صحف غربية: كارثة نووية وتجنيد الاطفال وتدنِّ قياسي للقتلى العراقيين

مقتطفات مما نشرته الصحف العالمية من آراء وتحليلات وتقارير حول آخر مستجدات الشأن العالمي

اعداد: مركز النبأ الوثائقي

شبكة النبأ: تحدثت الصحف الغربية الصادرة هذا الأسبوع بمواضيع مختلفة عن الشأن العالمي، فبينما تحدثت صحيفة عن موضوع نشر مواقع نووية بالخطأ. تحدثت أخرى عن إستراتيجية تحديث أفكار الحرب في أفغانستان. بينما قالت صحيفة ثالثة أن أكثر من 300 ألف طفل تم تجنيدهم عالمياً، كما تحدثت صحيفة عن تدنِّ قياسي للقتلى العراقيين.

نشر مواقع نووية بالخطأ  

وقالت إدراة الرئيس الأميركي باراك أوباما إن مكتبا حكوميا نشر عرضا تقريريا يقدم معلومات مفصلة عن مواقع وبرامج نووية مدنية في الدولة لكن الإفشاء لم يشكل تهديدا للأمن القومي.

وقالت وول ستريت جورنال إن التقرير، الذي يضم خرائط مرافق توضح أماكن مخزونات الوقود لأسلحة نووية في تلك المنشآت، نُشر الشهر الماضي على موقع مكتب مطبوعات الحكومة. ثم رفع من الموقع مساء الثلاثاء بعد أن علق اتحاد العلماء الأميركيين على وجود الوثيقة يوم الأحد في نشرة إلكترونية.

وكانت إدارة أوباما قد أعدت الوثيقة إذعانا لاتفاق دولي منذ عشر سنوات بهدف تزويد وكالة الطاقة الذرية الدولية بصورة كاملة عن نشاطات الدولة النووية المتعلقة بها. وأبرمت أميركا الاتفاق لتشجيع دول أخرى على اتباع نهج مماثل لنشاطاتها النووية.

وبحسب الخبير الأمني في تجمع العلماء ستيفن أفترغود صنفت الوثيقة "على درجة عالية من السرية والحساسية" وكان ملحقا بها خطاب تغطية موجه من أوباما للكونغرس اعتبر المعلومات الواردة في الوثيقة "حساسة لكن غير مصنفة".

وفي بيان كتابي مساء الثلاثاء قال المتحدث باسم إدارة الأمن النووي الوطني إنه رغم تفضيل مسؤولي الإدارة عدم نشر الوثيقة فقد راجعت وزارات الطاقة والدفاع والتجارة ولجنة التنظيم النووي الوثيقة بدقة لضمان عدم افتضاح معلومات لها أهمية وطنية وأمنية مباشرة.

وقال أفترغود إنه لا يعتبر الإفشاء يشكل خرقا أمنيا خطيرا. وأضاف أنه "ليس هناك شيء في الوثيقة يعرض أي شخص للخطر".

وأشارت الصحيفة إلى أن القائمة المنشورة شملت تفاصيل منشآت نووية في مختبر أوك ريدج الوطني بولاية تينيسي، ومختبر لوس ألوموس الوطني بولاية نيو مكسيكو، ومختبر أرغون الوطني بولاية إلينوي، وهيئة أبحاث وستنغهاوس بولاية بيتسبرغ، من بين منشآت أخرى.

300 ألف طفل مجند بالعالم  

من جهة أخرى رأى باحثان وأكاديميان غربيان بارزان أن تجنيد الأطفال ليس قضية حقوق إنسان فحسب بل هي قضية تنمية وقضية جيوإستراتيجية.

يقول سكوت غيتس وسايمون ريش (الأول يعمل بإحدى الجامعات النرويجية والثاني بالجامعات الأميركية) إن الأطفال المجندين هم حقا ضحايا فهم يفصلون عن أسرهم ويحرمون من التعليم ويساقون عنوة إلى المعارك.

غير أن الأكاديميين يستدركان –في مقال مشترك نشرته لهما مجلة فورين بوليسي الأميركية- بالقول إن هناك دوافع لمثل ذلك تتجسد في رخص وحسن كفاءة استخدام الأطفال الجنود للأسلحة وسهولة انصياعهم للأوامر ومهارتهم في تطبيق الأساليب الوحشية.

وهناك أكثر من ثلاثمائة ألف من الجنود الأطفال في العالم معظمهم أفارقة ويشكلون أكثر من ربع المحاربين في تسع دول أفريقية على الأقل في العقدين الماضيين.

