هل الهاتف النقال تقنية تزلزل البناء الأسري؟

تحقيق :عبد الأمير رويح

 

- كارثة حضارية دمرت الكثير من الأسر وشتت العديد من العوائل

- مشاكلي بدأت بعد شرائي هذا الجهاز اللعين

- الزوجة مسؤولة عن بعض المشاكل من خلال نقل أسرارها الأسرية.. وليس السبب وجود الهاتف النقال

 

شبكة النبأ: عادت من بيت أهلها فرحة مستبشرة وهي تحمل معها هاتفها الجديد الذي أهداها إياه والدها, وما ان وصلت الى بيت زوجها حتى بدأت المشاكل والهموم, فزوجها لم يكن قاصرا عن شراء هذه السلعة التي باتت ارخص من بعض أدوات التجميل التي يقدمها لها! لكنه كان يعلم بان هذا الشيء سيجلب الخراب والهموم والمشاكل ويعكر صفوا حياته خصوصا وان حماته العزيزة تدخل في كل شيء وتعلق على كل صغيره وكبيرة!!

لقد تحقق ما كان يعتقد فلم تمضِ ساعات على دخول هذا الزائر الغريب حتى بدأت المشاكل وتحول البيت الى ساحة شجار, فما كان من الزوجة الى ان اتصلت بأهلها تخبرهم بما جرى ليبدأ بعد ذلك خراب البيت الفراق الأبدي!!

بعد هذه القصة وهذه الهموم التي لم نعِش معها سوى بكلمات نُقلت ألينا, ارتأت (شبكة النبأ) إجراء هذا التحقيق للتعرف على بعض الآراء بخصوص هذه التقنية وما مدى تأثيرها على الكيان الأسري وهل يحبذ الرجال ونساء وجود هذا الكائن الغريب في منازلهم!

رحلة طالت حتى اكتمل هذا التحقيق الذي لم يخلوا من  سرد بعض القصص التي نتمنى ان لا تنكّد على قارئنا العزيز والتي انتقيناها من مجموعة آراء مَن التقيناهُم لنضعها أمامكم.

التقينا أولاً بالأخ أبو احمد والذي قال: أنا أعتبر هذا الجهاز من الأجهزة الخطرة خصوصاً ان كان بيد زوجة لاتعرف قيمة الحياة الزوجية وقدسيتها؟ وأنا عندما أتكلم بهذا لكوني صاحب تجربة وتجربة قريبة, فزوجة ولدي لا تكفُّ عن نقل الصغيرة والكبيرة الى بيت أهلها, وبعد ان أخذنا منها هذا البلاء المسمى(الموبايل) فوجئت ذات يوم بأن والدها قد بعث لها بهاتف وشريحة جديدة وقال ان عجزتم عن دفع تكاليف الكارت فأنا والدها لا زلت على قيد الحياة!!

ويضيف ابو احمد: حتى بعد ان تكلمتُ معه وأفهمته أصرّ على موقفه المتعنت مبررا أسلوبه بأن الفتاة صغيرة وتحتاج للتحدث مع والدتها!!. كلام ينم عن جهل تام لهذا الأب وأنا على ثقة ان مثل هكذا تصرفات ستدمر حياة ابنته الأسرية خصوصا وأنا اعرف طبائع ولدي!

حيدر سالم تحدث بحسرة وألم حيث قال لـ(شبكة النبأ): مشاكلي بدأت بعد شرائي هذا الجهاز اللعين! ولا أريد ان اتكلم هنا عن مشاكل مصاريف كارتات التعبئة التي أدمنّا عليها والتي تحدث مع زوجتي في الشهر مرتين!!

بل سأتكلم أولاً عن تدخل أهل زوجتي في حياتي ومعرفتهم بكل شيء وهذا ما عرضني للتصادم مع إخوتها أكثر من مرة, الحالة الثانية هي المضايقات الهاتفية مع أنها قليلة لكنها أتعبتني وجعلتني في حيرة وشك، لذا قمت بتحويل جميع المكالمات لجهازي الخاص وكان ذلك لفترة هذا مع تأكدي التام بعدم وجود أي تصرف خطأ, نعم انه جهاز مدمِّر واعترف أني أوقعت نفسي بخطأ كبير أتحمل عواقبه؟؟

أبو أمجد يقول: من كوارث التحضر والمدنية هذا الجهاز الذي أُسيء استخدامه في بلادنا فقد دُمر الكثير من الأسر وشُتت العديد من العوائل.

وتابع، انحرافات خلقية تنقل عبر خدماته المجانية وأسرار عائلية تذاع من خلاله, أطفال وبنات ونساء ورجال تعارفوا عن طريق رسائلهِ القصيرة التي لا تعرف الحياء, لقد أسهم هذا الجهاز بتدمير عوائل عريقة من خلال شكوك أو ضعف رب الاسرة بعض هذه المشاكل انتهى بالطلاق نتيجة اكتشاف خيانة الزوج أو الزوجة أنا ضد ان يكون هناك جهاز بيد غير العاقل وتمنى ان تعود خدمات الهاتف الأرضي الى سابق عهدها فنرتاح من مشاكل وهموم الهاتف النقال ومصاريفه التي تذهب الى جيوب أنُاسٍ  وشركات لا نعرف عنهم شيء!!

