سيلفيو برلسكوني: زوبعة وسط العواصف

رجل المافيا والإعلام والفساد والنساء والعنصرية والرياضة

مركز النبأ الوثائقي/شخصيات

 

شبكة النبأ: يوصف رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني بأنه فيروس يهدد الأخلاق لم يستطع ضمير الايطاليين التخلص منه. وأنه متفاوت الخطورة وهو شبيه بكائن بشري ينظم حفلات عربدة ويدير دولة اسمها ايطاليا، كما ينعت بأنه عنصري، وهو لا ينتهك القانون بل اسوأ من ذلك، فهو يرتبط بالمافيا ويحتكر وسائل الاعلام ويستغل الرياضة ويفبرك القوانين لحماية مصالحه العامة والخاصة كسياسي ومقاول ومرافق لقاصرات. وإنه يستغل السلطة بشكل متواصل مما قد يؤدي الى انهيار دولة القانون والنظام الديمقراطي في ايطاليا.

من هو برلسكوني؟

سيلفيو برلسكوني (ولد 29 سبتمبر 1936 م) هو سياسي إيطالي ورجل أعمال ومالك وسائل إعلام في بلاده كما رأس نادي إيه سي ميلان الرياضي. عمل رئيسا للوزراء مرتين في تاريخه كان أبرزها الفترة الثانية التي قضاها من عام 2001 حتى 2006 م.

كان والد سيلفيو برلسكوني مدير بنك. بدأ سيلفيو كمقاول في مجال البناء. تزوج مرة أولى من كارلا دل أوجليو و أنجبت ولد و بنت. تزوج مرة ثانية الممثلة فيرونيكا لاريو و أنجت ثلاثة أطفال.

في سنة 1980 أنشأ برلسكوني Canale 5 أول قناة خاصة في إيطاليا. يمتلك إمبراطورية إعلامية تضم أكبر ثلاث شبكات تلفزيونية في البلاد. في سنة 1986 اشترى نادي إيه سي ميلان لكرة القدم.

تصنف مجلة فوربس الإقتصادية سيلفيو برلسكوني كأغنى رجل في إيطاليا.فهو يرأس إمبراطورية مالية تضم العديد من المؤسسات الإعلامية والإعلانية وشركات التأمين والأغذية والبناء، بالإضافة إلى ملكيته لنادي إيه سي ميلان. وتقدر ثروته بـ 14 مليار دولار في البنوك والعقارات والتلفزيون.

رئيس الحكومات الإيطالية 1994

قرر برلسكوني دخول السياسة سنة 1994 و أنشأ حزب Forza Italia الذي فاز معه في الإنتخابات التشريعية وتولى منصب رئيس الوزراء. اضطر لإستقالة من منصبه بعد بضعة أشهر بعد انتقل حليفه Lega Nord) إلى المعارضة. في سنة 1999 انتخب بنائب أوروبي.

فوز 2001

عاد برلسكوني إلى منصب رئيس وزراء إيطاليا في 2001 بعد فوزه بالإنتخابات على رأس ائتلاف اسمه منزل الحريات Casa delle Libertà متكون من أربعة أحزاب منهم حزب يميني متطرف. بدأت حكومته مهامها في 11 جوان إلى 20 أفريل 2006 بعد أن غادر الإئتلاف حزبين أحدها الحزب المسيحي الديموقراطي وأصبحت هذه الحكومة أطول حكومة في السلطة.

في 22 أفريل 2005 طلب منه رئيس إيطاليا تشكيل حكومة جديدة. في 23 أفريل قدم برلسكوني تشكيلة حكومته الجديدة. يُعتبر برلسكوني من أقوى حلفاء الرئيس الأميركي جورج بوش وقد بعث بقوات إيطالية إلى العراق تتألف من 3000 رجل عقب احتلال الأخير.

