مزايا العمل في اسيا في ظل صعود الذهب وتراجع الدولار

 

شبكة النبأ: أخذت الأزمة المالية على عاتقها أن تضع فوارق كبيرة بين الأغنياء في آسيا وطبقة المغتربين الذي يعانون في الأصل من قلة الموارد الاقتصادية، فبالرغم مما أسهمت به الأزمة المالية بخسارة الكثير من أصحاب رؤوس الأموال بقي قسم آخر منهم يعيش حياة مترفة في ظل الأزمة المالية، بينما نجد طبقة المغتربين يعانون من تقليص نفقاتهم على الحياة المعيشية. وبالنسبة لمعظم العاملين في الاسواق المالية في هونج كونج ومراكز أخرى في أنحاء اسيا ولت ايام حياة المغتربين التي تتسم بالبذخ ولو في الوقت الحالي على الاقل.

فقد اختفى بدل السكن لكبار المصرفيين الذي كانت قيمته الشهرية تبلغ 200 الف دولار من عملة هونج كونج (25641 دولارا امريكيا) او بدأ يختفي في معظم الحالات. حسب رويترز

وجرى التقليل من الاستعانة بالسائقين مدفوعي الاجر لنقل المسؤولين التنفيذيين وأسرهم في أنحاء هونج كونج مثلما تم خفض عضويات النوادي الاجتماعية ونوادي الجولف والمطاعم التي قد تتجاوز تكلفة الانضمام لعضويتها 2.1 مليون دولار من عملة هونج كونج.

كما يجري الحد من تعليم ابناء العاملين في القطاع المالي في المدارس الخاصة والذي تقدر تكلفته بنحو عشرة الاف دولار امريكي للطفل في المدارس الدولية.

وما زال الكثير من المسؤولين التنفيذيين من وول ستريت واوروبا يعيشون حياة مترفة في اسيا. لكن بالنسبة لكثيرين اخرين فان حياة "المغتربين" التي كانت تتسم بمميزات كثيرة اخذة في التلاشي.

ويقول بول لوكاس نائب رئيس قسم العقارات في مؤسسة بريكوا ريلوكيشن هذه النوعية من الحوافز لن تعرض على النحو الذي كانت تعرض به من قبل.

ومنذ ديسمبر كانون الاول الماضي بدأت مؤسسة مورجان ستانلي على غرار بنوك اخرى في وول ستريت توجيه بدلات السكن الى الرواتب. وتقول مصادر داخل البنك ان المعينين الجدد في معظم الحالات لن يحصلوا على بدلات سكن.

وتحاول نخبة الوكلاء العقاريين في هونج كونج التي تتولى تأجير افضل العقارات بالمدينة بما في ذلك البنايات الفخمة والقصور الكبيرة المطلة على الميناء النهوض من كبوتها.

ويقول اختصاصي في العقارات كان قد ساعد مسؤولين تنفيذيين اجانب كبار في العثور على منازل فاخرة على مدار الاعوام الثلاثة عشر الماضية "كان رقمي القياسي 320 الف دولار من عملة هونج كونج (41290 دولارا) (كايجار شهري) لقصر بلغت مساحته نحو اربعة الاف قدم مربعة يطل على البحر من جميع الجهات.

وانخفضت أسعار ايجارات المساكن وفق بعض التقديرات باكثر من 30 في المئة في وقت سابق هذا العام. واستقرت الاسعار وقد ترتفع قريبا لكنها ليست قريبة من المستويات التي بلغتها في اوائل عام 2008.

وقال اختصاصي العقارات في الاونة الاخيرة لم نبرم الكثير من الصفقات.. فقط تلك التي تحوم حول 100 الف دولار من عملة هونج كونج ( كايجار شهري).

ويمكن الشعور بهذا التقشف في اماكن أخرى غير هونج كونج. ففي سنغافورة التي تعد جنة منافسة مفضلة لدى المغتربين لبيئتها الاستوائية العامرة بالاشجار وهوائها الانقى لحقت أضرار بالاجانب ايضا.

