
شبكة النبأ: فيما قال رئيس الوزراء
العراقي نوري المالكي ان انسحاب القوات القتالية الامريكية من المدن
العراقية بنهاية حزيران يوضح أن العراق يمكنه التعامل مع الاوضاع
الامنية بالرغم من موجة التفجيرات الاخيرة. انتقدَ من جهة ثانية صمت
حكومات عربية تجاه فتاوى التحريض والقتل والتكفير ضد الشيعة، مؤكدا ان
مروِّجي الفتن الطائفية تدعمها جهات خارجية وراء موجة التفجيرات
الاخيرة.
وفي ظل تساؤلات إزاء قدرة القوات العراقية ملء الفراغ الأمني الذي
سيخلفه انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية وتزايُد موجة العنف
الدموي، أكدَ قائد القوات الأمريكية بالعراق الجنرال ريموند أديرنو أن
الولايات المتحدة ملتزمة قطعاً بسحب قواتها كما هو مقرر في 30 حزيران
الجاري.
فتاوى تحريضية ضد الشيعة
وانتقد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي صمت حكومات عربية تجاه
فتاوى التحريض والقتل والتكفير ضد الشيعة، مؤكدا ان مروجي الفتن
الطائفية تدعمها جهات خارجية وراء موجة التفجيرات الاخيرة.
وقال المالكي في بيان اصدره مكتبه "لقد لزمت حكومات وجهات عديدة
للأسف الشديد جانب الصمت المريب على فتاوى التحريض على القتل والتكفير
والكراهية التي تنطلق بين فترة واخرى".
وكان إمام الحرم المكي الشيخ عادل بن سالم الكلباني وصف علماء
الشيعة ب"الكفار".وقال الكلباني في مقابلة مع قناة بي. بي. سي أذيعت
الشهر الماضي ان الشيعة لا يحق لهم أن يكونوا ممثلين في هيئة كبار
العلماء التي تعتبر أعلى هيئة دينية في المملكة العربية السعودية. بحسب
فرانس برس.
وسئل الشيخ الكلباني ان كان "مع من يكفرون الشيعة"، فأجاب بأن تكفير
"عامة الشيعة (مسألة) يمكن أن يكون فيها نظر، أما بخصوص علمائهم فأرى
أنهم كفار، بدون تمييز".
واضاف المالكي الذي اصدر بيانه مع تصاعد اعمال العنف في البلاد "مع
اقتراب يوم الثلاثين من شهر حزيران موعد انسحاب القوات الاميركية من
المدن، يزداد غيظ مثيري الطائفية ومروجي الفتنة ومن يغذيهم بالفكر
التكفيري الذي يقف وراء المجازر المروعة التي تعرض لها العراقيون طيلة
السنوات الماضية".
وتابع "وما سلسلة الجرائم الارهابية الاخيرة في مدن البطحاء (الناصرية)
وتازة خورماتو (كركوك) ومدينة الصدر والبياع (بغداد) إلا نتيجة لتلك
الفتاوى الخطيرة التي تنفذ مخططا يراد منه ايقاظ الفتنة الطائفية
وإحداث الفوضى وإجهاض العملية السياسية ومنع الشعب العراقي من الوقوف
على قدميه واستعادة سيادته الوطنية".
وطالب المالكي في البيان "المجتمع الدولي والدول العربية والاسلامية
على وجه الخصوص بإعلان موقف واضح وحاسم من هذه الجرائم المروعة" مشددا
على ان "السكوت عليها لم يعد موقفا مقبولا ولاوديا تجاه الشعب العراقي".
العراق يمكنه التعامل مع الامن دون القوات
الامريكية
وقال المالكي ان انسحاب القوات القتالية الامريكية من المدن
العراقية بنهاية يونيو حزيران يوضح أن العراق يمكنه التعامل مع الاوضاع
الامنية بالرغم من موجة التفجيرات التي وقعت الاسبوع الماضي.
والانسحاب الامريكي من المدن العراقية المقرر أن يستكمل بنهاية
الشهر الحالي ينظر اليه على أنه حجر الزاوية في مساعي العراق صوب
استعادة السيادة بعد أعوام من الاحتلال العسكري.
الا أن سلسلة من التفجيرات في العاصمة وفي شمال العراق الاسبوع
الماضي بما في ذلك هجومان من أدمى الهجمات منذ أكثر من عام هزت ثقة
العراقيين في القوات العراقية.
