الطاقة البديلة: أفريقيا مصدِّر للطاقة الشمسية واليابانيون يستخدمون الثلج لإنتاجها

40 مليار دولار استثمارات العالم في الطاقة المتجددة

 

شبكة النبأ: قال مسؤول الماني ان مشروعا قيمته 400 مليار يورو (554 مليار دولار) لمد الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية في الصحراء الافريقية الى المستهلكين في أوروبا وشمال افريقيا سيعود بالنفع على القارتين ويمكن أيضا أن يروج للتكامل في أنحاء منطقة البحر المتوسط.

ومن جهة ثانية ووجد اليابانيون في منطقة نوماتا، الواقعة شمالي اليابان، والمعروفة بثلوجها الكثيفة، طريقة جديدة للتعامل مع الاجتياح الأبيض، الذي قلما يفارقهم، فقد لجأ الناس في هذه المنطقة إلى توظيف أعمالهم بما يتناسب وطبيعة الجو في مناطقهم، من اجل توفير الكهرباء من الثلج!.

وصرح جوينتر جلوسر نائب وزير الخارجية الالماني لرويترز بأنه يمكن الحصول على 20 جيجاوات من الطاقة الشمسية المركزة - وهو ما يساوي انتاج 20 محطة كبيرة لتوليد الكهرباء- بحلول 2020 اذا ما بدأ تشغيل المشروع الذي يسمى (ديزيرتك).

وقال جلوسر ان الطاقة الخضراء ستستخدم داخل أوروبا ودول الاتحاد المتوسطي التي تنتجها ونفى ما يتردد عن ان اوروبا ستقيم "مستعمرات للطاقة" وقال ان ذلك قد يساعد أيضا في تحقيق التكامل في منطقة البحر المتوسط ويخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو كبير. بحسب رويترز.

وأضاف بعد أن أعلنت شركات كبرى اهتمامها بالمشروع الذي سيشمل ايضا توليد الطاقة من الرياح في اطار شبكة من المشروعات "انه مشروع مدهش حقا لانه يعود بالنفع على الجميع."

وتابع "انه تعاون سيسهم في تنويع مصادر الطاقة ... وليس الشمال فقط هو المهتم بالحصول على طاقة متجددة لكن هناك أيضا دولا تقع في جنوب البحر المتوسط. هذه ليست بأي حال قضية يهيمن فيها الشمال على الجنوب."

وتعتمد أوروبا بصورة كبيرة على روسيا في الحصول على احتياجاتها من الطاقة وهو وضع يرغب الاتحاد الاوروبي في تغييره في أعقاب خلافات أدت لتعطل هذه الامدادات.

وتهدف 20 دولة الى توقيع مذكرة تفاهم لتأسيس مبادرة ديزيرتك الصناعية التي ستكلف بدورها باجراء دراسات على مشروعات متعددة في شمال افريقيا.

بعد الطاقة الشمسية... اليابانيون يستخدمون الثلج

ووجد اليابانيون في منطقة نوماتا، الواقعة شمالي اليابان، والمعروفة بثلوجها الكثيفة، طريقة جديدة للتعامل مع الاجتياح الأبيض، الذي قلما يفارقهم.

فقد لجأ الناس في هذه المنطقة إلى توظيف أعمالهم بما يتناسب وطبيعة الجو في مناطقهم، مثل مساهيرو نيشيو، الذي يعمل بائعا للزهور، والذي نجح مثل الكثيرين هناك في العثور على طريقة لاستخدام الثلج في دعم عمله.

ولم يعتقد نيشيو في البداية أنه يستطيع الاستفادة من الثلج، خاصة في مجاله، إلا أنه قام بتجميع الثلج واستخدمه في تبريد الغرفة التي يحفظ بها أزهاره كي لا تتلف. بحسب سي ان ان.

ويقول نيشيو إنه وجد في هذه الطريقة وسيلة جيدة لتوفير الكهرباء، حيث قال "الحالة الاقتصادية في تدهور، وأسعار الوقود في ارتفاع، وفي هذا الوضع الاقتصادي نحن محظوظون لوجود نظام يساعدنا في التوفير."

ونجح اليابانيون في هذه المنطقة، في تحويل الثلج إلى مصدر للطاقة بدلا من الكهرباء، خاصة مع تقلب أسعار الوقود في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، وقاموا باستخدام الثلج كوسيلة لحفظ المأكولات بدلا من البرادات.

وتقوم البلدة الصغيرة بتخزين الثلج وإعادة استخدامه كمكيفات للتبريد في فصل الصيف، حيث قال باحث في شؤون المنطقة، إنه "يمكن استخدام الثلج بدلا من الكهرباء في إنتاج الطاقة، ونحن هنا نسعى إلى التوفير بالإضافة إلى ما تحققه هذه الطريقة من حماية للبيئة."

