![](Images/101.jpg)
شبكة النبأ: يذمّه الغرب لسياساته
المتشددة ويزدريه كثيرون في الداخل بسبب انتخابات وصفها خصومه بأنها
تمثيلية خطيرة، لكن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يبدو قادرا على
مراوغة اعدائه وأنصاره على حد سواء.
انّ ورقة اللعب الرئيسية التي حملها احمدي نجاد (53 عاما) خلال
مشواره السياسي هي أن خصومه استخفوا به باستمرار وهو ما منحه مساحة
اكبر لزيادة احكام قبضته على السلطة.
ولم يأت انتخابه لولاية رئاسية ثانية دون ثمن. فقد هز صراع سياسي
ايران منذ الانتخابات التي جرت في 12 يونيو حزيران وهو الاسوأ الذي تمر
به خلال 30 عاما.
وأدت النتائج التي قال المرشحان الاصلاحيان والمعتدلان البارزان
اللذان هزما في الانتخابات مير حسين موسوي ومهدي كروبي انه تم التلاعب
بها لضمان فوز احمدي نجاد الى احتجاجات عنيفة وسببت انقساما عميقا داخل
النخبة الايرانية من رجال الدين والساسة. بحسب تقرير لرويترز.
لم تكن هذه المرة الاولى التي يتحدى فيها احمدي نجاد ابن الحداد
والعضو السابق بالحرس الثوري التوقعات. فقد كان شخصية مغمورة حين تم
تعيينه رئيسا لبلدية طهران عام 2003 ولم يكن من الشخصيات البارزة حتى
حين هزم الرئيس الاسبق علي اكبر هاشمي رفسنجاني في جولة اعادة
بالانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2005.
وخلال فترة رئاسته الاولى أثار احمدي نجاد غضب المجتمع الدولي
بخطابه العنيف ضد الولايات المتحدة واسرائيل وموقف التحدي الذي تبناه
بشأن البرنامج النووي الايراني وتشكيكه المستمر في محارق النازي.
واتهم احمدي نجاد بعض الدول الغربية بأنها "أنانية وتدخلية" بشأن
الانتخابات مما يشير الى نهج اكثر عداء تجاه الغرب في ولايته الثانية.
وحين كان رئيسا لبلدية طهران شن حملة ضد الحريات الاجتماعية وقلص
الكثير من الاصلاحات التي أدخلها الاصلاحيون المعتدلون الذين كانوا
يديرون المدينة قبله.
ويلعب احمدي نجاد وهو قصير القامة ويرتدي القمصان بلا ربطات عنق
والسترات القصيرة على وتر أصوله وأسلوب حياته المتواضعين.
وولد أحمدي نجاد في قرية ارادان التي تعتمد على الزراعة على بعد 100
كيلومتر جنوب شرقي طهران وانتقل مع أسرته الى العاصمة في طفولته
المبكرة. ودرس الهندسة وتنقل بين التدريس والمناصب الادارية.
وركزت حملته الانتخابية على الفقر والعدالة الاجتماعية واعادة توزيع
الثروة داخل ايران. وكان قد وعد بأن يضع جزءا من ثروة ايران النفطية
على طاولة كل أسرة في البلاد التي يتجاوز عدد سكانها 70 مليون نسمة
فأخذ يوزع القروض والاموال والمساعدات الاخرى للمشاريع المحلية خلال
جولاته العديدة بالاقاليم.
لدى تنصيبه.. نجاد يلقي خطابا عدوانيا
والقى الرئيس نجاد بمناسبة تنصيبه في مجلس الشورى خطابا عدوانيا
حيال قوى "الاستكبار" واعدا بتغييرات، فيما كانت الشرطة في الخارج تطلق
قنابل مسيلة للدموع لتفريق مئات المتظاهرين المحتجين.
وقال الرئيس امام مجلس الشورى خلال جلسة تنصيب قاطعها العديد من
شخصيات المعارضة المحتجين على نتائج الانتخابات التي يعتبرونها مزورة
ان "ملحمة الانتخابات الرئاسية في 12 حزيران/يونيو هي بداية تغييرات
مهمة في ايران والعالم". واضاف في خطابه "سنقاوم (قوى) الاستكبار
وسنواصل العمل على تغيير الآليات التمييزية في العالم لصالح جميع الامم".