وقال المالكي "نحن على أبواب مرحلة جديدة لا اقول لاستعادة السيادة
بل لتثبيت هذه السيادة... هي رسالة للعالم اننا اصبحنا على قدر كاف من
القدرة لحماية امننا وادارة شؤوننا الداخلية."
ووقع تفجيران كبيران في بغداد ومدينة كركوك بشمال العراق الاسبوع
الماضي مما أسفر عن مقتل أكثر من 150 شخصا في الهجومين. ويوم الجمعة
قتلت قنبلة 13 شخصا على الاقل في سوق ببغداد.
وحذر مسؤولون أمريكيون وعراقيون من أنهم يتوقعون أن يزيد عدد
الهجمات مع انسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية وأيضا قبل
الانتخابات البرلمانية المقررة في يناير كانون الثاني.
وقال المالكي "ثقتنا كبيرة وعالية جدا بقدرة أجهزتنا الامنية على
ادارة العملية الامنية وملاحقة فلول القاعدة والعصابات المجرمة."بحسب
رويترز.
وأضاف أن العراق حقق مستويات أمنية جيدة نسبيا ليس فقط من خلال
تحسين أداء الشرطة ولكن أيضا فيما يتعلق بجهود المصالحة السياسية بين
الفصائل العراقية المقسمة وهو أمر كثيرا ما يتهمه منتقدوه بالتباطؤ
بشأنها. واستطرد "اذا كانوا (المتشددون) يفكرون باسقاط العملية
السياسية نقول لهم لا يسقطها شي انما تسقط اذا اختلت الوحدة الوطنية."
اوباما يؤكد ان العراق يسلك طريقا ايجابيا
على رغم اعمال العنف
من جهته اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان العراق يسلك طريق "ايجابيا"
على الصعيد الامني على رغم اعمال العنف الدامية التي وقعت قبل ايام من
انسحاب قوات اميركية من البلاد.
وقال اوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انغيلا
ميركل "كلما حصل قصف في العراق، نشعر بالقلق".واضاف "كلما قضت نحبها
نفس بريئة او قتل جندي، نشعر بالاسى لعائلاتهم وهذا يجتذب اهتمامنا".
لكن الرئيس الاميركي الذي وعد بانهاء العمليات القتالية الاميركية في
العراق قبل آب/اغسطس 2010 وسحب القوات الاميركية قبل نهاية 2011، اوضح
ان الوضع الامني في العراق يستمر "في التحسن بطريقة ملحوظة" على رغم
عمليات القصف. بحسب رويترز.
وذكر ان القائد الاميركي في العراق الجنرال راي اوديرنو والسفير
الاميركي كريس هيل "ما زالا عموما بالغي الايجابية حيال الاتجاهات
الكبرى في العراق".
وكان الرئيس يتحدث بعد ساعات على اعتداء جديد استهدف سوقا في وسط
بغداد اسفر عن مقتل 13 شخصا على الاقل واصابة 54 آخرين بجروح.
قائد القوات الأمريكية بالعراق: ملتزمون
بالانسحاب في الموعد المقرر
وفي ظل تساؤلات إزاء قدرة القوات العراقية ملء الفراغ الأمني الذي
سيخلفه انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية، وتزايد موجة العنف
الدموي، أكد قائد القوات الأمريكية بالعراق، الجنرال، ريموند أديرنو،
أن الولايات المتحدة ملتزمة قطعاً بسحب قواتها كما هو مقرر في 30 يونيو/حزيران
الجاري.
ومن المتوقع أن يقدم أديرنو تقريراً مباشراً من بغداد الأحد يتناول
التقدم المحرز هناك، وتفاصيل عملية سحب قواته المقررة الثلاثاء. بحسب
رويترز.
وبحسب الاتفاق الأمني الموقع بين واشنطن وبغداد، سيضطلع الجيش
الأمريكي بمهام استشارية وتدريبية عقب نقل المهام الأمنية لقوات الأمن
العراقي.
واستبق التسليم سلسلة من الهجمات الدموية، على مدى اليومين الفائتين،
أوقعت قرابة 25 قتيلاً، كما أسفر تفجير ضخم استهدف أحد أسواق العاصمة
بغداد الأربعاء، عن مقتل 72 شخصاً وإصابة 135 جريحاً.
