في ذكرى ولادته: الإمام المهدي(عج) المنقِذ والمخلِّص والبشير..

 

شبكة النبأ: في شعبان أشرقت شموس الأمل والتحرر فكانت فيه أعظم الولادات ومنها ليلة النصف من شعبان ففيها ولد قمر من اقمار بيت ألنبوه وعلم من أعلام الهداية ذلك هو مهدي هذه الأمة ومخلصها ففي هذا اليوم كانت ولادة الإمام المهدي (عليه السلام) في سامراء في اليوم الخامس عشر من شهر شعبان سنة 255هـ.

نسبه الشريف:

هو الإمام محمد المهدي أبن الامام الحسن العسكري ابن الامام علي الهادي ابن الامام

محمد الجواد ابن الامام علي الرضا ابن الامام موسى الكاظم ابن الامام جعفر الصادق ابن الامام محمد الباقر ابن الامام علي السجاد ابن الامام الحسين الشهيد ابن الامام علي أبن أبي طالب عليهم السلام أجمعين.

وأمّا أسماؤه وألقابه الشريفة؛ فقد ذكر الشيخ المرحوم ثقة الإسلام النوري (رحمه الله) في كتابه (النجم الثاقب) اثنين وثمانين ومائة اسم له عليه السلام، ونكتفي هنا بذكر بعضها:

الأوّل: بقية الله

فقد روي انّه عليه السلام إذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة، واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، وأوّل ما ينطق به هذه الآية: (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ..).

ثم يقول: أنا بقية الله في أرضه، وخليفته وحجته عليكم، فلا يسلّم عليه مسلّم الاّ قال: السلام عليك يا بقية الله في أرضه.

الثاني: الحجة

وهذا اللقب من ألقابه الشائعة، الوارد كثيراً في الأدعية والأخبار، وذكره أكثر المحدثين، وهذا اللقب مع انّه مشترك بين سائر الأئمّة عليهم السلام  فانّهم حجج الله على خلقه  لكنّه اختص به عليه السلام بحيث لو ذكر بدون قرينة لكان المقصود هو لا غيره، وقيل: انّ لقبه عليه السلام (حجة الله) بمعنى غلبة الله أو سلطته على خلقه لانّ كليهما يتحققان عند ظهوره عجل الله فرجه.

ونقش خاتمه عليه السلام: (أنا حجة الله).

الثالث: الخلف والخلف الصالح

ذُكر هذا اللقب على ألسنتهم عليهم السلام كثيراً، والمراد من الخلف الذي يقوم مقام غيره فهو عليه السلام خلف جميع الأنبياء والأوصياء، ووارث جميع صفاتهم وعلومهم وخصائصهم وسائر مواريث الله التي كانت لديهم.

الرابع: الشريد

ذكر الأئمة عليهم السلام هذا اللقب كثيراً لاسيما أمير المؤمنين والإمام الباقر عليهما السلام والشريد بمعنى الطريد من قبل هؤلاء الناس الذين ما رعوه حقّ رعايته، وما عرفوا قدره وحقّه عليه السلام، ولم يشكروا هذه النعمة بل سعى الأوائل بعد اليأس من الظفر به والقضاء عليه إلى قتل وقمع الذريّة الطاهرة لآل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وسعى أخلافهم إلى إنكاره ونفي وجوده باللسان والقلم، وأقاموا الأدلّة والبراهين على نفي ولادته ومحو ذكره.

وقد قال هو عليه السلام لإبراهيم بن عليّ بن مهزيار: (انّ أبي صلوات الله عليه عهد إليّ أن لا أوطّن من الأرض الاّ أخفاها وأقصاها، إسراراً لأمري وتحصيناً لمحلّي من مكائد أهل الضلال والمردة إلى أن قال: فعليك يا بني بلزوم خوافي الأرض وتتبعّ أقاصيها، فانّ لكلّ وليّ من أولياء الله عز وجل عدوّاً مقارناً وضدّاً منازعاً...).

الخامس: الغريم

وهو من ألقابه الخاصة، ويُطلق عليه السلام في الأخبار كثيراً، والغريم بمعنى الدائن والمقرض، ويستعمل بمعنى المدين والمقروض أيضاً، والمراد هنا المعنى الأوّل على الأظهر ويستعمل هذا اللقب تقيّة كما يستعمل لقب الغلام له عليه السلام، فكان الشيعة يطلقون هذا اللقب عليه إذا أرادوا ارسال الأموال إليه أو إلى أحد وكلائه، وكذا حينما يوصون بشيء له أو يريدون أخذ المال له من الغير، لأنّه عليه السلام كان له أموال في ذمّة الزرّاع والتجّار وأرباب الحرف والصناعات.

