مادوف.. 56 مليار و150 سنة سجن وعشرة الاف محتال عليه

الابن المدلل للاوساط المالية والعيش في ظل ألم السجن

 

شبكة النبأ: أثارت اكبر فضيحة نصب واحتيال في التاريخ التي قام بها رجل الاعمال الامريكي برنارد مادوف حفيظة الرأي العام العالمي، حيث حُكم مادوف على أثرها بالسجن 150 عاما وهي العقوبة القصوى التي طلبها الادعاء العام بحق المسؤول عن احدى اضخم عمليات النصب عبر التاريخ.

وبرنارد مادوف هو مصرفي أمريكي أتهم بعملية نصب ضخمة، وقد كان رئيساً لمحفظة برنارد مادوف الاستثمارية التي أنشئت عام 1960 وتعتبر شركته إحدى أكبر صناع السوق بوول ستريت.

وتعتبر عملية النصب تلك التي تدعى بسلسلة بونزي والتي تم نصب ما يزيد عن 50 مليار دولار وأنها جرت على مدى عقود من الزمن بأنها أكبر عملية نصب استثمارية تمت على يد شخص واحد وقد أعلنت بنوك أسبانية وسويسرية وفرنسية وايطالية وبنوك من دول أخرى بضياع أكثر من مليار دولار بسبب مادوف.

وقد اعترف مادوف (71 سنة) الذي كان الابن المدلل للاوساط المالية وتلاعب طوال ثلاثين سنة بمليارات الدولارات عهد له بها العديد من بنوك ومنظمات خيرية واثرياء، في 12 اذار/مارس بالتهم الاحدى عشرة الموجهة اليه ومنها بالخصوص الاحتيال والحنث باليمين وتبييض الاموال والسرقة. وتفادى بذلك محاكمة امام لجنة محلفين.

ومنذ ذلك التاريخ، اودع مادوف السجن ليحرم من رفاهية شقته الفخمة في منطقة آبر ايست سايد (شمال شرق مانهاتن).

ووصل مادوف الى قاعة المحكمة محاطا بعناصر الشرطة وجيش من الصحافيين مرتديا بدلة انيقة وواجه بهدوء القاضي الذي حدد مصيره. وقال مادوف قبيل النطق بالحكم سيتعين علي ان اعيش مع هذا الالم ما تبقى من عمري انا اطلب الصفح من ضحاياي. واني لآسف.حسب فرانس برس

واقر مادوف انه لم يستثمر ولو سنتا واحدا من الاموال التي عهد بها اليه لادارتها بل انه نظم عملية شبيهة بسلسلة (تشارلز) بونزي نسبة الى سلفه النصاب الكبير في القرن الماضي، والمتمثلة في تسديد الفوائد للمستثمرين من الاموال التي يودعها زبائن جدد.

وظل هذا النظام يسير بشكل جيد حتى تكاثرت طلبات السحب مع ازمة خريف 2008. وقال برادلي سيمون المدعي السابق الذي اصبح محاميا اتوقع ان يصدر بحقه حكم بالسجن عشرين سنة او اكثر وربما 25 سنة مضيفا ان ذلك يعني تقريبا حكما بالسجن مدى الحياة نظرا لانه في الحادية والسبعين من العمر.

وطلب محامي مادوف الرأفة بموكله وان يقتصر الحكم بالسجن 12 سنة فقط، اي اقل من الـ13 سنة المتبقية من عمره حسب الاحصائيات الاميركية لمتوسط الامل في الحياة.

وانفجرت هذه الفضيحة في 11 كانون الاول/ديسمبر عندما صدر عن مكتب نيابة نيويورك والشرطة الفدرالية بيان مقتضب يفيد باعتقال رجل الاعمال المشهور و المدير العام السابق لمؤسسة برنارد مادوف انفستمنت سيكوريتيز.

وعشية ذلك اليوم جمع هذا الرجل الثري ابنيه وقال لهما لم اعد املك شيئا بعد ان فقدت نحو خمسين مليار دولار كما ورد في وثيقة للمحكمة.

ووضع ملك وول ستريت السابق قيد الاقامة الجبرية وعاين انهيار مختلف زبائنه من مصرف سنتاندير الاسباني الى مؤسسة ايلي فيسل في الولايات المتحدة وعدد من نجوم هوليوود الى متقاعدين اودعوا لديه مدخراتهم.

واضافة الى الجانب الجنائي تنتظر مادوف هيئات مدنية اخرى. ولن تسمح محاكمته بمعرفة المبالغ التي يجب تسديدها اذ ان القضاء يقول انه لا يستطيع تقديرها فيما طلب المدعون مهلة ثلاثة اشهر تامر المحكمة على اثرها باعادة (الاموال) او تقرر ان اعادتها مستحيلة.

