آل حمادة: أُمِرنا أن نُحيي أمر أئمتنا ووُعِدنا أن ننعم بالرحمة الإلهية

 

شبكة النبأ: ألقى الكاتب والإعلامي حسن آل حمادة في مسجد عين الإمام الحسين (عليه السلام) بالعوامية، كلمة بعنوان: «أبطال كربلاء.. وثقافة المبادرة».

وقال في مستهل كلمته: إننا نجتمع في مثل هذه المناسبة من أجل تحصيل الألطاف الربانية، حيث أُمرنا أن نحيي أمر أئمة الهدى (عليهم السلام)، ووُعدنا أن ننعم بالرحمة الإلهية، بناءً على مقولتهم: «أحيوا أمرنا، رحم الله من أحياء أمرنا».. ولا نشك أبدًا بأن رحمة الله تشملنا، ونحن نمكث في هذا المكان المبارك.

وتساءل آل حمادة قائلاً: هل يكفي أن نتغنى بمكرمات أهل البيت (عليهم السلام) وفضائلهم، ونستحضرها أما أننا مطالبون بتطبيقها في واقع حياتنا؟

وأضاف متسائلاً: هل يصح أن نتغنى ببطولة أبطال كربلاء، ونحن نعيش الخوف والخنوع؟ أو أن نتغنى بكرمهم ونحن نسير على خُطى البخلاء؟ وماذا عن سيرة أبطال كربلاء الأخلاقية، أين نحن عنها؟ وختم تساؤلاته بقوله: من المعيب حقًا، أن نستحضر مناقبهم، ونحن أبعد الناس عن تطبيقها؟

ودعا لاقتباس شيئًا من نورهم إذ هم المعنيون -حسبما أشار- بقوله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ}[الأنعام:90].

وقال: دعونا نقرر منذ هذه اللحظة، أن نستلهم من كل بطل من أبطال كربلاء خصلة من الخصال، وننميها في أنفسنا؛ لنكون من الصالحين المصلحين، وإلا سنكون -شئنا أم أبينا- من التعساء الطالحين.

فهل نعقد العزم أحبتي على أن نستلهم من الإمام الحسين (عليه السلام) قول كلمة الحق في وجه السلطان الجائر؟ وهل نستلهم من العباس (عليه السلام) روح المبادرة إذ لم يقوَ على احتمال عطش الأطفال فسلّ سيفه، وقاتل الأعداء بعد أن قال لأخيه الحسين: «أما أنت فصبرك يزن الجبال»، فهل نستلّ في أضعف الإيمان أقلامنا لننتصر لقضايانا، كم استلّ العباس سيفه؟ وهل نستلهم من زين العابدين السجّاد (عليه السلام)، شيئًا من عبادته وزهده؟

تأكيد ثقافة المبادرة:

ولتكثيف فكرة ثقافة المبادرة، استشهد المحاضر بمقولة الإمام علي (عليه السلام) إذ يقول: «ولا يقولن أحدكم أن أحدًا أولى بفعل الخير مني فيكون والله كذلك».

وقال: هذه الكلمة يجب أن نجعلها قاعدة نتكئ عليها في العمل والمبادرة لتغيير الواقع السيئ الذي نعيشه، حتى ننتقل بأحوالنا من الظلمات إلى النور، فبالتوكل على الله تعالى، وبالمبادرات الخيرة، بإمكاننا أن نسهم في تقديم ما فيه صلاحنا وصلاح مجتمعاتنا، ولنا في أهل البيت (عليهم السلام) خير الأمثلة، فالحسين (عليه السلام)، لم يقل بأن فلان أو فلان أولى بفعل الخير مني، وإنما بادر للتغير، بعد أن رأي السنة قد أُميتت، والبِدعة قد أحييت، وقال محددًا الهدف من ثورته: «إني لم أخرج أشرًا، ولا بطرًا، ولا مفسدًا، ولا ظالمًا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (ص)، أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب».

وأختتم آل حمادة كلمته بجملة مواقف من حياة الإمام زين العابدين التي تجلّت فيها روح المبادرة عند الإمام (عليه السلام).

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 8/آب/2009 - 16/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م