شبكة النبأ: من ضمن ما تزخر به أروقة
العتبة الحسينية المقدسة من أقسام خدمية وثقافية وعلمية تبرز (المكتبة
العامة) التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة المقدسة
كمعلَم علمي وثقافي هدفهُ رفد منتسبي العتبات المقدسة وطالبي العلوم
المختلفة بالمعلومات والمواد الدراسية التي يحتاجونها.
وتتميز هذه المكتبة بأجوائها الروحانية المستمَدة من الصحن الحسيني
المطهّر ووفرة وسائل الهدوء والراحة التامة فيها فضلا عن كنوزها
المعرفية من كتب ومجلدات مختلفة التنوع والتصنيف...
ولأجل الوقوف على ظروف تاسيس هذه المكتبة المباركة ودورها المعرفي
كان اللقاء التالي مع الشيخ علي الفتلاوي مسؤول قسم الشؤون الفكرية
والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة حيث قال: ان ابرز المهام التي
تضطلع بها هذه المكتبة هي مساعدة الطلبة في توفير المصادر الهامة لهم
فضلا عن توفير اجواء الدراسة والمذاكرة المناسِبة، وقد كان ذلك بناء
على توجيهات مباشرة من الأمانة العامة للعتبة المقدسة.
وأضاف الشيخ الفتلاوي، قُمنا بوضع برنامج متكامل للتواصل المعرفي من
خلال توفير احدث الكتب والمصادر في المكتبة، وركزنا على منها الجانب
التربوي حيث نجمع مرتادي المكتبة لأداء فريضة الصلاة، إضافة إلى إلقاء
محاضرات تربوية وأخلاقية على مسامعهم لحثهم على الالتزام وفعل الخير
والإصلاح.
وتابع الفتلاوي، تستقبل المكتبة الرجال والنساء ضمن جدول منفصل حيث
تفتح ابوابها امام النساء في وجبة العمل الصباحية بينما نستقبل الذكور
في وجبة العمل المسائية ماعدا يومي الجمعة والسبت فهما مخصصان للذكور.
واختتم الشيخ الفتلاوي حديثه بالقول: من خلال مجلتكم الموقرة، ندعو
الأخوة الطلبة التعامل بالصورة الصحيحة والموافِقة للشرع مع ممتلكات
الإمام الحسين عليه السلام، وندعو الأخوة المسؤولين الى احتضان شريحة
الطلبة وأن يمدّوا يد العون إلى هذه المكتبة لتحظى بازدهار اكبر وعلم
ورعاية أوسع وأكثر.
آراء الطلبة ومرتادي المكتبة
والتقينا بعدد من الطلبة والأشخاص الحاضرين في المكتبة لسماع آرائهم
وطرح مقترحاتهم الداعية الى التطوير وتقديم الأفضل، وقال الطالب علي
عقيل، هناك الكثير من المعاناة التي نواجهها ومنها الظرف الأمني
المتقلب وعدم وجود الخدمات الأساسية وتوفرها في البيت ومن ذلك انقطاع
الكهرباء ومياه الشرب.
وأضاف علي، نشكر العتبة الحسينية المقدسة لتوفيرها هذه المكتبة وما
يُقدّم فيها من الخدمات التي تعمل على راحة الطالب وتهيئة الجو المناسب
للقراءة وكذلك توفر الكتب المختلفة والتي نتمنى من جميع الطلبة
مطالعتها والاستفادة منها.
أما الطالب حيدر حميد، من إعدادية كربلاء فقال، بالنسبة لي أنا من
شريحة الشباب الطامحين الذين يدرسون من أجل بناء المستقبل والوصول إلى
المراتب العليا، وفي الحقيقة قد تجد بعض الحالات من الطلبة يقدمون على
الدراسة ويبذلون قصارى جهدهم من أجل الحصول على النظرة الجيدة من
المقابل وخاصة حينما يدخل إلى كلية عالية المستوى ومن ثم التفكير
بالجانب العلمي، وأما بالنسبة لطموحاتنا فليس هناك أجمل من العلم
والتعلّم...أعتقد ليس هناك من معاناة يواجهها الطلبة غير نقص الخدمات
وذلك ليس مقتصراً فقط على الطلبة وأنتم تعلمون مرارة فصل الصيف وقسوته
مع انقطاع التيار الكهربائي المستمر.
واختتم حيدر حديثه بالقول، نشكر العاملين في العتبة الحسينية
المقدسة وخاصة في قسم الشؤون الفكرية والثقافية ولكن هناك نقطة أحب أن
أبينها وهي مشكلة الدوام المخصص للطلبة، فلدينا معاناة حول توفر المكان
وخاصة أن المكتبة تستقبل كلا الجنسين من الذكور والإناث، ولذلك نأمل
جعل الدوام في المكتبة العباسية خاصاً بفئة الإناث على سبيل المثال
ومكتبة العتبة الحسينية خاصة لفئة الذكور، وأعتبر أنه الحل الأفضل
لمعالجة مشكلة قلّة الوقت لدينا واستيعاب أكبر عدد من الطلبة.
الطالب كرار عبد الرسول من مدرسة القمر الزاهر قال، أن أهم ما نروم
الوصول إليه خلال دراستنا هذه هو النجاح والحصول على الشهادة العالية
التي نخدم فيها بلدنا وشعبنا. وبالنسبة لمعاناتنا فهي عدم تجديد المنهج
الدراسي، وكل ما ندرسه الآن يعد قديماً لما موجود الآن من الدراسات
والبحوث العلمية الجديدة.
الطالبة انتصار محمد الكعبي، احدى مرتادات المكتبة، قالت عند سؤالها
عن رأيها بالمكتبة: بالدرجة الأساس أنه مكان مقدس ومبارك للدراسة فيه،
ونرجو من الباري عزوجل توفيقنا وتوفيق الجميع لتقديم خدمات تنال رضا
الله وبركة الامام الحسين عليه السلام.
الطالبة ضحى سمير الحساني، في السادس الاعدادي، قالت عند سؤالها عن
طموحاتها بعد الانتهاء من الدراسة: طموحنا بعد النجاح من هذه المرحلة
ان شاء الله الدخول إلى الكلية التي نستطيع أن نقدِّم فيها ما يخدم
الجميع وليس المنفعة الخاصة لنا فقط.
وأضافت ضحى، بالدرجة الأساس أن مجيئنا إلى هذا المكان المطهر
والمقدس الذي فيه كل آيات الأيمان هو الذي يبعث في روحنا الاستمرار على
مواصلة الدراسة ونحن نشكر كل من يساهم في بذل الجهد الذي يخلّف الفائدة
العمومية وندعو من الله التوفيق للجميع.
الطالبة ازهار فليح قالت عن معاناتها والعراقيل التي تعترضها
وزميلاتها، ان انقطاع التيار الكهربائي وكذلك تكاليف التدريس الخصوصي
الذي اصبح شر لابد منه، قد تحولت الى كوابيس من ناحية الكلفة المادية
التي من الممكن ان تلقي بظلالها على الطالب والعائلة...
واضافت عن رأيها فيما يخص المكتبة، اولى مشاكلنا هو وقت الدراسة
الكبير الذي يحتّم علينا ان نحضر الأكل معنا وبما انه ممنوع فإن الجوع
يشتد بنا اثناء الدراسة...
الطالبة سلوى عبد الكريم محسن تحدثت عن طموحها بالقول: أن طموحنا
بعد النجاح هو الدخول إلى الكلية بعون الله والحصول على الوظيفة بعد
أكمال الكلية لغرض أن نأخذ دورنا البناء في تطور وتحضر المجتمع... |