بلدان الإقليم الذي يتوسطه العراق تبحث بين فترة وأخرى عن ذرائع
ومبررات لا تمس الى المنطق بشيء، بغية أن تصدر أخطاءها واحتقانها الى
الآخرين فتبدو {حفظها الله } لا يهمها سوى الإخلاص لشعوبها وخدمة
المصالح الوطنية وإرساء الديمقراطية، بل تعد بجنائن معلقة لولا هذا
الخطر الأمريكي القادم من العراق لفعلت ذلك على طبق من ذهب، فهي أغلقت
السجون ومنحت الحريات وقضت على البطالة، نعم لم يبق في أجندتها سوى
الكعكعة العراقية التي إذا ما حصلت عليها عاشت في عليين القرن الحادي
والعشرين.
هذه البلدان بعد ان استنفذت جميع ملفات القضية الفلسطينية من 48,
مرورا بـ67 و73 و79 ثم 82 ثم سوريا والأردن، وبعدها اوسلو وما بينها
تلال من المصطلحات والمفردات ملئت واستغرقت وقتا طويلا في محطات البث،
فغطت الى حد كبير جدا ما عبثت به النخب السياسية الحاكمة في مصائر
الشعوب والأوطان.
حتى استهلكت القضية الفلسطينية وأصبح الفلسطينيون بعد عنتريات العرب
والمسلمين يحلمون ببقعة صغيرة الى جوار إسرائيل تمن بها عليهم بعد أن
خسروا كل شئ.
بعد ذلك تحولت بوصلة العرب والمسلمين الى العراق، يصدرون له فكرا
وإعلاما ونماذج يجمعها فقط مبدأ واحد هو مبدأ التفخيخ والمزايدات، التي
ان ركنّا لها لن نحظى من الكعكة العراقية بشيء.
لقد اقتات المصريون علينا كثيرا... فقناة السويس منحت خزانة
المصريين في جميع حروب العراق ما لم يكونوا يحلمون به يوما من الأيام،
حتى أصبحت تلك الحروب التي يستنكروها عبثا نعما إلهية عليهم بالمجان،
على حساب العراقي المستلب.
دفعنا لجميع بلدان المنطقة عشرات أضعاف ما تحلم به من تعويضات، لقد
عوضنا حتى مرضا الإسهال الذي أصيب به المواطنون نتيجة الخوف من
دكتاتوريات الحكومات العربية.
جميع من يطالب بنصرة العراق من بلدان المنطقة... يتدخل ويفخخ
ويحرض ويدعم التخريب ويستضيف عقول صدام العفنة، وكذلك يبحث له عن نصيب
اكبر في الكعكعة العراقية.
كان البعث يمنحها لهم تحت ألف ذريعة وسبب، والغريب ان جميع تلك
البلدان تعوي ليل نهار وتصرخ متظلمة لأموال العراق.. فيما لم يدفع
أصحاب العهر السياسي دولارا واحدا لدعم اعمار العراق ويطالبون بحفنة
من دولاراتهم من ديون.
لقد لملم إخوتنا في الدين والعروبة جميع أوراقهم من ديون او فوائد
او تعويض حقا وكذبا حتى ان كانت حفنة من الدولارات، ويعلنون مسبقا انهم
مستعدون لتقديم اي مساعدة للعراق لكن اعفاء الديون والتعويضات المستحقة
قضية مستحيلة، في وقت أعلنت العديد من بلدان العالم التي طالما اتهمت
بسرقة الأموال العراقية من قبل البعض أعلنت استعدادها ليس فقط لتخفيض
او إلغاء الديون العراقية بل دفعت جزءا مما أعلنت منحه لاعمار العراق..
اتركونا يا سادتي وشأننا فمن لغي ديوننا ويساهم في اعمار بلادنا
ويدعمنا في السياسة الدولية حري به ان يحترم وله حصة من الكعكة عراقية
فهذه لغة المصالح ولا نزايد عليها.
* كاتب عراقي
gamalksn@hotmail.com |