الأوتوقراطية.. سطوة سياسية وحكم فردي

إعداد: مركز النبأ الوثائقي/مفاهيم

 

شبكة النبأ: تختلف الأنظمة السياسية في طرق إدارتها للحكم، وتختلف التسميات لهذه الطرق، فمن بين المصطلحات السياسية التي تتخذها بعض الأنظمة كطريقة في ممارسة إدارتها، النموذج الاوتوقراطي (Autocracy) وهو شكل من أشكال الحكم، تكون فيه السطوة السياسية بيد شخص واحد بالتعيين لا بالانتخاب. كلمة "أوتوقراط" أصلها يوناني و تعني (الحاكم الفرد، أو من يحكم بنفسه).

يمكن اعتبار كلمة أوتوقراطي مرادفة لكلمة استبدادي، أو دكتاتور، لكن في الواقع، هناك فروقات في المعنى بين تلك المفردات جميعا.

كما إن الأوتوقراطية ليست مرادفة لـ الشمولية، حيث أن هذه الفكرة اختلقت للتفريق بين الأنظمة الحديثة التي ظهرت في عام 1923 و بين الدكتاتوريات التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، الأوتوقراطية ليست مرادفة لـ الدكتاتورية العسكرية.

كما إن مصطلح الملكية أيضا يختلف عن الأوتوقراطية في أنه يعكس صفة توريث الحكم هذا بالرغم من أن بعض الملكيات السلافية، بالأخص الأباطرة الروس كانوا يحملون لقب "أوتوقراطي". تاريخيا، العديد من الملوك حكموا بشكل أوتوقراطي و لكن في نهاية الأمر ضعف نفوذهم و تلاشى بعد أن كتبت و أقرت الدساتير التي أعطت الشعوب القوة لصناعة القرارات بأنفسهم من خلال ممثليهم في الحكومة.

يحتاج الأوتوقراطي إلى نوع من مساعدة أفراد نافذين و مؤسسات في المجتمع من أجل أن يستطيع أن يحكم سيطرته على الشعب. قلة هم الحكام الذين تمكنوا من أن يبسطوا نفوذهم عن طريق الحضور أو الكاريزما أو المهارات فقط، من غير مساعدة الآخرين. أغلبية الأوتوقراطيين اعتمدوا على طبقة النبلاء، و العسكر، أو الزعماء الدينيين أو آخرون، الذين بدورهم قد ينقلبون على الحاكم أو يقتلونه. لذا، قد يصعب معرفة الفرق بشكل واضح بين الأوتوقراطية و الأوليغارشية التي تعني حكم القلة.

الشخصية الأوتوقراطية

وهي شخصية تتواجد في المجتمع، ولكنها تواجهنا كثيرا في إدارة الاعمال، تستمد قوتها من السلطة الإدارية الأعلى منها وأن المسؤلية قد منحت لها وحدها ولا تفوت لغيرها وتهمل هذه الادارة السلطة الغير رسمية وهي سلطة تمنح لها جانب من المرؤسين ومن السمات المميزة لهذا النوع من الإدارة مايلي:

- إصدار الأوامر والتعليمات التي تتناول كافة التفصيلات.

- الاصرار على طاعة المرؤسين والإستبداد بالرأي وإستخدام التخويف والترهيب.

- وهي شخصية غير ودية في اسلوبها.

- تلتزم بحرفية الإجراءات ولا تحيد عنها.

- دورها هو الدور الرئيسي إذا تقوم بجميع الأعمال الفنية الهامة أما دور المرؤسين فهو دور ثانوي فلا يقومون بأي عمل إلى باستشارتها.

- ينعدم الحوار بينهما وبين العاملين وخاصة بالأمور ذات الصلة بالعمل .

- تقود وتأمر وتوجب وتصدر القرارات والتعليمات وتتأكد من تنفيذها وعلى المؤسين أن يتبعوها

- تنعدم قدرتها في قدرات وإستعدادات مرؤسيها وتقلل من قيمتهم الشخصية.

- تضع من الطرق والوسائل مايحقق سير العمل سيرا منتظما ودقيقا

- تتضمن هذة الإدارة بالعمل بدرجة كبيره.

- لا تتهم بعقد الإجتماعات الدوريه للتشاور مع العاملين .

