليوم نفسه.

كما شملت الموجة الأخيرة الشابان صادق حسين الحماد (36عاماً) ويوسف محمد الشلاع (28عاماً). وجميع الشبان الخمسة من بلدة الرميلة في الأحساء. وجرى إعتقال الشبان الخمسة دفعة واحدة عن طريق مداهمة منازلهم وأماكن تواجدهم.

وذلك بخلاف الاعتقالات السابقة التي جرت عن طريق استدعاء المطلوبين لمقر ادارة البحث الجنائي وايداعهم السجن فور حضورهم.

ويقول مقربون أن المداهمات الأخيرة انطوت على مؤشر تصعيدي في موجة الاعتقالات التي جاءت بمتوسط يومي منذ نحو اسبوعين وطالت حتى الآن 16 مواطنا شيعيا.

وجرت أغلب الاعتقالات بذريعة مشاركة الشبان الشيعة في مراسم احياء عاشوراء شهر يناير الماضي. وبحسب مقربين حكم على بعض المعتقلين بالسجن لمدة شهر فيما تأكد حتى الآن اطلاق اثنين فقط بعد قضاء فترة اسبوع واحد في السجن.

ويتهم الأهالي السلطات بالقيام بحملة ترهيب متعمدة استباقا للاحتفالات واسعة النطاق التي يحييها المواطنون الشيعة نهاية هذا الأسبوع في مختلف المدن والقرى السعودية بمناسبة ميلاد الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر.

هذه الاحتفالات التي لم تخلو من محاولة السلطات في السنوات الماضية تخريبها عبر ازالة مظاهر الزينة عادة ما تعقبها حملة استدعاءات امنية واعتقالات وسط المواطنين الشيعة في الأحساء.

ويقود محافظ الاحساء بدر بن جلوي منذ أكثر من خمس سنوات حملة مضايقات طائفية مستمرة بحق المواطنين الشيعة.

وتلتزم الهيئات الحقوقية السعودية الرسمية الصمت ازاء الحملة التي شملت اعتقال مئات المواطنين الشيعة لفترات مختلفة واغلاق العشرات من المساجد والحسينيات والمدارس الدينية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 15/آب/2009 - 23/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م