وأثار العنف المخاوف مجدداً من قدرة القوات العراقية في التصدي
لمليشيات مسلحة عنيدة، مع إختفاء مظاهر الوجود المسلح الأمريكي.
هذا وقد أشار مسؤولون في البنتاغون أن الولايات المتحدة تتوقع زيادة
العنف في العراق مع انسحاب القوات الأمريكية، بنهاية الشهر الجاري،
بحسب بنود الاتفاقية الأمنية بين الحكومتين العراقية والأمريكية.
وفي رسالة موجهة إلى القوات الأمريكية في الحادي والعشرين من يونيو/حزيران
الجاري، أصرّ القائد الأمريكي في العراق على أن الانسحاب من المدن
العراقية مناسب.
وقال: "إنه الوقت المناسب لنقل المسؤوليات الأمنية في المدن إلى
قوات الأمن العراقية التي باتت جاهزة للقيام بهذه المهمة."
وفيما ترى الولايات المتحدة تحقيق تقدم على الأرض، إلا أنها غير
مستعدة بعد لإعلان النصر في العراق، فيما يعتقد أوديرنو أن هذا الإعلان
لن يتم أبداً.
فقد قال في مؤتمر صحفي في البنتاغون: "لا أعتقد أن أحداً منهمك
بإعلان النصر ومشغول به.. لا أعتقد أن هذا الأمر يجب أن نفعله بالضرورة."
عراقيون غاضبون يطالبون بالحماية من
التفجيرات
من جهة ثانية تجمع المئات من العراقيين الغاضبين حول الأنقاض التي
خلفها تفجير في أحد الأسواق في بغداد حيث قتل 78 شخصا مطالبين الحكومة
بحماية أفضل بعد ان تنسحب القوات الأمريكية الى القواعد.
وأثارت سلسلة من الهجمات الشك في قدرة قوات الأمن العراقية على
السيطرة على التمرد المستعصي بعد انسحاب القوات الأمريكية القتالية من
المدن العراقية نهاية الشهر الجاري. وقتل انفجاران آخران يوم الخميس
خمسة من أفراد الشرطة واثنين من المدنيين على الاقل. بحسب رويترز.
وانخفض مستوى العنف في العراق بشدة خلال العام الماضي لكن المسلحين
ومن بينهم إسلاميون سنة والقاعدة لا يزالوا يواصلون هجماتهم الانتحارية
وبالسيارات الملغومة التي تستهدف تقويض الحكومة التي يقودها الشيعة
وتأجيج الصراع الطائفي.
وكان السكان في موقع تفجير الاربعاء في مدينة الصدر ببغداد ينتحبون
ويعانقون بعضهم بعضا وصب الكثير منهم اللعنات على السلطات. وجاء
الانفجار بعد اربعة ايام من تسليم الجنود الامريكيين السيطرة على
المنطقة الى القوات العراقية.
وقال مصطفى حسين (33 عاما) وهو تاجر بقالة لرويترز في الموقع حيث لا
تزال الاشلاء وقطع الملابس والاحذية الملوثة بالدماء تتناثر في المنطقة
"انني اتوقع المزيد من الانفجارات. القوات العراقية ليس لديها خبرة
كافية و لا تقوم بتفتيش السيارات جيدا عند الحواجز... ينبغي لهم ان
يثبتوا قدراتهم للشعب."
وقال جواد كاظم (40 عاما) وهو سائق سيارة أجرة بمدينة الصدر ان
الهجوم استهدف تأجيج الكراهية الطائفية.
وقال "الجماعات الارهابية تريد ان تبعث برسالة بانه عندما تغادر
القوات الامريكية المدن سيحدث فراغ أمني. والفساد والامن المتراخي عند
حواجز التفتيش هو السبب الرئيسي لخوفنا مما هو آت."
وتسبب انفجار هائل لشاحنة يوم السبت الماضي في مقتل 73 شخصا قرب
مدينة كركوك شمال العراق. وهذا الانفجار وانفجار السوق في مدينة الصدر
ببغداد هما أكثر الهجمات دموية في العراق خلال أكثر من عام.
وقال طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي في بيان "البعد السياسي لهذه
الهجمات بات معروفا وهو الدفع باتجاه تأخير او تعليق انسحاب القوات
الاجنبية من المدن العراقية حسب الجدول الزمني المعتمد في اتفاقية سحب
القوات."
