الأقبية السرية... محاكاة أدبية للواقع العراقي

 

 

 

 

اسم الكتاب: الأقبية السرية.

المؤلف: علي حسين عبيد.

جهة النشر: دار الشؤون الثقافية- بغداد.

عدد الصفحات: 119 من القطع المتوسط.

عرض: شبكة النبأ.

 

 

 

 

 

شبكة النبأ: بعد رحلة في عالم القصة والأدب قاربت الربع قرن يطل علينا القاص والروائي علي حسين عبيد بمجموعة قصصية جديدة حملت عنوان (الاقبية السرية) ويرى بعض النقاد والمتابعين ان القاص عبيد يعتبر من المقلين في المنجز السردي مع انه يشكل حضورا واضحا في المشهد القصصي العراقي الراهن، ولعل تنوع الحقول الابداعية التي يكتب بها الكاتب هي التي جعلته حاضرا في المشهد بصورة متواصلة، فهو اضافة لكونه ساردا معروفا بكتابته للقصة والرواية، فإنه يكتب في حقل النقد ايضا وله دراسات ومقالات عديدة تم نشرها في العديد من الصحف والدوريات العراقية والعربية إذ حاول من خلالها تسليط الضوء على الحراك الأدبي لاسيما العراقي منذ اكثر من 15 عاما.

 وفي سؤال للكاتب عن أسباب هذا التوزع في الكتابة السردية والنقدية والثقافية على وجه العموم أجاب عبيد قائلا: حين بدأتُ الكتابة في سبعينيات القرن الماضي جذبني الشعر الى حديقته الغنّاء المزهرة أبدا فكتبت ونشرت عددا من القصائد في أواخر السبعينيات ثم ما لبثت ان انتقلت الى ساحة السرد التي وجدت فيها السعة الكافية لأفكاري الموّارة آنذاك والتي لم يتسع لها الشعر بسبب الضوابط والمقيدات التي ينطوي عليها وسمة التجريد التي غالبا ما تتطلبها وتنتجها اللغة الشعرية، فوجدت في ذاتي ميلا واضحا لكتابة النقد بعد رصد المشهد القصصي والشعري في الثمانينات والتسعينات، لأقفز بعد ذلك الى كتابة المقالات الثقافية العامة والسياسية أيضا كوني احد خريجي كلية العلوم السياسية جامعة بغداد، ومع أنني اعترف بتشتت الجهد الابداعي بين هذه الحقول غير انني لا ارى ضيرا في الكتابة عن هذه الاجناس والحقول المتعددة شريطة ان يتوافر عنصر الصدق والإبداع في نوعية الكتابة وجنسها الادبي او الثقافي بشكل عام.

وقد صدرت مجموعة (الأقبية السرية) قبل أيام فقط عن دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد وضمت بين دفتيها 15 قصة توزعت سنوات كتابتها بين الاعوام 1985 و 2004  وحملت العناوين التالية: (الغرف المغلقة، الرجل الأصم، أنا، طفل الحروب، فم التنين، الوليمة، النصف الضائع، نصان في الماء، رسائل الاقحوان، مخبأ الموت، إمرأة على الرصيف، صراخ لايثير الانتباه، الرأس الحجري، الأقبية السرية، رقيم الجنون)...

وتمحورت عموم القصص حول الوقائع المفجعة التي اكتنفت تأريخ العراق الحديث، من حروب وحصارات وعنف غير مسبوق حوّل حياة العراقيين الى ما يشبه الجحيم، وبين القصص الجحيمية التي كانت تتعلق بالحرب وانعكاساتها كان القاص يترك فرصة للقارئ كي يتنفس فيها شيئا من صور الحياة الجميلة مثل قصة (رسائل الاقحوان) لكن غالبا ما كانت مثل هذه الاجواء تنتمي الى حقل الاحلام حصرا.

ولذلك قال احد النقاد في فحصه لهذه المجموعة ورفضه لنشرها (انها عبارة عن مجموعة من الهلوسات التي تنتمي للاحلام اكثر منها للواقع، فهي تحكي قصة اب فقد ابنه في الحرب ولم يعثر عليه في سلسلة من الاحلام المكرورة في قصص متتابعة حد الملل، ومع ذلك فإني متعاطف مع الكاتب، لكنني متردد بين الموافقة على نشرها او رفضها، ولذلك اقترح إعادتها الى الكاتب!).

ثم طُبعت هذه المجموعة بعد سنوات من ذلك، أي في العام الجاري 2009.

وفي سؤال آخر عن هذه المجموعة قال مؤلفها القاص علي حسين عبيد:

إنها تحتوي على بعض القصص التي كُتبت قبل أكثر من عشرين عاما، وقد قمت بتقديمها في ذلك الحين عام 1988 للطبع في دار الشؤون تحت عنوان (امرأة على الرصيف) ولم تحصل الموافقة على طبعها بحجة انها لا تناسب الاوضاع آنذاك، فاقترح عليّ خبيرها بأن أغيِّر عنوانها بحيث يصبح عنوانا اعلاميا وكذلك أضمنها بعض القصص التي تساير الوضع السياسي آنذاك، فبقيت هذه القصص وغيرها محفوظة الى حين غير انني نشرتها جميعا آنذاك في الصحف والمجلات العراقية وغيرها، وهناك قصص لا تعود الى تواريخ بعيدة كقصة رقيم الجنون التي كُتبت بعد الاحتلال مباشرة وقصة الاقبية السرية والغرف المغلقة والرأس الحجري التي تحولت فيما بعد الى رواية بعنوان (رحلة غياب).

ويذكر ان القاص علي حسين عبيد احد قصاصي الجيل الثمانيني في العراق، وله عدد من الاصدارات السردية والنقدية منها قصص كائن الفردوس بغداد، ورواية طقوس التسامي بغداد، وكتاب نقدي بعنوان (محاولة لتنسيق احزان العالم) سيصدر قريبا عن دار عالم الفكر في المغرب، كذلك له رواية رحلة غياب، وهناك روايته الجديدة (النزوح الى اوربا) التي ستصدر هذا العام عن دار شمس في القاهرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 4/تموز/2009 - 11/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م