"مشحون بحبك ,تتعلق الآمال بين
أمانيه على لوحة الوقت كلما أنشدك الهدير في رحاب الله وفي جوف بيته
المقدس برنة تشق سمع السماء حين تنخك..." يا علي" "
أشهى التعبد أن أحياك بين دمي =عشقا يشكلني من أروع النهم
وأشهى ما بالهوى خفق يوحده =بين الخلايا ولاء رائع النغم
وأرقى ما بالمنى توق يحركه =كبوصلات الهوى لون من القيم
تلك المشاعر وحي الذات تبعثها= حكاية أورقت بالحب والرحم
حظ من الحب محظوظ بحب "علي"= للمشتهين ككأس رائق ختم
يستطعم العشق ثغرا في سوانحه= كرنة نقشت باللوح والقلم
فامنح لسمعيك مغنى من تألقه= في محفل من جنا الأنغام واستلم
واستجد للعشق إن شحّ الهوى ولها= إن الهدى والهوى لحنان من كرم
إن ينتفض لا تجد إلاه بوح صدى= بين المآثر شوقٌ مترفُ القدم
في كل موهوبة آمال قافية= تستعذب اللحن حرا شامخ الهمم
إذ رنّ بالبيت طهر في مناسكه= زهو الفراقد نورٌ غيرُ منقسم
هذي الملائك في تبجيلها عظم= زان البرية عزف يشتهي لفمي
فأكبرَتهُ مع الأركان نهضتها =تنحُ المكارم في شوق بلا سأم
فيه الملائك والآلاء ساجدة =في مشهد قد سما بالعشق كالحلم
والبيت من حبه جدرانه انقسمت= شوقا لمانحه الأشواط بالعظم
كم يستجير بماضي الوقت مرتجفا =بين انتظار وكل الوقت في صمم
حتى تحقق للآمال مبلغها =واليوم يفخر بين الركن والحطم
والآن من فرط ما يغشى سعادته =زمت لزمزمه الأملاك في شمم
وكبرت للهدى شكرا جوانبه= وهللت فرحا مسعاه بالحرم
اليوم قد ولد التكبير فانتفضي =يا أرض مكة هتْفُ العاشق الغنِم
وشاطري الشمس في أضواء روعتها= فأن رائعها الموهوب في قدم
إذ قدّس الأرض بين البيت مفتخر= حسب السماء جلال غير منعدم
وجه به القدر الأسمى قداسته= في لون نافلة أو مجد مبتسم
إن أورقت للهدى في القلب نابضة= حبا فاني بها إياك ذي نغم
يا حيدر الروح إنساني يترجمه= إنسانك الفذّ يا للرافد العظم
أنى تشاغلني "أهواك" في نفسي= بين التلاوات تضفي رائع الفهم
فأقدس الوقت تلهيني ارتعاشته =إذ أنت في كل ما ألقى من الألم
وأنت أنت إلى الأصنام حاطمها= فاْحطم بعشقك وجد الزيف من صنمي
أستطعم الحب إن الحب شيعني= وليس ينضب فينا ماؤه العرم
"شيعيتي" جرحت من فرط ما انتفضت= تحياك في الرغبة الأولى من الرحم
تلقيها مذ نشوة الأصلاب تشرحها =في فاضل الطين تشريحا مع النسم
تشدّ ذاكرة الأمشاج جذوتها= وتوقظ الذات في فردوسها النهم
كأن كأس الولا الأشهى يطوقها= بنطفة البدء من أنخاب مستلم
تُورّثُ الطهر مذ "أهواك" أنسجة =تثني عليك بخفق القلب كالنغم
بكل شطر بنبض الحب توقدها= بين الشرايين تقصي حيلة الوهم
لترصد الفجر يا تسبيح لحظتنا =نوافذ للهوى للحب للشيم
ما إن توضأت الآمال نفحتها =غنت أيا مانح الآمال بالذمم
نور الكرامة بالآلاء يرسمنا= في مسرح ينثر الآلاء بالهمم
فمثلنا يصطفي للعشق جذوته =عند الظلام وأوفى القطر في الديم
فكلما يستجد الحب قد قربت= روح الولاء لأنفاس من النعم
يا عشق حيدرة الكرار يلبسني =هيا أقرؤوه على وجهي وبين فمي
نص من الشعر أو عمق أبوح به =أو صورة تنتشي في فكر محترم
تكاثر الحب فيها فاشتغلت بها = كالنبض تحي ضلوع الواله الحزم
شكرا فقد وفّت الآمال ما وعدت= هي الولاية لا تأتي من العدم
وما الولاية إلا ما يهز به= عمق الضمير كوحي غير منهزم
وثوبها يستعد البأس قاطبة =على حقوق لها الآمال لم تنم
في عشقها الوطن المنهوك يحمله= رجع الولاء وحق غير مهتضم
مآثر المجد يعتد الحبيب بها = مواهب للعلا من أقدس الكلم
بات الولاء دماء في عقائدنا= وديعة الله بين الروح والقيم
إشارة للهدى تضوي حقيقتها =وابلغ الحق ما يسمو على القمم
هذا علي إلى الإنسان موهبة = بها البيان سفير الحق كالعلم
قد أعجزت سدة الإدراك حجته = هي البراهين فكر غير مقتحم
تدور في كفه كالضوء ملتزما= وجه الحقيقة مثل الشمس في الأمم
هذا علي فلا تحصى مناقبه =كالليث للمصطفى يدحي مدى الظلم
تقدست بالهدى أمشاج طينته =والنور وحي بعمق الذات للعظم
تاهت بمعناه عقول في معارفها= وحار فيه بليغ الرأي من قدم
إن يحسبوه إله في مكانته = تجده ربا إلى الإحسان والكرم
أو يشحذوه إلى الإفهام تبصرة= فذاك أعلمهم بالسر والحكم
ذا نفس أحمد والآيات شاهدة = لولاه ما انتظمت للدين من نظم
تدور فيه صفات الرب تجمعها= حسنى مسجلة باللوح والقلم
فيا وزير النبي الهادي ووارثه = وإمرة العدل في شأو وفي حكم
براءة لك عند الموسعيك أذىً= وعند دارس أفضال ومتهم
تبقي إلى الشهوة العظمى لذائذها= ما قد غشتها يدٌ أو بطش منتقم
ليشهد الحب حقا في شراهتنا =عزم من العز كم يوفي إلى الكلم
ولاك بين دمي أحي دلائله= وهل يجف ولاء راسخ القدَم
أبقيته شعلة تمشي أناملها = تمدّ صحو النهى نبلا إلى الفهم
وحسب أبناءها العشاق مفتخر = أن يعشقوك كعشق البيت للحرم |