وحضر حفل اداء قسم اليمين معظم الدبلوماسيين الاجانب ولا سيما
الاوروبيين ومن بينهم السفراء الفرنسي والبريطاني والسويدي الذي ترئس
بلاده الاتحاد الاوروبي، على ما افاد مصدر دبلوماسي وكالة فرانس برس.
وقال ان الدول الغربية "قالت انها تعترف بالانتخابات (في ايران)
لكنها لن توجه رسائل تهنئة. هذا يعني انها تريد الديموقراطية فقط
لمصالحها الخاصة ولا تحترم حقوق الشعوب". بحسب فرانس برس.
وتابع "اعلموا ان لا احد في ايران ينتظر رسائل تهانيكم". واقر البيت
الابيض ان احمدي نجاد هو الرئيس "المنتخب" لكنه اعلن انه لا ينوي
تهنئته.
وتغيب عن الجلسة الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني الذي يرئس مجلس
تشخيص مصلحة النظام ومجلس الخبراء، الهيئتان الاساسيتان في السلطة
الايرانية، على ما ذكر صحافي فرانس برس.
كما تغيب المرشح الخاسر في الانتخابات رئيس مجلس الشورى سابقا مهدي
كروبي، والرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي، وكذلك قائد حركة الاحتجاج
على اعادة انتخاب احمدي نجاد، المرشح الخاسر مير حسين موسوي.
نجاد يعد تشكيلة الحكومة الايرانية الجديدة
رغم الاحتجاجات
وبدأ نجاد، غداة تنصيبه، العمل على تشكيلة الحكومة التي يجب ان
يقدمها خلال اسبوعين، بعدما وجهت اليه انتقادات من بعض حلفائه
المحافظين بسبب خياراته الاولى.
واشادت الصحف المحافظة في ايران الخميس باحمدي نجاد لاستخدامه لهجة
شديدة حيال الدول الغربية خلال خطاب تنصيبه محذرا من ان الجمهورية
الاسلامية ستقاوم "المؤامرات" الاميركية، علما ان الصحافة المحافظة
كانت وجهت اليه انتقادات في الاسابيع الاخيرة بسبب خياراته.
وعلى الرئيس الايراني المحافظ المتشدد ان يقدم لائحة باعضاء حكومته
خلال اسبوعين. وبحسب القانون فان مجلس الشورى (البرلمان) يدقق في
المرشحين قبل ان يمنح الثقة لكل وزير، وذلك في مهلة اسبوع.
وقالت وكالة مهر القريبة من السلطات ان احمدي نجاد قد يقترح توزير
امرأة للمرة الاولى منذ الثورة الاسلامية في 1979. ويتردد في هذا
السياق اسم النائبة السابقة مرضية وحيد دستجردي.
وبحسب الوكالة ايضا فان المتحدث باسم الحكومة السابقة غلام حسين
الهام والمستشار الخاص للرئيس مجتبي سماره هاشمي مرشحان لمنصب النائب
الاول لرئيس الحكومة.
وكان احمدي نجاد قد اجبر نهاية تموز/يوليو على اقالة اسفنديار رحيم
مشائي من هذا المنصب بعد رسالة من المرشد الاعلى اية الله علي خامنئي
في هذا الصدد.وينتقد المحافظون مشائي لاعلانه قبل نحو عام ان ايران "صديقة
للشعب الاسرائيلي".غير ان الرئيس لم يستجب فورا لرغبة خامنئي، الامر
الذي اثار حفيظة المحافظين.
كما اقال احمدي نجاد وزير الاستخبارات غلام حسين محسني ايجائي في
نهاية تموز/يوليو بعد "جدل" حول مشائي. واثر هذه التوترات، تقدم نواب
باقتراح للتصويت على قانون يهدف الى ضبط اكبر لعمل الحكومة.
مجلس الشورى شكل لجنة لمتابعة المعتقلين في السجون الإيرانية
رفسنجاني: الضرر كبير إذا كان النظام موضع
تشكيك
من جانب اخر تحدى الرئيس الايراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني
انتقادات كبار رجال الدين في البلاد وواصل اصراره على المطالبة
بالافراج عن كل السجناء السياسيين.
وقال رفسنجاني في اجتماع مع أساتذة الجامعات في طهران: «وجهة نظري
هي نفس التي أشرت إليها في خطبة الجمعة في 27 يوليو».
وكان رفسنجاني قال في خطبة صلاة الجمعة التي ألقاها إن إيران في
أزمة وطالب بالافراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين كخطوة أولى
للخروج من الأزمة. بحسب د ب أ .
