شبكة النبأ: في حين ذكر مسؤول
اسرائيلي بأن اسرائيل تفضل فوز احمدي نجاد لأنه يمثل وجهة النظر
الشفافة للنظام الايراني دون لطافة او تلوُّن او مساومة، فاز الرئيس
الايراني المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية من
الدورة الاولى، محققاً انتصاراً كبيراً على منافسه الأبرز مير حسين
موسوي الذي ندّد بشدة بـ"المخالفات الواضحة" التي اعترت الانتخابات.
حيث اعتبر الاصلاحيون ان احمدي نجاد قد زور الانتخابات، مما ادى الى
تفجر الشارع الايراني الذي طالب باستعادة اصواته المسروقة، فيما اتهم
بعضهم المرشحين مير حسين موسوي ومهدي كروبي بخيانة اصواتهم حيث تعهد
الاخيران بحماية اصوات الناخبين الايرانيين، فهل تشهد ايران دخول عصر
جديد بهذه الاحتجاجات يعتمد على قوة السلطة الامنية وتحديد المزيد من
الحريات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على يد احمدي نجاد؟
من جهته وصف المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي،
الذي كان خلال الحملة الانتخابية دعمَ الرئيس المنتهية ولايته بصورة
غير مباشرة، فوز احمدي نجاد (55 عاما) بولاية ثانية من اربع سنوات
بـ"العيد الحقيقي".
واحتجاجا على النتائج خرج الالاف من انصار موسوي الى شوارع وسط
طهران مطلقين هتافات مناهضة للحكومة، في حين وقعت صدامات بين الشرطة
ومناصرين لرئيس الوزراء الاسبق في عدد من احياء العاصمة، بحسب ما افاد
شهود عيان ومراسلو وكالة فرانس برس.
واعلن وزير الداخلية صادق محصولي ان احمدي نجاد حصل على 24 مليونا
و527 الفا و516 صوتا، من اصل 39 مليونا و165 الفا و191 صوتا تم
احتسابها، بينما اعتبر 409 الاف و389 صوتا ملغاة.
اما المنافس الابرز لاحمدي نجاد، رئيس الوزراء الاسبق الذي غاب عن
الساحة السياسية طوال العقدين الماضيين ليعود مؤخرا الى مقدمها، فحصل
على 13 مليونا و216 الفا و411 صوتا، اي ما نسبته 33,75% من الاصوات.
وحل ثالثا المرشح المحافظ محسن رضائي جامعا 1,73% من الاصوات في حين
حل اخيرا المرشح الاصلاحي مهدي كروبي الذي حاز على 0,85% من الاصوات،
والذي اعتبر هذه النتائج "غير شرعية وغير مقبولة".واوضح الوزير ان نسبة
المشاركة بلغت 85% مؤكدا انها نسبة "قياسية" غير مسبوقة.
ولم تتحدث الوزارة عن اية مخالفات شابت الانتخابات. غير ان موسوي
اعرب عن احتجاجه "الشديد على المخالفات الكثيرة والواضحة" التي اعترت
الانتخابات، مؤكدا انه لن يخضع "لهذه المسرحية الخطيرة" الناشئة عنها،
ومؤكدا ان "واجبه الديني والوطني يفرض عليه فضح اسرار هذه العملية
الخطيرة وشرح تبعاتها المدمرة على مصير البلاد".
وقال موسوي، الذي كان اعلن بعيد اغلاق صناديق الاقتراع فوزه
بالانتخابات بفارق كبير، ان "الناس واعون ولن يرضخوا ابدا لاولئك الذين
يصلون الى السلطة عن طريق الخداع".ولكن موسوي وجه بالمقابل دعوة
لمناصريه الى الهدوء.
وعلى الرغم من منع الشرطة اي تجمع لمناصري اي من المرشحين بعد اغلاق
الصناديق، عمد الالاف من انصار موسوي الى التجمع في وسط العاصمة،
مطلقين هتافات مناوئة للحكومة، بحسب ما افادت مراسلة وكالة فرانس برس.
وهتف المتظاهرون "ديكتاتورية، ديكتاتورية" و" فلتستقيل حكومة
الانقلاب"، في حين قطع بعضهم جادة ولي العصر، احدى اكبر الساحات في
العاصمة.