مادوف ومسؤولية آلاف الأرواح

من جهة أخرى قدم ممثلوا الإدعاء في قضية الاحتيال التي قام بها بيرنارد مادوف بيانات حول 113 ضحية إلى محكمة في نيويورك لتقوم بتضمينها للقضية التي تتابعها المحكمة.

وقدمت البيانات إلى القاضي ديني تشين، والتي تتضمن تحميل المتهم مسؤولية عن إزهاق الكثير من الأرواح بسبب اختلاسه كميات كبيرة من الأموال.حسب CNN

ويقول احد الضحايا لا يوجد لدي أنا بعمر 89 عاماً، وزوجتي 86، أي أمل في المستقبل، أجد من الصعب تصديق ما فعله بنا، كل المؤسسات الخيرية تأثرت بما فعله هذا النذل.

فيما قالت ضحية أخرى أنها وزوجها استثمرا كل ما جمعاه خلال حياتهما في مشاريع مادوف، أشعر أن الحياة أصبحت بلا جدوى، ما الفائدة من عمل الشيء الصحيح إذا كان بلا معنى.

وقال مايكل دي فيتا (59 عاما) احد ضحايا مادوف جئت الى هنا لارى كيف يعمل النظام القضائي في مواجهة اكبر لص في تاريخ الكون.

وبحسب المحققين فان زبائن مادوف عهدوا اليه في المجموع بحوالى 13 مليار دولار وحسب التقديرات قد تصل الخسائر الى ما بين 50 و 65 مليار دولار، هي الارباح التي كان يفترض ان تدرها تلك المبالغ التي عهد بها لمادوف لو كانت الفوائد حقيقية.

وطالب ثمانية من الضحايا الحديث في المحكمة، من بينهم امرأة تقول إنها تعرف مادوف بشكل شخصي، وتقول:لقد خسرت وعائلتي كل شيء.

وتعرض آلاف المستثمرين للاحتيال من قبل مادوف، عبر الاشتراك في مشاريعه طويلة الأجل، ما أفقدهم مليارات الدولارات، وما زالت التحقيقات جارية في القضية للوصول لعدد الضحايا والمبالغ التي تم الاستيلاء عليها بطرق غير مشروعة.

وصادرت المحكمة جميع أموال وأصول مادوف، بما فيها تلك العائدة لزوجته، وذلك لبيعها وإعادة الحقوق لأصحابها.

واعلن خافيير كريمادس المحامي الاسباني رئيس التحالف الدولي الذي تاسس في شباط/فبراير في مدريد ويضم 45 مكتب محاماة من 25 بلدا في العالم علينا ايجاد رد عالمي على مشكلة عالمية.حسب فرانس برس

ويقدر عدد ضحايا مادوف الذي اقر بارتكاب عملية احتيال غير مسبوقة بلغت قسمتها خمسين مليار دولار، بنحو عشرة الاف شخص اصبحوا اليوم موكلي هذا التحالف من المحامين. واعتقل برنارد مادوف (70 سنة) في 11 كانون الاول/ديسمبر واودع قيد الاقامة الجبرية على ان يمثل مرتين خلال الاسبوع الجاري امام محكمة مانهاتن المكلفة الجزء الجنائي من القضية، ثم يحال رسميا على القضاء.

واوضح الناطق باسم المحامين ان حجم عملية الاحتيال وانتشارها جغرافيا وعدد ونوعية الاشخاص والمؤسسات المتضررة يستدعي تشكيل محكمة مالية دولية.

وكشف القانوني الاسباني ان التحالف اجرى اتصالات مع حكومات مجموعة العشرين للدفع بفكرة تشكيل محكمة قد تكون على علاقة بالامم المتحدة. واعلن كريمادس ان هذا الوضع غير مسبوق والعالم اجمع يبحث عن تغييرات من شانها ان تعيد الثقة الى الاسواق.

مصادرة ارصدة مادوف وزوجته

من جهة أخرى تسعى الحكومة الاميركية الى مصادرة املاك تعود الى رجل المال الاميركي برنارد مادوف اضافة الى ارصدة وممتلكات زوجته، حسب ما افاد الادعاء.

وادرجت ملفات محكمة نيويورك 18 نوعا من الاصول الثابتة والسائلة التي امر الادعاء بمصادرتها.

وتشتمل تلك الارصدة على اي او كل صناديق الاوراق المالية واي ممتلكات في الحساب رقم 01070-126 باسم روث مادوف في شركة سي.أو.اتش.ماد للاوراق المالية  ويشمل ذلك ولكنه لا يقتصر على السندات التي تقدر قيمتها بنحو 45 مليون دولار.حسب فرانس برس

مادوف اليهودي الديانة تثير قضيته الكثير من التساؤلات حيث يلف الغموض بمصير المليارات التي لم يبق منها الا مليارا واحدا، فهل كان مادوف لوحده ام ان هناك من يقف خلفه ايضا...؟

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 2/تموز/2009 - 9/رجب/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م