وشجب رجال الدين المحافظون تصريحاته ووصفوها بأنها محاولة لتقويض
النظام الاسلامي في إيران تمشيا مع أهداف المعارضة في البلاد بزعامة
مير حسين موسوي.
وذكرت وكالة «فارس» الايرانية للأنباء الاحد أن 65 من بين 88 رجل
دين يمثلون اجمالي عدد الأعضاء في مجلس الخبراء، وهو أكبر هيئة دينية
في إيران، دعوا رفسنجاني إلى تقديم إيضاحات بشأن ولائه للمجلس. كما
دعوه إلى تأكيد ولائه للمرشد الأعلى الايراني علي خامنئي.
وقال رفسنجانى إن «المرشد وأنا صديقان منذ أكثر من 50 عاما ومررنا
بفترات صعود وهبوط للثورة معا»، مشيرا إلى أنه لا يجب أن يقلق رجال
الدين من علاقته مع القيادة.
ونظرا لدعم خامنئي للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ودعم رفسنجاني
للحركة الاصلاحية بوجه عام - وموسوي بوجه خاص- ظهرت تكهنات عن وجود
خلافات بين أكبر رجلين من رجال الدين في إيران.
وذكرت وكالة «إيلنا» الايرانية للأنباء أن رجل الدين المعتدل «75
عاما» أعرب عن أمله في تسوية الأزمة الحالية التي نجمت عن اتهامات
بحدوث تزوير في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 12 يونيو الماضي
وأسفرت عن إعادة انتخاب أحمدي نجاد.
وحذر رفسنجاني قائلا إنه «يمكن تعويض أي خطأ من حزب أو شخص أو جماعة،
ولكن إذا كان النظام برمته موضع تشكيك، فسيكون من الصعب اصلاح
الضرر».وأضاف: «ما زال بإمكاننا أن نظهر للعالم نموذجا عمليا للاسلام،
ولكن هذا يحتاج إلى إدارة صحيحة». ولم يوضح رفسنجاني ما إذا كان احمدي
نجاد قادرا على اظهار هذه «الادارة الصحيحة».
وأعرب رفسنجاني، الذي يرأس مجلس الخبراء، عن أمله في أن يستفيد
خامنئي من خبرته ويمضي قدما نحو تسوية المشكلات الحالية.
وتشير الاحصاءات الرسمية الايرانية إلى أنه ما زال هناك أكثر من 100
معتقل داخل السجن من بين أكثر من 1000 شخص اعتقلوا خلال مظاهرات
الاحتجاج على نتيجة الانتخابات.
صحيفة متشددة: على نجاد أن يعتذر للإيرانيين
لتأخره بتنفيذ أوامر خامنئي
من جهة ثانية دعت صحيفة اسبوعية محافظة متشددة الرئيس الايراني نجاد
إلى تقديم اعتذارات إلى الشعب، لانه تأخر في تنفيذ اوامر المرشد الاعلى
باقالة اسفنديار رحيم مشائي كنائب أول له.
وكتبت صحيفة «يا ليثارات» في عنوانها الرئيسي «يجب ان يقدم احمدي
نجاد اعتذاراته للشعب»، معتبرة ان الرئيس يجب ان يرد على التساؤلات
ونقاط الغموض التي يطرحها الناخبون المذهولون.
وقالت الصحيفة، ادلينا باصواتنا لكم بسبب وفائكم الثابت للمرشد
الاعلى لكننا رأينا في الاسابيع الاخيرة من تصرفات من قبلكم يثير
الشكوك في كل ذلك.
وانتقدت الصحيفة تعيين مشائي واقالة وزيري الاستخبارات والثقافة
مشيرة إلى انهما معروفان بولائهما للمرشد.
وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها «احمدي نجاد، اذا استمر ذلك سنطلب منكم
اعادة اصواتنا لنا لاننا لم نصوت لشخص بل لمبادئ الثورة والوفاء للمرشد
الاعلى».
من جهة اخرى، نشرت الصحف رسالة من جمعية المهندسين المسلمين
المجموعة المحافظة المهمة التي يقودها محمد رضا باهونار نائب رئيس مجلس
الشورى. وحذرت الرسالة احمدي نجاد من اي «اوهام» حول سبب فوزه في
الانتخابات الرئاسية، موضحة انه جاء من وفائه للمرشد الاعلى فقط. |