وقال العلامة المجلس (رحمه الله): يحتمل أن يكون المراد من الغريم هو المعنى الثاني أي المدين، وذلك لتشابه حاله عليه السلام مع حال المديون الذي يفرّ من الناس مخافة أن يطالبوه أو بمعنى انّ الناس يطلبونه عليه السلام لأجل أخذ الشرايع والأحكام وهو يفرّ عنهم تقيّة، فهو الغريم المستتر صلوات الله عليه.

السادس: القائم

أي القائم في أمر الله؛ لأنّه ينتظر أمره تعالى ويرتقب الظهور ليلاً ونهاراً.

وقد روي انّه عليه السلام سمّي بالقائم لقيامه بالحق، وفي رواية الصقر بن دلف انّه قال لأبي جعفر محمّد بن عليّ الرضا عليه السلام: ... يا ابن رسول الله ولِمَ سمّي القائم؟ قال: لأنّه يقوم بعد موت ذكره، وارتداد أكثر القائلين بإمامته.

وروي عن أبي حمزة الثمالي انّه قال: سألت الباقر صلوات الله عليه: يا ابن رسول الله ألستم كلّكم قائمين بالحق؟ قال: بلى، قلت: فَلِمَ سمّي القائم قائماً؟

قال: لما قتل جدي الحسين صلوات الله عليه ضجّت الملائكة إلى الله عز وجل بالبكاء والنحيب، وقالوا: إلهنا وسيدنا أتغفل عمّن قتل صفوتك وابن صفوتك، وخيرتك وابن خيرتك من خلقك، فأوحى الله عز وجل إليهم: قرّوا ملائكتي فوعزّتي وجلالي لأنتقمنّ منهم ولو بعد حين، ثم كشف الله عز وجل عن الأئمة من ولد الحسين عليهم السلام للملائكة، فسرّت الملائكة بذلك فإذا أحدهم قائم يصلّي، فقال الله عز وجل: بذلك القائم أنتقم منهم.

السابع: مُ حَ مَّ دْ؛

صلى الله عليه وعلى آبائه وأهل بيته، وهو اسمه الذي سمّي به، كما ورد في الأخبار الكثيرة المتواترة من طرق الخاصة والعامة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انّه قال:

(المهدي من ولدي اسمه اسمي).

الثامن: المهدي صلوات الله عليه

من أشهر أسمائه وألقابه عند جميع الفرق الإسلامية.

التاسع: المنتظَر

أي الذي يُنتظر، حيث انّ جميع الخلائق تنتظر قدوم طلعته البهيّة.

من شمائله (عليه السلام)

وروي أن الإمام المهدي (عليه السلام) أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) خلقاً وخُلقاً، وفي كمال الدين: (عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقاً وخلقاً تكون به غيبة وحيرة تضل فيها الأمم ثم يقبل كالشهاب الثاقب يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً).

كما روي ان شمائله شمائل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) كما في البحار وغيره فقالوا: إنه (عليه السلام) كان ابيض مشرباً حمرة، اجلي الجبين، أقنى الأنف، غائر العينين، مشرف الحاجبين، له نور ساطع، يغلب سواد لحيته ورأسه، وعلى رأسه فرق بين وفرتين كأنه ألف بين واوين، افلج الثنايا، برأسه جزاز، أي في أخير شعره مثل العُقد، عريض ما بين المنكبين، اسود العينين، ساقه كساق جده أمير المؤمنين(عليه السلام)، وبطنه كبطنه، ليس بالطويل الشامخ، ولا بالقصير اللازق، بل مربوع القامة، مدور الهامة، سهل الخدين، على خده الأيمن خال كأنه فتاة مسك، على رضراضة عنبر، له سمت ما رأت العيون أقصد منه.

وفي الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): (وجعل من صلب الحسين أئمة يقومون بأمري ويحفظون وصيتي، التاسع منهم قائم أهل بيتي ومهدي أمتي، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله، يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلة، فيعلن أمر الله ويظهر دين الله جل وعز، ويؤيد بنصر الله وينصر بملائكة الله فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً).

من بركات الظهور

وبظهوره (عليه السلام) يُعبد الله في الأرض كما أحب، وتُملأ الأرض بعونه تعالى عدلاً وقسطاً، ويغلب الدين، كما قال سبحانه (ليظهره على الدين كله)، وفي زيارة الإمام (عليه السلام): (السلام على مهدي الأمم وجامع الكلم.. السلام على المهدي الذي وعد الله به الأمم ان يجمع به الكلم ويلم به الشعث ويملأ به الأرض عدلاً وقسطاً ويمكن له وينجز به وعد المؤمنين).