خسارة 2006

خسر سيلفيو برلسكوني الانتخابات النيابية لسنة 2006 أمام رومانو برودي وذلك بعد منافسة شديدة. رفض رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني الاعتراف بهزيمته في الانتخابات وندد بالانتهاكات التي ارتكبت في رأيه خلال تصويت الايطاليين المقيمين في الخارج.

تقدم سيلفيو برلسكوني بشكاوى على المحكمة الايطالية العليا لكنها قررت فوز رومانو برودي رافضة الشكاوى التي تقدم بها برلوسكوني.

كانت حكومة برلسكوني قد ضغطت من اجل تغيير قانون الانتخاب في إيطاليا في السنة التي سبقت الانتخابات حيث اعيد العمل بمبدأ التمثيل النسبي الكامل. يسمح هذا المبدأ لمن ينال الاغلبية في مجلس النواب بالحكم مهما كانت أغلبيته ضئيلة. يشير منتقدو هذا القانون إلى ان ذلك يمكن أن يؤدي إلى قيام حكومات غير مستقرة وهو ما تميزت به إيطاليا خلال الفترة التي تلت انتهاء الحرب العالمية الثانية

فوز 2008

في يناير 2008 استقالت حكومة يسار الوسط بزعامة رومانو برودي إثر انهيار الائتلاف الحاكم و تقرر إجراء الانتخابات العامة في 13 أبريل 2008 أي قبل 3 سنوات من موعدها المقرر، في 13 أبريل 2008 أجريت الانتخابات العامة في إيطاليا وشارك فيها 158 حزباً وكانت نتيجة الانتخابات فوز حزب برلسكوني بنسبة 47 بالمائة من مقاعد مجلس الشيوخ وبنسبة 46 بالمائة من مقاعد مجلس النواب وهكذا انتصر بيرلسكوني في الانتخابات العامة للمرة الثالثة وحصل علي رئاسة الحكومة الإيطالية رقم 62 منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ولعل سر شعبيته وفوزه كان تدهورالوضع الاقتصادي في إيطاليا فقد وصل إجمالي الدين العامة 1100 مليار. حكومة برلسكوني الثالثة تضم 12 وزيراً منهم 4 من النساء.

برلسكوني في مواجهة العواصف السياسية

واجه سيلفيو برلوسكوني مجددا عاصفة سياسية بعد نشر حيثيات حكم وصفه بأنه رشا محاميه البريطاني السابق في اطار قضية الادلاء بشهادة كاذبة تعود الى تسعينات القرن الماضي. وقال باولو بونايوتي المتحدث باسم رئيس الحكومة انه هجوم سياسي موقت.

وكان برلوسكونيالحكم المشين الذي اصدره قضاة متواطئون مع معارضة مهزومة وصحافة يجب ان تخجل لما تنشره.

وقال برلوسكوني الملقب بـ ال كافالييري، لقد اضطررت الى مواجهة اكثر من مئة محاكمة وانفاق 200 مليون يورو على اتعاب محامين، مشيرا الى انه سيكشف امام البرلمان في موعد لم يحدده حقيقة هؤلاء القضاة.

وكان برلوسكوني مشبوها ومحاميه السابق ديفيد ميلز الذي حكم عليه في شباط/فبراير بالسجن اربع سنوات ونصف السنة في اطار هذه القضية. واتهم برلوسكوني بدفع 600 الف دولار الى ميلز في مقابل الادلاء بشهادة كاذبة لصالحه امام القضاء الايطالي في اطار قضيتين تعودان الى نهاية التسعينات احداهما تتعلق بشركة "فينينفست" والاخرى تتعلق بالتهرب الضريبي وتقديم حسابات خاطئة وتبييض اموال عند شراء مجموعة ميدياسيت.

الا ان محاكمة برلوسكوني في قضية فساد علقت بسبب قانون جديد تبناه البرلمان في تشرين الاول/اكتوبر 2008 يمنحه الحصانة خلال فترة ولايته.