وهؤلاء الجنود الأطفال ليسوا بالضرورة مسلحين, فمنهم السعاة والحمالون والجواسيس ورقيق الجنس كما أن التجنيد ليس حكرا على الذكور. فقد أشارت دراسات حديثة إلى أن البنات يشكلن نحو 40% من عدد المقاتلين في بعض المجموعات المسلحة كما أن التجنيد من أجل الاستغلال والرق الجنسي يستوي فيه الجنسان.

ليست مشكلة تجنيد الأطفال في الحروب قضية أفريقية فحسب, بل هي ظاهرة عالمية فقد قامت أكثر من سبعين منظمة مسلحة في 19 دولة من مختلف أنحاء العالم بتجنيد الأطفال في الحروب والنزاعات المسلحة في الفترة من 2004 إلى 2007.

وكانت بورما من أكثر البلدان استخداما للأطفال الجنود في النزاعات سواء من جانب الحكومة أو من جانب المتمردين، وكذلك الحال في كل من كولومبيا ونيبال وسريلانكا حيث يتم تجنيد الأطفال والزج بهم في وطيس المعارك.

وفي الواقع فإن كلا من بريطانيا والولايات المتحدة تجند من هم في سن الـ17 وهم من ناحية التصنيف ما زالوا في مرحلة الطفولة، متعللين بأن هؤلاء لن يشاركوا في العمليات القتالية رغم اعترافهم بأنهم دفعوا بجنود دون الـ18 إلى الخطوط الأمامية في كل من العراق وأفغانستان, كما أن أستراليا وكندا والنمسا ولوكسمبرغ وهولندا ونيوزيلندا تتبع سياسات مشابهة.

العولمة وظاهرة تجنيد الأطفال

ينفي المقال أن تكون هذه الظاهرة موجودة قبل ظهور العولمة كما أنها ليست من إفرازات حقبة ما بعد الحرب الباردة والتي أغرقت الدول الأكثر فشلا في العالم بالسلاح الرخيص والأموال.

إن ظاهرة تجنيد الأطفال كانت موجودة منذ آلاف السنين وحتى أيام إسبارطة في اليونان القديمة حيث كان يعتمد على أطفال في سن السابعة كما أن الأسطول البحري البريطاني جند أطفالا لتجهيز المدافع في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. كما شارك الأطفال وبأعداد كبيرة في الحرب الأهلية الأميركية وفي كلا الجانبين.

أما في الحروب غير المتكافئة فقد استخدم الأطفال لتنفيذ عمليات انتحارية في تلك النزاعات كما حصل في كل من فلسطين, والعراق, والشيشان, وسريلانكا.

إن المواجهة مع الجنود الأطفال تتسبب في إرباك الجنود الغربيين وتتركهم في حيرة من أمرهم حول قواعد الاشتباك مع هؤلاء, هل ينسحبون أمامهم أم يحاولوا نزع سلاحهم أو الاستسلام.

يتعامل المجتمع الدولي مع ظاهرة تجنيد الأطفال إما عن طريق مقاضاة مجنديهم البالغين أو بنزع سلاحهم وإعادتهم إلى بيوتهم.

وبخصوص من يجندون الأطفال فإن معظمهم يعتقدون أنه لن يتم القبض عليهم بينما يعتقد آخرون أن المهزومين فقط هم من سيمثلون أمام المحاكم الدولية بتهمة استخدام وتجنيد الأطفال لتجنب الهزيمة بينما يفترض الآخرون أنهم سيمنحون العفو بعد أن تضع الحرب أوزارها وأفضل مثال على النموذج الأخير هو جيش الرب في أوغندا.

أما فيما يتعلق بنزع سلاح الجنود الأطفال وإعادتهم إلى بيوتهم, فهناك برامج لإعادة تأهيلهم سواء إلى مدارسهم أو وظائفهم من أجل دمجهم في المجتمع, ولكن النتائج هنا أيضا تكون غير متشابهة خاصة عندما يتم استبعاد البنات من برامج البعض.

وكذلك الحال في البرامج التي لا تتطرق إلى أسباب وجذور العنف الذي سيبقى بعد انتهاء القتال كما حصل في ليبريا وما لم تنته الحروب الأهلية طويلة الأمد سيبقى هاجس تجنيد الأطفال يرخي بظلاله ويطل برأسه المرعب.

أفكار جديدة

من جهة أخرى نشر الموقع الإلكتروني لمجلة فورين بوليسي مقالا بعنوان "هل تجرؤ أميركا على التورط في مواجهة المتمردين ثانية؟" للكاتب روبرت هاديك. المقال تناول مساعي الإدارة الأميركية لكسب الحرب في أفغانستان وجاء فيه:

يقول وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إن جنوده سيتحملون عناء الحرب في أفغانستان إن هم اعتقدوا أننا في طريقنا لتحقيق مكاسب، ولكن إن كانوا يعتقدون أنهم في مأزق فإن صبرهم سينفذ بسرعة.