أخلاق الرسول (ص) وسيرته

ثم أن الإمام الحجة (عليه السلام) يظهر على أخلاق جده رسول الله وسيرته، أما ما يتصوره البعض من كثرة اراقه الدماء وما أشبه فلا دليل عليه، فعن جابر بن يزيد الجعفي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): (المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً، تكون به غيبة وحيرة...).

وفي حديث آخر عن أبي بصير عن الصادق (عليه السلام) عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم): (المهدي من ولدي... أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً).

وقال أبو جعفر (عليه السلام) : (في صاحب هذا الأمر سنة من موسى(عليه السلام) وسنة من عيسى (عليه السلام) وسنة من يوسف (عليه السلام) وسنة من محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) ... أما من محمد فالقيام بسيرته وتبيين آثاره).

وفي الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): (أن في صاحب هذا الأمر سنن من الأنبياء، سنة من موسى بن عمران (عليه السلام)، وسنة من عيسى(عليه السلام)، وسنة من يوسف (عليه السلام) وسنة من محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم)... وأما سنة محمد فيهتدي بهداه ويسير بسيرته).

وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (إن العلم بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلّم) لينبت في قلب مهدينا كما ينبت الزرع على أحسن نباته).   

طول عمره الشريف

وطول عمره الشريف بإرادة الله عز وجل وقدرته فـ(ان الله على كل شيء قدير) بالإضافة إلى امكان ذلك علمياً، وقد كان في التاريخ من عمر آلافاً من السنين، وهناك مخلوقات لله عز وجل تعمر الآلاف سنين أو أكثر، وقد أخبر بطول عمره(عليه السلام) الصادق الأمين(صلى الله عليه وآله وسلّم) بل الصادقون الأمناء (عليهم السلام)، حيث صرح رسول الله وأهل بيته المعصومون (عليه السلام) باسمه وكنيته ونسبه وغيبته وأخبروا بطول الغيبة وانه يشك بعض الناس ويترددون في الأمر، كما سبق بعض الروايات في ذلك.

هذا والنبي نوح (عليه السلام) قد عاش ألفي سنة وخمسمائة سنة، وصرح القرآن بانه لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً.

وفي الروايات: ان القائم (عليه السلام) له سُنّة من نوح (عليه السلام) وهي طول العمر.

وقد لبث أصحاب الكهف في كهفهم (ثلاثمائة سنين) وازدادوا تسعاً، كما في القرآن الحكيم.

وفي الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال: (عاش أبو البشر آدم تسعمائة وثلاثين سنة، وعاش نوح الفي سنة وأربعمائة سنة وخمسين سنة، وعاش إبراهيم مائة وخمساً وسبعين سنة، وعاش إسماعيل مائة وعشرين، وعاش اسحاق بن إبراهيم مائة وثمانين سنة... وعاش سليمان بن داود سبعمائة سنة واثنتي عشرة سنة).

وفي حديث آخر عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: (عاش نوح ألفي سنة وخمسمائة سنة).

ولا امتناع من بقائه (عليه السلام) بدليل بقاء عيسى والخضر والياس وهم من أولياء الله تعالى، وبقاء الدجال وابليس من أعداء الله تعالى، وهؤلاء قد ثبت بقاؤهم بالكتاب والسنة وكذلك الإمام المهدي(عليه السلام).

بعض أحاديث الرسول (ص) عن الامام المهدي:

قال (ص): إن علياً وصيي ومن ولده المهدي القائم المنتظر.

قوله (ص): لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي. المصادر: ينابيع المودة ج3 باب 72 ، الصواعق المحرقة باب 11 الفصل الأول .

قوله(ص): أنا سيد النبيين وعلي سيد الوصيين وـن أوصيائي بعدي اثني عشر أولهم علي وآخرهم المهدي. المصادر: فرائد السمطين للجويني الشافعي ج2 ص 313 لبنان 1400 هـ و ينابيع المودة ج 3 باب 94 .

قوله (ص): فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلف المهدي. المصادر: ينابيع المودة ج 3 باب 78 الصواعق المحرقة باب 11 الفصل الأول.

 قوله (ص): يخرجُ في آخر الزمان رجل من ولدي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، فذلك هو المهدي. المصادر: تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي عن ابن عمر.

 قوله (ص): نحن سبعة بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة: أنا وأخي علي وعمي حمزة وجعفر والحسن والحسين والمهدي. المصادر: الصواعق المحرقة باب 11 الفصل الأول و الفصل الثاني.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 6/آب/2009 - 14/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م