وبات برلوسكوني الذي ظن انه في منأى ولو موقتا من الملاحقات القضائية، يواجه اتهامات بالفساد في خضم الحملة الانتخابية.

برلسكوني استقبل زعيما للمافيا

في سلسلة المزاعم الصادرة ضد رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني بتورطه مع المافيا وعصابة كوزا نوسترا تحديدا، قال مرشد بارز بالمافيا امام محكمة ايطالية ان برلسكوني استقبل مرارا في منزله زعيما للمافيا في السبعينات. لكن محامي برلسكوني رفض تلك المزاعم ووصفها بأنها سخيفة.

وجاءت الاتهامات ضمن شهادة في جلسة محاكمة صديق برلسكوني وحليفه السياسي مارشيلو ديلوتري المتهم بغسل أموال المافيا. وهكذا، قال المرشد انطونيو جيوفري للمحكمة إن المافيا حاولت ممارسة الضغط على برلسكوني، مضيفا ان الهدف كان امتلاكه في ايدينا.

وفي نفس السياق مثل رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني أمام قضاة في محاكمة لأحد المقربين منه متهم بغسيل أموال لصالح المافيا - لكنه رفض الإجابة عن أي أسئلة. وقد عقدت الجلسة سريا لأسباب أمنية، مما أغضب بعض مؤسسات الأخبار الإيطالية. وقالت مصادر قضائية إن برلسكوني استخدم حقه بمقتضى القانون الإيطالي ورفض الإجابة على أي أسئلة.

محامي برلسكوني قدم خصيصا لهذه القضية إلى روما قضاة من صقلية، لمحاكمة رجل الأعمال مارسيللو ديللوتري.  ويتهم ديللوتري، وهو سناتور من حزب فورتا إيطاليا، باستخدام مشروع إعلاني تابع لإمبراطورية شركات برلسكوني لغسيل أموال المافيا. وعقدت الجلسة في بالازو شيجي - مكتب رئيس الوزراء في روما - رغم احتجاجات من محامي برلسكوني بأنه سيرفض التعليق. لقد كانت مسألة بسيطة، هكذا وصف الحدثَ نيكولو جيديني عضو فريق محامي برلسكوني وعضو البرلمان عن حزب فورزا إيطاليا، الذي رافق برلسكوني إلى الجلسة. وأضاف أنه بطلب من محاميه، مارس برلسكوني حقه في عدم الإدلاء بأقواله. وكان جيديني قد وصف الجلسة في وقت سابق بأنها مضيعة للوقت.

وقد تجنب برلسكوني محاولتين سابقتين على الأقل للمثول أمام قضاة، في ما يبدو أنه معركة قوى امتدت عبر شهور.  وقد قال سابقا إن تخيل ديللوتري كرجل من المريخ أسهل من تخيله كعضو في المافيا.

ولم تعلن التفاصيل الكاملة للجلسة، لكنه كان من المتوقع أن يواجه برلسكوني تحقيقا خاصا بشأن الترتيبات الخاصة بأكثر من 20 شركة ضمن إمبراطورية شركات فينينفيست المملوكة لبرلسكوني أثناء السبعينيات.

ويشتبه القضاة في أن أموالا استخدمت لإنشاء الشركة ربما كان مصدرها المافيا عبر ديللوتري، رغم أن فينينفيست تصر على أنها تستطيع تقديم حساباتها الخاصة بجميع الأموال.

مهمة الصحفيين هي نقل الحقائق، لكن ربما يكون هذا هو السبب في أن محكمة باليرمو تعتبرهم خطرين

من هو باولو سيرفينتي لونجي

اتحاد الصحفيين كان متوقعا أن يواجه برلسكوني مساءلة في شأن آخر بخصوص مدير سابق هو فيتوريو مانجانو الذي عمل معه بناء على تزكية من ديللوتري، لكنه أدين لاحقا بالقتل وتهريب مخدرات وابتزاز وعضوية المافيا.

