المواقع الاجتماعية بين الضرورة والسلبيات... تويتر نموذجاً

 

شبكة النبأ: أبصرَ الموقع الاجتماعي (تويتر) النور قبل سنتين ولا يزال الى اليوم غير مربح، إلا انه اكتسبَ بعض النضج في الاشهر الاخيرة مع الانتخابات الايرانية اذ بات منصّة للتواصل لا غنى عنها.

وبعدما احتل (تويتر) غلاف مجلة "تايم" قبل ايام وبعد اسابيع قليلة على اعتراف المقدمة الاميركية النجمة اوبرا وينفري انها احد مستخدميه، لجأ اليه الايرانيون المحتجون على نتيجة الانتخابات الرئاسية للدعوة الى المقاومة ونشر المعلومات حول المواجهات في الشارع.

يضاف الى ذلك ان وزارة الخارجية الاميركية اشارت الى اهمية موقع المدونات الصغيرة هذا. وطالبت الوزارة بتأجيل عمليات صيانة الموقع كانت مقررة للاثنين كانت ستؤدي الى توقف هذه الخدمة، وذلك للسماح للمعترضين الايرانيين متابعة نشاطهم.

ومن جهة ثانية أظهرت دراسة أجرتها جامعة ساوثرن كاليفورنيا، إمكانية أن تؤدي سرعة ورود الأخبار على المواقع المختلفة مثل "تويتر" أو "فيس بوك" إلى إصابة الحس الأخلاقي عند الناس بالبرود، وخصوصا عند فئة الشباب.

وقال احد المؤسسين الثلاثة للموقع جاك دورسي في مؤتمر حول "تويتر" عقد في نيويورك "فلنفكر قليلا بما يجري في ايران وبالفرصة التي نحظى بها لنشاهد مباشرة ما يجري هناك".

واضاف دورسي ان "ما يجري مهم جدا ويسجل اكبر نجاح لـ تويتر، ووصفَ نسبة الاستخدام في ايران في الايام الاخيرة بـ"الخيالية".

ويسمح "تويتر" بارسال رسائل لا يتعدى طولها الـ140 حرفا يقرأها كل المشتركين. وقد لفت الانتباه لا سيما عند وقوع الهجمات في بومباي في تشرين الثاني/نوفمبر. الا انه لا مجال للمقارنة بين نسب الاستخدام حينها والنسب التي سجلت في الايام الاخيرة.

واسس هذا الموقع كل من جاك دورسي وبيز ستون وايفان وليامز، وهو يجذب منذ بعض الوقت ملايين المشتركين شهريا. وقد سجل في نيسان/ابريل 32,1 مليون زيارة، وفقا لشركة الاحصاءات "كوم سكور".

ويصعب حاليا احصاء عدد المستخدمين لان الموقع بات متوافرا انطلاقا من حواسيب شخصية وهواتف نقالة وعشرات التجهيزات الالكترونية الاخرى ك"تويتدك".

وقال فريد ويلسون، صاحب شركة "يونيون سكوير فنتشرز" التي تستثمر في "تويتر"، اثناء المؤتمر، انه يتوقع مستقبلا لامعا ومربحا للموقع.

تويتر يشكل جزءاً مهماً من الأخبار المتعلقة بإيران

وفي الجانب الاعلامي قال مسؤولون أمريكيون إن الإنترنت بشكل عام، ومواقع الشبكات الاجتماعية، مثل "تويتر" و"فيسبوك"، على وجه الخصوص تشكل مصدر المعلومات الأساسي للولايات المتحدة الأمريكية حول التطورات على الساحة الإيرانية، بعد أن منعت السلطات هناك الصحفيين من تغطية المظاهرات السياسية المناهضة والمؤيدة لفوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية.

وقال مسؤول أمريكي إنه بسبب قيام السلطات الإيرانية بحجب مواقع على الإنترنت وإغلاق الصحف، فإن "موقع 'تويتر' يشكل أحد الوسائل التي تتيح للناس الحصول على المعلومات حول إيران."

وأضاف المسؤول أن "ثمة الكثير من الناس هنا (وزارة الخارجية الأمريكية) يراقبون"، فيما أضاف آخر أن هناك "بعض الرسائل المثيرة."بحسب سي ان ان.

ونظراً لعدم وجود علاقات دبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة، وبالتالي عدم وجود سفارات، فإن واشنطن تعتمد على التقارير الإعلامية ومكاتب "مراقبة إيران" التابعة للخارجية الأمريكية في سفاراتها المختلفة حول العالم.

