
الكتاب: رحلة ابن فضلان الى بلاد الترك
والروس والصقالبة
تحقيق: شاكر لعيبي
الناشر: دار السويدي - أبوظبي
عدد الصفحات: 151 – قطع كبير
شبكة النبأ: يتهم الشاعر والباحث
العراقي شاكر لعيبي الثقافة العربية الراهنة بقلة التدقيق والاعتماد
على الضجيج وحضور "ثقافة الاشاعة... اذا لم نقل الاكذوبة" مستشهدا في
ذلك بالتعامل "البحثي" مع رحلة أحمد ابن فضلان التي تثبت "انغلاق" بعض
المثقفين على معارفهم اضافة الى نكران الشرق العربي لمنجزات المغاربة.
وقال في بحث عنوانه (الاوهام الايديولوجية والتخليط بشأن رحلة ابن
فضلان) ان مشرق العالم العربي يميل الى "النكران الصريح أو المتخفي
لمنجزات الاخرين عجما وعربا والتستر عليها بل السعي لاطفائها" في أدب
الرحلة والابداع الادبي والبحث العلمي والترجمة. بحسب رويترز.
وكان بحث لعيبي مثار نقاش في (ندوة الرحالة العرب والمسلمين..
اكتشاف الذات والاخر) التي اختتمت الاحد الماضي في الرباط واستمرت
جلساتها ثلاثة أيام بمشاركة نحو 50 باحثا.
والندوة التي نظمها (المركز العربي للادب الجغرافي-ارتياد الافاق)
ومقره أبوظبي ولندن تعقد سنويا في بلد عربي أو أجنبي حيث استضافتها من
قبل عواصم منها الخرطوم والجزائر.
واستعرض لعيبي الجهود السابقة في اكتشاف ونشر مخطوطة رحلة ابن فضلان
التي قام بها عام 921 ميلادية منذ وقعت نسخة منها عام 1215 ميلادية بين
يدي ياقوت الحموي بمدينة مرو في خراسان ثم طبع المستشرق الدنمركي
راسموسن عام 1814 جزءا منها نقلا عن معجم الحموي ضمن بحث له وكانت
الترجمة "تعاني من أخطاء قادمة جزئيا من شروط المخطوطة المنقوصة" ثم
توالت ترجمات الرحلة الى كثير من اللغات الاوروبية.
وأضاف أن الباحث التركي أحمد وليدي زكي طوغان اكتشف المخطوطة عام
1923 في متحف بمدينة مشهد الايرانية وحققها "ونشرها بالحروف العربية
والترجمة الالمانية" في مدينة لايبزيج عام 1939 كما عثر كاتبان فارسيان
على مقاطع أخرى لا تتضمنها مخطوطة مشهد. ثم حقق السوري سامي الدهان "بمقدمته
التأسيسية عربيا" رحلة ابن فضلان ونشرها مجمع اللغة العربية بدمشق عام
1959 ثم نشر في سوريا عام 1991 كتاب (رسالة ابن فضلان.. مبعوث الخليفة
العباسي المقتدر الى بلاد الصقالبة. عن رحلته الى بلاد الترك والخزر
والصقالبة والروس واسكندنافيا في القرن العاشر الميلادي) جمع وترجمة
وتقديم حيدر محمد غيبة.
وأخرج الامريكي جون تيرنان عام 1999 فيلم (المحارب الثالث عشر)
بطولة أنطونيو بانديراس وعمر الشريف وهو مأخوذ عن رواية (أكلة الموتى..
مخطوط ابن فضلان عن خبرته بأهل الشمال في عام 922 ميلادية) للامريكي
مايكل كرايتون.
كما كانت الرحلة أيضا موضوعا للمسلسل التلفزيوني السوري (سقف العالم)
الذي كتبه حسن يوسف وأخرجه نجدة اسماعيل أنزور عام 2007.
وأعاد لعيبي تحقيق الرحلة في كتاب (رحلة ابن فضلان الى بلاد الترك
والروس والصقالبة) وصدر عن دار السويدي (ارتياد الافاق) في أبوظبي عام
2003 ويقع في 151 صفحة كبيرة القطع.
وقال في بحثه ان التعامل العربي مع رحلة ابن فضلان دليل "كاف ومرير"
على كيفية تفكير شريحة واسعة من المثقفين العرب اما بنوع من الاستهانة
والكسل أو بدافع حماس أيديولوجي ضاربا المثل بكتاب (سفير عربي في
اسكندنافيا منذ 1000 عام) للمغربي أحمد عبد السلام البقالي الذي "يرى
أن ما قام به كرايتون (في روايته الخيالية) هو الرحلة عينها."
ويضيف "يبدو أن ما صدر وما كتب عن رحلة ابن فضلان لم يطفئ روح
الخرافة والاشاعة وعدم التمحيص لدى شريحة كبيرة من الباحثين والكتاب
والصحفيين والقراء... في فوضى الغاء مجهودات الباحثين.. تتصاعد حمى
الفانتازيا بشأن الرحلة" مستشهدا بكتاب صدر في السويد (رحلة ابن فضلان.
دراسة وتعليق وترجمة) العراقي سهر العامري يقول فيه انه ظل لسنوات يبحث
عن كل حرف يخص الرحلة " وقد تيقنت فيما بعد أن العرب لم يكتبوا الا
شيئا نزرا مقارنة بما كتبه الاوروبيون عنها."
كما يأخذ على الناقد العراقي "الفاضل" عبد الله ابراهيم قوله
"بتعليقات واثقة عن الروح السردية والاخر.. انطلاقا من رواية
كرايتون-غيبة التي اعتبرها نصا تاريخيا صحيحا" على عكس ما أصبح مستقرا
بخصوص التعامل مع رواية كرايتون كنص روائي خيالي لا علاقة له بالرحلة
الفعلية لابن فضلان.
ويصف لعيبي مسلسل (سقف العالم) بأنه "تتويج ذلك الخليط الذي أطلقه
غيبة والبقالي المدعوم برواية كرايتون... هنا (في المسلسل السوري)
تستعاد من جديد دون تمحيص الخرافة."
كما يسجل أيضا أن الروائي المصري بهاء طاهر نشر عام 2007 مقالا يحث
فيه على اعادة دراسة رحلة ابن فضلان حيث قال طاهر انه "لم يعثر في
الثقافة العربية على أثر لرحلة ابن فضلان باستثناء ما كتبه الباحث
السوري سامي الدهان الذي حقق المخطوط... ودراسة الباحث المصري فوزي
العنتيل التي قارن فيها ما سجله ابن فضلان بما كتبه علماء التراث
الشعبي."
ويرى لعيبي أن هذا دليل "على تقوقع بعض رموز الثقافة المصرية الذي
نقدره وإشاحته عمّا يجري في العالم العربي." |