شبكة النبأ: شهدت اغلب المدن العراقية
بعد انهيار النظام السابق انتشار العديد من المؤسسات والمنظمات
الإنسانية الهادفة الى مد يد العون والمساعدة لضحايا حروب النظام
الديكتاتوري والعوائل التي طاولتها أعمال الإرهاب والعنف الماضية.
حيث تفيد الإحصائيات الغير رسمية لبعض المنظمات الدولية الى تواجد
أكثر من مليوني طفل يتيم لأحد أو كلا الأبوين في العراق، مما يمثل
تحديا كبيرا أمام الدولة العراقية والوضع العام المربك بشكل يعجز عن
تخفيف المعاناة عن تلك الشريحة الكبيرة.
من المؤسسات التي تبنت هذه المسؤولية مؤسسة سيد الشهداء عليه السلام
للتنمية البشرية وهي منظمة تنموية إنسانية مدنية غير حكومية لا ترتبط
بأية جهة سياسية, ذات نفع عام وغير ربحية، تعنى بإعادة بناء شاملة
لمكونات الإنسان العراقي الشخصية في الجوانب الفكرية والنفسية والمادية.
يقول السيد محمد الطويل احد أعضاء المؤسسة: " إن من أهم أهداف إشاعة
وتفعيل مبدأ التعاون والتكافل فيما بين الناس فيقوم القوي بحماية
الضعيف، والغني بمساعدة الفقير، بالإضافة الى مساعدة الناس على التعلم
واكتساب المهارات والخبرات التي تمكنهم من التمتع بحياة حرة كريمة مما
يؤدي إلى جعل بلدنا العراق بلداً مزدهراً ومتقدماً نعتز به ويعتز بنا
ونحيا على ترابه متآخين متحابين".
ويضيف الطويل: "تقوم المؤسسة بتحقيق أهدافها من خلال مركزين هما
الأول مركز سيد الشهداء الثقافي، والثاني مركز سيد الشهداء الاجتماعي".
ويوضح الطويل خلال حديثة الى ضرورة تركيز منظمات المجتمع المدني على
الجانب التوعوي والثقافي، فيقول: "نحاول الإسهام في ترسيخ المبادئ
الإنسانية والإسلامية العليا في أوساط المجتمع الذي عانى خلال عقود من
سياسات النظام السابق الشمولية المرتكزة على مصادرة رأي الفرد والمجتمع
والحريات العامة فضلا عن انتهاك الحقوق".
ويضيف: "أنشأنا مركز ثقافي يهدف إلى خدمة الناس وتحقيق النفع لهم
كبارا وصغارا ونساءً ورجالا وبقدر ما تسمح به الإمكانيات المتاحة
للمؤسسة وذلك من خلال البرامج التربوية والثقافية والتعليمية عن طريق
عقد الندوات وإقامة الدورات والمهرجانات والاحتفالات والمجالس وتوزيع
الكتب والملصقات".
وينوه الطويل أيضا الى اهتمام المؤسسة بأدق التفاصيل الحياتية داخل
الأسرة العراقية كونها تعد نواة المجتمع وهي عماد النشأة الصحيحة
للأجيال فيقول: " أخذنا على عاتقنا المبادرة الى إرشاد الأسر الى
مهارات الحياة الزوجية، وإدارة شؤون الأسرة، وطرق التنشئة الاجتماعية
للأبناء، عبر مجموعة من البرامج والدروس الدورية، بالإضافة الى دروس
في القرآن الكريم والفقه والعقيدة، دروس في الأخلاق، ودروس تربوية تمكن
المرأة من الاهتمام بطفلها من الناحية الجسدية والذهنية والنفسية".
ويضيف الطويل: " كما هيئنا كادر متخصص من الرجال والنساء لتعليم
الأسر كيفية استخدام الحاسوب، ودروس في الأعمال اليدوية، بالإضافة الى
تدريب اليافعين فنون تعليم القراءة والكتابة الإنشائية والتعبيرية".
أما من ناحية خدمات الإغاثة الإنسانية فكشف لنا الطويل عن تبني
مؤسسته لأكثر من 950 يتيم توزعوا على العديد من المحافظات العراقية
جلهم فقدوا ذويهم جراء العمليات الإرهابية التي اجتاحت العراق.
حيث يقول الطويل: "سجلت مؤسسة الشهداء أكثر من 800 أرملة و950 يتيم
من مختلف مدن العراق، وقد تبنت طوعا الإقدام على كفالة جميع الأيتام
المسجلين لديها براتب شهري، فضلا عن شمولهم بتوزيع الملابس والأطعمة
أيضا بشكل دوري، وتوزيع حقائب مدرسية على الطلاب الفقراء".
ويضيف الطويل: "الى جانب ذلك نقوم بتوزيع المساعدات على الأرامل
المسجلين والعوائل الفقيرة والمتعففة أيضا، وإعداد برنامج إفطار الصائم
في أيام شهر رمضان المبارك (30) يوم كل عام، بالإضافة الى نصب برادات
الماء في الأماكن والشوارع المكتظّة بالزائرين وأهالي المحافظة وعدد من
الحسينيات، وتوزيع بطانيات ومدافئ على بعض العوائل الفقيرة".
ويختتم الطويل حديثه بدعوة الحكومة العراقية بالالتفات الى معاناة
تلك الشرائح المعدمة من المجتمع خصوصا الأيتام، كونهم كما يقول عماد
المستقبل ويتحتم على الحكومة شمولهم برعايتها والارتقاء بهم من البؤس
والفقر الى الحياة الكريمة.
|