أندريوتي أدين بعلاقته بالمافيا ومعظم الأدلة التي قدمت ضد ديللوتري مستقاة من عملاء مزروعين داخل المافيا. وقد أصدرت فينينفيست سابقا بيانا يقول إن أي محاولة للربط بينها وبين المافيا هي هراء. وقال البيان إن المجموعة لم تقدم أبدا أموالا إلى منظمات غير قانونية، كما لم تتلق أبدا طلبات لفعل ذلك.

السجن 9 سنوات لحليف برلسكوني

من جهة أخرى أصدرت محكمة إيطالية حكما بالسجن تسع سنوات على حليف لرئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني بعد اتهامه بالتواطؤ مع المافيا.  واتهم مارشيلو ديلوتري وهو عضو مجلس شيوخ عن حزب برلسكوني ورئيس سابق لشركة إعلانات رئيس الوزراء بوبليتاليا بالقيام بدور حلقة الوصل بين المافيا ورجال الأعمال والشخصيات الرفيعة في الساحة السياسية. جاء الحكم بعد أقل من 24 ساعة من نجاة برلسكوني من الإدانة في محاكمة فساد كبيرة في ميلانو العاصمة المالية لإيطاليا.

علاقة مع فتاة قاصر

من جهة أخرى نفى برلسكوني ان يكون تورط في علاقة مع فتاة عمرها 17 عاما وذلك ردا على تعليقات لزوجته التي طلبت الطلاق.

وقال برلسكوني في مقابلة مع البرنامج الحواري الرئيسي في التلفزيون الايطالي في اشارة الي الاتهامات بشأن علاقته بنعومي ليتزيا التي حضر حفل عيد ميلادها الثامن عشر الشهر الماضي هذا كذب.

واعربت فيرونيكا لاريو زوجة برلسكوني عن غضبها من وجود برلسكوني في الحفل واعلنت لعدة صحف انها تريد الطلاق.

وقالت ان برلسكوني لم يحضر قط حفل عيد الميلاد لابنائهما عندما بلغوا الثامنة عشرة على الرغم من دعوته ورجحت ان يكون على علاقة مع ليتزيا.

ونقل عن لاريو قولها لصحيفة لاريبابليكا لا استطيع البقاء مع رجل يصاحب القاصرات. وقال برلسكوني هل رئيس الوزراء مجنون لهذا الحد ليضع نفسه في وضع مثل هذا.

هذه التهم  قد تؤدي الى تقويض الدعم للزعيم الايطالي الذي يتمتع بشعبية في المؤسسة المحافظة.

ولم تشر اولى استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة ايبسوس وايبر بعد القنبلة التي فجرتها فيرونيكا لاريو زوجة برلسكوني الى حدوث تأثير كبير على نوايا الناخبين تجاه حكومة يمين الوسط التي يتزعمها في انتخابات البرلمان الاوروبي التي تجري في يونيو حزيران.

لكن استطلاعا للرأي على الانترنت قامت به صحيفة ايل سولي 24 اوري اليومية الاقتصادية أظهر درجة من التعاطف مع زوجة برلسكوني اكثر من التعاطف مع رئيس الوزراء. ورأت نسبة اكثر قليلا من القراء - 49 في المئة مقابل 44 في المئة - أن الفضيحة سيكون لها عواقب سياسية. وقال برلسكوني لاحد البرامج الليلية بالتلفزيون هل سأفقد الدعم بين الكاثوليك... لا أظن هذا.

بدوره قال برلسكوني إن استطلاعات الرأي الخاصة تظهر أن شعبيته لا تزال على أعلى مستوى على الاطلاق رغم سلسلة الاكاذيب فيما يتعلق بطلاقه الوشيك. وقال إن معدلات القبول له ما زالت مرتفعة كما كانت في الاسبوع قبل الماضي عندما أعلن نفسه أكثر الزعماء شعبية في العالم.

