ايران وازمة الانتخابات: إصرار على عدم شرعية نجاد وصحوة ضمير لرفسنجاني

نواب محافظون يطالِبون بمقاضاة موسوي

شبكة النبأ: نشرَ المرشح الايراني الخاسر في الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي تقريراً جديداً من 25 صفحة للتنديد بـ عمليات التزوير في الانتخابات التي فاز فيها الرئيس المنتهية ولايته احمدي نجاد، وفي هذا التقرير الذي اعدته لجنة حماية اصوات موسوي، اتهم احمدي نجاد بأنه استخدم بشكل كبير وسائل الدولة في حملته، وأخذ عليه ايضاً توزيع المال وخصوصا لضمان تصويت الناخبين المتحدّرين من الطبقات الشعبية فضلا عن انحياز واضح للحرس الثوري والقيادة الدينية العليا لأحمدي نجاد.

وفي تصريح متأخِّر قد ينّمُ عن مجاملة او صحوة ضمير، عبّرَ الرئيس الإيراني السابق، الذي دعمَ مرشَّح المعارضة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة، عن تأييده (القوي والحذِر) لحركة الاعتراض الناشئة في إيران، قائلاً إنه يشكّ في أن تكون هناك صحوة ضمير فيما يتعلق بنتائج الانتخابات. رغم انه اعلن بصورة واضحة لا لبس فيها تأييده المُطلق للنظام إبان موجة العنف والاضطرابات التي اعقبت الانتخابات مباشرة...

تقرير جديد لـ موسوي حول التزوير

ونشرَ موسوي تقريرا جديدا من 25 صفحة للتنديد بـ"عمليات التزوير" في الانتخابات التي فاز فيها الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد، بحسب موقع الحملة الانتخابية لمرشح المعارضة "قلم نيوز".

وفي هذا التقرير الذي اعدته لجنة حماية اصوات موسوي، اتهم احمدي نجاد بانه استخدم بشكل كبير وسائل الدولة في حملته. واخذ عليه ايضا توزيع المال وخصوصا لضمان تصويت الناخبين المتحدرين من الطبقات الشعبية.

ويتهم التقرير ايضا وزارة الداخلية المكلفة تنظيم الانتخابات بالانحياز وكذلك مجلس صيانة الدستور المكلف الاشراف على العملية الانتخابية، مؤكدا ان المؤسستين تحت اشراف اصدقاء الرئيس احمدي نجاد السياسيين.

وبحسب التقرير، فان اعضاء مجلس صيانة الدستور دعموا الرئيس المنتهية ولايته علنا قبل وخلال الحملة الانتخابية.

ويندد التقرير ايضا بتدخل الحرس الثوري والباسيج (الميليشيا الاسلامية) في الانتخابات. وقال التقرير ايضا ان مسؤولين في الحرس الثوري والباسيج دافعوا عن المرشح احمدي نجاد بشكل علني.

واتهمت لجنة موسوي الرئيس احمدي نجاد بانه وضع رجالا في وزارة الداخلية التي كانت مكلفة جمع النتائج. وتساءلت كذلك لماذا طبعت وزارة الداخلية 14 مليون بطاقة اقتراع اضافية عن تلك المتوقعة لـ46 مليون ناخب محتمل، بما فيها بطاقات لا تحمل "رقما تسلسليا". بحسب فرانس برس.

واخيرا، اكد التقرير ان "التصويت لاحمدي نجاد في 2233 مكتب اقتراع من اصل ما مجموعه 45713 مكتبا في كافة انحاء البلاد، يتجاوز نسبة 95%".

وبلغ عدد بطاقات الاقتراع التي وضعت داخل صناديق التصويت مليون و262 الفا و226 من اصل ما مجموعه 39 مليون بطاقة اقتراع في كافة ارجاء البلاد. وبحسب النتائج الرسمية، حصل احمدي نجاد على 63% من الاصوات مع 24,5 مليون صوت.

رفسنجاني في "صحوة ضمير".. يشكّك بشأن الانتخابات

وفي تصريح متاخِّر عبّرَ الرئيس الإيراني السابق، الذي دعم مرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة والمثيرة للجدل، عن تأييده (القوي والحذر) لحركة الاعتراض الناشئة في إيران، قائلاً إنه يشك في أن تكون هناك صحوة ضمير فيما يتعلق بنتائج الانتخابات.

وقال الرئيس الإيراني الأسبق، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام والمؤيد للمرشح المعارض مير حسين موسوي، "لا أعتقد أن أي ضمير حي يمكن أن يكون راضياً عن الوضع الذي حدث"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء العمالية الإيرانية "إلنا" شبه الرسمية.

يشار إلى أن رفسنجاني، الذي يرأس المجمع المسؤول عن تعيين أو إعفاء المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، حافظ على صمته خلال الأسبوعين الأولين اللذين عمت فيهما التظاهرات المعارضة لنتائج الانتخابات الإيرانية.