- تقوم على فكرة الزعامة وغالبا ماتتعرض العلاقات بين الرئيس والمرؤسين بشتى الأضرار وتسوء علاقاته الخارجية مع أفراد المجتمع .

- يظل تماسك العمل مرهون بوجودها وعند غيابها ينفرط عقد المجموعة ويضطرب العمل .

- أن أهم مايميز هذه الشخصية هو الحزم والإنضباط في الادارة العمل.

- عدم تقبل هذه الشخصية للنقد الموضوعي أو التراجع عن مايصدره من تعليمات حتى وإن أدرك أنها تعليمات عير صحيحة.

- الإجتماعات التي يعقدها تكون في أضيق الحدود وغير دورية وبدون جدول أعمال كما أن وقت الإجتماع قصير وغير كافي للمناقشة والآراء ووجهات النظر للعاملين معه وغالبا ماتقتصر الاجتماعات على التعليمات فقط.

- في الأمور التي تصعب عليه لا يناقش العاملين فيها.

الاوتوقراطية في ضوء الفكر الإداري التربوي المعاصر:

- هذا النوع من الشخصية يحدث تحسين في تأدية العمل والنمو الذاتي للعاملين ولكن بدرجة ضعيفة جدا في الانتاجية، وغالبا مايسود الخمول في الانتاج وعدم التطور السريع في الاعمال.

- روح التعاون الاختياري بين الرئيس والمرؤسين تكون منعدمة بل بين المراوسين بعضهم ببعض .

- الثقة تكون معدومة بين العاملين بينهم وبين بعض في ضوء هذه الشخصية الاوتوقراطية.

- الإدارة هي مصدر القرارات والتعليمات الفردية والتأكد من تنفيذها ، ويؤكد الفكر الإداري المعاصر على أن اتخاذ القرارت دون مشاركة العاملين قد يحدث خطأ كبيرا وسلبية في إنتاج القرارات . كما يفقد المراوسين الشعور بالرضى والفخر المصاحب للمشاركة في إتخاذ القرارت وعدم إعطائهم الفرصة للتقدم والنمو .

- هذا الأسلوب يضعف روح البحث والتفكير والإبتكار بين العاملين.

- أن العاملين تحت رئاسة النمط الاوتوقراطي يؤدون أعمالهم تحت سيطرة الخوف وفي جو من القلق والرهبة مع انعدام الرقابة الذاتية بينما يؤدي الفكر المعاصر على أن الفرق إذا توافرت الحرية المسؤلية يكون قادر على الابتكار وتحقيق ذاته والإلتزام بقيم عليا ويراقب نفسه مراقبة ذاتية سليمة للكل .

ويتضح مما سبق أن الشخصية الاوتوقراطية في الادارة للاعمال المختلفة اسلوب ونمط مرفوض من وجهة نظر الفكر الاداري المعاصر.

أنواع القيادة الأوتوقراطية

يمكن التمييز بين ثلاثة أنواع من القيادة الأوتوقراطية، تتراوح بين الأوتوقراطي العنيد المتشدد، والمتمسك بتطبيق القوانين و التعليمات، والأوتوقراطي الخيّر، الذي يحاول أن يستخدم كثيراً من الأساليب المرتبطة بالقيادة الإيجابية، من خلال الثناء و العقاب البسيط، كي يضمن طاعة مرؤوسيه له، و الأوتوقراطي المناور الذي يوهم مرؤوسيه أن يشركهم في اتخاذ القرار، وهو في الوقاع يكون قد انفرد باتخاذه، وهذا النوه من القيادة الأوتوقراطية المتسلطة يتمثل في الإدارة التقليدية بكل مواصفاتها.

أهم النتائج السلبية للسلوك الاوتوقراطي إدارياً

- ضعف الإنتاجية.

- إنعدام التعاون وكراهية العمل .

- ضعف العلاقة الإنسانية .

- كثرة القرارات الخاطئة.

- انخفاض الروح المعنوية .

- انعدام الإبداع والإبتكار.

- ضعف الرقابة الذاتية من قبل الشخصية الاوتوقراطية.

- القلق والإضطراب لدى المرؤسين .

- الثقة المنعدمة بين الجميع.

- قلة فرص النمو لدى الجميع.

فهذه الشخصية يتضح من خلال السلبيات أنها ضارة على انتاجية العمل ومعرضة للفشل وابتعاد المرؤسين عن العمل وقلة الثقة بين الجميع في هذه الدائرة.