وقال اطلعت على استطلاعات الرأي الاسبوعية وقد أظهرت أن ان نسبة التأييد لحزب شعب الحرية (الحاكم) 45 في المئة وأن نسبة التأييد لرئيس الوزراء 75 في المئة.

وأضاف كنت أتوقع انخفاضا في شعبيتي.. لكن الايطاليين استقبلوا بفطنة هذه الحملة الاعلامية في الايام الاخيرة القائمة على أساس سلسلة من الاكاذيب.

لكن الكاتب الصحفي ماسيمو فرانكو كتب في صحيفة كورييري ديلا سيرا أن هذه الكلمات كشفت الرعب الخفي من أنه سيتضرر سياسيا. واتفق موريتسيو بيساتو رئيس مؤسسة اس دبليو جي لاستطلاع الرأي مع الاراء القائلة بأن من غير المرجح أن تؤثر الفضيحة على الانتخابات الاوروبية التي تجري بعد شهر حيث يتقدم برلسكوني على المعارضة بفارق 20 نقطة.

لكن على المدى الطويل يمكن أن تضر بصورة من يصف نفسه بأنه اكثر الساسة شعبية في العالم حيث يتباهى بنسبة تأييد تبلغ 75 في المئة في استطلاعات خاصة للرأي. وأظهرت استطلاعات للرأي أجرتها وسائل اعلام أن نسبة الدعم له بلغت 56 في المئة بعد زلزال ابريل نيسان الذي جسده في صورة رجل الافعال.

وحتى الآن ثبت أن الدعم لبرسلكوني صامد في ظل أسوأ كساد منذ الحرب العالمية الثانية وانتقادات لزلات لسان مثل تعليقه على سمرة الشمس التي اكتسبها الرئيس الامريكي باراك اوباما.

وقال بيساتو لكن كل هذا يقوض صورته كشخصية ايجابية. قصة الفتاة غريبة ويصعب اسقاط ما تقوله زوجته بوصفه مجرد سوء فهم.

وليست هذه المرة الاولى التي تقوم فيها زوجة برلسكوني المنفصلة عنه منذ فترة طويلة بمهاجمته لعلاقاته النسائية المتعددة. وقد وبخته علنا عام 2007 لمغازلته عارضة ازياء سابقة هي الآن وزيرة في الحكومة.

وفي تلك المرة اعتذر برلسكوني. أما الآن فهو يطالبها بالاعتذار عن التلميح بأن علاقته بالمراهقة نعومي ليتزيا التي قال انه حضر حفل عيد ميلادها الثامن عشر الشهر الماضي بوصفه صديقا للاسرة غير لائقة.

إستقالة برلسكوني

و نفى برلسكوني الذي يتعرض لضغوط لتوضيح طبيعة علاقته بفتاة أنه كان على علاقة ساخنة معها وقال انه سيكون عليه الاستقالة اذا تبين أنه كذب بشأن ذلك.وأصبحت علاقة الزعيم المحافظ البالغ من العمر 72 عاما بفتاة في الثامنة عشرة قضية سياسية متفجرة في ايطاليا بعد أن طلبت زوجته فيرونيكا الطلاق بسبب علاقاته النسائية.

ونجح رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني في منع نشر صور الحفل الذي اقامه عشية العام الجديد بعدما ذكرت تقارير ان من بين ضيوفه مراهقة تسببت علاقته معها في فضيحة له.وقالت مصادر قضائية ان برلسكوني البالغ من العمر 72 عاما والذي ينفي اقامة علاقة مع نويمي ليتيتسيا (18 عاما) ان نشر الصور التي التقطها مصور صحفي دون اذن ينتهك حقوق الخصوصية.

واصدر مدع في روما انذارا قضائيا وامر بمصادرة مئات الصور التي التقطها المصور انتونيلو زابادو باستخدام عدسات قوية من خارج فيلا برلسكوني بجزيرة سردينيا المتوسطية.

