أنفلونزا الخنازير في العراق: تدابير بدائية وتضارب في أعداد المصابين

الفساد الإداري والمالي وتأثيره على التدابير الوقائية

إعداد: عماد المظفر

 

شبكة النبأ: أثار مرض انفلونزا الخنازير في العراق حفيظة جهات حكومية كما أثار الذعر بين صفوف المواطنين، فيما وقعت أصابات عديدة في مناطق متفرقة من العراق، حيث كشف وزير الصحة عن وجود 67 إصابة بمرض أنفلونزا الخنازير في عموم العراق بينها 39 إصابة بين منتسبي القوات متعددة الجنسيات وان حالة وفاة واحدة حدثت للمصابين، مشيرا الى ان هذا المرض غير مستوطن في العراق بل ما زال وافدا من الخارج.

وقال الدكتور صالح مهدي الحسناوي انعدد المصابين العراقيين بمرض أنفلونزا الخنازير في عموم العراق حتى اليوم السبت بلغ 22 إصابة  منها 12 إصابة في بغداد في حين هناك 39 إصابة في صفوف القوات متعددة الجنسيات وستة إصابات لعرب.

وأشار الحسناوي الى ان المرض أدى إلى وفاة فتاة واحدة من محافظة النجف. وبين ان مجلس الوزراء خول وزير الصحة بغلق أي مكان أو حجره إذا ما كان موبوء بالفايروس أو فيه إصابة، لافتا الى ان المرض غير مستوطن في العراق وكل الإصابات هي إصابات وافدة من خارج العراق. حسب أصوات العراق

ودعا الحسناوي وسائل الإعلام الى أن تساعد الوزارة بالحد من انتشار المرض عن طريق نشر الإعلانات لأنها تفرض أسعارا عالية على نشرها وهذا يجعل من الإعلام غير متعاون في هذا الجانب.

تحذير

هذا و حذرت النائبة لقاء آل ياسين عضو الكتلة الصدرية رئيسة لجنة الصحة والبيئة في البرلمان من خطورة انتشار مرض انفلونزا الخنازير في العراق .وذكر بيان وزعه مكتب الهيئة الاعلامية العليا لمكتب الصدر في النجف نقلا عن النائبة لقاء آل ياسين  إن التدابير الوقائية ضد هذا الوباء بدائية جدا ولا ترتقى إلى حجم الخطورة التي يأتي بها هذا المرض الخطير لضعف السيطرة والمراقبة على المنافذ الحدودية والمطارات بسبب الفساد الإداري والمالي  والبطؤ والتهاون وعدم السعي الجدي من قبل الجهات المعنية .وهددت رئيسة لجنة الصحة  باعادة استجواب وزير الصحة اذا لم تتخذ اجراء كفيلة بمنع دخول هذا المرض الى العراق.

من جانب آخر كشفت مصادر طبية عراقية عن أن خمسة أشخاص قادمين من الولايات المتحدة وبريطانيا أصيبوا بمرض انفلونزا الخنازير، أما في محافظة البصرة جنوب العراق كشف مصدر طبي في مستشفى الزبير العام عن تسجيل إصابتين بوباء انفلونزا الخنازير، في حين نفى مدير عام صحة البصرة رياض عبد الامير الخبر مبيناً ان إصابات مشتبه بها خضعت للفحص المختبري قبل ايام و لم يتبين اصابتها.

من جهته أوضح مدير المستشفى البيطري في محافظة البصرة الدكتور مشتاق مهدي  إن المناطق المائية والموانئ مصدران مهمان لاحتمال دخول مرض أنفلونزا الخنازير إلى العراق . وقال أن مصدر القلق من احتمال دخول هذا المرض الوبائي إلى العراق يأتي من مصدرين الأول هو المناطق التي تتواجد فيها الخنازير المائية وهي السيبة والفاو (100جنوب البصرة) ومناطق الاهوار إذ تعيش فيها قطعان ليست قليلة.

وأفاد إن الموانئ هي الباب الثاني الذي من المحتمل أن يدخل منها الفيروس لأن اغلب البضائع تأتي من بلدان أوربية فضلا عن أميركا ودول أخرى. وطالب بضرورة رش كل البضائع القادمة من الخارج بالمبيدات المناسبة .وأكد إن  المستشفى البيطري رفع دراسة للحكومة المحلية بضرورة إبادة خنازير الاهوار ونحن بانتظار الرد.

من جهة أخرى كشفت وزارة الصحة العراقية وفاة في العراق بانفلونزا الخنازير لفتاة تبلغ من العمر 21 عاما في محافظة النجف، فيما بلغت عدد الاصابات 67 اصابة، منها 39 في القوات المتعددة الجنسية المتواجدة في العراق و28 حالة اخرى بينها ستة لوافدين عرب، وهو ما يثير مخاوف العراقيين من انتشار الوباء بشكل واسع مطلع الخريف المقبل.

وقال مدير الصحة العامة في الوزارة الدكتور احسان جعفران عدد الاصابات بلغت67 اصابة، بينها حالة وفاة واحدة في احدى مستشفيات محافظة النجف جنوب بغداد.

