(يوزرسيف) والازمة العراقية

حامد الحمراني

اظن، وادري ان بعض الظن اثم، بان الاسرة العراقية لم تجتمع ساعة واحدة امام (التلفاز) منذ الاطاحة بمعبد (آمون) في 9 نيسان عام 2003 والظهور المفاجىء لرئيس الكهنة (اليخماهو) من جديد،  هذا من جهة، وبروز ظاهرة الستلايت وما تمخض عنها من (بلاوي) من جهة اخرى، اضافة الى انتشار اغان التهجم على الاخرين بدلا من التغزل بهم من قبيل (طلعت حرامية.. باكت كلبي ومشت).

واظن، وادري ان بعض الظن ياتي بمعنى اليقين، بان الذي شد بعض الاسر العراقية لمتابعة مسلسل (يوسف الصديق) الذي يعرض حاليا هو ما يجري في العراق في الوقت الحاضر وليس لما سيحدث للمصرين بعد سبع سنوات كما في الرؤيا التي رءاها ملك مصر (امنحوتب الرابع)، فالعراقيين في ازمة، وهم يبحثون عن الخلاص.

وانهم بالحقيقة (المشاهدين) لم يعيروا انتباها لما فعلته (زليخا) ومزايداتها في حب النبي يوسف ودعاياتها الانتخابية للاستحواذ على قلبه بطريقة خبيثة منافية للاخلاق والعرف والقانون.

الا ان ما جرى من مكائد  في معبد (امون) ومؤامرات كهنته ومعارضتهم لحرية الناس ووقوفهم ضد  المشروع الوطني للنبي يوسف في تخليص البلاد من قحط سيحدق بهم قد شد المشاهدين الى حد ما، فقد قال (يوزرسيف) مخاطبا شعب مصر في بيانه الاول اذا لم تستعدوا للمستقبل وتقبلوا بالقليل فانكم ستتعرضون الى الفقر وان بلادكم سيغزوها كل من هب ودب في اشارة الى ما يشبه الاحتلال (نعوذ بالله منه).

والذي شد المشاهدين اكثر هو كيفية ادارة يوزرسيف للازمة التي ستاتي على مصر بعد سبع سنوات، والتي وقعت  احداثها على  العراقيين منذ سبع سنوات، فقد حسمها النبي بعد ان كشفها وبشكل شفاف واصدر تعليماته الوطنية لتجاوزها عن طريق الادخار والاستعداد للمستقبل بالتعاون مع الدولة الذي رشحه ملكها مستشارا للامن القومي ووزيرا للتجارة والزراعة والمالية وكالة، فلم ير العراقيون تبذيرا في راسمال الشعب سواء كان حنطة عند المصريين او آبار النفط عند العراقيين، ولم يسمعوا (هنبلة)  في زيادة رواتب حاشية البلاط ووعود غير قابلة للتنفيذ للموظفين، وانما هناك خطط لحفظ ماء وجه الشعب وصيانة دولتهم،  تصدر من رجل نزيه وامين وصادق لا يقبل بالرذيلة بل يحاربها، انتخبه الناس بقائمة مفتوحة لانهم رأوه  صادقا في السجن وفي قصر (غوتيفار الذي اشتراه) وفي قصر امنحوتب الرابع  الذي احبه.

واعتقد، وادري بان بعض الاعتقاد مهلكه، بان النبي يوسف حسم موضوع المصالحة الوطنية سياسيا واخلاقيا، فاخرج السجناء الذين عرفهم في السجن وعلمّهم كيف يكون الانسان صالحا ومصلحا بعد اعترافهم بخطئهم ومعرفته بان الظروف القاسية والسياسات الخاطئة هي سبب الجريمة وليس فطرة الانسان، وان العفو شمل حتى التي تلطخ ضميرها باساءته شخصيا وتشويه سمعته وتسببت في سجنه بضع سنين.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 28/تموز/2009 - 5/شعبان/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م