ويقول كريج بروير مدير الخدمات المصرفية والمالية بمؤسسة هادسون جلوبال ريسورسز في سنغافورة للتوظيف من النادر جدا الان أن تعرض مجموعة حوافز على المغتربين ما لم نكن نتحدث عن شخص على درجة عضو مجلس ادارة منتدب.

وقد لا يبدو حجم بدل السكن كبيرا بالنسبة للعاملين في القطاع المالي. اما بالنسبة لمن هم خارجه تبدو الارقام مذهلة خاصة عند التفكير في أن مبلغا يترواح بين خمسة وعشرة الاف دولار امريكي في الشهر يكفي للحصول على شقة جميلة فسيحة في مدينة نيويورك.

ويحصل مسؤول عن قسم اسيا والمحيط الهادي في بنك استثماري غربي على 375 الف دولار هونج كونج (48 الف دولار أمريكي شهريا) كبدل سكن وفقا لما ذكره مصرفي كان يعمل لحسابه.

ويقول لي كوين مدير فرع مؤسسة (اي.سي.ايه) الدولية في اسيا والتي تقدم المشورة بشأن حوافز وبدلات المغتربين ما رأيناه بين بعض المؤسسات المالية هو أنها غيرت معاييرها.

وهو يقدر أن متوسط السعر في عام 2008-2009 لشقة من ثلاث غرف نوم في هونج كونج في عدد من المناطق التي يسكنها المغتربون بلغ نحو 90 الف دولار هونج كونج (11500 دولار امريكي شهريا).

ويقول كوين من الممكن في بعض الاحيان أن تزيد الحوافز عن المرتب الاساسي للموظف في هونج كونج باكثر من الضعف.

والى جانب الاسكان وسداد مصروفات المدارس كانت المؤسسات المالية توفر للموظفين السفر على درجة رجال الاعمال ورحلات مجانية الى ديارهم. وبالنسبة للبعض كانت حوافز العمل في الخارج تتضمن عضويات في نواد فاخرة للاستجمام مثل نادي ابردين مارينا حيث يمكن أن تتكلف العضوية 2.1 مليون دولار من عملة هونج كونج.

ومن الطبيعي أن يواجه خفض الحوافز قدر من المقاومة. لكن نظرا لشدة الازمة المالية العالمية والتي اذكتها الى حد كبير مبالغة البنوك في المجازفة يتفهم الناس السياسات الجديدة بوجه عام.

وقال مدير صندوق استثمار ومصرفي سابق من الولايات المتحدة طلب عدم نشر اسمه انهم في مأزق. هذا لا يعجبهم لكن ليس لديهم حل وليس هناك بديل.

ارتفاعات قياسية جديدة

من جهة أخرى بدأت أسواق المال الأسيوية، على ارتفاعات قياسية جديدة استكمالا للارتفاعات التي كانت الأسواق قد بدأتها منذ مطلع الأسبوع الماضي.

وارتفعت كافة الأسواق في آسيا بلا استثناء بنسب قياسية منذ بداية التداولات، في مؤشر قوي على أداء جيد للأسواق العالمية اليوم.حسب الأسواق نت

وأغلق مؤشر "نيكي" الياباني مرتفعا بنسبة 1.63%، ليستقر عند مستوى 9678 نقطة، وهو أعلى مستوى للسوق اليابانية منذ ثمانية شهور.

وإن صعود أسهم شركات الشحن البحري مثل كاواساكي كيسين، وأسهم الشركات العاملة في مجال الموارد؛ مثل ميتسوي للتعدين وصهر المعادن، مدعومة بتوقعات بانتعاش الطلب الصيني، ساهم في انتعاش السوق اليابانية. حسب رويترز

كما ساهمت أنباء عن تقدم شركة جنرال موتورز الأمريكية لصناعة السيارات بطلب لإشهار إفلاسها في تبديد بعض الشكوك قصيرة المدى في السوق؛ مما ساعد مؤشر "نيكي" في تعزيز مكاسبه.