وتولدت مخاوف بين أوساط البغداديين من انتشار الوباء خلال فصل الخريف او الشتاء المقبلين في ظل ظروف العراق الصحية المتمثلة بضعف الرقابة واجراءات الوقاية، ومع بروز مخاوف دولية من انتشار الوباء بشكل سريع مطلع الخريف. حسب وكالة أصوات العراق

وقال سعد الساعدي، 41 عاما، وهو مضمد صحي يعمل في بغداد، ان معظم المصابين بالانفلونزا العادية يراجعوننا قبل الطبيب، لعدة أسباب منها الأسعار الباهضة لكشفية الطبيب والكلفة المرتفعة للأدوية التي عليه أن يشتريها من الصيدلية بتوصية الطبيب، وكذلك الخشية من ان يفاجأهم الطبيب باصابة مريضهم بوباء او مرض خطير كانفلونزا الخنازير مثلا.

وأضاف لا تتوفر لدينا معلومات كافية عن أعراض الوباء، لذلك نتعامل مع المصابين بالانفلونزا بشكل طبيعي ودون تحليل في المختبر، وذلك قد يشكل خطورة على حياة المريض، وننصح احيانا بمراجعة الطبيب او اي مركز صحي قريب، اذا كانت الانفلونزا شديدة.

وتنصح وزارة الصحة العراقية من يتولد لديه احساس بالمرض مراجعة اقرب مركز صحي للكشف عن حالته، كما اصدرت جملة من التعليمات للوقاية من انتشار الوباء او الاصابة به، لكن الاجراءات وبرامج التثقيف والوقاية ماتزال ضعيفة مقارنة بخطورة المرض وتداعياته.

وقال مدير الصحة العامة ان أعراض الاصابة بانفلونزا الخنازير هي ذات الأعراض بالانفلونزا العادية وهي رشح والتهاب في البلعوم وآلام في العضلات والمفاصل يرافقها احيانا القيء والاسهال، لذلك لابد من مراجعة اقرب مركز صحي لدى الشعور بهذه الأعراض للتأكد من نوعية المرض، مبينا أن الوباء يمكن ان ينتشر من خلال الملامسة والعناق والتقبيل بين الاصدقاء والأقارب، لأنه ينتشر من خلال الرذاذ المتطاير او الجهاز التنفسي او عند العطاس، وهو ما يجعلنا ننصح بالابتعاد عن العناق والتقبيل.

لبس الأقنعة الواقية يمنع انتشار المرض

من جانب آخر أظهرت دراسات حديثة تؤكد فعاليته الأقنعة الواقية لمرض انفلوزنا الخنازير، كما يعتقد الدارسون أن يمكن أن تكون فعالة أيضاً في الحماية من أنفلونزا الخنازير التي أصابت حوالي 95 ألفاً حول العالم حتى الآن، كما تسببت بوفاة 429 في 122 بلداً. حسب وكالة CNN

ويقول الدكتور بينيامين كولينغ من كلية الصحة العامة في جامعة هونغ كونغ ورئيس الفريق الذي أجرى الدراسة أن غسل الأيدي مع ارتداء الأقنعة الواقية يعطي نتائج أفضل من غسل الأيدي وحدها دون لبس الكمامات لكن الباحثين لم يستطيعوا التأكد أي الخطوات كانت أكثر تأثيراً في منع انتقال العدوى للعائلة، لكن كولينغ أكد أن هذه النتائج تنطبق بالضرورة على أنفلونزا الخنازير، والتي تنتشر في العالم بشكل أسرع من الأنفلونزا الموسمية.

الوقاية من المرض

من جهة أخرى أكد أطباء صينيون أن إحتساء كوب من اليانسون الدافيء وليس المغلي عقب الاستيقاظ صباحاُ يعد أفضل وقاية من الاصابة البشرية من مرض انلفونزا الخنازير الذي تفشى في بقاع شتى من العالم وذكرت مجلة ( ميديكال ريسيرشيز) الصينية المعنية بالشؤون الطبية أن إحتساء اليانسون الدافيء يفوق في فاعليته تناول عقار تامفيلو الذي طورته شركة "روش" السويسرية ويستخدم حاليا على نطاق عالمي واسع للوقاية من انلفونزا الخنازير ذلك أن أحد المكونات الاساسية للعقار المستخدمة في إنتاج ذلك هو ( حمض الشيمكيك ) الذي يستخرج من قرن ثمرة اليانسون ويترك عدة اسابيع ليتخمر.

نبذة عن المرض

و إنفلونزا الخنازير هو أحد أمراض الجهاز التنفسي التي يسببها فيروسات إنفلونزا تنتمي إلى أسرة أورثوميكسوفيريداي التي تؤثر غالباً على الخنازير. هذا النوع من الفيروسات يتسبب بتفشي الانفلونزا في الخنازير بصورة دورية في عدد من الدول منها الولايات المتحدة و المكسيك و كندا و أمريكا الجنوبية و أوروبا و شرق آسيا.

فيروسات إنفلونزا الخنازير تؤدي إلى إصابات و مستويات مرتفعة من المرض، لكنها تتميز بانخفاض معدلات الوفاة الناتجة عن المرض ضمن الخنازير. و حتى عام 2009 تم التعرف على ستة فيروسات لإنفلونزا الخنازير و هي فيروس الإنفلونزا ج و H1N1 و H1N2 و H3N1 و H3N2 و H2N3. و تبقى هذه الفيروسات منتشرة ضمن الخنازير على مدار العام، إلا أن معظم حالات الانتشار الوبائية ضمن الخنازير تحدث في أواخر الخريف والشتاء كما هو الحال لدى البشر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11/آب/2009 - 19/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م