صبر غيتس

وورد في ملاحظات غيتس لاحقا أن صبره قد عيل بخصوص حربي العراق وأفغانستان، و"لا أظن أن قادة طالبان في أفغانستان سيمرون على تلك الملاحظة مرور الكرام، وغيتس بذلك يكون قد زودهم وساعدهم على ما يجب عليهم عمله".

هناك مقالة في إحدى الصحف كتبها جنرال متقاعد من القوات الأميركية  الخاصة هو جيمس غافريليس يشرح فيها ما يميز عقيدة مواجهة حروب المتمردين الحديثة عن العمليات العسكرية التقليدية، وفيها يبين أن الحرب التقليدية تقوم على كسب الأراضي وتدمير قوة الخصم العسكرية، بينما مكافحة التمرد تعتمد على كسب الدعم الإنساني والشعبي وحرمان الخصم من الدعم الجماهيري.

وفيها أن الإقناع ووسائل التواصل أهم من تحديد العدو ومن يدعمه وهذه عقيدة تحتاج إلى جلد وصبر جميل من أجل النجاح في كسب عقول وقلوب السكان, لكن غيتس كان صائبا حينما قال إن أهم التحديات الأمنية التي تواجهها الولايات المتحدة في هذا العقد هي التمرد والإرهاب والحروب غير النظامية وتداعيات وعواقب ناجمة عن دول فاشلة.

يمكن لأصحاب نظريات محاربة التمرد أن يستشهدوا بالعراق كمثل على نجاح نظرياتهم ولكن ثمن نجاح تلك التجربة الباهظ سيحول دون التفكير في استخدامها مرة أخرى وعلى المنظرين العسكريين البحث عن أفكار جديدة.

تكاتفت جهود علماء الكيمياء وعلماء الفيزياء والمهندسين الإلكترونيين لتحقيق نجاحات عسكرية في القرن العشرين, فهل سيقوم علماء الاجتماع بهذا الدور في القرن الحالي؟.

مفعول الاعتذار

وهناك دراسة سلطت بعض الضوء على العلاقة بين علم الاجتماع ودراسة  الإرهاب ولكن الأمر ما زال بحاجة إلى المزيد من الأبحاث الميدانية، وهو ما يتم حاليا من جانب الحكومة الأميركية الحالية ويركز على مناقشة مواضيع مثل الثقافة العسكرية العراقية ومشاكل الهندسة المدنية هناك، علاوة على فهم الثقافة القبلية والمدنية في أفغانستان حيث بدأت الفرق الإنسانية التابعة للقوات الأميركية في هذا السياق منذ 2006 في كل من العراق وأفغانستان، وهنا يقول أحد أعضاء هذه الفرق الإنسانية بأن اعتذارا يمكنه تحقيق ما تعجز القاذفة بي 2 عن تحقيقه.

فهل تساعد مثل تلك الأبحاث على تحسين المعرفة الثقافية للقوات المسلحة الأميركية؟ أم أنها بدلا من ذلك ستحسن وتقوي قدرة الولايات المتحدة كقوة استعمارية؟ إن عبء ذلك يقع على عاتق علماء الاجتماع. 

تدنِّ قياسي للقتلى العراقيين

من جهتها ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن الخسائر البشرية من العراقيين تراجعت في مايو/أيار الماضي إلى النصف مقارنة بالشهر الذي سبقه، مشيرة إلى أن هذه الخسائر هي الأدنى منذ سنوات، وفقا لأرقام نشرت.

وقالت الصحيفة الأميركية إن وزارة الداخلية العراقية أعلنت عن مقتل 165 عراقيا جراء "العنف" في مايو/أيار الماضي 134 من المدنيين و31 من قوات الأمن العراقية، وهذه الأرقام تبقى أقل مما بلغته في أبريل/نيسان المنصرم الذي شهد مقتل 355 شخصا وقع 290 منهم ضحايا لتفجيرات استهدفت المدنيين.

ولفتت لوس أنجلوس تايمز إلى أن هذه الإحصاءات تعكس عجز "المتمردين" عن إطالة أمد الهجمات التي تصاعدت في أبريل/نيسان السابق.

غير أن الصحيفة تشير إلى أن ثمة مخاوف من أن "العنف" قد يتفاقم مجددا بعد إكمال القوات الأميركية انسحابها من المدن العراقية كما هو مقرر بحلول 30 يونيو/حزيران الجاري وفقا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين واشنطن وبغداد في ديسمبر/كانون الأول السابق.

ـــــــــــــــــــــــ

مركز يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية للاشتراك والاتصال www.annabaa.org///[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 7/حزيران/2009 - 10/جمادى الآخرة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م