وكانت صحف ذكرت ان عشرات الشابات حضرن الحفل الذي اقامه ملياردير الاعلام الذي تحول الى سياسي وحصلن على نفقات قيمتها آلاف اليورو.

وطلب رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني من زوجته فيرونيكا لاريو الاعتذار له بسبب اتهاماتها له بانه يرافق قاصرات.

وقال برلسكوني لصحيفة كورييرا دو لا سيرا إنه لم يعتقد ان زواجهما سينجح. وكانت زوجة رئيس الوزراء الإيطالي قد أكدت أنها ستتقدم بدعوى لطلب الطلاق.  وقالت فيرونيكا لاريو إنها اقدمت على هذه الخطوة بعد أن قرأت تقارير عن حضور زوجها حفل عيد ميلاد فتاة تبلغ 18 عاماً في مدينة نابولي.

وأضافت فيرونيكا، التي لديها ثلاثة أطفال من زواج دام 19 عاماً، أنها لا تستطيع العيش مع رجل يرافق القاصرات.

تصريحات مناهضة للهجرة

من جهة أخرى أثار رفض سيلفيو برلسكوني الصريح لايطاليا متعددة الاعراق جدلا حادا حيث نال استحسان حلفائه من اقصى اليمين وأثار اتهامات بالعنصرية من اليسار.

ونالت حكومة برلسكوني المحافظة تأييدا شعبيا لقيامها بتضييق الخناق على الهجرة غير الشرعية وذهب رئيس الوزراء خطوة أبعد حين دافع عن سياسة جديدة لترحيل المهاجرين الى ليبيا قبل وصولهم الى الشواطيء الايطالية.

وقال برلسكوني في مؤتمر صحفي فكرة اليسار هي ايطاليا متعددة الاعراق. هذه ليست فكرتنا.. فكرتنا هي الترحيب فقط بمن تنطبق عليهم شروط اللجوء السياسي.

وتواجه ايطاليا في السنوات الاخيرة طوفانا من المهاجرين الافارقة الفقراء الذين يصلون الى شواطئها ومواطنين قادمين من شرق أوروبا بحثا عن عمل مما أثار مخاوف من انتشار الجريمة وضياع الهوية الوطنية.

وندد أعضاء برلمانيون من المعارضة بتصريحات رئيس الوزراء واتهموه بالعنصرية وطالبوه بأن يقر بأن ايطاليا ستصبح متعددة الثقافات في نهاية المطاف سواء شاء ذلك الايطاليون أم أبوا.

وقال زعيم المعارضة داريو فرانسيسشيني من يسار الوسط "ليس بيدي أو بيد برسلكوني أو أي شخص اخر اتخاذ القرار لان هذا القرن سيكون قرن المجتمعات متعددة الاعراق" متهما برلسكوني باستخدام هذا الموضوع لصرف الانظار بعيدا عن مشاكله الزوجية وعن الركود الاقتصادي.

واستطرد فرنسا وبريطانيا العظمى والمانيا امم اوروبية لديها مهاجرون اكثر منا لكنهم يعملون على الاندماج.

ودافع الاسقف ماريانو كروكياتا امين مؤتمر الاساقفة الايطاليين واسع النفوذ عن التعدد الثقافي باعتباره "قيمة" موجودة في ايطاليا بالفعل وقال ان ضعف العلاقات الثقافية هو المشكلة الحقيقية.

وحتى الزعيم اليساري بييرو فاسينو الذي خالف أعضاء حزبه عندما أيد سياسة الابعاد الجديدة لبرلسكوني فقد قال ان التصريحات الاخيرة لرئيس الوزراء ذهبت الى أبعد مما يجب.

وقال لصحيفة كورييري ديلا سيرا انه مخطيء للغاية. دعونا فقط نقبل بصدق ان ايطاليا.. مثل فرنسا والمانيا.. ستصبح دولة متعددة الاعراق والثقافات والاديان.