اما قرب مقر وزارة الداخلية فوقعت صدامات بين مئات الشبان من انصار
موسوي وعناصر الشرطة التي استخدمت القوة في تفريقهم قبل ان ينجحوا في
التجمع مجددا، على ما افاد احد صحافيي وكالة فرانس برس.
وحصلت مواجهات بين الشرطة وانصار موسوي في انحاء اخرى من العاصمة.
وهتف المتظاهرون "موسوي، موسوي، استعد اصواتنا". وعمد بعض هؤلاء
المتظاهرين، وغالبيتهم من الشبان الى اضرام النار في عدد من حاويات
القمامة، من دون ان تتمكن الشرطة من تفريق المحتجين.
وحذر خامنئي من اية محاولات لزعزعة الاستقرار واثارة الاضطرابات،
وقال "ادعو الشبان الى اليقظة، اناشد انصار المرشحين تجنب الاعمال
والكلمات الاستفزازية".
ومضى خامنئي بعيدا بقوله ان "الرئيس المنتخب هو رئيس لجميع
الايرانيين (...) وعلى الجميع دعمه ومساعدته"، محذرا من ان "الاعداء قد
يحاولون افساد سلاسة هذا الحدث (...) من خلال استفزازات سيئة النية".
وجرت الحملة الانتخابية في اجواء من المنافسة الحادة بين المرشحين،
وفي اجواء احتفالية ايضا لا سابق لها منذ انتصار الثورة الاسلامية قبل
ثلاثين عاما.كما عكست الانتخابات الانقسامات العميقة بشأن مستقبل ايران
بعد اربعة اعوام من رئاسة احمدي نجاد.
وفي واشنطن تحدث الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة عن "امكانية
تغيير" في العلاقات الاميركية الايرانية بعد الانتخابات الايرانية،
كائنا من كان الفائز في هذه الانتخابات.
اما في اسرائيل، فقال داني ايالون نائب وزير الخارجية الاسرائيلي
انه "اذا كان هناك امل بحصول تغيير في ايران، فان اعادة انتخاب احمدي
نجاد تظهر ان التهديد الايراني اصبح اكثر خطرا".
من جهته اعتبر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية (المعارضة) ان
اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية الايرانية سيؤدي
الى "تزايد قمع المعارضين" بالاضافة الى "مضاعفة الجهود للحصول على
القنبلة النووية".
واتهم المجلس الذي يعتبر حركة المعارضة الاساسية، النظام بتضخيم
ارقام المشاركة "من 4 الى 5 مرات" مؤكدا ان "اكثر من 85% من الايرانيين
قاطعوا المسرحية الانتخابية لنظام الملالي".
اسرائيل تفضّل فوز نجاد!
وكان مسؤول إسرائيلي بارز قد قال إن اسرائيل تفضّل فوز الرئيس
الإيراني المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية،
ونقلت صحيفة «معاريف» عن المسؤول قوله: من الافضل انتخاب نجاد. واضاف
أن الرأي السائد لدينا هو أن نجاد يقول ما في قلبه، متسائلاً: بمَ
يختلف (المرشحون) الآخرون عنه؟ هم ألطف منه فقط، لكنهم يفكرون مثله
تماماً.
وأشارت الصحيفة الى تقديرات إسرائيل بأن نجاد يعبّر عن مواقف
القيادة الإيرانية بشفافية بالغة، ما يسهّل على المجتمع الدول فهمها.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن هذا التقدير مشترك لدى كل الأجهزة التي
تتعامل في الملف الإيراني.
وفي مقال بعنوان (موسوي سيّء بالنسبة الى اسرائيل)، كتب سولي شهفار
في «يديعوت أحرونوت» ان فوز الإصلاحي مير حسين موسوي وخسارة خصمه أحمدي
نجاد ليس في مصلحة اسرائيل استراتيجياً.
وأضاف: في دولة حيث يطبق الرئيس السياسة التي ضعها المرشد علي
خامنئي، سيسمح فوز موسوي لإيران بكسر العزلة المفروضة عليها، ومنح
النظام بوليصة تأمين، وتقريبها من إنتاج قنبلة نووية.
