استطلاع حول دلائل التوافق الزوجي ومؤشرات الاستقرار في العلاقة الزوجية

استطلاع: صباح جاسم-حسين السلامي

 

- أشار 44% ممَّن شملهم الاستطلاع بأن زوجاتهم من الأقارب في حين كانت زوجات 31% من الجيران أو الاصدقاء أو زميلات العمل أو الدراسة

- في إشارة إلى مستوى قناعة ورضا عالِ، لم يتمنَّ 67% من المستطلعة اراؤهم عودة الزمن الى الوراء لتغيير اختيارهم

- كشفَ الاستطلاع عن ان 70% ليس لديهم رغبة في الزواج مرة أخرى لأسباب مختلفة

 

شبكة النبأ: تُعتبر دلائل التوافق الزوجي من اهم المؤشرات التي تحدد مستقبل العلاقة الزوجية ومدى الاستقرار الذي من الممكن ان تشهده تلك العلاقة، وهذه الدلائل تتوزع على جهتين أولاهما عوامل داخلية تتمثل في العلاقة المباشرة بين الزوج وزوجته وما يتخللها من أسرار وخصوصيات وطبائع نفسية، والثانية عوامل خارجية تلقي بظلالها على تلك العلاقة كأثر واقعي يرتبط مباشرة بالمحيط او البيئة التي يعيش فيها الزوجان.

استطلاعنا التالي اتخذَ من تنوّع الدلائل آنفة الذكر منطلقاً لرصد مستوى الاستقرار النفسي والاجتماعي على صعيد العلاقة الزوجية التي من المُفترض انها السد المنيع للمجتمع، وقد تمحورت الاسئلة التي وُجهت من خلال الاستطلاع حول طريقة اختيار الزوج لزوجته إن كانت مباشرة او غير مباشرة، وهل ان الزوجة من الأقارب أم الجيران ام زملاء العمل حيث لكل من الخيارات دلالات اجتماعية معينة، وهل يتمنى الشخص المعني رجوع الزمن الى الوراء وتغيير الاختيار، وتطرقت أسئلة اخرى الى مدى رغبة الرجال في الزواج مرة اخرى، ومستوى القناعة بالزواج الحالي، وهل ان الخلافات الاعتيادية التي تحدث في بعض الاحيان مع الزوجة قد وصلت مرة الى حد الطلاق...

ففيما يخص السؤال الاول الذي طُرح عن كيفية اختيار الزوجة أفاد مايقارب نصف الذين استُطلعت آراؤهم بأن الامر تم عن طريق الاهل او الاقارب وبلغت نسبتهم 47%، في حين بيّن 37% بأن الاختيار تم عن طريق مباشر اي انهم شخصيا قد حددوا زوجاتهم، بينما قالت نسبة 16% بأن الاختيار تم عن طريق الجيران او الاصدقاء.

وعن نوعية الصِلة التي تربط الأزواج بزوجاتهم بيّنَ 44% بأن زوجاتهم من الأقارب في حين كانت زوجات 31% من المستطلَعة اراؤهم من الجيران او الاصدقاء او زميلات العمل او الدراسة، بينما أكدَ ربع المستطلَعين بأن صِلات اخرى تربطهم بزوجاتهم، وبالنظر لنسبة الزواج العالية من الأقارب فإن الاستطلاع يبيّن ان صِلة الرحم ودورها في توطيد العلاقات الأسرية لاتزال تأخذ حيزا كبيرا من الاهمية في المجتمع العراقي.

وعن مستوى الخلافات الزوجية وهل وصلت مرة الى حد الطلاق بيّنت غالبية الذين استُطلعت اراؤهم بأن لاخلاف قد وصل الى حد الطلاق مع زوجاتهم وبلغت نسبتهم 77%، فيما أقرَّ 13% بحصول خلافات أدت الى حد الطلاق لعدة مرات، وبالمقابل بيّن 10% فقط بأنهم قد تعرضوا لمرة واحدة لخلاف وصل بهم الى حد الطلاق، وبنظرة فاحصة لنسبة الذين لم تحدث بينهم وبين زوجاتهم خلافات وصلت لحد الطلاق فإن الاستطلاع يبيّن بأن هناك مستوى نضج واستقرار ومسؤولية كبيرة يشعر بها الأزواج عند حصول الخلافات بينهم بحيث لايتركونها تصل لحد الطلاق...

وعن مناشئ الخلافات التي تحدث بين الازواج ذكر 17% بأن منشأ الخلاف دائما ما يكون مادياً، في حين قالت نسبة مماثلة تماما بأن أسباب الخلاف اجتماعية، وقد توزعت نِسب مناشئ الخلاف التي ذكرها الآخرون بين فكرية ودينية بنسب ضئيلة، بينما لم يذكر الباقون أية مناشئ خلاف.

وعند الاستفسار عن العوامل التي تدفع باتجاه الخلافات الزوجية وهل أن للتدخلات العائلية دور في ذلك أجاب 40% بالنفي، في حين أقرّ 28% بأن للتدخلات العائلية دور كبير في الخلافات الزوجية التي تحدث لهم، ولم يجِب الآخرون عن السؤال...

وبخصوص القناعة التي يتمتع بها الأزواج لم يتمنَّ ثلثا المستطلَعة اراؤهم عودة الزمن الى الوراء لتغيير اختيارهم وقد بلغت نسبتهم 67%، في حين كشفَ 19% عن انهم يتمنون رجوع الزمن ليغيروا اختيارهم في الزواج، تاركين نسبة 14% في حيرة من امرهم حيث أجابوا بأنهم لايعلمون ان كانوا يتمنون ذلك ام لا، وتكشف النسبة الكبيرة للذين لم يتمنّوا عودة الزمن لتغيير الاختيار بأن مجتمع الأسرة العراقية عموماً يتمتع بالقناعة المتولدة من الانسجام العائلي.

وفي محاولة لكشف مستوى الرضا لدى الأزواج بيّنَ 70% بأنهم ليس لديهم رغبة في الزواج مرة اخرى، في حين قال قرابة الثلث أنهم يمتلكون الرغبة في الزواج ثانية وبلغت نسبتهم 30%.

وعند الاستفسار عن أسباب عدم الإقدام على الزواج مرة اخرى أفاد نصف الأشخاص بأنهم مكتفون بالزواج الأول وقد بلغت نسبتهم 49%، في حين بيّنَ 20% بأنهم لم يُقدِموا على الزواج ثانية بسبب موانع مادية، وتوزعت نسب الأسباب الاخرى ما بين عدم الاقتناع بفكرة الزواج الثاني وعدم القبول الاجتماعي والإبتعاد عن المشاكل وغيرها...

وفي نهاية الاستطلاع فإن نظرة فاحصة لمجمل ما تعكسه النتائج تشير الى ان هناك نسبة عالية من الأسر العراقية لاتزال ترتبط بأواصر قَرابة تتيح لها التصاهر والتناسب وتكون بطبيعة الحال عوامل تقوية للمجتمع عموماً، وكذلك تشير النسِب العالية للعوائل التي لم تتعرض لخلافات حادة جداً الى ان المجتمع مازال متمسكاً بالقيم الدينية والاخلاقية والتقاليد الاجتماعية الملتزمة...

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 22/تموز/2009 - 29/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م