ونقلت وكالة "إلنا" عن رفسنجاني قوله: "لقد شارك الشعب (الإيراني) في مختلف أنحاء البلاد في الانتخابات بصورة حماسية.. ولكن للأسف فإن الأحداث التي تلتها والصعوبات التي واجهت البعض تركت مرارة، ولا أعتقد أنه ستكون هناك صحوة ضمير فيما يتعلق بنتائج الانتخابات."

وقال: "آمل أن نشهد خلال الأيام القليلة المقبلة، بالحكمة والإدارة المناسبة، تحسناً في الأوضاع، ونحل المشاكل ونقلل عدد أسر المعتقلين التي تنتظر أحبتها."

وأضاف رفسنجاني، الذي جاءت تصريحاته هذه خلال لقائه السبت مع عدد من أسر المعتقلين خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها إيران في الثاني عشر من يونيو/حزيران الماضي: "علينا أن نفكر في حماية إنجازات النظام ومصالحه بعيدة المدى."

كروبي: حكومة أحمدي نجاد غير شرعية

من جهته قال رجل الدين مهدي كروبي المرشَّح المهزوم في انتخابات الرئاسة الايرانية في بيان نشر على موقعه على الانترنت انه لا يرى ان حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد شرعية.

ونشر بيان كروبي وهو رجل دين اصلاحي حل في المركز الرابع والاخير في الانتخابات الرئاسية التي اجريت في 12 يونيو حزيران بعد ان أكد مجلس صيانة الدستور يوم الاثنين فوز أحمدي نجاد في الانتخابات ورفض شكاوى المعارضة بشأن التلاعب في الانتخابات.

وجاء في بيان كروبي الذي نشر مؤخراً "لا اعتبر هذه الحكومة شرعية وسأواصل نضالي...والجأ الى كل السبل وانا مستعد للتعاون مع الجماعات والناس المؤيدين للاصلاح."

نواب محافظون يطالبون بمقاضاة موسوي

وفي نفس السياق طالبَ اعضاء من التيار المحافظ في مجلس الشورى الايراني السلطة القضائية بمقاضاة المرشح مير حسين موسوي "لتحريضه اتباعه على تنظيم تجمعات غير قانونية"، وذلك عقب الاضطرابات التي شهدتها البلاد في الشهر الماضي.

ونقلت صحيفة (جافان) ذات التوجه المحافظ عن النائب محمد تقي رهبر قوله: "يجب ملاحقة اولئك الذين يقيمون تجمعات غير شرعية قانونيا."

وقالت الصحيفة إن رهبر وعددا آخر من النواب المحافظين بصدد رفع شكواهم من نشاطات موسوي في اعقاب الانتخبات الرئاسية التي اجريت في الثاني عشر من الشهر الماضي الى الجهات القضائية. الا ان الصحيفة لم تذكر عدد النواب الذين يدعمون هذا التوجه.

وفي نموذج آخر على الضغط المتزايد الذي يمارسه المحافظون على التيار الاصلاحي، قال تلفزيون (بريس - تي في ) الايراني الرسمي الناطق بالانجليزية إن الجناح الطلابي للحرس الثوري - الذي ساعد قوات الامن في قمع التظاهرات المؤيدة لموسوي - قد ناشد الادعاء العام مقاضاة المرشح الاصلاحي الذي خسر الانتخابات امام الرئيس محمود احمدي نجاد، متهما اياه "بتحريض اتباعه على الخروج الى الشوارع والقيام بتظاهرات احتجاجية قوضت الامن الوطني."

ويتبادل موسوي والسلطات الاتهامات حول هوية الجهة التي تسببت في اندلاع اعمال العنف اثناء الاحتجاجات، والتي خلفت عشرين قتيلا على الاقل.

جماعة أمريكية: حياة إصلاحي إيراني معتقل في خطر

من جهة ثانية قالت جماعة امريكية مدافعة عن حقوق الانسان انه يتعين على ايران ان تفرج عن اصلاحي مريض اعتقل خلال احتجاجات الشهر الماضي او تنقله الى مركز رعاية متخصص حيث تعرض ظروف الاعتقال القاسية حياته للخطر.

وقالت هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان ان الصحفي والسياسي الاصلاحي البارز سعيد هاجريان الذي احتجز في 15 يونيو حزيران مصاب بعجز شديد ويستلزم رعاية طبية مستمرة.

وقالت سارا ليا ويتسون مديرة منظمة هيومان رايتس ووتش في الشرق الاوسط "انه امر سيء بما يكفي ان تعتقل السلطات رجلا مريضا مثل سعيد هاجريان خلال الاجراءات المتشددة التي اتخذتها ضد الاحتجاجات."

واضافت "ولكن الظروف والمعاملة القاسية والضغوط المكثفة عليه لكي يدلي باعترفات زائفة تضع حياته موضع الخطر."بحسب فرانس برس.

وهاجريان هو حليف لمير حسين موسوي الذي اتهم السطات بتزوير نتيجة انتخابات 12 يونيو حزيران التي اسفرت عن فوز الرئيس المتشدد محمود احمدي نجاد فوزا ساحقا.