 طريقة جديدة قام اليابانيون باستثمارها للحفاظ على البيئة، هدفها الاستفادة من فصل يكاد لا يزول، وقد يأتي اليوم الذي تستخدم فيه الدول الحارة كالخليج الشمس لإنتاج الطاقة بشكل أفضل.

تمويل الطاقة الشمسية في طريقه للانتعاش في أمريكا

وقال العديد من المستثمرين في مجال الطاقة الشمسية ان الممولين الذين تخلوا عن مثل هذه المشروعات في الولايات المتحدة العام الماضي اثناء ذروة أزمة القطاع المصرفي بدأوا في العودة مهيئين الساحة فيما يبدو لصفقات جديدة بحلول نهاية هذا العام.

وكان انهيار بنك ليمان براذرز العام الماضي وهو من أكبر ممولي الطاقة الشمسية وتجمد أسواق الائتمان العالمية قد دفع جميع البنوك تقريبا لوقف تمويل مشروعات كبيرة جديدة للطاقة الشمسية ما دفع صناع النظم التي تحول ضوء الشمس الى كهرباء لخفض اسعار منتجاتهم ودفع اسهمهم للهبوط.

ولكن الان مع استقرار اسواق المال والحوافز الحكومية الجديدة لتشجيع الطاقة غير الملوثة للبيئة عادت البنوك للتطلع للاستثمارات في تطوير الطاقة الشمسية مقابل ائتمانات ضريبية.

وقال مات تشيني الرئيس التنفيذي لشركة رينيوابل فنتشرز في مؤتمر "الذين تركوا السوق بدأوا في العودة اليها بدرجة كبيرة."

وستكون هذه بمثابة انباء طيبة لشركات مثل صنباور كورب وصنتك هولدينجز وسولار ورلد وغيرها التي شهدت أسهمها تتهاوى بعد ارتفاعاتها العام الماضي.

شركات المانية تبني منشأة ضخمة للطاقة الشمسية في افريقيا

تخطط عشرون شركة المانية لاطلاق كونسورسيوم في منتصف تموز/يوليو مهمته بناء منشأة عملاقة للطاقة الشمسية في صحارى شمال افريقيا لتغذية اوروبا بالطاقة النظيفة.

ستجمع شركة اعادة التأمين الالمانية "ميونيخ ري"، في 13 تموز/يوليو في ميونيخ، عشرين شركة متعددة الجنسيات من بينها "دويتشي بنك" و"ار دابليو اي" و"سيمنز" وشركات اخرى لم تود الكشف عن اسمها لاطلاق هذا الكونسورسيوم الذي سينفتح لاحقا على شركات اوروبية اخرى.

وستحضر شركات اخرى اوروبية ومن حوض المتوسط ومراقبون من الجامعة العربية في 13 تموز/يوليو على ما اعلن مايكل ستروب الناطق باسم مؤسسة "ديزيرتيك" التي تروج لهذا المشروع.

ستمتد هذه المنشأة على مساحة الاف الكيلومترات المربعة في قلب الصحراء في شمال افريقيا، وحتى الشرق الاوسط، وستؤمن 15% من حاجات اوروبا من الطاقة. بحسب فرانس برس.

تقدر كلفة هذا المشروع بحلول العام 2050 ب400 مليار يورو، ويتوقع بدء تشغيله بعد عشر سنوات، وفق حسابات المعهد التقني للنشاط الحراري التابع للمركز الجوي الفضائي الالماني (دي ال ار).

وافاد مدير المعهد البروفسور هانس مولر سترينهاغن في حديث لوكالة فرانس برس، ان "هذا المشروع هو ثمرة 30 سنة من الجهود في حقل الطاقة الشمسية، وخصوصا الدراسات الثلاثة التي اجريت بين 2002 و2006 بناء على طلب وزارة الطاقة".

لن تعتمد التقنية المستخدمة على اللوحات الشمسية التي تعمل على الفلوتات الضوئية، بل ستعتمد على الطاقة الشمسية الحرارية. ستركب مرايا على شكل صحون ضخمة تنتج البخار المضغوط بحرارة 400 درجة مئوية، تحولها توربينة تقليدية الى كهرباء.واشار المدير الى ان "هذا النوع من المنشآت موجود منذ 25 سنة في كاليفورنيا".

وعلى الصعيد الاقتصادي، لا تزال هذه التقنية غير مربحة نظرا خصوصا الى صعوبة نقلها الى اوروبا. لكن خبراء المركز الجوي الفضائي الالماني يعتبرون ان الطاقة الشمسية ستصبح الاقل كلفة بعد عشر سنوات، نظرا لصعوبة الحصول على مصادر الطاقة العضوية في المستقبل.