وقالت الشرطة في مدينة الفلوجة التي شهدت فترة طويلة من التوتر عادت
بعدها الى الهدوء ان قنبلة زرعت على طريق دمرت عربة للشرطة وقتلت
ركابها الخمسة من رجال الشرطة يوم الخميس.
كانت مدينة الفلوجة التي تقع في محافظة الانبار يوما ما مركزا
للتمرد ضد القوات الامريكية الحكومية.
وقال مصدر بمستشفى ان تفجيرا آخر يوم الخميس قتل ما لا يقل عن شخصين
وأصاب 30 عندما انفجرت قنبلة في موقف مزدحم للحافلات جنوب العاصمة.
قوات أمريكية قليلة ستبقى في مدن العراق بعد
30 يونيو
وفي سياق متصل قال متحدث أمريكي ان عددا قليلا من القوات الامريكية
ستبقى في مدن العراق بعد الموعد المحدد لمغادرة القوات المقاتلة المدن
والبلدات وهو 30 يونيو حزيران. ولكن ما زالت تجري دراسة عدد الجنود
المعتزم ابقاؤهم. بحسب رويترز.
ويأتي السحب المزمع للقوات المقاتلة الى قواعدها في اطار اتفاق بين
الولايات المتحدة والعراق يحدد نهاية 2011 موعدا للانسحاب الامريكي
التام من البلاد التي غزاها الرئيس الامريكي جورج بوش عام 2003 .
وسيبقى بعض الجنود الامريكيين ضمن ما يسمى المراكز الامنية المشتركة
بغرض تدريب قوات الامن العراقية وتقديم المشورة لها. وسيواصل الجيش
الامريكي أيضا تقديم المعلومات والدعم الجوي وسيكون تحت الطلب متى لزم
الامر.
وقال البريجادير جنرال ستيف لانزا المتحدث باسم الجيش الامريكي في
العراق للصحفيين ردا على سؤال بشأن عدد الجنود الذين سيبقون في المراكز
المدنية في العراق بعد 30 يونيو وعن أماكن وجودهم "ليس بامكاني تقديم
تقدير.. في الواقع.. في وجود عدد الجنود المقاتلين الموجودين لدينا هنا
فان حجم القوات المتبقي في المدن من أجل عمليات الاستقرار سيكون صغيرا
جدا.
المالكي: لدينا خطط لإضعاف ارادة المسلحين
بعد الانسحاب الامريكي
وقال المالكي، إن القوات العراقية لديها خطط امنية ستضعف بها ارادة
المسلحين بعد أنسحاب القوات الامريكية من المدن والقصبات في الـ30 من
حزيران الحالي.
واوضح المالكي خلال لقائه مع أكثر من ثلاثين رئيس ومدير تحرير
ومسؤول في الصحف والقنوات الفضائية العراقية بينها وكالة أصوات العراق
أن “قوات الامن العراقية لديها القابلية والقدرة على تولي المسؤولية
الامنية بالكامل من القوات الامريكية بعد انسحابها من المدن والقصبات
نهاية الشهر الحالي، خاصة ان “القوات العراقية تمكنت من تنفيذ عملياتها
بالاعتماد على قدراتها خلال العام الماضي والحالي.
واشار الى ان “دور القوات الامريكية أنحسر في اغلب المدن والمناطق
العراقية بعد نقل المهام لقوات الشرطة والجيش العراقيين”، مبيناً ان
“اكبر الانجازات التي حققتها الحكومة خلال الفترة الماضية هو اجهاض
الفتنة الطائفية بعد ان بلغت ذروتها في وقت تصاعد فيه العنف.
وشبه المالكي أنسحاب القوات الامريكية من المدن والقصبات العراقية
الذي سينفذ في الـ30 من الشهر الحالي بثورة العشرين التي تصادف نفس
التاريخ، داعياً “الشعب العراقي الى الاحتفال بيوم الانسحاب بوصفه يوما
وطنياً لاستعادة السيادة الحقيقية على الارض العراقية من القوات
الاجنبية.
وطالب المالكي وسائل الاعلام العراقية بمختلف انواعها الى “مساندة
الحكومة في دعم توجهاتها بحيادية بعيداً عن تزويق صورتها او انتقادها
بدون ادلة وبراهين تثبت صحة المعلومات التي تنشر او تذاع في وسائلها. |