طفل أحبَّ العراق فرآه نخلة شمّاء تحتاج أن نسقيها حُبّا

شبكة النبأ: كثيرة هي المواهب والإبداعات التي وهبها الباري عز وجل للإنسان والتي تبدأ منذ الصغر فمنها يجد من ينمّيها ويحتضنها لأجل الاستمرار ومنها من يتلاشى ويندثر ويصبح من ذكريات الماضي بسبب الإهمال والتجاهل.

وكربلاء مدينة الإبداع والمواهب ومنها تخرج الكثير من المبدعين في مختلف مجالات الحياة, واليوم لنا وقفة مع مبدع صغير لفت انتباهنا فأحببنا ان نظهر موهبته لعلها تجد من يرعاها ويحتضنها.

في حي من أحياء كربلاء الشعبية يسكن بطلنا الصغير الذي أتم عامة الخامس منذ أيام قلائل انه الحسين عبدالامير رويح، وأي اسم حمل هذا الصغير، انه اسم عظيم من عظماء الأمة.   تعلّمَ صغيرنا الحب وعشق اللون والرسومات فجسدها بعفوية ومن دون حذر فأثمرت عنها قصص وحكايات.

في خاطر هذا الصغير أفكار لا يمكن ان يتوقعها الكبار البعيدين عن عالم الطفولة, رسومات شكّلتها أنامله الصغيرة فعّبرت عمّا في داخله.. خطوط عشوائية متباعدة او متلاصقة تداخلت لتكوِّن اشكالاً واجساماً غريبة قد يتمنى ان يرسم مثلها كبار الفنانين, فناننا الصغير تحدث عن بعض رسوماته بلسان وبراءة الأطفال فحوَّلها الى لوحات متكاملة وبمصطلحاتة الخاصة التي يفهمها هو دون غيره.

لوحات ورسومات غريبة ووجوه اطفال مبتسمة او من دون ملامح في بعض الاحيان, شعرٌ تناثرَ او برزَ بقوة كشعرِ القنفذ.. نخلة طويلة بطول ورقة الرسم تلاشت معالم سعفاتها وقصُرَت من دون ان نعلم السبب أطلق عليها اسم خاص وهو (الزرعة), رسم إخوته ووالديه وكذلك حمندي وهبّاوي أبناء عمومته, رسم الماء وباقي المخلوقات رسم حتى الهواء من دون ان يراه ولا نعرف كيف!.

 مجموعة رسومات احتفظ بها كان في احداها مجموعة شخوص لم نفهمها ولم نعرف مدلولاتها, حيث كان فيها رسم طفل صغير برأس وارجل ويدين فقط! يجاوره كائن بشري آخر مختلف بملامحه وفي اعلى الرسم مربع فيه أشكال مبعثرة... عن هذا الرسم حدثنا قائلاً:

هذا طفل صغير وبتعبيره الخاص هذا (ولد) يقف الى جنبه وحش! يريد ان يأخذ حقيبته التي هي في الاعلى وهي ذلك المربع الذي أشرنا إليه, لكن هذا الطفل لن يدع الوحش يأخذها لانها له وفيها كتبه وأقلامه التي يتعلم بها!

وسط الرسم كانت هنالك نخلة لانعلم لمَ اضافها وهل يمكن انه جسد حُب العراق بنخلته الخاصة، وتحدث عن وحوش تريد سلب كل شيء حتى حقائب الطلبة والتلاميذ!

كلمات كبيرة تكلّم بها هذا الصغير فهل كان يدرك مايقول وهل كان يرسم مايدرك؟ تركناه مودِّعين وفي داخلنا الكثير من التساؤلات لكن من سيجيب عنها سواه؟ ربما سيخبرنا عنها غداً عندما يصبح رجلاً في عراق جديد، لكن هل سيتذكرنا ويذكر مارسم في صغره ربما لأنه عراقي لا ينسى الحب!

 هذا هو صغيرنا ورسامنا الحسين، موهبة علَّمها العراق ان الحب ينبع من جذور النخيل الباقية, موهبة تحتاج الى ان نقف امامها كي نعيد حساباتنا في مفردة عظيمة هي حب الوطن فمِن حب الأطفال علينا ان نتعلَّم الحب وعلينا ان ننظر الى مستقبلهم فهم بُناة الغد..

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 7/حزيران/2009 - 10/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م