جهاز نقال واحد في البيت يكفي ام لا يكفي..؟

الشاب رياض، قال لـ(شبكة النبأ): قد يتسبب وجود الموبايل عند المرأة أو الأولاد الصغار بإحداث مشاكل أسرية قد لا يُحمد عقباها, فقد تضطر سيدة البيت التي تعاني الوحدة نتيجة انشغال الزوج بتوفير سبل العيش الى اللجوء للحديث مع والدتها أو أخواتها أو حتى صديقاتها وقد يثمر الحديث عن الدخول في تفاصيل دقيقة قد تعتبر من أسرار البيت وقد تفهم بشكل خطأ وقد يقابله تصرف مسيء من قبل الأهل بدافع عاطفي غير خاضع لتصرف حكيم, لذا أرى ان جهاز هاتف في البيت يكفي.

مشارك آخر كانت له وجهة نظر مختلفة فقد رأى ان وجود جهاز نقال واحد لا يكفي، ومن المعلوم ان هذا الهاتف يكون عند الرجل الذي قد يكون منشغلاً في اغلب الاحيان وقد يكون خارج حدود المحافظة لذا يجب ان يكون هناك هاتف آخر في البيت يكون حلقة وصل بين رب الاسرة وعائلته ولا إشكال بوجود هواتف حتى عند الصغار للاطمئنان عليهم اذا ما كان الأب ميسور الحال ويستطيع توفير جميع المصاريف الأسرية, أما عن حدوث المشاكل فيقول المشاكل موجودة سواء كان هنالك هاتف أو لم يكن!!

آراء أخرى.. 

الأخت (ن) قالت لـ(شبكة النبأ): لماذا تحمّلون الزوجة دائماً الاخطاء وأسباب المشاكل الأسرية مع العلم ان لديها شريك فهي ليست مجنونة لتختلق المشاكل وتسهم في تدمير حياتها, نعم من ضروريات المنزل هذا الهاتف النقال ومن ضروريات المرأة والبنت سواء أكانت موظفة أو ربة بيت أو طالبة, فوقتنا الحاضر مليء بالاحداث المزعجة والمشاكل التي قد تأتيك لباب الدار.

واضافت (ن)، فقد احتاج ان أبلغ زوجي بشيء ما أو بحادث عرضي حدث أثناء غيابه او احتاج للتكلم مع والدتي او والدي لأطمئن عليهم او لأطلب منهم شيء، فهل يجوز ان اطلب المعونة من الجار أو من المارّة؟، وكما للرجل حق في الحديث مع أهله فلنا الحق ايضا بذلك مع مراعاة أساليب الحديث وعدم الخوض بما قد يكدّر صفو الحياة الأسرية... الزوجة الشاطرة هي من تكسب زوجها وتنال ثقته, نعم أشاطركم بعض الآراء التي تحمل الزوجة مسؤولية بعض المشاكل من خلال نقل أسرارها الأسرية الى الأهل هذا قد ينتج عن ضعف في أساسيات العلاقة الزوجية وليس السبب وجود الهاتف فمن الممكن ان تصل هذه الأخبار بشتى الطرق!! اكرر قولي الزوجة الذكية هي من تكسب زوجها وتمنحه الثقة كي تكون سعيدة بحياتها.

ابو حسن قال لـ(شبكة النبأ): أنا لا اعتقد بأن الهاتف يسبب المشاكل خصوصا ان كان الزوجين متفهمين، بالعكس فقد يزيد ذلك في حبهما اذا ابتعد احدهم عن الآخر لفترة معينة وهو وسيلة مهمة للاطمئنان على العائلة أثناء غياب الأب, الهاتف من ضروريات الاسرة لذا لادعي لقلق الرجال وأقول الرجال لكونهم قد يمروا بمرحله شك معين!

علاء حسون شاب غير متزوج قال: فوائد الهاتف النقال كثيرة مع وجود سلبياته أيضا لكنه ضرورة من ضروريات الحياة فهو وسيلة اتصال مهمة بين أفراد الاسرة, وقد أقول اننا لا يمكن ان نستغني عنه.

وعلاء كان آخر من التقيناهم ومعه ننهي تحقيقنا عن الهاتف النقال مع علمنا المسبق بأن هناك الكثير من المشاكل الأسرية التي سببها هذا الجهاز الحساس ولمختلف الأسباب بما اعتبره سلاحاً ذو حدين، متمنين لقارئنا العزيز مشاركتنا وابداء الرأي مذكِّرين الجميع بأن التفاهم والثقة المتبادلة هما أساس بناء الاسرة..

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 23/حزيران/2009 - 25/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م