وفي العاصمة الكورية الجنوبية سيئول أغلق المؤشر الرئيس "كوسبي" على ارتفاع بنسبة 1.38%، كما أغلق مؤشر تايوان مرتفعا بأقل من 1% بقليل، وأغلق مؤشر "شنغهاي" مرتفعا بنسبة 3.53%.

وعند الساعة السابعة صباحا بتوقيت غرينتش، كان سوقا "هونج كونج" و"سنغافورة" لا يزالان يعملان، إلا أن الأول كان قد حقق مكاسب تجاوزت 3.7%، أما الثاني فكانت مكاسبه في نفس اللحظة قد تجاوزت 2.2%.

صعود الذهب وتراجع الدولار

من جهة أخرى ظل سعر النفط مستقرا فوق 65 دولارا للبرميل في تعاملات شهدت انتعاشا ملحوظا لأسواق الأسهم الآسيوية. وشهدت تعاملات اليوم أيضا تراجع الدولار وارتفاع سعر الذهب.

وارتفع سعر العقود الآجلة  للخام الأميركي تسليم سبتمبر/ أيلول المقبلة بنسبة 1% خلال التعاملات الإلكترونية في آسيا، وبلغ 65.41 دولارا.

وكان سعر الخام الأميركي قد أغلق الأربعاء في نفس مستوى السعر المسجل اليوم تقريبا.

وفي الوقت نفسه ارتفع قليلا سعر خام القياس الأوروبي، وظل فوق مستوى 67 دولارا للبرميل.

وفسر محللون استقرار أسعار الذهب الأسود، بييانات أظهرت تراجع مخزون الخام في الولايات المتحدة في مقابل ارتفاع مخزونات البنزين والمشتقات النفطية.

وقال أحد المحللين في آسيا إن الأرقام التي نشرتها إدارة الطاقة الأميركية جاءت -على الرغم من تناقضها مع أرقام معهد البترول الأميركي- متوافقة مع ما توقعه المتعاملون مما أعاد بعض القوة إلى السوق.

انتعاش

في الأثناء أغلقت معظم أسواق الأسهم الآسيوية على ارتفاعات متفاوتة، مدعومة بآمال بانتعاش أكبر الاقتصادات العالمية من اليابان إلى الولايات المتحدة.

وحققت الأسهم الصينية اليوم أعلى مستوى إقفال منذ 13 شهرا، مدفوعة بنتائج قطاعي المال والعقارات.

بدورها أغلقت الأسهم اليابانية على ارتفاع في حدود 1%، على ضوء بيانات ذكرت أن الصادرات اليابانية تراجعت الشهر الماضي بأدنى نسبة خلال ستة أشهر وأيضا لضعف الين الياباني.

وشمل صعود الأسهم أسواقا أخرى في آسيا على شاكلة هونغ كونغ وكوريا الجنوبية والهند وأستراليا.

وحققت الأسهم الأوروبية مكاسب طفيفة لكنها ظلت بشكل عام مستقرة،  في حين أن الأسهم الأميركية كانت قد أغلقت الأربعاء على تباين.

الذهب والدولار

من جهة أخرى ارتفع سعر الذهب اليوم الخميس في لندن إلى أعلى مستوى في ستة أسابيع، مسجلا  أكثر من 956 دولارا للأوقية (الأونصة) مع تراجع الدولار لأدنى مستوى بسبعة أسابيع مقابل اليورو.

وكان سعر الأوقية قد بلغ في الجلسة السابقة بلندن 948.25 دولارا للأوقية.

وساهمت مكاسب الأسهم الأوروبية في بداية تعاملات الخميس في تعزيز شهية المستثمرين للأصول التي تعتبر عالية المخاطر.

وخلال التعاملات الأوروبية اليوم، ارتفع مجددا سعر صرف اليورو مقابل الدولار بواقع 0.3%. وبهذا التراجع الجديد اقترب الدولار من أدنى مستوى سعري له في سبعة أسابيع في مقابل اليورو وسلة عملات أخرى.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 30/تموز/2009 - 7/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م