ما مدى قوة الرئيس الايراني؟
في استفتاء أجري بعد قيام الثورة الاسلامية عام 1979 وافق
الايرانيون بأغلبية ساحقة على اقامة جمهورية اسلامية لتحل محل الملكية
التي كانت تدعمها الولايات المتحدة. وفي وقت لاحق من ذلك العام أيدوا
دستورا جديدا لنظام سياسي يجمع بين عناصر الديمقراطية والزعامة الدينية
غير المنتخبة.
ومن ثم يصبح الرئيس المنتخب تابعاً تماماً للزعيم الأعلى المعيَّن.
وعلى نفس المنوال يلقي مجلس صيانة الدستور بظلاله على البرلمان المنتخب
ويتكون من 12 من علماء الدين والقضاة غير الشرعيين غير المنتخبين وله
سلطة رفض اي تشريع يتنافى مع الاسلام وحق الاعتراض على المرشحين
لانتخابات الرئاسة والبرلمان الذين يراهم غير ملائمين للمنصب. بحسب
رويترز.
وتقول ايران ان ما يترتب على هذا ديمقراطية اسلامية. ويرى منتقدون
أن هذا مظهر زائف حيث لا يتمتع بالسلطة الحقيقية إلا رجال دين غير
منتخبين.
ما مدى قوة الرئيس؟
نظريا تجيء سلطة الرئيس في المرتبة الثانية بالمقارنة بسلطات الزعيم
الاعلى وهو المنصب الذي يشغله اية الله علي خامنئي منذ عام 1989. وعلى
صعيد الممارسة تقيد مجموعة من الاجهزة غير المنتخبة يسيطر عليها في
الاغلب رجال دين متشددون حرية تصرفه. ودعمت هذه الاجهزة ومن بينها مجلس
صيانة الدستور الرئيس محمود أحمدي نجاد منذ انتخابه عام 2005 لكنها
أحبطت سلفه الاصلاحي محمد خاتمي.
ماذا يفعل الرئيس؟
هو مسؤول عن السياسة الاقتصادية ويتولى الى جانب وزراء في حكومته
ادارة الشؤون اليومية للدولة.
ويرأس الرئيس المجلس الاعلى للامن القومي الذي ينسق سياسات الدفاع
والامن. ويستطيع توقيع اتفاقيات مع حكومات اجنبية والموافقة على تعيين
السفراء. اما القضايا الاكبر حجما فيتركها للزعيم الاعلى.
ماذا يفعل الزعيم الاعلى؟
للزعيم الاعلى الذي يعينه مجلس من كبار علماء الدين يتم انتخابه في
اقتراع شعبي القول الفصل في أمور مثل السياسة النووية والعلاقات
الخارجية خاصة اي قرار يتعلق بتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة.
وهو يحدد الخطوط العريضة للسياسة الداخلية والخارجية ويسيطر بشكل
مباشر على القوات المسلحة ووكالات المخابرات كما يعين رئيس السلطة
القضائية ورئيس هيئة الاذاعة الحكومية الى جانب مناصب مهمة أخرى. ويوجد
ممثلون شخصيون للزعيم الاعلى في مختلف مؤسسات الدولة والمناطق.
تسلسل للأحداث السياسية في ايران حتى
انتخابات الرئاسة
أظهرت النتائج الرسمية أن الرئيس نجاد حقق فوزا مدويا في انتخابات
الرئاسة التي جرت في ايران ولكن منافسه المعتدل مير حسين موسوي زعم
وجود مخالفات وأعلن انه الفائز.
وتكافح ايران خامس أكبر دولة مصدرة للنفط تأثير التراجع الاقتصادي
العالمي وتدرس ردها على العروض الدبلوماسية التي قدمها الرئيس الامريكي
باراك أوباما. وفيما يلي تسلسل لأهم الاحداث السياسية منذ الثورة في
عام 1979 وتأسيس الجمهورية الاسلامية، بحسب رويترز:
يناير كانون الثاني 1979 - اجبار الشاه محمد رضا بهلوي على المغادرة
الى المنفى بعد استياء شعبي متعاظم ضد حكمه المتسلط.
فبراير شباط 1979 - اية الله روح الله الخميني يعود الى طهران من
باريس بعد 15 عاما في المنفى أمضى معظمها في العراق ودعم سلطته بسرعة
لبصبح المرشد الاعلى.
يونيو حزيران 1989 - وفاة الخميني. وتعيين اية الله علي خامنئي وهو
رئيس سابق زعيما أعلى.