فالتربية وادارة التخطيط للفكر المعاصر تساهم في ابتعاد هذا النوع من الاشخاص وتقليل فرص عملهم لما لها من تاثير سلبي على المجتمع والاعمال الاخرى من ناحية اخرى

أتمنى في ختام ملخصي لهذه الشخصية أن تكون تلك النقاط التي سردتها لكم هي أهم مايواجه الشخصية من النواحي المختلفة وأن اكون لممت بها من جميع النواحي الشخصية والاجتماعية والفنية والانتاجية.

الاستثناءات الاوتوقراطية

من المؤكد ان العلاقة بين الديمقراطية والازدهار الاقتصادي ليست شاملة. فالبلدان الديمقراطية النامية لا تنمو جميعها بفعالية أكثر منها في جميع البلدان النامية الاتوقراطية. فهناك استثناءات. وعلى وجه التحديد، هناك تسع حكومات أوتوقراطية عرفت نمواً اقتصادياً مستداماً، على الأقل طيلة عقد من الزمن، منذ العام 1980، وهي بوتان، والصين، ومصر، وإندونيسيا، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية، وتايوان، وتونس، وفيتنام. ومن بين هؤلاء، حقق الآسيويون الشرقيون وحدهم أيضاً مكاسب مماثلة في مستويات التنمية الاجتماعية. زد على ذلك ان الآسيويين الشرقيين امتلكوا درجات من المساءلة السياسية تبلغ ضعفي المعايير التي تملكها الحكومات الاوتوقراطية.

 فالنمو الاقتصادي المستدام ممكن، بناء على هذا، في ظل الحكومات الاوتوقراطية، لكنه، بكل بساطة، نادر الحصول. أما من وجهة النظر السياسة الاقتصادية، فعلينا وضعها في الموقع التقارني لنستطيع مقارنتها مع النجاح التنموي اللافت للاوتوقراطيين الآسيويين الشرقيين مقابل الحكومات الـ 85 الاوتوقراطية الأخرى، التي لم تحقق، خلال هذه الحقبة الزمنية إلاّ نمواً باهتاً، وفي العديد من الحالات، نمواً رديئاً إلى أبعد الحدود. (والحقيقة ان 45 بلداً أوتوقراطياً عانت، على الأقل، أزمة اقتصادية كبرى، أي هبوطاً بنسبة 10 بالمئة في نتائج إجمالي الناتج المحلي، منذ العام 1990). فالدرس الجوهري الذي يجب استخلاصه من الاستثناءات الآسيوية الشرقية هو مدى الاختلاف الكبير بينها وبين معظم البلدان الاوتوقراطية.

الصين تُشكِّل المثال الأهم، أو الطفل المدلل، المعاصر للنموذج الاوتوقراطي. فقد عاشت الصين نمواً مُدهشاً خلال العقود الثلاثة الأخيرة، مما جعل العديد من الناس يرون من خلال وضعها الاستثنائي ان نظام الصين الاوتوقراطي هو الذي سمح للصين بالنمو طِبقاًَ لهذا المعدل، ومن ثم يطلقون التعميمات على أساسه.

 غير ان هذا الاستخلاص يتجاهل العقود الثلاثة من الركود الاقتصادي الصيني الذي سبق تبنّي الصين للسياسات الاقتصادية التي تقوم الأسواق الحرة في أواخر السبعينات من القرن الماضي. فخلال تلك الفترة الفائتة، عانت الصين صدمات ما سمي بالوثبة العملاقة إلى الأمام، والثورة الثقافية، والمجاعة الكبرى بين 1959 و1961 التي أودت بحياة ما يقدر بـ 38 مليون نسمة. وحتى في الفترة الحالية، فإن نزعة الصين إلى التعرض للأزمات، وانهيارات مصارفها، وتفشي فيروس الالتهاب الرئوي، أو مرض السارس، وانتفاضات الفلاحين، والنزاعات مع الجيران، وأنفلونزا الطيور، والكوارث البيئية، فجميعها بمثابة تذكير بهشاشة النمو الصيني.

ــــــــــــــــــــــــــ

المصادر: وكالات + موسوعة ويكيبيديا + شبكة النبأ

    ..........................................................

- مركز يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية للاشتراك والإتصال

www.annabaa.org

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 19/تموز/2009 - 26/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م