ويوجد أكبر مكتب من هذه المكاتب، المتخصصة بمتابعة الأوضاع في إيران، في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة، إلى جانب مكاتب أخرى في عواصم ألمانيا وإنجلترا، حيث توجد جاليات إيرانية كبيرة.

ورغم عدم وجود اتصال مباشر مع الإيرانيين، إلا أن الأمريكيين يعلمون عن بعض من استجوبتهم السلطات الإيرانية من خلال الأنباء التي نقلت على موقع "تويتر."

وقال المسؤول الأمريكي: "إنه مثال رائع على الأماكن والظروف التي يمكن أن تفيد فيها التكنولوجيا."

وقال مسؤولون كبار آخرون إن وزارة الخارجية الأمريكية تعمل مع "تويتر" و"فيسبوك"  وغيرهما من المواقع الاجتماعية لضمان قدرة الإيرانيين على الاستمرار في التواصل مع بعضهم ومع الآخرين خارج إيران.

كذلك تعتمد CNN بشكل كبير على مراقبة الشبكات الاجتماعية بوصفها جزءاً مكمّلاً لتقاريرها حول الأوضاع في إيران، مثل "آي ريبورت" iReport.

تويتر قد يضعف الحس الأخلاقي عند الشباب

من جهة ثانية أظهرت دراسة أجرتها جامعة "ساوثرن كاليفورنيا"، إمكانية أن تؤدي سرعة ورود الأخبار على المواقع المختلفة مثل "تويتر" أو "فيس بوك" إلى إصابة الحس الأخلاقي عند الناس بالبرود، وخصوصا عند فئة الشباب.

وتشير الدراسة إلى أن الكمية الكبيرة من المعلومات التي تتدفق بسرعة شديدة عبر الانترنت، من شأنها أن تعود الناس على مشاهد الألم والعذاب عند البشر، مما يجعلها أمرا مألوفا وغير ذي بال.

ويشتد الخطر، بحسب الباحثة هيلين ايموردينو-يانغ، عند أبناء الفئات العمرية الصغيرة والشابة، الذين يكونون في مرحلة حرجة من العمر، وتكون فيها منظومتهم الأخلاقية في طور التكوين.

وتعليقا على نتائج الدراسة، والتي ستنشر في مجلة علمية أمريكية متخصصة الأسبوع المقبل، أفادت ايموردينو-يانغ أنه "بالنسبة لبعض الأفكار، وخصوصا تلك المتعلقة بالحكم الأخلاقي على أوضاع الآخرين النفسية والاجتماعية، يجب إتاحة فترة ملائمة من الوقت، ليستوعب الناس ما يجري."

وترى ايموردينو-يانغ، أنه يجب وضع الثمن الذي سيقع على المجتمع موضع التساؤل، وذلك عندما يتبلد الحس الأخلاقي عند أبنائه. بحسب سي ان ان.

وتوضيحا لهذه المسألة، أكدت عالمة الاجتماع بالجامعة، مانويل كاستيلز، أنه "في ثقافة إعلامية تحول العنف والمعاناة إلى مسلسل لا ينتهي، سواء كانت هذه المشاهد خيالية أو واقعية، يتوطن شعور باللامبالاة حيال هذه المسائل."

ولعلاج هذه القضية رأى أنطونيو داماجيو، كبير باحثي الدراسة ومدير معهد الدماغ والإبداع في الجامعة، أنه يجب تخفيف سرعة ورود الأخبار للحفاظ على التوازن النفسي عند المشاهدين.

ولتحسين الحس الأخلاقي عند الشباب، أشار داماجيو إلى ما ورد على لسان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بأن والده كان ملهما له، مما يعني أن إبداء الإعجاب بالمثل العليا هي أفضل وسيلة لزرع الفاصل بين الحق والباطل عند الشباب.

رائد فضاء.. أول من يحدِّث مدونته بتويتر من الفضاء الخارجي

وأدخل رائد الفضاء الأمريكي، مايك ماسيمينو، "تويتر" التاريخ، بتحديث مدونته، على الموقع الإلكتروني، عن رحلة المكوك "أتلانتيس"، من الفضاء الخارجي.

وأتاح الموقع الإلكتروني لماسيمينو، الوفاء بوعوده بالتواصل عبر مدونته من على متن المكوك "أتلانتيس"، الذي ينفِّذ مهمة لإصلاح المرصد الفضائي "هابل".