لكن تصريحات برلسكوني التي احتلت صدر الصفحات الاولى بالصحف الايطالية ودفعت موضوع اجراءات طلاقه الى الصفحات الداخلية لقي ترحيبا من حزب رابطة الشمال الحليف الاصغر في الحكومة الذي يقول ان الهجرة بدون قيود تمثل تهديدا لايطاليا.

وقال زعيم الحزب روبرتو كالديرولي هذا يبرز تغييرا ثوريا عن الماضي وأوصى بمنح عضوية حزبه الشرفية لبرلسكوني.

وتحتل الهجرة مكانا بارزا في البرنامج السياسي لبرلسكوني منذ أن تولى السلطة قبل عام متعهدا بتضييق الخناق على المهاجرين غير الشرعيين الذين تنحى عليهم حكومته باللائمة في زيادة الجرائم. وقال وزير الدفاع انياتسيو لا روسا في الماضي كان قليلون منا فقط يدافعون عن الهوية الايطالية والان بعد كلمات رئيس الوزراء اصبحنا اغلبية.

نساء عاريات الصدر

وهوّنَ برلسكوني من أهمية صور نشرتها صحيفة اسبانية لنساء عاريات الصدر يستمتعن بحمام للشمس في الفيلا الخاصة به المطلة على البحر ووصفها بأنها بريئة وقال ان هذا اعتداء على خصوصيته.

وأصبحت الحياة الشخصية لبرلسكوني قضية ساخنة قبل انتخابات البرلمان الاوروبي بما في ذلك تحقيق في استخدامه طائرات حكومية لنقل ضيوفه الى الفيلا الفخمة التي يمتلكها في جزيرة سردينيا بالبحر المتوسط.

ونشرت صحيفة الباييس خمس صور في مقال بعنوان الصور التي اعترض عليها برلسكوني ومنها صورتان لرئيس الوزراء الايطالي وهو يتجول في الفيلا برفقة نساء حجبت وجوههن وكانت احداهن تستمتع بحمام للشمس وهي عارية الصدر.

وفي صورة أخرى نشرتها الصحيفة ظهر رجل عار بجوار حوض السباحة. وكانت الصحيفة قد هاجمت برلسكوني الاسبوع الماضي وقالت انه عقد العزم على استغلال نفوذه ليمنح لنفسه حصانة قانونية.

وحين سأل محاور اذاعي برلسكوني عن الصور قال له رئيس الوزراء الايطالي هل تستحم مرتديا سترة ورباط عنق؟ هؤلاء كانوا يستحمون في الجاكوزي داخل منزل خاص مخصص للضيوف.

والتقط الصور المصور انطونيللو زابادو. وسمح ممثل ادعاء ايطالي لبرلسكوني بمصادرتها لانها تمثل اعتداء على الخصوصية لانها التقطت دون اذن من خارج الفيلا باستخدام عدسة قوية.

وقال برلسكوني لاذاعة محلية "هذه صور بريئة. ليست هناك فضيحة لكن هذا انتهاك للخصوصية واعتداء فاضح."

منع ظهور الصور في الصحافة

وتحت عنوان الصور التي لا يريد بيرلسكوني الإيطاليين أن يروها، نشرت صحيفة El Pais الأسبانية خمس صور ذكرت أنها التقطت في حفلات صاخبة، أقامها رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني، في فيلته الخاصة بجزيرة سردينيا.

وعمدت الصحيفة، التي تصدرت إحدى تلك الصور غلاف عددها، إلى تمويه صور الأشخاص الظاهرين في الحفلات باستثناء بيرلسكوني، حيث تظهر في إحدى تلك الصور لقطة لمجموعة من السيدات اللواتي يلبسن أزياء فاضحة، واللواتي كن شبه عاريات بالكامل.