وقالت هيومان رايتس ووتش ان هاجريان يعاني من عجز دائم بعد محاولة اغتيال تعرض لها عام 2000. وقال طبيب زاره في السجن ان صحته تتدهور بسبب الظروف القاسية.

وقالت ويتسون "السلطات تستخدم الظروف الطبية لهاجريان وعجزه لتشديد الاستجواب القسري الذي ينطوي على انتهاكات من اجل انتزاع اعترافات زائفة على ما يبدو."

مدى أهمية رفض المعارضة الايرانية نتيجة انتخابات الرئاسة

رفضَ متنافسان مهزومان في انتخابات الرئاسة الايرانية النتيجة النهائية للتصويت في تحدِّ واضح للزعيم الايراني الاعلى اية الله خامنئي قائلين ان الحكومة المقبلة للرئيس أحمدي نجاد ستكون غير شرعية.

وشنَّ رئيس الوزراء السابق المعتدل مير حسين موسوي ورجل الدين الاصلاحي مهدي كروبي هجمات شرسة على نتيجة تصويت يوم 12 يونيو حزيران الذي أعطى أحمدي نجاد فترة رئاسية ثانية.

وتسببت الانتخابات في أسوأ اضطرابات تشهدها ايران منذ الثورة الاسلامية عام 1979 .

ومع ممارسة ضغوط جديدة على القيادة الدينية في ايران فيما يلي بعض الاسئلة والاجوبة حول مدى أهمية رفض النتيجة وما يعنيه بالنسبة لتطورات المستقبل في البلاد، بحسب تقرير لـ رويترز:

- ما هي الطريقة التي من المُرّجح أن ترد بها القيادة الدينية على وصف موسوي وكروبي الحكومة المقبلة بأنها غير شرعية؟

من المرجح أن تتجاهل القيادة الدينية الاصلاحيين مثل موسوي وكروبي وتمضي في دعم الحكومة الجديدة للرئيس المحافظ. ووصلت المعارضة "لنقطة اللاعودة" وستتخذ السلطات تصريحات المعارضة كذريعة لممارسة المزيد من الضغوط عليها.

- هل ينذر رفض المعارضة النتيجة بالمزيد من الاجراءات الصارمة ضدها؟

يتوقع محللون سياسيون شن حملة اجتماعية وسياسية في وقت ليس ببعيد للقضاء تماما وبشكل نهائي على أي نوع من المقاومة.

- هل تتمتع المعارضة بالقوة والتوحد والصوت العالي الكافي للتغلب على القيادة بهذه الطريقة؟

المعارضة ليست قوية بما يكفي فمعظم قادتها مسجونون كما أغلقت مواقعهم الالكترونية على الانترنت وصحفهم. ولا يسمح لهم أيضا بتنظيم اجتماعات حاشدة.

- الى أي مدى سيكون تحدي موسوي لإصلاح قانون الانتخابات واقعياً.. وكيف يمكن أن يحدث هذا؟

التحدي من المستحيل تقريبا لان المحافظين يسيطرون على البرلمان وهم لا يريدون حتى الان اصلاح قانون الانتخابات. وكانت هناك محاولات غير ناجحة من جانب الرئيس المعتدل السابق محمد خاتمي لاصلاح القانون.

أي منبر يمكن للمعارضة أن تتفاوض مع القيادة من خلاله أم أن المفاوضات ستجرى خلف ابواب مغلقة؟

لاظهار الوحدة بين المسؤولين البارزين في ايران دائما ما تجرى مثل هذه المحادثات خلف الابواب المغلقة. ومن غير المرجح أن يقبل خامنئي مثل هذه المحادثات مع المعارضة. وعبر خامنئي بوضوح ومرارا عن دعمه لاحمدي نجاد ودعا المعارضة لاحترام الرئيس.

- ما مدى حساسية ايران لإمكانية الحاق ضرر بسمعتها على الساحة الدولية والاقليمية بمضيها في قمع هذا التحدي المباشر؟

أظهرت الاجراءات الصارمة التي اتخذتها ايران بعد الانتخابات أن النفوذ الاجنبي محدود للغاية في البلاد خاصة اذا كانت المؤسسة تشعر بالتهديد من الداخل. ومن الناحية الاخرى تصف ايران التصريحات الغربية بأنها "تدخل" في شؤون الدولة الايرانية.

ولا تصب مثل هذه التصريحات في مصلحة الاصلاحيين الذين دعوا الغرب للتوقف عن دعمهم. وقد تصبح المؤسسة على المدى البعيد قلقة على صورتها في الخارج.

- هل سيكون لتصريحات المعارضة تأثير على مجلس الخبراء وهو جهاز رجال الدين الذي يشرف ويعين الزعيم الاعلى بل ويمكنه الاطاحة به؟

من غير المرجح للغاية أن يحدث ذلك. ويرأس الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني وهو حليف لموسوي مجلس الخبراء الذي يملك دستوريا السلطة لعزل خامنئي. ولم يحاول المجلس قط فعل ذلك ولا يتدخل بشكل علني في السياسة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 7/تموز/2009 - 14/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م