أغسطس اب 1989 - أكبر هاشمي رفسنجاني يصبح رئيسا بعد أن حقق فوزا
ساحقا في الانتخابات.
مايو أيار 1997 - الاصلاحي محمد خاتمي ينتخب رئيسا بعد أن حقق فوزا
مفاجئا وكاسحا على مرشح يحظي بدعم رجال دين محافظين.
يوليو تموز 1999 - اضطرابات طلابية احتجاجا على اغلاق صحيفة مؤيدة
للاصلاح تتحول الى العنف. وأغلقت عشرات من الصحف المشابهة في وقت لاحق.
فبراير شباط 2000 - حلفاء خاتمي مؤيدو الاصلاح يحققون فوزا كبيرا في
الانتخابات البرلمانية على المحافظين.
يونيو حزيران 2001 - اعادة انتخاب خاتمي لفترة ولاية ثانية.
أغسطس اب 2002 - المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وهو حركة معارضة
ايرانية في المنفى يعلن عن وجود منشأة لتخصيب اليورانيوم في نطنز
ومفاعل ماء ثقيل في اراك.
فبراير شباط 2004 - المحافظون يفوزون في الانتخابات البرلمانية بعد
أن منع مجلس صيانة الدستور حوالي 2500 مرشح اصلاحي من ترشيح أنفسهم.
يونيو حزيران 2005 - محمود أحمدي نجاد رئيس بلدية طهران يهزم
رفسنجاني في جولة الاعادة في انتخابات الرئاسة.
مايو أيار 2006 - واشنطن تعرض الانضمام للمحادثات متعددة الاطراف
اذا أوقفت ايران تخصيب اليورانيوم على نحو يمكن التحقق منه.
ديسمبر كانون الاول 2007 - تقرير لتقديرات المخابرات الامريكية يقول
ان ايران جمدت مساعيها لانتاج قنبلة نووية في عام 2003.
فبراير شباط 2008 - هيئات الدولة التي يسيطر عليها المتشددون تمنع
مئات الاصلاحيين من خوض الانتخابات البرلمانية في 14 مارس اذار.
مارس اذار 2008 - مجلس الامن التابع للامم المتحدة يصدر قرارا بفرض
مجموعة ثالثة من العقوبات تستهدف البرنامج النووي الايراني.
نوفمبر تشرين الثاني 2008 - ايران تقول انها تشغل خمسة الاف وحدة
طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم في اشارة الى توسع نشاط يخشى الغرب أنه
يستهدف انتاج أسلحة نووية.
يناير كانون الثاني 2009 - الرئيس الامريكي الجدبد باراك أوباما
يعرض بداية جديدة للتواصل مع طهران "اذا ارخت قبضتها" بعد ثلاثة عقود
من انعدام الثقة المتبادل بين الدولتين.
فبراير شباط 2009 - تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يظهر زيادة
كبيرة في مخزون اليورانيوم منخفض التخصيب الذي أعلنته ايران منذ نوفمبر
تشرين الثاني حيث بلغ المخزون 1010 كيلوجرامات ويقول فيزيائيون انها
تكفي لتحويلها الى يورانيوم عالى التخصيب لانتاج قنبلة واحدة.
مارس اذار 2009 - أوباما يقول انه سيوسع العقوبات ضد ايران اذا ظلت
تشكل "تهديدا غير عادي" للولايات المتحدة. وفي وقت لاحق من الشهر ذاته
اصدر أوباما شريط فيديو مسجلا عرض فيه على ايران "بداية جديدة" للتواصل
الدبلوماسي.
- الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي يقول بعد يوم من شريط
الفيديو ان عرض أوباما تحسين العلاقات مجرد "شعار" ولكنه تعهد بأن
طهران سترد على أي تغير حقيقي في السياسة من جانب واشنطن ويضيف "تغيروا
وسلوكنا سيتغير".
أبريل نيسان 2009 - أحمدي نجاد يتهم اسرائيل بالقتل الجماعي
والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين بعد يومين من تنديده بالدولة اليهودية
بوصفها دولة عنصرية مما أدى الى انسحاب من اجتماع للامم المتحدة بشأن
العنصرية.
يونيو حزيران 2009 - أظهرت النتائج الرسمية الاولية فوز الرئيس
المتشدد محمود أحمدي في انتخابات الرئاسة. |