وذكرت الصحيفة أن الصور كان قد التقطها المصور الإيطالي، أنتوليو زابادو، والذي سبق وأن حاول بيعها للمجلة الإيطالية "بانوراما"، التابعة لإمبراطورية بيرلسكوني الإعلامية، حيث تدخل هذا الأخير شخصياً لمنع ظهورها إلى العلن في إيطاليا بأسرها، بحجة أنها انتهاك لخصوصيته.

أنا لست فتاة استعراض..

من جهة أخرى لم تنبهر ايما مارسيجاجليا رئيسة جمعية أرباب العمل والتي تعتبر نفسها سيدة أعمال صارمة عندما مازحها رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني واصفا إياها بأنها مثل فتاة استعراض.

وخلال خطابه أمام الاجتماع السنوي لرابطة كونفيندسترا التي تعد تجمعا لصفوة أرباب العمل في ايطاليا استخدم برلسكوني مازحا كلمة فلينا ليشير الى مارسيجاجليا وهي مصطلح يستخدم في التلفزيون الايطالي ليرمز الى فتاة استعراض. وقال انه كان لديه مقابلة مع مارسيجاجليا

لمناقشة كلمتها. واضاف مازحا قال لي مرشد ان فتاة استعراض هناك لتراني... وكانت ممتلئة حيوية وغاية في الاناقة.

وحين حضرت مارسيجاجليا اجتماعا آخر في وقت لاحق بدأت كلمتها قائلة " بصراحة لا أحمل شيئا ضد فتيات الاستعراض لكني أفضل (ان أُعرف بأنني) شخصية جادة وقائدة وشخصية حرة وهادئة. وراجت كلمة فلينا في السياسة الايطالية لتشير الى جدل بشأن شابات جذابات يسعين الى الحصول على وظيفة عامة. ووجهت زوجة برلسكوني التي قالت انها تريد الطلاق انتقادات علنية لما تقول انه اختيار حزبه لشابات جذابات لخوض الانتخابات الاوروبية في يونيو حزيران.

برلسكوني ومحاربة الصحافيين

يتولى برلسكوني الإشراف على راديو وتلفزيون إيطاليا، التابع للدولة والمعروف اختصاراً باسم آر إيه آي، علاوة على امتلاكه أكبر شبكات تلفزيونية على مستوى البلاد. وعلى مدار السنوات الأخيرة، تقدم برسلكوني بدعاوى قضائية ضد مجلة إكونوميست لنشرها مقالا عنه وصفه بأنه: غير مؤهل لإدارة شؤون إيطاليا، وكذلك ضد الصحافي البريطاني ديفيد لين بسبب كتابه الصادر في عام 2004 تحت عنوان ظل برلسكوني، والذي عمل خلاله على استقصاء أصول ثروة برلسكوني، منوهاً بأن بعض أعوانه جرى التحقيق معهم بناءً على اتهامات بارتباطهم بالمافيا. وقد خسر رئيس الوزراء الإيطالي هذه القضايا في المحكمة الابتدائية، ما ترتب عليه إما استئنافه الحكم أو لاتزال لديه إمكانية القيام بذلك. والآن، ركز برلسكوني على ألكسندر ستيل، أبرز الصحافيين الأميركيين المعنيين بالشؤون الإيطالية وأحد أقوى الأصوات المنتقدة لرئيس الوزراء من بين أبناء اللغة الإنجليزية.

إنه يسيطر على وسائل الإعلام. إنه يتحرك من موقف بالغ القوة. وينظر البعض إلى مثل هذه الدعاوى القضائية باعتبارها جزءا من جهود أوسع مثيرة للقلق يحاول برلسكوني من خلالها تخويف الصحافة، حتى في الوقت الذي يزعم أنه يتعرض لانتقادات من جانب المنظمات الإعلامية الإخبارية التي يسيطر عليها.

...........................................................

المصادر:

وكالات + جريدة الشرق الأوسط

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 10/حزيران/2009 - 13/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م