وجاء في تحديثه المكون من 139 حرفاً: "من مدار الأرض: الإطلاق كان رئعاً.. أشعر بالارتياح.. وأجتهد في العمل.. وأستمتع بالمنظر الرائع.. مغامرة العمر قد بدأت."

وبدأ ماسيمينو مدونته "astro--mike" في مطلع إبريل/نيسان مع بدء الاستعداد لمهمته الفضائية، وبلغ عدد أتباعه، أكثر من 241 ألف شخص. وكتب قبيل انطلاق "أتلانتيس": "سأذهب لارتداء بزة الفضاء.. المحطة المقبلة: المدار الأرضي."بحسب سي ان ان.

وفي سياق متصل، قال مسؤولون في وكالة الفضاء والطيران الامريكية "ناسا" إن فحصاً على مكوك الفضاء أتلانتيس كشف عن أضرار "طفيفة على جانبه الأيمن."

وكان "أتلانتيس" قد أنطلق مساء الاثنين من مركز كينيدي الفضائي بفلوريدا، في مهمة لإصلاح "هابل"، وعلى متنه ماسيمينو، وطاقم مكون من ستة رواد.

وتستغرق المهمة المقررة لإصلاح وتحديث المرصد "هابل" 11 يوماً، وتتضمن خمس جولات للمشي في الفضاء الخارجي.

بركان يحظى بشعبية على "تويتر"

وفي سابقة فريدة من نوعها، لاحظ مراقبون، عن ازدياد شعبية المدونة الخاصة ببركان "ريد اوبت" في ألاسكا على موقع "تويتر" الالكتروني، بحيث وصل عدد المشتركين فيها إلى ما يزيد عن سبعة آلاف شخص.

وكانت المدونة، التي أنشأها مرصد البراكين بألاسكا، قد وصفتها صحيفة "أنكوراج ديلي نيوز" بأنها باتت "إحدى نجوم الانترنت"، مما يبدد من الكثير من الصور المتعلقة بكون الموقع مجرد مكان للتسلية والترفيه.

ومن ناحيته رأى العالم الجيوفيزيائي والعامل بالمرصد، بأن "هذا الأمر جيد لأنه يؤكد أننا لسنا وحدنا المهتمين بما يجري في هذا البركان."بحسب سي ان ان.

وتعليقا على مسألة أن عدد المشتركين، وإن بلغ الآلاف إلا أنه ضئيل بالمقارنة بمدونات أخرى، أكد كين وودز، أحد العاملين على موقع البركان الالكتروني، أنه عندما يكتب عن إحدى الرحلات الاستكشافية فوق البركان، فإن ردود الأفعال على "تويتر" مذهلة خصوصا وأن "الكثير من الناس يقومون بإرسالها إلى أصدقائهم على الموقع."

وتكمن أهمية هذا الموضوع، بحسب جان ريفز، الأستاذ المساعد للإعلام في جامعة ميسوري، أن "تويتر قد أتاح المجال للأناس العاديين من الوصول إلى هذا النوع من المعلومات، وهو ما كان متعذرا بالسابق"، خصوصا، وأنه يعتبر أن هذا النوع من المدونات قد غير الكثير من الأمور رأسا على عقب وأتاح الكثير من المعارف بين يدي الناس.

وتحفّظَ ريفز على فكرة اعتبار أن "تويتر" هو المصدر الأساسي للمعلومات، لأنه، برأيه، مورد أولي للمعلومات، ومن ثم يشجع الناس على الاستزادة من مصادر أخرى.

وبالمقابل، رأى المدعي العام السابق وصاحب موقع Nixle، المتخصص بتوفير المعلومات الصادرة عن المؤسسات الحكومية الأمريكية، أن اعتبار المواقع الاجتماعية على الانترنت، مثل "تويتر" كمصادر للمعلومات هي "بمثابة قنبلة متفجرة"، لأنها، برأيه لا تعرف مصادرها على وجه الدقة، فتبقى عرضة للعابثين والمروجين للأنباء الخاطئة.

ويذكر أن سبق أن ظهرت حالة سوء استخدام للموقع، وذلك عندما قام ا مايكل موني، طالب المدرسة البالغ السابعة عشرة من العمر،  بإرسال 10 آلاف رسالة تحتوي على "برمجيات خبيثة" في ما لا يقل عن 190 حسابا على "تويتر"، والذي برر فعلته بأنه "كان يشعر بالملل."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 29/تموز/2009 - 6/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م