40 بليون دولار استثمارات العالم في الطاقة المتجددة

ولم تنجُ الصناعات المبتكرة مثل الطاقة المتجددة من آثار على أزمة الائتمان والركود العالمي، إذ اهتزت شركات تعمل في هذا القطاع، جراء الاضطراب الاقتصادي، لكنها تقاوم حالياً من خلال اتباع سياسة التوحيد الهيكلي.

لكن توقع تقرير أصدره مصرف بنك «ساراسين» امس، أن يستفيد قطاع الطاقة المتجددة من الأزمة الحالية، من خلال حرص دول العالم على حماية المناخ وتقليل الاعتماد على الطاقة المستوردة. ويجري حالياً تغذية الطلب بتنفيذ حزم حفز حكومية ومن خلال تخصيص شركات الكهرباء. بحسب تقرير لـ الحياة.

وأكد التقرير انه «إضافة إلى الآفاق الصلبة على المدى الطويل، توجد إشارات إيجابية على المدى القصير، من خلال خطط الحفز الحكومية، وبرامج الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة وتقدر الاستثمارات بموجبها بنحو 180 بليون دولار.

وتوقع التقرير أن تنفذ برامج استثمار بقيمة 40 بليون دولار خلال السنة الحالية، تليها برامج أخرى بـ 75 بليوناً في 2010.

وسجل القطاع نمواً كبيراً خلال العام الماضي، بزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة إلى 40 جيغا واط. وللمرة الأولى أنجزت مشاريع لمصادر الطاقة المتجددة أكثر من التقليدية في كل من أوروبا والولايات المتحدة. وارتفع معدل نمو الطاقة الضوئية في العالم بمعدل 125 في المئة، بينما ارتفعت طاقة الرياح 42 في المئة.

وعلى رغم النمو القياسي، فإن أسعار أسهم شركات الطاقة المتجددة، انحسرت خلال 2008 بسبب الأزمة المالية والركود الاقتصادي وانخفاض أسعار النفط وتنامي القدرة الفائضة.

وأكد التقرير أن اتجاه القطاع بات اكثر وضوحاً في الربع الأول من 2009، إذ انهارت أسعار اسهم القطاع بالتزامن مع انخفاض الطلب على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في شكل كبير.

وتجتاز مصادر الطاقة المتجددة مرحلة التوطيد في العالم. ويقدم تقرير نشره بنك سارسين حول أحدث بحوث الاستدامة، تحت عنوان الطاقة المتجددة، نظرة ثاقبة حول واقع السوق والآفاق المستقبلية لمختلف التكنولوجيات والأسواق والشركات العاملة في مجال مصادر الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الضوئية.

وسيكون للمرافق الكهربائية تأثير كبير على استقرار الطلب. من حيث الحصول على ما يكفي من استثمارات لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة.

ولاحظ التقرير أن انتقاداتٍ «أثيرت حول الآفاق المستقبلية لمصادر الطاقة المتجددة، مثل الإدعاء بأن التكلفة اللازمة لتصنيع وحدات «فولط» ضوئية أكبر من الطاقة المنتجة، علماً أن التطورات التكنولوجية الكبيرة جعلت خفض تكاليف إنتاج الطاقة ممكنة، فهي الآن أقل بقليل مما كانت قبل عامين.

أو أن النظام الكهروضوئي ينتج الكهرباء خلال 20 أو 25 سنة وفي الواقع فإن توربينات الرياح تنتج في 20 سنة من الخدمة تقري أكثر بـ 35 مرة من الطاقة المستخدمة في إنتاج هذا النظام.

وثمة انتقاد يتعلق باعتماد الطاقة المتجددة على الأحوال الجوية. علماً انه يمكن تخزينها، ويملك الاتحاد الأوروبي من القدرة المخزنة 100 جيغاواط لسد أي عجز ينجم عن ضعف الرياح أو الشمس في إنتاج الكهرباء. ولدى سويسرا على وجه الخصوص عدد كبير من خزانات المياه الاحتياطية، ما ينبئ بفرص تجارية لتوليد الكهرباء.

وعلى رغم الاضطرابات الحالية التي تؤثر سلباً على نتائج الأعمال لعام 2009، لاحظ التقرير أن آفاق القطاع طويلة الأجل لا تزال قوية لتكنولوجيات الطاقة المتجددة الفردية، ورسم صورة مشرقة للقطاع خلال السنة المقبلة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 18/تموز/2009 - 25/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م